المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم تاييد امريكا فى العدوان على افغانستان



الحياد فن
29-04-2002, 11:59 PM
سؤال : هل يجوز تأييد وإعانة أمريكا على غزو أفغانستان ، بحجة القضاء على الإرهاب ومعاقبة المتسببين في التفجيرات الأمريكية ؟

الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

لايجوز تأييد الكفار بالقول أو الفعل أو أي نوع من أنواع التأييد ، على غزو بلاد المسلمين ، وهو من تولي الكفار ومظاهرتهم على المسلمين ، وهو من نوا قض الإيمان ، بل يجب على كل قادر نصر المسلمين إن تعرضوا لغزو من الكفار بإجماع العلماء ، قال الحق سبحانـــه : ( وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) وقال ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) وقال سبحانه ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، وقال ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أوليــــاء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهـــــم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) وقال جل وعز ( يايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء .. الآية ) .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهــــــا ، وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلمون تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ، ويجير عليهم أقصاهم ، وهم يد على من سواهم ، يرد مشدهم على مضعفهم ، ومسرعهم على قاعدهم ، لا يقتل مؤمن بكافر ، ولاذو عهد في عهـــده ) رواه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وروى مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه ( المؤمنون كرجل واحد ، إن اشتكى رأسه ، اشتكى كله ، وإن اشتكى عينه اشتكى كله ) ، وعن أبي موسى مرفوعا ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) متفق عليه .

وقال الإمام الجصاص في أحكام القرآن ( معلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ، ولم تكن فيهم مقاومة فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم ، أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين ، وهذا لاخلاف فيه بين الأمة ) 4/312

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه ( إذا دخل العدو بلاد الإسلام ، فلاريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب ، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة واحدة ) الاختيارات العلمية 4/ 609

وتحرم الشريعة الإسلامية تحريما قطعيا ، تأييد الكفار لغزو بلد من بلاد المسلمين ليعاقبوا أهله بالقتل عدوانا وظلما وطلبا للانتقام بغير حق بسبب أمر لم يتبين فاعله ، بل حتى لو ثبت أن فئة بين ذلك الشعب الأفغاني ، أعانت من اعتدى على البلد الكافر ، ففعلوا في أهلهـــــا خلاف مقتضى الشرع ـ الأمر الذي أنكره المتهمون بذلك إنكارا قطعيا ـ فلا يعد في الشريعة الإسلامية هذا ذريعة كافية لتأييد الكفار على العدوان على شعب مسلم بكامله ليقتلوا ويشردوا مئات آلاف من الأبرياء ، بناء على قوانين وضعية قائمة على الكفر والجور والظلم ، وهو أي تمكين الكفار من البلاد الإسلامية لغزوها واحتلالها ، أو إعانة الكفار أو الدخول في تحالف معهم في قتالهم للمسلمين بحجة مكافحة ما يطلقون عليه (الإرهاب ) وهي كلمة مبهمة المعنى ، يتلاعبون في مقصدهم منها حسب مصالحهم ، تمكين الكفـــار من ذلك ضرب من تولي المسلم للكفـــار ، وقــد قال تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعـــل ذلك فليس من الله في شـيء …الآية ) ، وقال : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ، والواجب شرعا أن يقام الدليل الثابت على وقوع العدوان من المسلمين ، وأنه عدوان بحكم الشريعة الإسلامية ، ثم معاقبتهم بحكم حاكم مسلم بالشريعة الإسلامية ، وعلى هذا جماعة العلماء من جميع المذاهب لا يختلفون فيه ، ولا يجهله إلا جاهل بأحكام الشريعة الكاملة المطهرة ، كما دلت على ذلك النصوص القطعية ، وانعقد الإجماع على تحريم إسلام المسلم الجاني إلى كافر يحكم فيه بغير حكم الله تعالى ، فكيف بإسلام شعب مسلم لتفتك به دولة كافرة ولتقتل الأبرياء من المسلمين ، ولتسعى في الأرض فسادا ، طمعا في مصالح اقتصادية ، وهيمنة سياسية ، ولاحتواء البرنامج النووي الباكستاني ، ودون أن تقيم أي دليل على مزاعمها بأن أحدا بين ذلك الشعب اعتدى عليها ، وهي مع ذلك تعين اليهود الذين يقتلون آلاف الأبرياء من مسلمي فلسطين ، وتتغاضى عن جرائمهم الشنيعة ، وتدعمهم بكل ما أوتيت من حيلة سياسية ، وقوة عسكرية من عقود طويلة ، هذا والدلائل اليقينية تدل على أن الله تعالى سينصر الشعب الأفغاني لانه مظلوم تكالبت عليـــه قوى الشر ، بطرا واستكبارا بغير برهان على مزاعمهم التي جعلوها مجرد ذريعة لعدوانهم ، وقد صرح وزير الخارجية الباكستاني للإذاعة البريطانية يوم 3رجب 1422هـ ، أن الأمريكيين أفصحوا له بنيتهم العدوان على أفغانستان منذ شهر صفر من هذا العام ، للقضاء على حكومتها وتغيير الحكم فيها ، فلم تكن التفجيرات التي يجهل فاعلها ، إلا ذريعة للقضاء على الحكومة الأفغانية التي يؤيدها عامة الشعب الأفغاني ، وتحكم بالشريعة الإسلامية المطهرة ، وما نقموا منهــم إلا أنهم آمنوا الله ورسوله واختاروا الانقياد لشريعـــة الله تعالى ، وقـــــد قال الله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) و قال الحــق : ( سيهزم الجمع ويولون الدبــــــر ) وقال الحق سبحانه ( وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ) والله أكبر وهو حسب المؤمنين ، ونعم الوكيل ، اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، رد كيد الكافرين في نحورهم ، وانصر الإسلام والمسلمين آمين والحمد لله رب العالمين .

حامد بن عبد الله العلي
3 رجب عام 1422هـ

فتاوى العلماء من مختلف البلاد الإسلامية



فتوى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي

وفي السياق ذاته أصدر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي فتوى شرعية تحرم على أي دولة عربية أو إسلامية الانضمام للتحالف الدولي الذي تدعو إليه الولايات المتحدة لمحاربة ما يسمى بالإرهاب أو شن حرب على أي فرد أو دولة دون دليل قاطع على تورطها.

وجاء في فتوى الشيخ الطنطاوي أنه "لا يجوز شرعا لأي دولة إسلامية أن تدخل في تحالف إلا لنصرة المظلوم أو الدفاع عن الحقوق". وندد في نفس الوقت بالهجمات التي ضربت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول.

واعتبر إعلان أفغانستان الجهاد على الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها هو أمر مشروع، وكان طنطاوي قد قال في خطبة الجمعة الماضية "إن الجهاد معناه نصرة المظلوم والحفاظ على والدفاع عن العرض والكرامة الإسلامية ضد كل من يعتدي على المسلمين دون أي وجه حق"، وأكد أن الاعتداء على دولة إسلامية بدون وجه حق جريمة يجب منعها.

المصدر الجزيرة نت 24/9/2001

فتوى جبهة علماء الأزهر


أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا يطالبون فيه الدول العربية والإسلامية بعدم الانضمام إلى التحالف الذي التحالف الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة ما أسمته بالإرهاب

وقالت إن هذا التحالف قد ينزل عقابا بدول إسلامية بريئة من دون أدلة قاطعة وقالت الجبهة التي تضم عددا من علماء الأزهر في البيان أنها تستنكر انضمام دول عربية وإسلامية إلى هذا التحالف بعد إن انفردت أمريكا بتعريف الإرهاب ، واتهام دول عربية واسلامية بعينها وقالت إنه على ا لدولة العربية والإسلامية أن تكون حريصة حتى لا تستخدم في العدوان على جيرانها سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين بغير أدلة ثابتة ونددت الجبهة بمحاولة إلصاق التهم عن الأحداث والهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي بالعرب والمسلمين مشيرة إلى أ ن المسلمين هم الذين يتعرضون لأشد أنواع الاعتداءات وقالت إن حجم الإرهاب والعنف الذي قامت به إسرائيل ضد الفلسطينيين لايقل شناعة وإجراما عما حدث في واشنطن ونيويورك ، ودانت الجبهة في هذا الصدد الهجمات التي تعرضت لها أهداف حيوية في الولايات المتحدة مشيرة إلى أن ذلك ضد الإسلام الذي لا يبيح إزهاق الأرواح وإراقة الدماء من دون ذنب .

كما دعت الجبهة في بيانها الولايات المتحدة الأمريكية إلى التثبت قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد دول وأطراف بريئة من الهجمات الأخيرة ، وإلى التخلي عن الدعوة إلى الحروب الصليبية . المصدر وكالة الأنباء الكويتية ـ شبكة محيط

22/9/2001م

فتوى الشيخ يوسف القرضاوي
أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بتحريم تعاون الدول الإسلامية مع دولة أخرى لضرب دولة مسلمة. وطالب الدول الإسلامية أن تتأكد من أن أفغانستان أو أي دولة مسلمة هي المسؤولة عن الهجمات على الولايات المتحدة قبل التحالف معها.

ودعا القرضاوي أثناء حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة" الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية في قطر مساء الأحد المسلمين إلى عدم التحالف ضد بلد مسلم, في إشارة إلى أفغانستان. وشدد على أهمية أن يتحالف المسلمون "على البر والتقوى وأن لا يتحالفوا على الإثم والعدوان".

وطالب الدول المسلمة أن تتأكد من أن أفغانستان هي المسؤولة عما حصل من هجمات في الولايات المتحدة قبل الإقدام على التحالف مع واشنطن وحلف الناتو لضرب طالبان.

كما أعرب عن دهشته لإبداء باكستان استعدادها للتعاون "في غزو شقيقتها في المصلحة والجوار -حتى من الناحية العرقية- بأن تجعل أجواءها وأرضها مجالا لغزو أفغانستان". المصدر الجزيرة نت 24/9/2001م





فتوى رابطة علماء فلسطين
أصدرت رابطة علماء فلسطين فتوى تحرم على الدول الإسلامية التعاون أو التحالف العسكري مع الولايات المتحدة لضرب أي بلد مسلم. وأكدت في الوقت نفسه حرمة قتل الأبرياء الآمنين من المدنيين أيا كانت هويتهم.

وجاء في بيان الفتوى الصادرة عن رابطة علماء فلسطين والتي تلقت الجزيرة نسخة منه أن تعاون المسلمين فيما بينهم على الإثم والعدوان حرام، "فمن باب أولى أن تعاون المسلمين مع أعدائهم ضد إخوانهم على الإثم والعدوان هو أشد حرمة".

وورد في بيان الفتوى "يحرم شرعا على أي مسلم حاكما أو محكوما جماعة أو دولة أن يتعاون أو يتحالف مع أميركا بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك بالقتال إلى جانبها أو تسهيل مهمتها أو فتح الأجواء أو المطارات أو القواعد أو الموانئ لقواتها، لتشن عدوانها على أي بلد مسلم كأفغانستان أو الباكستان أو العراق أو سوريا أو إيران أو لبنان أو مصر أو غيرها من بلاد المسلمين".

وحض البيان المسلمين على التعاضد في مواجهة أي خطر يتهدد أمنهم أو يستهدف أحدا منهم. كما أكد حرمة قتل الأبرياء الآمنين أيا كانوا، مشيرا إلى أن المسلمين هم أكثر من عانوا من الإرهاب.

ودعت رابطة علماء فلسطين في بيانها الولايات المتحدة إلى مراجعة مواقفها المؤيدة للإرهاب الإسرائيلي عسكريا واقتصاديا وسياسيا. واعتبرت أن ما ستقوم به واشنطن من رد عسكري على أفغانستان انتقاما على الهجمات التي ضربت نيويورك وواشنطن بمثابة إعلان حرب على الإسلام والمسلمين . المصدر الجزيرة نت 24/19/2001م

فتوى علماء من الأردن
أكدت فتوى صادرة عن لجنة العلماء بحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني المعارض أنه من غير الجائز شرعا تعاون البلدان المسلمة مع الولايات المتحدة في العدوان على بلد مسلم آخر بدعوى مكافحة ما يسمى بالإرهاب إثر الهجمات على مواقع أميركية يوم الثلاثاء الماضي.

وأكد نص الفتوى أن "المسلمين أمة واحدة فرض عليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى... للدفاع عن دين الإسلام وأرض المسلمين".

وأشار علماء حزب الجبهة أكبر تنظيم أردني معارض إلى أن "النصوص الشرعية تبين أن التحالف مع الولايات المتحدة للاعتداء على أي بلد مسلم حرام شرعا وهو من الخيانة لله ولرسوله وجماعة المؤمنين وهو من أعظم الكبائر والآثام".

وأضافت الفتوى أنه "لا يجوز لحكومة مسلمة أو شعب مسلم أن يقدم للمعتدين أي دعم مادي أو سياسي أو يوفر لهم غطاء يمنحهم الشرعية في عدوانهم, فإن مقدم هذا الدعم يشارك في العدوان ويتحمل نتائجه خزيا في الحياة الدنيا وعذابا أليما في الآخرة".

وتتهم الولايات المتحدة أسامة بن لادن المقيم في أفغانستان بالوقوف وراء الاعتداءات التي شهدتها واشنطن ونيويورك الثلاثاء الماضي .

المصدر الجزيرة نت 24/9/2001م

فتوى الشيخ حمود بن عقلة الشعيبي
أفتى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي بتحريم تعاون أي دولة مسلمة مع الولايات المتحدة الأميركية ضد دولة مسلمة أخرى. وقال الشيخ حمود في فتواه المنشورة في موقعه على الإنترنت إن مثل هذا التعاون يعد نوعا من الموالاة والمظاهرة على المسلمين.

ودعا الشيخ حمود -وهو رئيس سابق لقسم العقيدة في جامعة الإمام بن سعود في القصيم بالمملكة العربية السعودية- المسلمين إلى نصرة حكومة طالبان ضد الاعتداء الأميركي المحتمل.

واستدل الشيخ حمود بعدد من الآيات من القرآن الكريم ونصوص من السنة النبوية على وجوب نصرة الشعوب المسلمة للدولة المسلمة التي تواجه عدوانا من جانب دولة غير مسلمة. وأوضح أن النصرة "تكون بالمال والبدن والرأي والمشورة والإعلام والذب عن أعراضهم وسمعتهم والدعاء لهم بالنصر والتأييد والتثبيت".

وحذر الشيخ حمود الدول المجاورة لأفغانستان من مغبة "خذلانها وتمكين الأعداء منها لاعتباره نوعا من نصرة الكفار"، وأشار إلى أن تلك الدول لن "تفلت من عقوبات الله القدرية وأيامه المؤلمة ونكاله العظيم، كما أن التاريخ والشعوب لن تنسى لتلك الدول هذا الخذلان، وسيبقى عارا عليهم وعلى شعوبهم مدى التاريخ".

وخص الشيخ حمود في تحذيره باكستان وقال إن "سماحها واستسلامها للأميركان أعداء الإسلام والمسلمين وتمكينهم من أجوائهم وأراضيهم ليس من الحكمة ولا الحنكة ولا السياسة في شيء لأنه يؤدي إلى إتاحة الفرصة للأميركان للاطلاع على أسرار دولتهم واكتشاف مواقع المفاعل الذري بدقة، وربما يؤدي ذلك إلى تمكين اليهود لضرب المفاعل النووي الباكستاني كما فعلوا بالمفاعل النووي العراقي من قبل".

وردا على القول بأن الدول الإسلامية ترتبط بمواثيق وعهود في مساعدتها للولايات المتحدة وأن على المسلمين الوفاء بها تساءل الشيخ حمود "لماذا لم تف أميركا بهذه المواثيق والعهود وتوقف اعتداءاتها وأذاها الكثير على الشعوب المسلمة". وقال إن العهود والمواثيق تلزم المتعاهدين بالوفاء بالعهد وإذا لم يفوا انتقض عهدهم.

وأوضح بأن أميركا معادية للإسلام والمسلمين، وأنها استبدت واعتدت على كثير من الشعوب الإسلامية كما فعلت ذلك في السودان والعراق وأفغانستان وليبيا، كما قامت بتشريد الفلسطينيين من ديارهم.

وعرج الشيخ حمود على كلمة محاربة الإرهاب التي تطلقها الولايات المتحدة وما تعنيه وتساءل "عندما أغارت أميركا بطائراتها وصواريخها على مصنع الأدوية في السودان فدمرته على من في داخله من موظفين وعمال فماتوا فماذا يسمى هذا؟ فهل ما فعلته أميركا في مصنع السودان لا يعتبر إرهابا؟".

وأضاف "وأيضا ما حصل للشعب الليبي من تجويع، وما حصل للشعب العراقي من تجويع وضرب شبه يومي، وما حصل لدولة أفغانستان المسلمة من حصار وضرب، فماذا يسمى كل ذلك؟ هل هو إرهاب أم لا؟". المصدر : الجزيرة نت 17/9/2001م



مقال مهم للشيخ سلمان بن فهد العودة
رؤية حول أحداث أمريكا
فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة
28/6/1422هـ


يكثر التساؤل هذه الأيام حول ما حدث في نيويورك وواشنطن، وهذه كلمات أحببت فيها بيان الرأي حول بعض ملابسات الحدث، وهي في جزء منها اجتهادٌ قابلٌ للنظر والمراجعة .
أولاً: الحديث عنها من الجانب الواقعي بوصفه أمراً قد حدث وقدِّر ووقع ولا سبيل إلى ردِّه، فهو مولود فاسد خرج من رحم الغطرسة والظلم والاستخفاف بكرامة الشعوب ، وثمرة مرة لشجرة غرسها الأمريكان فقد نجحت أمريكا نجاحاً باهراً في صنع الأعداء وتوسيع دائرة الناقمين عليها، وهذا واضح في هذا الحدث، فإن إصبع الاتهام ظلت تدور في فضاء واسع من المتهمين.

ولم يعد المرشحون للانتقام من أمريكا محصورين في طائفة أو شعب ، فالياباني و الفيتنامي و العربي لهم ترات ، بل الأوروبيون الذين بدؤا يحسون بالاضطهاد الأمريكي مرشحون أيضاً، ولذا فإن مظاهراتهم ضد مؤتمرات التجارة العالمية مظهر من مظاهر العداء.

والمسلمون على تباعد ديارهم نالوا حظاً وافراً من هذا البغي الأمريكي، وما يجري في فلسطين هو نوع من الذبح الأمريكي بسكين يهودية.

وبهذا لم تدع أمريكا لأحد فرصة إلا أن يكرهها و يمقتها، ولذا فليس عجباً أن يتساءل الأمريكي : لماذا هو بالذات المرشح الأول لعمليات الإرهاب ؟ولماذا هو المنادى دائماً للعودة إلى وطنه تحسباً من أعمال إرهابية؟

وسيجد الأمريكيون أنفسهم بحاجة إلى وقفة شجاعة تخلصهم من مسلسل الذعر المنتظر، بإصلاح سياستهم في العالم، كما وقف "نيكسون" قبل موقفاً شجاعاً بإعلان الانسحاب من فيتنام بعد أن كادت أمريكا تغرق في ذلك المستنقع ، فأنقذ شعبه وبلاده من نتائج حرب خاسرة .

وإن الأمريكيين بحاجة إلى مثل هذا الموقف لإصلاح السياسة الأمريكية وتخليصها من مسلسل عداوات الشعوب .

إن نتائج الظلم لا يمكن ضبط حساباتها ، ولا تقدير ردود أفعالها ، وذلك أن ردود فعل المقهورين و المظلومين كشظايا القنابل الانشطارية تطيش في كل اتجاه، وتصيب من غير تصويب .

إن ردود أفعال المظلومين و الموتورين لا يمكن التحكم في مداها ولا اتجاهها ، وإنها تطيش متجاوزة حدود المشروع والمعقول،مخترقة قوانين الأديان والأعراف.

وتكفر أول ما تكفر بالقانون الذي لم يوفر لها الحماية أولاً؛ فلذا لن يصبح حامياً لأعدائها. وهذا ما نراه في بعض العمليات التي تنطلق متجاوزة حدود الدين والقانون ومصلحة المنفذ ذاتها وحياته.

ولذا فإن العلاج الأول والحقيقي هو نزع فتيل الظلم الذي يشحن النفوس بالكراهية و المقت ، ويعمي البصائر والأبصار عن تدبر عواقب الأمور ، والنظر في مشروعيتها أو نتائجها.

وإن ( أحرص الناس على حياة) سيظلون في حيرة عند التعامل مع من يلغي حياته من حساب الأرباح ، ويسجل نفسه كأول رقم في قائمة الضحايا.

ثم إن القدرة على إلحاق الأذى والضرر تظل متاحة في كل الظروف، وربما بطريقة أبشع وأعنف، ومن المصلحة ألا نسمح بالتداعيات وردود الأفعال لأن تتكرر، فلا يصلح أن يكون هذا الحدث بداية لسلسة من الأحداث الدامية المشابهة، باعتبار أن القرار الغربي خضع لردود الفعل دون وعي أو بصيرة.

إن عدداً قليلاً من الناس دون أن يملكوا كبير شيء يقدرون على إلحاق الضرر إذا لم يكن لديهم وازع أخلاقي ذاتي .

وإن حماية المدنيين أمر عسير جداً، خاصة في وقت تداخلت فيه المصالح وتشابكت، وانتشرت الأسلحة حتى ربما أصبحت بعض الجماعات تملك أسلحة الدمار الشامل، كما يشاع في بعض التقارير.

ولـذ ا فإعادة النظر في أسلوب التعامل مع قضايا الشعوب أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى .

إن هذا الحدث صاحبه تَأَثُّر له ما يبرره، وإن كنا نلاحظ أن حشد التعاطف والتحالف تم بصورة مبالغ فيها،وأن مجاملة أمريكا كانت ظاهرة في كثير من ردود الفعل .

فليس هذا الحدث الوحيد، ولكن هناك أحداث لا تقل شناعة جرت في عصرنا هذا وكنا نحن جميعاً شهودها.

فمن ينسى مشاهد الذبح في صبرا وَ شاتيلا والتي تستمطر دموع الصخر ، ومن الذي نسي أحداث "سربنتسا" في اليوم الذي انسحبت فيه القوات الدولية ودخل الصرب فقتلوا نحو عشرة آلاف من المدنيين و ركموهم في القبور الجماعية.

ومن الذي ينسى أحداث " رواندا" يوم سبحت جثث القتلى العزل في البحيرة وذهبت طعاماً للتماسيح .

أما "هيروشيما" وَ " ناجازاكي" وَ "فيتنام" فقد أصبحت تاريخاً من التاريخ! وقتلاها بمئات الآلاف وبسلاح أمريكي.

فلماذا لم تحظ تلك المآسي بحظها الحقيقي من الاهتمام؟ ، ولماذا تُختار لنا الأحداث التي ينبغي أن نهتم بها أكثر ؟ والأحداث التي ينبغي أن ننساها؟

لقد دمرت الحرب العالمية وروعت،وحصدت ملايين البشر ، ولكن الحدث الذي لا يزال يُذكر ويُشهر ويُناح عليه هو محرقة اليهود، وكأن الحدث - لو صح- المأساة الوحيدة.

وهانحن اليوم نرى هذا الحدث يُبْرَز وكأنه المظهر الوحيد للإرهاب ، وكأن الإرهاب لا يكون إرهاباً إلا إذا كان في هذا الاتجاه.

إننا نعجب ونحن نسمع صيحات التهديد بالانتقام المدمر، ونحن نرى سفاحي صبرا وَ شاتيلا قد صاروا قادة دول ! وكل ما فعلته المحكمة الدولية هو حفظ القضية.

وسفاحوا البوسنة يحاكمون محاكمة باردة بطيئة، ربما تنقرض الأجيال ولم تصدر فيها الأحكام.

ومنذ أحد عشر شهراً والمجزرة مستمرة في فلسطين، يصل إلى اليهود الدعم الأمريكي غير المحدود ، ويصل الفلسطينيين النصح الأمريكي (بضبط النفس) وقد جاء دور الفلسطينيين ليهدوا النصيحة ذاتها للأمريكيين.

وإذا صح أن كل أزمة هي فرصة في الوقت ذاته، فهذا يصدق على أمريكا اليوم ، فهي أمام فرصة لمراجعة سياساتها الخارجية ، وأن تقف وقفةًً صادقة مع نفسها، باعتبارها شريكاً أساساً في العملية .

وأمريكا اليوم أمام اختبار لجدية دعاواها في العدل والحرية ، في التصرف الذي سيفرزه هذا الحدث .. فإذا ما استهدفت المدنيين الأبرياء الذين لم يشاركوا ولم يعلموا ولم يرشحوا ؛ لأنهم في بلد غير ديمقراطي - حسب التسمية والمعايير الغربية - فهي تعطي مبرراً جديداً لاستهداف المدنيين في البلدان الديمقراطية التي يشارك الأفراد فيها باختيار قياداتهم.

إن الولايات المتحدة ستخطئ خطأً تاريخياً إذا أفلحت من جديد في حشد عداوة المسلمين لها ضمن آلية معالجة هذا الحدث، وإذا أخذت البريء بذنب المتهم، أو اعتبرت ثقافة المسلمين وعقيدتهم ومناهج تعليمهم وطرائق حياتهم مسؤولة عن هذا الاتجاه .

إن الولايات المتحدة وهي تطرح شعارات الحرية وحقوق الإنسان وغيرها تمارسها بصورة انتقائية مصلحية ولا تتعامل معها كقيمة جوهرية حقيقية .

وفي مناطق عديدة في العالم من الصين إلى تركيا إلى الجزائر إلى الشيشان إلى فلسطين تبدو المسألة للمواطن الإسلامي في غاية الوضوح، أن ثمة انحيازاً صارخاً ، وانتقائية مفرطة.

وأمريكا الآن أمام اختبار عسير في تطبيق مبادئ العدالة وحفظ حقوق الإنسان وحقوق الشعوب .. والتزام المعايير التي تدعو إليها ، وليس من المعقول أن تطرح مصادر القرار فكرة: هل أنت معي أو ضدي ؟ هناك خيارات أوسع من هذا، وهناك في النهاية أسلوب ممارسة الاختلاف معك أو مع غيرك .

لقد جاء هذا الحدث آية كاشفة أن القوة البشرية مهما عظمت فهي محدودة ، وأن العلم وإن اتسع فهو قاصر .

فمن كان يظن أن هذه الدولة بصواريخها العابرة ، وبوارجها الماخرة، وقوتها الضاربة، تؤخذ بغتة بمثل هذه الضربة ، فإذا بها أمامها كأي دولة نامية لاحول لها ولاقوة.

من كان يظن أن نظام الاستخبارات الدقيق الذي صُوِّر للناس على أنه يرصد تحركاتهم وهمساتهم في غرف النوم تبقى فيه هذه الفجوة الواسعة التي تدخل منها طائرات مفخخة.

إنها شواهد على أن قدرة البشر محدودة، وعلمهم قاصر ، وأن مظاهر القوة لا تعني التناهي ولا الإحاطة ، ولكن غرور البشر يجهل هذه الحقيقة وتُسكِرُهُ نشوة القوة، فيقول: (من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) وحينها تأتي أحداث تكشف للمغرورين بقوتهم وعلمهم ما فيها من قصور (فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ).

إن الحدث يكشف للقوى العالمية المتنفذة أن اعتماد الحلول الأمنية لا يحقق الهدف وحده، ما لم يكن مصحوباً بدرجة عالية من الواقعية الحوارية ، والتنفيس ، وتفهم وجهات نظر الآخرين وخصوصياتهم والاستماع الجيد إليهم .
ثانياً: التنظير لما حدث من الجانب الشرعي على ضوء النصوص ، وعلى ضوء التطبيق النبوي والراشدي لأخلاقيات التعامل في الحرب والسلام ، وهذا لا يعني استباق نتائج التحقيق ، فإننا قد تعودنا توجيه أصابع الاتهام إلى المسلمين وعلينا التريث والانتظار حتى لا نقع في فخاخ يصعب الخروج منها .

ولكن من حيث المبدأ فالإسلام يمنع استهداف الأبرياء من النساء والأطفال ومن في حكمهم حتى حين تكون الحرب قائمة بين المسلمين والكفار، وليس الكفر بمجرده موجباً للقتل،فقد يكون الكافر ذمياً أو معاهداً أو مستأمناً أو رسولاً أو مستجيراً يجار حتى يسمع كلام الله ثم يُبْلَغُ مأمنه كما فى سورة التوبة.

ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون من بعده يؤكدون معاني الحماية للضعفة ومن ليس من أهل القتال ويتعاهدون رعايتها.

فعن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - فنهى عن قتل النساء و الصبيان . متفق عليه
وأخرج أبو داود بسند صحيح عن رباح بن الربيع –رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في غزوة فرأى الناس مجتمعين فبعث رجلاً فقال: انظر علام اجتمع هؤلاء؟ فجاء فقال: على امرأة قتيل! فقال – صلى الله عليه وسلم-: ما كانت هذه لتقاتل! قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد، قال : فبعث رجلاً فقال: قل لخالد : لا يقتلن امرأة ولا عسيفاً.

وفي رواية لابن ماجه : انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك ، يقول : لا تقتلن ذرية ولا عسيفاً .

والعسيف: الأجير ، فالعمال الأجراء حتى لو حضروا المعركة لا يجوز قصدهم بالقتال إذا كانت خدماتهم لا تتصل بالقتال، فغيرهم ممن لم يحضروا إلى ساحة المعارك هم أولى بأن تشملهم تلك الحصانة من أن توجه إليهم الأسلحة، ولو كانوا في بلاد الأعداء. وفي سنن أبي داود عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا بعث جيشاً قال له " انطلقوا باسم الله ، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً ، ولا امرأة ، ولا تغلوا "
وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر بعث جيوشاً إلى الشام فخرج يشيعهم فمشى مع يزيد بن أبي سفيان ثم قال : إنك ستجد قوماً حبسوا أنفسهم لله – يعني الرهبان- فدعهم وما حبسوا أنفسهم له .

ولعل من المناسب التذكير بعرْض مَلَكِ الجبال على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أن يُطْبِق الأخشبين على أهل مكة ، فقال-صلى الله عليه وسلم- : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئاً ، مع أن الإجهاز عليهم سيكون أمراً ربانياً من عند الله، وليس استئصالاً يتحمل تبعته الرسول والذين آمنوا معه .

فهؤلاء وهؤلاء هم محل للدعوة، وميدان للخطاب والبلاغ، والتقصير معهم في هذا الشأن في فترة من الفترات ليس ضربة لازب، فهناك جهود إسلامية واعدة بهذا الخصوص.

هذا - فضلاً - عن أن الميادين المدنية ، كالطيران المدني ، والأسواق ، والأماكن العامة هي فضاء مفتوح يلتقي فيه المسلمون بغيرهم ، والكبار بالصغار ، والرجال بالنساء والصبيان،فهي لا تصلح بحال أن تكون هدفاً حتى حين نكون في حالة حرب مع دولة ما.

ومن المصلحة الإنسانية العامة أن تظل بمنأى عن التجاذبات في كافة الأحوال والظروف.
ثالثاً : بالنظر إلى هذا الحدث وفق مقاصد الشريعة التي جاءت بتحصيل المصالح ودرء المفاسد، فإنه يمكن تقييم هذا العمل ضمن الإطار المصلحي وهذا يدخل فيه :
1- إمكانية أن يفرز الحدث سعياً جاداً لتصفية البؤر الجهادية في العالم خشية أن تفرز مثل هذا العمل ، وهذا ربما ينعكس على فلسطين والشيشان وكشمير ,وغيرها من المناطق الإسلامية وإن كنا لا زلنا نطمع أن يُغَلِّبَ القومُ صوتَ العقل والحكمة، وألا يستجيبوا للضغوط اليهودية أو الشعبية الداخلية العمياء ، وإذا كانت المجموعات التي تقاوم الاحتلال تعاني انسداداً بسبب العولمة فقد تُحكِمُ هذه الأعمال الخناق عليها أو تحاول .
2- وقد يمتد هذا إلى كثير من الأعمال الإسلامية الدعوية، والثقافية ، والخيرية، والتعليمية التي قد يصنفونها على أنها البيئة التي تضع القوالب ، وتهيئ المناخ. علماً أننا نعتقد أنهم هم الذين يصنعون المناخ باستعدائهم للشعوب وإعراضهم عن معاناتها.
3- وقد تتعرض الشعوب الإسلامية أو بعضها للأذى من هؤلاء الظالمين ، وكان الله في عون الشعب الأفغاني الذي لم يذق طعم الراحة والهدوء من عشرات السنين ، والذي يخشى أن يشهد المتناقضات ، ما بين غزو روسي ، إلى غزو أمريكي .
4- المعاناة الإسلامية داخل المجتمعات الغربية والتي صار المسلمون بموجبها في وضع لا يحسدون عليه ، وتعرضوا لبعض التضييق والاعتداء وكانت البداية في الهجمة الإعلامية التي وجهت مسؤولية الحدث تلقائياً إلى المسلمين، متجاهلة أن آخر حدث إرهابي شهدته الولايات المتحدة في اكلاهوما كان من مسؤولية اليمين الداخلي المتطرف وقد يكون اليهود المتنفذون إعلامياً وراء التسرع في الاتهام ، وهم ممن يستغل الأحداث بنذالة تجدر بهم ، ويتجاهلون المعاناة الإنسانية ، بل هم يتاجرون بجراح الآخرين .
إن الغرب يشكل متنفساً للمسلمين المضطهدين حتى في بلادهم في العديد من الحالات، وربما لولا القَدْرُ القائم من الرقابة الدولية لكانت الأوضاع في تلك البلاد أشدّ وأقسى .

وقد تحدث نكسة في هذا المضمار بسبب تعميم المسؤولية الذي يخشى أن تعتمده مصادر القرار في الغرب.
5- تنميط الصورة القائمة للمسلم في نظر المواطن الغربي على أنها صورة السفَّاح الذي لو تمكن لأثخن في الناس وصادر حقوقهم ، والإنسان العادي ينقل هذه الصورة الذهنية من الأشخاص إلى الثقافة والجنس والدين ، فيحملها مسؤولية هذا التصور.

وهذا يحول دون تقبل الإسلام أو التفكير فيه، ويعقد مهمة المؤسسات الدعوية في الغرب ، ويبني جداراً عازلاً يصعب هدمه أو تجاوزه ، علماً أن الجهود الإسلامية تظل محدودة لا تصل إلا إلى شريحة معينة ، أما الجماهير فتظل أسيرة التنميط الإعلامي بل ربما انتقل هذا إلى شعوب إسلامية لا تعرف حقيقة الدعوة والدعاة ، ولا برامج الإسلاميين إلا من خلال مثل هذه الأحداث، وعلى ضوئها ترسم الصورة بأحادية لا تستكثر من جمهور يميل إلى التعميمية والانسياق وراء الانطباعات الأولية .
وبعد فهذا ما يبدو في حدود النظر القاصر،ومعطيات الظروف الحالية، وقد يجعل الله فيما قدر وقضى خيراً لعباده بخلاف ما يظنون ويحتسبون، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

نسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ المسلمين في أديانهم ودمائهم وأعراضهم وبلادهم، وأن يكفيهم شر عدوه وعدوهم، كما نسأله جل وعلا أن يعز دينه، ويعلي كلمته، وينصر أولياءه، وأن يصلح أحوال المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق والدين، وينصرهم على القوم الكافرين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،،،




www.h-alali.net

hamed_alali@yahoo.com