المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية شكل المواجهه بين بن لادن وحكام ال سعود ..خاص ..خاص ..خاص..؟



waleed70
01-05-2002, 02:12 AM
تحول كبير
في المواجهة بين بن لادن وآل سعود


نشرة الإصلاح العدد 311 بتاريخ 22 أبريل 2002
تنبيه: مصطلح آل سعود يعني دائما الحكام والمتنفذين منهم وليس كل العائلة
إلى عهد قريب كانت المواجهة الثقافية والأمنية والعسكرية بين بن لادن وآل سعود مواجهة ثانوية تدور كلها في فلك كون آل سعود جزءا من المشروع الأمريكي أو من الأدوات التي تستخدمها أمريكا لحرب بن لادن وأمثاله. في الأيام الأخيرة قرر بن لادن -فيما يبدو- لأن يدخل في معركة مباشرة مع آل سعود على المستوى العسكري وعلى المستوى الشرعي أو الثقافي. وفي المقابل قرر آل سعود أن يتعاملوا مع هذا التحدي أمنيا وثقافيا وسياسيا مباشرة، أي بمعزل عن كونهم يقومون بحرب بن لادن بالنيابة عن أمريكا.

ماذا أعد آل سعود لابن لادن

أدرك آل سعود من خلال قرائتهم لإصدارات بن لادن الأخيرة وربما من خلال معلوماتهم الاستخباراتية الخاصة أن بن لادن تضمنهم في الاستهداف في المرحلة الحالية ثقافيا وعسكريا. وأزاء هذا الاستهداف من قبل بن لادن أضاف آل سعود لبرنامجهم الذي يواجهون فيه تحدي بن لادن بعض الأمور على المستوى الأمني والثقافي والسياسي نحاول استعراضها ونحاول مناقشة إن كانت فعلا تساهم في حمايتهم. وقبل أن نستعرض هذه الاستعدادات نتأمل في الأسس التي بنى آل سعود برنامجهم هذا عليها.

أسس تخطيط آل سعود لمواجهة بن لادن

أولا: فضلا عن أن أمريكا دولة عظمى وقطب وحيد يسيطر على العالم فإنها -حسب رؤية آل سعود- قد انتصرت انتصارا هائلا في معركتها مع بن لادن وأزالت دولة طالبان تماما وجعلت أتباع القاعدة ما بين قتيل وأسير. وبذلك فإن قرائتهم وفهمهم لأزمة سبتمبر هي أن من يعادي أمريكا لا يعيش ولن يكون له وجود. وأبعد من ذلك يرى آل سعود أن نتائج المعركة أثبتت أن رهانهم هو الرهان الصحيح ولذلك فهم في حال أقوى مما كانوا عليه أول الأزمة وأكثر تمكنا من التعامل مع من يلومهم على الوقوف مع أمريكا. وحتى مع تنامي العداء لأمريكا بعد أحداث فلسطين لا يزال آل سعود يعتقدون أن الناس يتفهمون تماما التعامل مع أمريكا تعامل الخضوع والطاعة.

ثانيا: آل سعود على قناعة تامة بأن جهازهم الأمني متماسك ومنضبط ويمكن الاعتماد عليه اعتمادا تاما حتى لو كان لقمع الشعب بشكل مباشر وبأوامر لإطلاق النار لأجل القتل. وأي تقارير ترد عن تعاطف أجهزة الأمن مع بن لادن أو مع أي جهة أخرى معارضة للدولة أو تقارير عن شيء من التردد في تنفيذ الأوامر هي –فيما يظنون- حالات استثنائية جدا. كما لا يجد آل سعود مشكلة في أن التحدي الوارد للنظام يأتي من عدة جهات وليس من بن لا دن وحده. ولذلك فإن آل سعود ليس عندهم مشكلة حاليا في استخدام قوات الأمن للحد الأقصى في كل مكان من المملكة للتعامل مع كل هذه التحديات في وقت واحد وبثقة كاملة.

ثالثا: آل سعود على قناعة تامة بأن العلماء الرسميين لن يترددوا في تلبية أي طلب من الدولة لتجريم أو إقصاء أي فرد أو جماعة وكذلك وصف أي عمل معين بالجريمة أو الحرابة أو حتى الكفر. وهم على قناعة كذلك بأن العلماء الرسميين جاهزون للاستمرار في تزكية الدولة وإضفاء الشرعية على تصرفاتها الحالية والماضية والمستقبلية وتأكيد "حكمة ولي الأمر" ومعرفته بالظروف الداخلية والمحلية والعالمية ووجوب طاعته طاعة مطلقة واعتبار أي شكل من أشكال الاعتراض عليه خروجا على الدين وجماعة المسلمين.

رابعا: آل سعود على قناعة تامة بأن الشعب حتى لو كان فيه تعاطف مع بن لادن فإنه بعيد جدا عن أن يستجيب لنداءاته بعمل مسلح أو أن يستجيب لنداءات غيره بعمل سلمي ضد الدولة. ويعتقد آل سعود أن الشعب لا يزال تحت تربيتهم في الخنوع والخوف وأن من يتجاوز هذه التربية يردعه النشاط الفائق لقوات الأمن في إرهاب المواطنين. كما إن آل سعود يعتقدون أنهم قد استأصلوا الوجود التنظيمي لجماعة بن لادن ويستبعدون أن يوجد منهم طلقاء يستطيعوا تنفيذ برنامج ضد الدولة.


استعدادات آل سعود لابن لادن

الاستعداد الأمني
ليس عند آل سعود نقص في الخبرة الأمنية ولا مشكلة في اتخاذ قرار بمزيد من الاعتقالات والتضييق الأمني. ويستفيد آل سعود بشكل خاص حاليا من كون ما يسمى بالرأي العام العالمي موجها ضد الإرهاب وأن ربط هذه الاعتقالات بالإرهاب سيخفف من نقد منظمات حقوق الإنسان. ولذلك قرر آل سعود شن مزيد من الاعتقالات في صفوف التيار المحسوب على بن لادن واتخاذ قرار بالاعتقال بالشبهة وليس بالمعلومات. وتكملة لهذا البرنامج تقرر إعادة فتح ملفات الجماعات الجهادية التي جمع فيها كمية هائلة من المعلومات بعد الحملة الواسعة التي جرت بعد انفجار الرياض والخبر سنتي 95 و96 ميلادية، واستكمال قواعد المعلومات التي أسست بعد تلك الحملة. من جهة أخرى تكثفت حملة التعاون مع الدول العربية الأخرى في حصار الجهاديين وتكثيف التعاون ضد ما يسمى بالإرهاب. أسلوب أمني آخر استخدمته الدولة هو التخويف المباشر لمن يفكر بمواجهة الدولة وذلك بتنفيذ ما يزعم بأنه حد الحرابة في حالات تم تجميدها وتأجيل النظر فيها سابقا بسبب حساسية وضعها مثل حالة ياسر عبود عسيري الذي قتل قبل أكثر من أسبوع. ويتحدث بعض المطلعين عن احتمالية قتل بعض من شارك في أحداث نجران وكذلك احتمالية قتل الشيشانيين الذين خطفوا الطائرة الروسية. ويندرج تحت الاستعداد الأمني اتخاذ قرار بقمع كل مظاهر المعارضة السلمية مثل المظاهرات والتجمعات والإضرابات حتى لو كانت لقضية فلسطين. وتستعين الدولة في ذلك بكون التوجه الأمريكي مع إسرائيل وضد الفلسطينيين ولذلك لا تحمل قلقا من نقد عالمي في هذا التصرف ما دامت أمريكا راضية عن تصرفها.

الاستعداد الإعلامي
يتعامل آل سعود إعلاميا مع تحدي بن لادن على مستويين، الأول مجرد له علاقة بابن لادن، والثاني من خلال علاقة ظاهرة بن لادن بالأحداث في فلسطين. اما الجانب الأول فلا يزال آل سعود حريصن على إظهار بن لادن وجماعته بالإرهابيين المتعطشين للدماء. لكن آل سعود يدركون أن ذلك لا يأتي بنتيجة كبيرة بسبب التعاطف العارم مع بن لادن ولذلك يستخدمون سياسة أخرى وهي سياسة التهوين من بن لادن واعتبار مشروعه قضية شعاراتية تافهة لا تتعدى الشعارات. وقد حاول آل سعود إلى عهد قريب التشكيك بان بن لادن خلف أحداث سبتمبر حتى لا يعطى انطباع بان بن لادن يستطيع تنفيذ عمل معقد وخطير مثل هذا. وبعد أن اضطروا للاعتراف بذلك فإنهم الآن يبثون في أجهزة الإعلام المحسوبة عليهم الانطباع بأن بن لادن وجماعته قد انتهوا ما بين قتيل وأسير. أما الجانب الآخر وهو ربط الظاهرة بفلسطين فإن آل سعود يدركون أن ذلك يعتبر تحديا خطيرا ولذلك حرصوا كل الحرص على تصوير بن لادن كما لو كان انتهازيا مزايدا على قضية فلسطين وإنه ليس له في القضية ناقة ولا جمل. في المقابل نفذ آل سعود مشروعا إعلاميا لإقناع الشعب أنهم خدموا قضية فلسطين وجعلوا من حملةالتبرعات الأخيرة في التفاز السعودي صورة مثالية لدعم القضية الفلسطينية. في المقابل حرص إعلام آل سعود على تقبيح صورة أي اعمال أخرى لدعم فلسطين بما في ذلك المظاهرات والاعتصامات.

الاستعداد الثقافي والشرعي
يعلم آل سعود أن بن لادن يتسلح بحجج شرعية وجدل يبرر به مواجهتهم أو تنفيذ عمليات ضد الأمريكان سواء عندهم أو خارج ديارهم. ويدرك آل سعود كذلك أن بن لادن يضعهم في موضع حرج حين ينجح في تصوير الأمريكان وكأنهم العدو رقم واحد للمسلمين وأن كل من تابع الأمريكان فهو مثلهم. ويتعامل آل سعود مع هذا الطرح من عدة مستويات: على المستوى الأول يشكك آل سعود من خلال مؤسستهم الدينية في أن الأمريكان أعداء حربيين ويستمروا في استخدام فتوى العلماء بشرعية وجود القوات الأمريكية في المملكة، بل إن أحد العلماء الرسميين وهو الشيخ الفوزان وفي فتوى مسجلة صوتيا وصل إلى حد الاستخفاف بمن يدعو لمقاطعة البضائع الأمريكية واعتبر هذه الدعوة غير شرعية ما لم يدعو لها ولي الأمر. المستوى الثاني هو في اعتبار أي اعتداء على الأمريكان أو غيرهم من القوات غير المسلمة في المملكة جريمة شرعية يعاقب عليها بحد الحرابة، وقد تكررت الفتوى بهذا المعنى من المفتي وغيره. المستوى الثالث هو في اعتبار أي عمل موجه لأمريكا عمل محرم وجريمة وافتئات على ولاة أمر المسلمين كما صدر عن بعض العلماء الرسميين.

الاستعداد السياسي
على المستوى السياسي لا تزال المشكلة مع بن لادن مرتبطة بكون المملكة جزءا من المشروع الأمريكي ولا يستطيع آل سعود الانفكاك عن ذلك. ومع أخذ الأسس التي ذكرناها وأهمها نظرة آل سعود لأمريكا يبدو جليا أن أمريكا لا تزال تراهن على أن الأمريكان قوة تستحق العبادة والتقديس. كما إن حسابات آل سعود مبنية على أنهم بالنسبة لابن لادن محسوبون بالضرورة على أمريكا ويجب عليهم الوقوف خلفها في مهمة القضاء على بن لادن. وهذا يفسر الاندفاع السعودي المخالف لكل توجهات الشارع العربي والمسلم في إرضاء أمريكا. وفضلا عن "الفزعة" السعودية للأمريكان في ضرب أفغانستان والتي سردنا فيها الخطوات التي صدرت عن آل سعود فإن الخطوات التي اتخذت حديثا حيال قضية فلسطين لا تقل في الاندفاع في دعم أمريكا. مبادرة الأمير عبد الله في التطبيع كانت قفزة سياسية هائلة لإرضاء الأمريكان، تبعها قرار الأمير عبد الله بزيارة أمريكا بعد أن زعم أنه ألغى زيارة سابقة بسبب السياسة الأمريكية في المنطقة، ثم تبع ذلك تصريحات بندر بن سلطان وسعود الفيصل التي اعتبروا فيها العمليات الاستشهادية إرهابا بل إن الأمير بندر بن سلطان حمّل عرفات جزءا من مسؤولية ما يجري في فلسطين. ولا يزال آل سعود يربطون مشكلة فلسطين الحالية بشارون شخصيا على أساس أنها مشكلة مؤقتة وليست مواجهة شاملة مع الدولة الصهيونية.

ما هي الحقيقة؟
نظرة بسيطة في الأسس التي اعتمد آل سعود عليها في التعامل مع بن لادن تبين حساباتهم المتخبطة. لا شك إن تقويمهم للأنتصار الأمريكي تقويم غبي وساذج وقصير نظر سواء من حيث إدراك ما يجري حاليا في أفغانستان أو من حيث معرفة ما أصاب شبكة بن لادن حقيقة أو من حيث ما يخبئه المستقبل من حوادث. أما الاعتماد على تماسك وانضباط الجهاز الأمني فالحقيقة أن آل سعود يصعب عليهم أن يتصوروا الجهاز الأمني يتفكك وقد عاشوا عقودا طويلة ينفذ الجهاز الأمني الأفكار التي تخطر ببالهم قبل أن ينطقوا بها. ولا تعتقد الحركة أن آل سعود يمكن أن يستفيدوا من الدرس الذي حصل في الجوف من عصيان مبطن. أما ثقة آل سعود بالمشايخ الرسميين فهذا لا خلاف عليه وسيبقى المشايخ الرسميون يوفرون لآل سعود أي فتوى حتى قبل أن تطلب، لكن المشكلة ليست في ذلك بل في مدى مصداقية هذه المجموعة من المشايخ. وحسب معلوماتنا لا يدرك آل سعود مدى الانحدار الذي أصاب هذه الشريحة من العلماء على مستوى المرجعية ومع ذلك لا يزالون يراهنون على اتباع الناس لفتاواهم. بقيت مسألة استعداد الشعب للتحرك، وهذه فيها شيء من التفصيل. الفئة الصغيرة الملتزمة مع بن لادن لا تختلف كثيرا عن شخصية أحمد الحزنوي الغامدي ولديهم استعداد فكري ونفسي وعسكري لتنفيذ أي توجيه. الفئة الأوسع قليلا وهم الذين تدربوا في أفغانستان لكنهم ربما غير مرتبطين بابن لادن شخصيا، هؤلاء ربما كان مستوى استعدادهم أقل من المجموعة الأولى لكنهم قطعا ليسوا مثل عامة الناس في إعطاء قيمة لهيبة الدولة. بقيت الدائرة الواسعة من المتعاطفين مع بن لادن وهؤلاء يصعب أن يتحركوا عسكريا ضد الدولة لمجرد تعاطف. غير إن أي عمل عسكري ضد الدولة لا يحتاج لكوادر كثيرة إن كان الهدف المختار محسوب بدقة ومبنيا على فهم التركيبة السياسية في البلد. وبناء على هذا التقويم للأسس التي بنى عليها آل سعود مواجهتهم مع بن لادن يمكن الحكم على استعدادهم الأمني والثقافي والشرعي والسياسي.



ماذا أعد بن لادن لآل سعود

يتفق الراصدون لحركة بن لادن وبياناته والإصدارات المحسوبة عليه أنه قرر استهداف آل سعود بذاتهم وبشكل مباشر وليس فقط كونهم تابعين لأمريكا. وسواء كان بن لادن وقت توقيتا مقصودا أو إن الأمور أتت قدرا فإن الأحداث الأخيرة جعلت بن لادن وجها لوجه مع آل سعود شرعيا وثقافيا وعسكريا. وإذا اعتبرنا أن بن لادن لديه استراتيجية وقدرة على التخطيط من خلال تجربة 11 سبتمبر فإننا يمكن أن نستقريء استعداده العسكري والثقافي والإعلامي في مواجهةآل سعود. ولكن قبل ذلك نحن بحاجة لتأمل الأسس التي بنى عليها بن لادن مواجهة آل سعود.

أسس تخطيط بن لادن لمواجهة آل سعود

أولا: يعتبر بن لادن دخول آل سعود طرفا مكشوفا في الحرب التي شنتها أمريكا على الطالبان بمثابة تهيئة نفسية لأن يجعل جزءا كبيرا من برنامجه موجها بشكل مباشر لآل سعود. وكانت سلسلة الفتاوى التي تكفّر من يدعم الكافر ضد المسلم وكونها مبنية على نواقض الإسلام المنصوص عليها بشكل واضح في كتب الدعوة السلفية بمثابة قنطرة تم عبورها لتجاوز الحاجز النفسي في الحديث عن كفر النظام السعودي. ثم جاءت أحداث فلسطين الأخيرة وحماس آل سعود لمبادرة التطبيع وسياستهم التي تدور في الفلك الأمريكي مما جعل الفرصة مثالية لابن لادن لأن يستهدف آل سعود إعلاميا وشرعيا وربما عسكريا.

ثانيا: رغم أن بن لادن قرر استهداف النظام حاليا ألا أن النظام لا يزال مرتبط بوضع أمريكا مما يجعل النظام عرضة للاهتزاز مع أي هزيمة أو ضربة تتعرض لها أمريكا. وتجربة 11 سبتمبر والانكشاف الذي أصاب النظام وتضعضع هيبته خلال الأيام الأولى بعد الضربة كانت من الأدلة على صحة هذا التفكير.

ثالثا: المجموعات التي تحسب على بن لادن مجموعات تعمل في دوائر متعددة كما ذكرنا أعلاه. وتعدد هذه الدوائر ونسبة ولائها واتباعها لتوجيهات بن لادن وتنوع درجة العلاقة الخاصة به لاشك يسبب إرباكا كبيرا للنظام ويجعل استئصالها من المستحيل. أضف إلى ذلك أنها توجد في بيئة المملكة التي يستحيل فيها تمييز الشخص الجهادي من غير الجهادي من مجرد المظهر أو البرنامج اليومي أو العلاقات.

رابعا: سارت الأحداث بعد تطورات فلسطين بما يدعم رسالة بن لادن وبقوة سواء من جهة تنامي الحقد على أمريكا أومن جهة اندفاع النظام السعودي في دعم أمريكا وموافقتها في سياستها في فلسطين. وسواء كان توقيت نشاط بن لادن الإعلامي الأخير مقصودا أو كان قدرا فإن التطورات على مستوى مشاعر الشعوب العربية وشعب المملكة تخدم وبقوة رسالة كل من يتحدث عن أن أمريكا عدوة ومن يصاحبها يصبح عدو.

خامسا: يمر النظام السعودي حاليا بأسوأ فتراته ويعاني من انكشاف اقتصادي وشرعي وسياسي. سياسيا تواجه الدولة تفككا في العائلة وخلافات مستورة يمكن أن تنبعث في أي لحظة، إداريا تواجه الدولة جمودا وتخلفا وفوضى، اقتصاديا تتجه الدولة نحو مصيدة الدين وانهيار اقتصادي وبطالة وخدمات منهارة ورسوم وضرائب مقابل بذخ في العائلة الحاكمة، أمنيا يلاحظ الشعب الحملة ضد المظاهرات والاعتصامات مقابل انهيار في الأمن الجنائي وارتفاع صارخ في معدلات الجريمة. شرعيا انكشفت شرعية النظام ولم يعد للعلماء الرسميين تلك المصداقية التي تنقذ النظام أمام حملة التشكيك القوية في شرعيته، وحتى على مستوى القضاء أصبح هناك إجماع بأن نظام الدولة القضائي نظام ظلم وأكل حقوق الناس.


استعدادات بن لادن لآل سعود

الاستعداد الإعلامي والثقافي
يلاحظ أن بن لادن سعى لتكثيف عدة رسائل منذ 11 سبتمبر على شكل بيانات وتسجيلات. الرسالة الأولى هي أن النظام السعودي أخطر من كونه غير إسلامي أو غير شرعي أو نظام كفري إلى كونه عدوا للإسلام محاربا للإسلام متآمرا مع أعداء الإسلام ضد المسلمين. الرسالة الثانية هي تقبيح صورة رؤوس النظام والشخصيات الرئيسية فيه إلى درجة الحكم بتكفيرها كما حصل في الجزء الذي لم يبث من الشريط الأخير حيث ورد النص بتكفير الملك فهد والأمراء عبد الله وسلطان ونايف وسلمان تكفيرا عينيا وبالإسم. الرسالة الثالثة هي في التهيئة النفسية لاستهداف هذه الرؤوس وذلك بربط قضية عداوة الإسلام والكيد له بها شخصيا واستغلال الظروف الأخيرة خاصة المبادرة لاعتبارها مبررا أخيرا لمثل هذا الاستهداف. الرسالة الرابعة في الاستفادة من العلاقة العضوية بين النظام السعودي والأمريكان وإظهار النظام على شكل خادم للأمريكان منفذ لكل طلباتهم ورغباتهم وبرامجهم، ومن ثم فهو خادم لإسرائيل واليهود. الرسالة الخامسة في السعي لإسقاط هيبة أمريكا من خلال إظهارها وقد اختُرقت وضربت ضربة عنيفة في رموزها الكبرى من قبل عدد قبيل من الفتية، وإسقاط هيبة أميركا يعني إسقاط هيبة من يتبعها. الرسالة السادسة في تضخيم شكل المشروع الجهادي بصفته يواجه أمريكا، وإذا كان الجهاديون ندا لأمريكا فبالضرورة يصبح حجم آل سعود أمام هذا المشروع ضئيلا.

الاستعداد العسكري
بالطبع لا يعرف الكثير عن استعدادات بن لادن العسكرية لكن يمكن الحكم على بعضها بشكل غير مباشر. على مستوى المملكة هناك جهتان يمكن أن تكونا هدفا للجماعات المحسوبة على بن لادن. الجهة الأولى هي الأمريكان أو القوات غير المسلمة في المملكة، ولا يمثل استهداف هذه الجهات أمرا جديدا لأن انفجار الرياض سنة 1995 والخبر سنة 1996 ثبت الآن أنها من جماعات محسوبة على بن لادن. الجهة الأخرى التي يقال أن بن لادن قرر استهدافها هي العائلة الحاكمة وربما رؤوس معينة هم الخمسة الذين ورد النص بتكفيرهم عينيا في الشريط الأخير. على مستوى خارج المملكة هناك أولا الحرب التي لم تتوقف في أفغانستان والتي تعتبرها الدوائر المحسوبة على بن لادن جهادا مستمرا ضد الأمريكان ويعدون فيها بالمزيد ويزعمون فيها عددا كبيرا من القتل والأسر للأمريكان. هناك حرب أخرى في اليمن حاليا حيث يقال إن التفجيرات الأخيرة هي عمل منظم صادر عن جهات محسوبة على بن لادن وأنها أرسلت للحكومة اليمنية أن لديها المزيد إن لم تتوقف عن مضايقة الجهاديين. ثم يأتي الحديث الذي لم يتوقف أبدا عن ضربة أخرى محتملة داخل أمريكا والتي يأخذها الأمريكان على محمل الجد لكنهم عجزوا حتى الآن أن يعرفوا نوعها ومكانها وتوقيتها. وهناك حديث آخر يدور كذلك في بعض الدوائر المحسوبة على بن لادن عن عمليات أخرى في أماكن أخرى لكن تنقصه المصداقية الكافية لاعتباره تهديدا حقيقيا.


التوقعات

المستوى الثقافي والإعلامي
على المستوى الثقافي والإعلامي لا يكاد أحد يجادل الآن بأن الدولة خسرت بلا حرب بل إنها تكتب خسارتها بيدها وهي تندفع كل هذا الاندفاع مع أمريكا وإسرائيل. ومما يدل على عدم تصور الدولة لوضعها الهش هو الإقدام على قرار دمج رئاسة البنات مع المعارف رغم معرفة الدولة أن التيار المستعد لتوفير الشرعية لها هو الذي استُفز أكثر من غيره بذلك القرار. ويمثل طرح تكفير الدولة وتكفير رؤوس النظام بالإسم تطورا خطيرا خاصة وأن الحركة لاحظت أن الحاجز النفسي في هذه القضية كسر لدى عدد كبير من الناس. ومن سوء حظ آل سعود أن الأوضاع تسير حاليا لترسيخ كل الرسائل التي يعتقد أن بن لادن يريد ترسيخها.

المستوى العسكري والأمني
يصعب الحكم على هذه القضية بل ربما يستحيل في الوقت الحاضر لأن الحكم يحتاج لمعلومات عن حقيقة كوادر بن لادن الملتزمة في المملكة. لكن الذي نستطيع أن نقوله إن حصول حادث كبير داخل المملكة سواء كان ضحيته شخص من العائلة الحاكمة أو هدف أمريكي فإن ذلك سيحدث تحولا كبيرا في الداخل يقلب الموازين وربما يزيح جزءا كبيرا من هيبة الدولة المتهالكة أصلا. وإذا حصل ذلك فربما يجر هذا الحادث سلسة تداعيات معقدة تخرج الوضع بسهولة من طور السيطرة بعد انفراط الأمن وتفتح المجال لمرحلة من الفوضى إن لم يكن هناك بديل جاهز للاستلام. أما إن حصلت تطورات خارج المملكة بما فيها ضربة مثلا في أمريكا فيحتمل أن تبعث تداعيات داخلية تسحب البساط من تحت آل سعود لكن ربما تكون أكثر انضباطا. ويعتقد أن آل سعود سيكونون في موضع الضعيف المستعد لأي شكل من أشكال التفاهم مع المحسوبين على بن لادن إن حصلت ضربة أخرى في أمريكا.