المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ايطالية تؤيد حماس في غزة



MandN
01-05-2002, 01:24 PM
اعتدال قنيطة - فلسطين - الجيل للصحافة :

"أوسلو قلبت الصورة، صورت الضحية قاتلا والقاتل باحثا عن الأمن".. بهذه الجملة فسرت "تيتنس يانا" الطالبة الإيطالية سبب سفك دماء الشعب الفلسطيني على يد المجرم شارون في ظل توقيع اتفاقية السلام "أوسلو" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بتاريخ 4 -4-1994.
فيانا الشابة الشقراء لا تراها في كافة المسيرات التضامنية فقط، بل وفي بيوت الاستشهاديين، وتتنقل بين المؤسسات الإعلامية والأهلية لتجمع أكبر قدر من الحقائق عن تاريخ القضية الفلسطينية والجرائم التي يرتكبها المجرم شارون؛ حتى اعتقدت أنها مسلمة عربية لولا طريقة لباسها وعيونها الزرقاء التي تؤكد أنها أوروبية؛ لتثير بداخلي هي وزميلتها "إستيفان" دوامة من الأسئلة.. لماذا تعرض نفسها للخطر والموت على يد جيش الاحتلال؟ وما الذي يدفعها للتضامن مع شعبنا؟ وما هي معلومات الشعوب الأوروبية عن قضيتنا؟
الصورة مقلوبة :
فالطالبة تتيس يانا قدمت من وطنها إيطاليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني بتاريخ 2-4-2002، وقضت 5 أيام في مخيم الدهيشة للاجئين، ثم أجبرها الاحتلال الصهيوني على الرحيل إلى قطاع غزة، وانتهزت فرصة رغبتها في إجراء لقاء معي حول طبيعة مشاركة المرأة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى لأكشف الستار عن نظرة الشعوب الأوروبية للقضية الفلسطينية، فقالت: "العالم الغربي لا يدرك تماما حقيقة الصراع القائم في الأراضي الفلسطينية؛ لأن اتفاقية أوسلو التي وقّعها كلا الجانبين شوهت الحقائق، وقلبت الصورة؛ فالعالم الغربي منذ سبع سنوات وهو يشاهد التنسيق الأمني، واللقاءات تعقد بين الطرفين ظانًّا أن الأمن والسلام متحققان في المنطقة".
وأضافت بنبرة حزينة: "وللأسف الجانب الإسرائيلي ملتزم إعلاميا فقط بما جاء بنصوص الاتفاقية، بينما الجانب الفلسطيني (المعارضة) تنفذ عملياتها الاستشهادية في قلب إسرائيل، دون أن يُفهم أن الذي وقّع الاتفاق تنظيم واحد وهو منظمة التحرير الفلسطينية وليس كل فصائل الشعب الفلسطيني؛ فالأحزاب الإسلامية التي تمثل نسبة غير قليلة في الشارع الفلسطيني ترفض الاتفاقية لأنها تراها مجحفة، ولم توقع عليها، وبالتالي هذه الأطراف لم تخل بالاتفاق".
مشيرة إلى أن اتفاق أوسلو مجحف بحق الشعب الفلسطيني، وكان على الجانب الفلسطيني أن يعي هذه الحقيقة، وأنه أعطى إسرائيل شرعية التحكم بأكثر من ثلاثة أرباع الأرض، والمستوطنات ما زالت قائمة، بالإضافة إلى أنها تسيطر على المعابر والحدود والاقتصاد.
وأكدت يانا أن الحكومة الإسرائيلية استغلت قيام الحكومة الأمريكية بحروبها ضد الإرهاب لتقتل من تشاء من الشعب الفلسطيني وتسفك من تريد بذريعة محاربة الإرهاب.
الإعلام الغربي :
وعن حقيقة ما ينقله الإعلام الغربي حول الصراع العربي الإسرائيلي قالت: "الإعلام لا ينقل الحقيقة كاملة، وإن كان البعض قد بدأ يدرك من خلال المجازر التي يشاهدها على شاشات التلفزة أن إسرائيل تتعدى في الرد على الإرهاب".
قليل من الغربيين من يدرك حقيقة نشأة إسرائيل المزعومة على الأرض الفلسطينية، وأنها مقامة على أرض غيرها بدون وجه حق.. يانا طالبة التاريخ بإيطاليا اكتشفت هذه الحقيقة، وآمنت بحقوق الشعب الفلسطيني ليس من خلال دراستها المليئة بالأخطاء، وإنما من خلال بحثها عن الحقائق دون الاكتفاء بما تدرسه أو ما يُزوِّره التاريخ. وحول هذا تضيف يانا بصوت مليء بالحسرة: "إسرائيل دولة إرهابية أقيمت على دماء الشعب الفلسطيني وحقوقه منذ وعد بلفور الذي أعطى إسرائيل الحق في أرض الفلسطينيين، وسفْك دمائهم، وتهجير شعبهم، وتشريد من تبقى منهم".
يُذكر أن يانا تعد دارسة حول وضع المرأة الفلسطينية ومشاركتها السياسية؛ لشدة إيمانها بالقضية الفلسطينية وكراهيتها للصهيونية التي وصفتها بالعنصرية والفاشية.
من يدرس التاريخ يتيقن أن إسرائيل لن تنفذ أو تفي بأي اتفاق سلام.. عن هذا تؤكد يانا أنها توقعت أن إسرائيل لن تنفذ شيئا من بنود اتفاقية أوسلو منذ أن تم توقيعها في عام 1994، وستضيق الخناق على الفلسطينيين. وتضيف: الحكومات الإسرائيلية وسعت من حجم استيطانها وأحكمت السيطرة على منافذ أراضي السلطة الفلسطينية ولم تف بوعودها، في حين التزمت السلطة في ظل اتفاقية السلام أن تطارد المعارضة من حماس والجهاد، وتعتقل من تشاء منهما، وتحارب العمليات الاستشهادية التي كانت تتبناها هاتان الجهتان وتتخذها إستراتيجية لها.
إستراتيجية حماس :
وحول موقفها من العمليات الاستشهادية قالت يانا: "العمليات الاستشهادية هي الرد الحقيقي على مجازر شارون"، وأيدتها في الرأي زميلتها الإيطالية إستيفان التي كانت ترافقها في مدينة غزة بقولها: "شارون مجرم حرب، يرتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني الواحدة تلو الأخرى بدعم من الولايات المتحدة، ولا يجد أحدا يرده عن جرائمه". وأضافت: "العمليات الاستشهادية هي الرادع الوحيد لشارون للكف عن مجازره، وهي حق للشعب الفلسطيني الذي يذبح فلا بد له من مقاومة ليدافع بها عن نفسه".
وقاطعتها يانا بقولها: "إستراتيجية حماس أثبتت نجاحها، بل وأجبر شارون كافة التنظيمات الفلسطينية على اتباع إستراتيجية حماس؛ فبعد أن كانت حركة فتح ترفض العمليات الاستشهادية وتدينها اليوم نلاحظ أنها تنفذها وليس فقط بشباب بل بشابات، وهو ما يؤكد أن الموقف خطير، وأن الشعب الفلسطيني على وشك الانفجار، وأصبح حديث الشهادة هو الغالب على جميع أفراده"، مبينة أن "آيات الأخرس" الشابة التي عرفتها بعد استشهادها كانت تتمتع بصفات قوية وجريئة ومحبوبة، ورغم هذا دفعها إجرام إسرائيل إلى التضحية بنفسها.
شاهد على الجريمة :
استطاعت يانا وإستيفان أن تكونا شاهدتين على جرائم جيش الاحتلال بحق مخيم الدهيشة أثناء مكوثهما خمسة أيام في المخيم أثناء اجتياح جيش الاحتلال له، وحاولتا حماية أسرة الاستشهادية آيات الأخرس بجسديهما. وحول هذا قالت إستيفان: "الجيش الإسرائيلي مجرم وقاتل لا يفرق بين فلسطيني وأجنبي، وإن كان يحاول أن يمنع نفسه بأعجوبة حتى لا يطلق رصاصة على أجنبي حتى لا تفضح جرائمه".
وتروي إستيفان إحدى الجرائم التي شاهدتها فتقول: "خرجنا لنتفقد أهالي المخيم المحاصرين بالدبابات الإسرائيلية من الجهات الأربع، وسرنا بين الدبابات نحمل أرواحنا على أكفنا". وتضيف إستيفان بنبرة حزينة: "وإذا برصاص الاحتلال يتطاير فوق رؤوسنا ليصيب امرأة عجوزا في معدتها، ورأينا الدم ينزف من جرحها، ومع هذا فلم نستطع أن نقدم لها شيئا، ولا ندري ماذا حدث لها".
يُذكر أن إستيفان قدمت للمرة الثالثة إلى الأراضي الفلسطينية للتضامن مع شعبنا الفلسطيني، وأول قدوم لها كان في عام 1996. أما ديانا التي أبدت تأثرها بعائلة الشهيدة آيات الأخرس وإعجابها بها قالت: "قضيت ليلة كاملة في منزل عائلتها لنحميها بأنفسنا؛ لأننا كنا نتوقع أن يرتكب جيش إسرائيل جريمة بحقها انتقاما منها". وأفادت أنها في هذه الليلة زاد إعجابها بالاستشهادية آيات؛ لأنها عرفتها عن قرب وقضت ليلتها في الحديث مع أهلها عن آيات وصفاتها الجريئة وحبها لوطنها واستماتتها في الدفاع عنه.
جنين.. صبرا وشاتيلا جديدة:
"جنين مجزرة جديدة لصبرا وشاتيلا".. بهذه الجملة وصفت يانا الجريمة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق أهالي جنين، مؤكدة أن التاريخ يعيد نفسه، وشارون يعيد جرائمه بنفس الأسلوب، ولكن في مدن وقرى مختلفة؛ ففي السابق عام 1982 ارتكب مجزرة في مخيمي صبرا وشاتيلا، ومنع الإعلام من الدخول إلى هذه المخيمات، وفور انتهائه حاول أن يخفي جزءا من جرائمه.
وأضافت بأسى: واليوم شارون يعيد نفس الجريمة في جنين؛ فمنع الإعلام من دخولها، وأخلى المدينة من كافة الأجانب الموجودين بداخلها لكي يذبح ويقتل دون أن يُرى أو يعلم بجرائمه أحد.
وختمت كل من إستيفان ويانا حديثهما بقولهما: "شارون وبوش قتلة يجب محاربتهما، وللأسف الإعلام هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها الآن، وسننقل حقيقة ما يجري إلى شعبنا، وسننظم العديد من المسيرات للتضامن معكم".
يُذكر أن ما يزيد عن 500 أوروبي وفدوا من عدة دول للتضامن مع شعبنا في مخيم الدهيشة وكافة الأراضي الفلسطينية لتقديم الحماية من العدوان الإسرائيلي، واستطاعوا أن ينجحوا نوعا ما في ذلك؛ حيث دفعوا بأجسادهم كدروع بشرية لحماية أهالي المخيم، وخاصة أهالي الشهداء والاستشهاديين، ولم يخرجوا من الدهيشة إلا بعد أن اضطرهم جنود الاحتلال إلى الرحيل عنها، فجزء منهم تم ترحيله إلى المملكة الأردنية، وجزء آخر فضّل الرحيل إلى مدينة غزة.
وتركت يانا وإستيفان وما زال سؤال يتردد بداخلي وبداخل كل فلسطيني شاهدهما: "إذا كانت هاتان الأوروبيتان فهمتا حقيقة الصراع وأكذوبة عمليات السلام.. فمتى سيدرك دعاة السلام وحكامنا ذلك؟.. متى؟!! .