Black_Horse82
01-05-2002, 07:21 AM
محمد كريشان
مرة أخري يتاح المجال للصحافي الأمريكي توماس فريدمان لينفخ ريشه علينا كالطاووس ويبين بجلاء كم يزدري هؤلاء العرب ويستخف بهم ومع ذلك يتسابق إخواننا في الخليج في استضافته والإعلاء من شأنه ليس فقط بما يتجاوز حجمه بكثير كصحافي بل وبما ينقلب عجرفة غير مقبولة.
آخر صولات هذا الكاتب في النيويورك تايمز ما حصل في جلسة مفتوحة مع الجمهور هذا الأسبوع في منتدي الإعلام العربي في دبي حين خرج مزمجرا ساخطا علي أحد المتدخلين السعوديين المنتقدين انحيازه في كتاباته عن العرب وقضاياهم فقد رد عليه بالقول لن أبقي ... أنا غير مستعد لسماع هذا الغثاء.. . مما يؤكد أن الرجل الذي نصبته الصدفة وخيبتنا محاضرا في شؤون السياسة وأقوم المسالك في إدارة شؤوننا لا يستطيع للحظة سماع رأي مخالف وهو الآتي من العالم المتحضر ليعلمنا فن الاختلاف والتسامح مع الرأي الآخر وهو فن لم نتدرب عليه ولا نجيده باعتبارنا همجا متطرفين .
في شباط (فبراير) الماضي زار الرجل السعودية وتجول في أرجائها علي متن طائرة خاصة (!!) وذلك في إطار حملة للعلاقات العامة لتحسين صورة العرب والأمريكيين عن بعضهم البعض والتقي الرجل هناك مع عدد من المسؤولين والمثقفين وفي إحدي الجلسات مع بعض الكتاب والصحافيين أراد فريدمان إيجاد تفسير ما لأغلبية السعوديين من بين منفذي هجوم 11 ايلول (سبتمبر) ولماذا كل هذا الكره لبلاده وعالج الحاضرين من الوهلة الأولي بالقول لا أريد أن أسمع مبررات، أريد أن أكتب لأن مهمتي كما أراها هي لجنة تقصي حقائق(!!) وعندما حدثه الحضور عن التأييد الأمريكي الأعمي لإسرائيل وما خلفه ذلك من غل ضد واشنطن رفض الاستماع بصلف وعدم اكتراث كما نقلت بعض التقارير الصحفية التي نسبت له القول في تلك الجلسة الصاخبة لا أريد أن أسمع أي شيء عن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا... أريد أن أسمع تفسيرا لأحداث ايلول (سبتمبر) وعندما أصر أحدهم علي هذه النقطة وركز علي الهيمنة اليهودية في أمريكا غضب صاحبنا وأجاب بعصبية بالغة لا أسمح لك بإهانة معتقدي الديني وانسحب غاضبا بلا استئذان.
إذن الرجل لم يزر السعودية من قبل ولا دبي الآن ولا غيرها باحثا عن الحقيقة أو علي الأقل لسماع وجهات نظر أخري ولكن زارها مبعوثا خاصا لقيصر روما الحديثة فقط ليسمع ما يحب سماعه وليوزع حكمه النفيسة علي الحاضرين.
إن صحافيا أو كاتبا مهما كانت ملكاته المهنية أو الشخصية يري ناسا تتباري في دعوته والتهليل له لا شك سيفقد توازنه و يأكل في نفسه مقلبا ، ففريدمان الذي عمل خمس سنوات في بيروت ومثلها في إسرائيل صار في السنوات القليلة الماضية ضيفا بارزا علي محافل العرب في المنطقة، فالقاهرة تستضيفه لمحاضرة بمعرض الكتاب قبل ثلاث سنوات والسعوديون يضعون علي ذمته طائرة خاصة ويمنحونه أولوية إعلان وتسويق ما وصف بمبادرة الأمير عبد الله قبل أن تتعرب في بيروت وها هي دبي تضعه في صدارة المنصة مع كتاب دوليين مرموقين فضلا عن صحف عربية صارت تتباري في ترجمة مقالاته المليئة بالعظات الموجهة لمعشر العرب الحمقي الذين لا يعرفون أين هي مصلحتهم.
لا بد أن يكون كل ما جري مع هذا الكاتب الأمريكي الشديد الولاء لإسرائيل رغم تدثره بعباءة ليبرالية مزيفة درسا للجميع للتخلص من عقدة الخواجة لدينا وطالما أننا من هواة سماع الآخر فأنسب ألف مرة الاستعاضة عن فريدمان بكتاب إسرائيليين أكثر توازنا وإنصافا وهم ليسوا قليلين والأكيد أنهم، في أضعف الحالات، أقل انفعالا منه وأكثر تهذيبا.
مرة أخري يتاح المجال للصحافي الأمريكي توماس فريدمان لينفخ ريشه علينا كالطاووس ويبين بجلاء كم يزدري هؤلاء العرب ويستخف بهم ومع ذلك يتسابق إخواننا في الخليج في استضافته والإعلاء من شأنه ليس فقط بما يتجاوز حجمه بكثير كصحافي بل وبما ينقلب عجرفة غير مقبولة.
آخر صولات هذا الكاتب في النيويورك تايمز ما حصل في جلسة مفتوحة مع الجمهور هذا الأسبوع في منتدي الإعلام العربي في دبي حين خرج مزمجرا ساخطا علي أحد المتدخلين السعوديين المنتقدين انحيازه في كتاباته عن العرب وقضاياهم فقد رد عليه بالقول لن أبقي ... أنا غير مستعد لسماع هذا الغثاء.. . مما يؤكد أن الرجل الذي نصبته الصدفة وخيبتنا محاضرا في شؤون السياسة وأقوم المسالك في إدارة شؤوننا لا يستطيع للحظة سماع رأي مخالف وهو الآتي من العالم المتحضر ليعلمنا فن الاختلاف والتسامح مع الرأي الآخر وهو فن لم نتدرب عليه ولا نجيده باعتبارنا همجا متطرفين .
في شباط (فبراير) الماضي زار الرجل السعودية وتجول في أرجائها علي متن طائرة خاصة (!!) وذلك في إطار حملة للعلاقات العامة لتحسين صورة العرب والأمريكيين عن بعضهم البعض والتقي الرجل هناك مع عدد من المسؤولين والمثقفين وفي إحدي الجلسات مع بعض الكتاب والصحافيين أراد فريدمان إيجاد تفسير ما لأغلبية السعوديين من بين منفذي هجوم 11 ايلول (سبتمبر) ولماذا كل هذا الكره لبلاده وعالج الحاضرين من الوهلة الأولي بالقول لا أريد أن أسمع مبررات، أريد أن أكتب لأن مهمتي كما أراها هي لجنة تقصي حقائق(!!) وعندما حدثه الحضور عن التأييد الأمريكي الأعمي لإسرائيل وما خلفه ذلك من غل ضد واشنطن رفض الاستماع بصلف وعدم اكتراث كما نقلت بعض التقارير الصحفية التي نسبت له القول في تلك الجلسة الصاخبة لا أريد أن أسمع أي شيء عن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا... أريد أن أسمع تفسيرا لأحداث ايلول (سبتمبر) وعندما أصر أحدهم علي هذه النقطة وركز علي الهيمنة اليهودية في أمريكا غضب صاحبنا وأجاب بعصبية بالغة لا أسمح لك بإهانة معتقدي الديني وانسحب غاضبا بلا استئذان.
إذن الرجل لم يزر السعودية من قبل ولا دبي الآن ولا غيرها باحثا عن الحقيقة أو علي الأقل لسماع وجهات نظر أخري ولكن زارها مبعوثا خاصا لقيصر روما الحديثة فقط ليسمع ما يحب سماعه وليوزع حكمه النفيسة علي الحاضرين.
إن صحافيا أو كاتبا مهما كانت ملكاته المهنية أو الشخصية يري ناسا تتباري في دعوته والتهليل له لا شك سيفقد توازنه و يأكل في نفسه مقلبا ، ففريدمان الذي عمل خمس سنوات في بيروت ومثلها في إسرائيل صار في السنوات القليلة الماضية ضيفا بارزا علي محافل العرب في المنطقة، فالقاهرة تستضيفه لمحاضرة بمعرض الكتاب قبل ثلاث سنوات والسعوديون يضعون علي ذمته طائرة خاصة ويمنحونه أولوية إعلان وتسويق ما وصف بمبادرة الأمير عبد الله قبل أن تتعرب في بيروت وها هي دبي تضعه في صدارة المنصة مع كتاب دوليين مرموقين فضلا عن صحف عربية صارت تتباري في ترجمة مقالاته المليئة بالعظات الموجهة لمعشر العرب الحمقي الذين لا يعرفون أين هي مصلحتهم.
لا بد أن يكون كل ما جري مع هذا الكاتب الأمريكي الشديد الولاء لإسرائيل رغم تدثره بعباءة ليبرالية مزيفة درسا للجميع للتخلص من عقدة الخواجة لدينا وطالما أننا من هواة سماع الآخر فأنسب ألف مرة الاستعاضة عن فريدمان بكتاب إسرائيليين أكثر توازنا وإنصافا وهم ليسوا قليلين والأكيد أنهم، في أضعف الحالات، أقل انفعالا منه وأكثر تهذيبا.