المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية السعودية: ائمة المساجد يستعيدون زمام المبادرة.. مستغلين تفاقم صراع الاجنحة



Black_Horse82
27-04-2002, 07:49 AM
امير مكة يصدر تعميما يطالبهم بعدم الخوض في السياسة.. والمواطنون يتظاهرون بصمت
لندن ـ القدس العربي :
القادمون من المملكة العربية السعودية يجمعون علي ان حالة من الغليان تسود الاوساط الشعبية السعودية بسبب المجازر التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة، وعجز الانظمة العربية عن اتخاذ اي خطوة لوقفها.
ولاحظ المراقبون ان المواطنين السعوديين تجاوزوا عقدة الخوف التي كانت تسيطر عليهم، وبدأوا يتصلون بمحطات فضائية عربية مثل الجزيرة وشبكة الاخبار العربية اي.ان.ان ويتحدثون في برامجها المفتوحة عن خيبة املهم في حكومتهم وكل الانظمة العربية الاخري، ويتساءلون عن فائدة الجيوش العربية ومئات المليارات من الدولارات التي انفقت لتسليحها باحدث الاسلحة والمعدات.
فلم يكن من عادة السعوديين ان يتحدثوا في السياسة، وان تحدثوا ففي مجالس مغلقة وبحذر شديد، خوفا من اجهزة النظام القمعية، ولكن يبدو ان عقدة الخوف زالت، وبدأت بعض القيادات الدينية والسياسية تطالب علنا بمظاهرات احتجاجية، مثلما حدث مع الشيخ عبد الحميد آل الشيخ الذي دعا الي مظاهرة في الظهران، وتحدث الي قناة الجزيرة ، واختفي بعدها عن الانظار. والظاهرة اللافتة للنظر ان الشباب السعودي بات يرتدي الكوفية الفلسطينية ويتعمد ارتياد المساجد والاماكن العامة وهي علي اكتافه في تحد علني للحظر الحكومي علي المظاهرات والتجمعات الشعبية، واظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني. ويتزامن ارتداء الكوفية مع حملة مقاطعة شعبية شرسة للبضائع الامريكية بكل انواعها، وتوزيع بيانات امام المساجد تتضمن اسماء الشركات والبضائع الامريكية التي يتوجب مقاطعتها.
وفوجئ المصلون في الحرم المكي الشريف يوم الجمعة قبل الماضي بالشيخ السديس خطيب الحرم يلقي خطبة قوية يشبه فيها اليهود بالقردة والخنازير وقتلة الانبياء وناقضي العهود. ومصدر المفاجأة انه منذ احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) تجنب خطباء المساجد الخوض في الامور السياسية بعد اجتماع عقده معهم الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد طالبهم فيه بعدم احراج اولي الامر، والابتعاد عن ما يثير الامريكيين ضد المملكة وحكومتها.
امام الحرم المكي الشريف لم يكتف فقط بالتهجم علي اليهود مستخدما عبارات الشيخ اسامة بن لادن وبياناته المتطرفة، وذهب الي حد ادانة مبادرات السلام، والمطالبة بسحب المبادرة السعودية الاخيرة التي حملت اسم الامير عبد الله ولي العهد.
خطبة امام الحرم التي جاءت في اطار حملة منسقة لأئمة مساجد اخري في بريدة والظهران والرياض وجدة، اثارت العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة ما يحدث في المملكة، وما يتردد حول تصاعد الخلافات بين الاجنحة الحاكمة فيها. فاللافت ان خطب الجمعة شديدة اللهجة هذه تزامنت مع تواجد الامير عبد الله ولي العهد في الدار البيضاء، وقبل بضعة ايام من مغادرته الي تكساس للقاء الرئيس الامريكي، والاكثر من ذلك ان وكالة الانباء السعودية الرسمية نقلت مقاطع مطولة من خطبة الشيخ السديس التي تهجم فيها علي اليهود وادان فيها مبادرات السلام.
مصدر سعودي عال المستوي، قال لـ القدس العربي ان اشقاء الامير عبد الله من السديريين ربما كانوا وراء هذا التوجه المفاجيء، والخطب النارية. فالمقربون من الامير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران، واشقائه الامير نايف وزير الداخلية والامير سلمان امير منطقة الرياض اكدوا ان هؤلاء الامراء قرأوا عن مبادرة الامير عبد الله في الصحف، مثلهم مثل غيرهم، ولم يتم التشاور معهم حولها علي الاطلاق، ولهذا تجنبوا التعليق عليها.
والاكثر من ذلك، كما قال المصدر، ان الامير سلطان الذي كان يقضي اجازته في اغادير المغربية اثناء اطلاق المبادرة طلب مساعدوه من صحافيين سعوديين عدم طرح اي اسئلة حول المبادرة اثناء لقائه بهم بعد عودته واثناء جولة له في المنطقة الجنوبية.
ومما يعزز هذا الاتجاه، ان الامير عبد المجيد بن عبد العزيز امير منطقة مكة، واحد المقربين من الامير عبد الله ولي العهد، اصدر تعميما قبل ثلاثة ايام الي جميع ائمة المساجد بمن في ذلك امام المسجد الحرام ينبه فيه الي انهم بدأوا في الايام الاخيرة يتحدثون عن الصهيونية واليهودية والتطبيع ومبادرات السلام وما يجري في فلسطين، الامر الذي يعتبر خروجا علي صلاحياتهم، واكد في التعميم نفسه ان اختصاصات ائمة المساجد محصورة في الدعوة الي الله وتوعية الانسان المسلم بامور دينه.
المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية منزعجة من الضغوط التي تمارس عليها حاليا بضغوط من الولايات المتحدة، وتتمثل في تغيير المناهج وتقليص صلاحياتهم، ويبدو انهم، كما يقول احد المراقبين، استغلوا وجود خلافات في الاسرة حول مبادرة السلام للعودة بقوة الي الواجهة.
ويتوقع خبير في الشؤون السعودية ان تتزايد موجة السخط الديني والشعبي اذا فشلت زيارة الامير عبد الله الحالية الي امريكا في الوصول الي اي نتائج ملموسة في وقف الانحياز الامريكي الصارخ الي جانب المجازر الاسرائيلية.
وقال ان تأكيدات وزير النفط السعودي علي النعيمي المتكررة بعدم استخدام النفط كسلاح، وزيادة الانتاج السعودي، ستزيد حتما من دائرة هذا السخط. واضاف قائلا ان السعودية لا تريد استخدام النفط كسلاح، وانما ابطال مفعول سلاح النفط بتعهدها لامريكا الحفاظ علي استقرار اسعاره تحت اي ظرف من الظروف