MandN
03-05-2002, 11:18 PM
نابلس ـ القدس العربي من علاء بدارنة:
مع تطور العلم ودخول التكنولوجيا في حياتنا اليومية وبعد ان اصبح بامكان الانسان القيام بجولة سياحية في الفضاء، الا ان الحياة علي الطرق بين المدن الفلسطينية تعود بنا الي عصور مضت عندما كان الجمل والحمار وسيلة نقل تمتلكها طبقة معينة من الشعب، ويعود السبب في هذا الرجوع الي تقطيع اوصال المدن الفلسطينية نتيجة الحصار الاسرائيلي والحواجز العديدة المقامة علي طول هذه الطرق.
ولكن الآن المواطن والموظف وحتي اصحاب مناصب ادارية عليا عليهم استخدام الحمار وسيلة نقل من حاجز ترابي الي آخر وبين الجبال والاشجار صيفا او شتاء وتتفاوت بين استئجار حمار عادي او ما اصطلح علي تسميته حمار (VIP) والسبب في التسمية طبعا هو وجود اضافات لوسائل الراحة كعربة جر مثلا وبالطبع التكلفة اعلي.
اكثر المناطق عملا وازدحاما بوسيلة النقل الجديدة هي الطريق الواصل بين محافظتي رام الله ونابلس وهي طريق تل، والتي يزيد طولها علي 7 كم، وعلي المواطنين عبورها بشكل يومي للتنقل بين المحافظات وهذه الطرق طبعا ليست سالكة باستمرار، وهذا يعتمد علي اهواء الجنود المنتشرين بنقاط مراقبة في الجبال، يغلقونها متي يشاؤون.
اكثر المواطنين معاناه هم الموظفون الذين يضطرون الي سلوك هذه الطرق بشكل يومي، اما التكلفة مختلفة طبعا وهذا يعود للتطورات الميدانية علي الارض.
تطوير وسائل النقل البدائية:
ابو محمد البوريني ويملك خمسة حمير تعمل علي خط ترابي واقع بين نابلس ورام الله في منطقة قريتي تل وبورين ينظم عمله علي طريقته الخاصة وقليلا ما يستريح، فالايراد اليومي لكل حمار يتراوح بين 60 و30 دولارا ولكنه في الفتره الاخيرة ادخل تحسينات وتطويرات علي حميره، بان اضاف عربات لبعضها وذلك لنقل البضائع، فهي الوسيلة الوحيدة لاصحاب التجارة لنقل بضائعهم بين المدن بعد ان اغلقت كافة المداخل، وبالطبع اسعار نقلها تتفاوت حسب الكمية كما يقول ابو محمد.
عبدالله التلاوي احد العاملين في المنطقة يتباهي بعربة حماره فهي الافضل بين الموجود هنا، لانه اضاف اليها كما يقول راديو كاسيت من اجل راحة الزبائن فهم بحاجة لسماع الاخبار باستمرار وخصوصا احوال الطرق التي تبثها احدي المحطات المحلية علي مدار الساعة لكن تقف بطريق عبدالله عقبات كثيرة، واشد خصومه هي الدبابات التي تغلق الطريق احيانا، وهذا يؤدي الي اضطراره لسلوك طرق اشد وعورة، فهو اعرف بهذه الطرق اكثر من الدبابات. ويضيف التلاوي عدا ان المنطقة غير آمنة اصلا، فيوميا نشهد اطلاق نار هنا والغاز المسيل للدموع الذي يطلق علي المسافرين لمنعهم من التنقل واتذكر شهيدا قتلوه العام الماضي عندما كان يحمل لاولاده اللوازم المدرسية مع بداية العام الدراسي عندما اطلقوا النار عليه في الجبال هنا واستشهد امام اعين الجميع .
انور واحمد وسعيد صبية يتسلمون العمل هنا بعد انتهاء دوام مدارسهم كي يستريح الاب، يحاولون التقاط الزبائن وغالبا ما يختلفون فيما بينهم في حالات الكساد، وسرعان ما يتفقون عندما تشتد الحركة، والخاسر هنا هو الراكب، عندما يوحدون اسعارهم في الايام الماطرة والموحلة ولا يكون امام الزبائي خيار الا الرضوخ لمطالبهم او الغوص في الوحل.
وفي فترة الصباح والمساء وهي اكثر الفترات ازدحاما بالعمل عند ذهاب وعودة الموظفين يكون علي الركاب الانتظار لفترات طويلة حتي تعود الحمير من الجهة المقابلة كي تنقلهم، ينتظرون بين ظل الاشجار وسط باعة متجولين يبيعون كل شيء ولكن الطلب يكثر علي السجائر والقهوة لتبريد الاعصاب قليلا. طلاب ومعلمون وموظفون ومدراء ونساء يستخدمون هذه الوسيلة الجديدة، رفض غالبيتهم الحديث الينا ليس خجلا وانما لان الوقت لايسمح لهم بالوقوف والانتظار وكان علي ان اصعد لاحدي العربات ذهابا وايابا للحديث مع الركاب ولكنهم اعطوني سعرا خاصا كصحافي شريطة ان اكتب اسماءهم بالتقرير وان التقط لهم صورا.
نوال، طالبة جامعية من رام الله تدرس بنابلس، قالت في السابق رفضت ركوب العربة وفضلت السير علي الاقدام لكن المشكلة ان المسافة طويلة وتزداد المشكلة عندما تكون معي حقائب فاستسلمت للامر الواقع وانا آتي هنا كل نهاية وبداية اسبوع واستأجر حمارا في كل مرة واصبح الامر عاديا جدا بل بالعكس الحمار والعربة اكثر امانا من السير علي الاقدام، فاذا اغلق الجيش هذه الطريق فاصحاب العربات يعرفون طرقا بديلة وهذا افضل من الانتظار لساعات والعودة من حيث اتينا وكثيرا ما حدث هذا معنا .
ابو نهاد كما فضل ان نكتب اسمه وهو تاجر يحضر هنا لاستلام بضاعته من الجهة المقابلة قال لقد تعاقدت مع احد الصبية هنا بسعر خاص وهو يحضر البضاعة لي وانا ارسل السائق لاستلامها لا يوجد امامي حل آخر.
سيدة كانت قد حضرت من السفر لتوها وبدت متعجبة عندما سألها احد الصبية علي نابلس يا حجة وبعد موافقتها علي السعر ظنا منها انها ستكون بداخل سيارة اخر موديل مع جهاز تكييف وهذا الاعتقاد ساد لديها من السعر الذي طلبه الصبي كانت الصدمة عندما رأت الحمار الذي سينقلها وحقائبها الي الجهة المقابلة ونصحها الجميع هنا بان عليها الموافقة فلا بديل.
سائقو السيارات العمومية الذين ينتظرون من كلا الجانبين بانتظار ما تحمله العربات والحمير لهم من زبائن لا يلتزمون بالدور فلكل منهم علاقته الطيبة مع اصحاب الحمير ويعتمدون مبدأ حكلي بحكلك .
كساد سيارات الاجرة:
جمال ابو عواد سائق سيارة عمومي يقول انهم يستفيدون اكثر منا بكثير فانا احضر هنا باكرا ومعي سبعة ركاب واجرة الراكب هي 20 شيكلا (5 دولارات) في الظروف الحالية، وعلي الانتظار حتي اعود في المساء في سبعة ركاب اخرين، وسلامي تسلمك، لكن هذا الحمار يأخذ هذا المبلغ بنقلة واحدة احيانا ولا تنسي انه لا يحتاج لوقود او ضرائب او حتي صيانة لن يخسر شيء حتي لو مات حماره فيشتري آخر بنفس ثمن عجل سيارتي انا شخصيا افكر جديا ببيع سيارتي وشراء حمير بثمنها، الامر مضحك كما تري، لكن ليس بيدي حل فانا اعمل علي الخط منذ عشرين عاما وهذا مصدر رزقي الوحيد ولا استطيع عمل اي شيء اخر، فالحال لا يسمح بان ابقي بالمنزل، لدي ابناء بالجامعة بحاجة الي دفع اقساط جامعتهم.
ولكن المضحك اكثر انني اثناء اعداد هذا التقرير التقيت بزملاء من قناة ابو ظبي الفضائية قدموا لنابلس لاعداد تقرير حول الاحداث الاخيرة اضطروا لترك سيارتهم في الجانب الاخر بعد ان منعتهم الحواجز الاسرائيلية من العبور بسيارتهم فاستأجروا هنا عربة مع حمار طبعا من درجة vip لنقل الطاقم والمعدات الخاصة بهم وبعد ان اوصلتهم بسيارتي في طريق عودتي الي نابلس قالوا لي بالحرف الواحد علاء مش تفضحنا .
www.alquds.co.uk (http://195.138.228.147/alquds/display.asp?fname=/alquds/articles/data/2002/05/05-03/g60.htm)
مع تطور العلم ودخول التكنولوجيا في حياتنا اليومية وبعد ان اصبح بامكان الانسان القيام بجولة سياحية في الفضاء، الا ان الحياة علي الطرق بين المدن الفلسطينية تعود بنا الي عصور مضت عندما كان الجمل والحمار وسيلة نقل تمتلكها طبقة معينة من الشعب، ويعود السبب في هذا الرجوع الي تقطيع اوصال المدن الفلسطينية نتيجة الحصار الاسرائيلي والحواجز العديدة المقامة علي طول هذه الطرق.
ولكن الآن المواطن والموظف وحتي اصحاب مناصب ادارية عليا عليهم استخدام الحمار وسيلة نقل من حاجز ترابي الي آخر وبين الجبال والاشجار صيفا او شتاء وتتفاوت بين استئجار حمار عادي او ما اصطلح علي تسميته حمار (VIP) والسبب في التسمية طبعا هو وجود اضافات لوسائل الراحة كعربة جر مثلا وبالطبع التكلفة اعلي.
اكثر المناطق عملا وازدحاما بوسيلة النقل الجديدة هي الطريق الواصل بين محافظتي رام الله ونابلس وهي طريق تل، والتي يزيد طولها علي 7 كم، وعلي المواطنين عبورها بشكل يومي للتنقل بين المحافظات وهذه الطرق طبعا ليست سالكة باستمرار، وهذا يعتمد علي اهواء الجنود المنتشرين بنقاط مراقبة في الجبال، يغلقونها متي يشاؤون.
اكثر المواطنين معاناه هم الموظفون الذين يضطرون الي سلوك هذه الطرق بشكل يومي، اما التكلفة مختلفة طبعا وهذا يعود للتطورات الميدانية علي الارض.
تطوير وسائل النقل البدائية:
ابو محمد البوريني ويملك خمسة حمير تعمل علي خط ترابي واقع بين نابلس ورام الله في منطقة قريتي تل وبورين ينظم عمله علي طريقته الخاصة وقليلا ما يستريح، فالايراد اليومي لكل حمار يتراوح بين 60 و30 دولارا ولكنه في الفتره الاخيرة ادخل تحسينات وتطويرات علي حميره، بان اضاف عربات لبعضها وذلك لنقل البضائع، فهي الوسيلة الوحيدة لاصحاب التجارة لنقل بضائعهم بين المدن بعد ان اغلقت كافة المداخل، وبالطبع اسعار نقلها تتفاوت حسب الكمية كما يقول ابو محمد.
عبدالله التلاوي احد العاملين في المنطقة يتباهي بعربة حماره فهي الافضل بين الموجود هنا، لانه اضاف اليها كما يقول راديو كاسيت من اجل راحة الزبائن فهم بحاجة لسماع الاخبار باستمرار وخصوصا احوال الطرق التي تبثها احدي المحطات المحلية علي مدار الساعة لكن تقف بطريق عبدالله عقبات كثيرة، واشد خصومه هي الدبابات التي تغلق الطريق احيانا، وهذا يؤدي الي اضطراره لسلوك طرق اشد وعورة، فهو اعرف بهذه الطرق اكثر من الدبابات. ويضيف التلاوي عدا ان المنطقة غير آمنة اصلا، فيوميا نشهد اطلاق نار هنا والغاز المسيل للدموع الذي يطلق علي المسافرين لمنعهم من التنقل واتذكر شهيدا قتلوه العام الماضي عندما كان يحمل لاولاده اللوازم المدرسية مع بداية العام الدراسي عندما اطلقوا النار عليه في الجبال هنا واستشهد امام اعين الجميع .
انور واحمد وسعيد صبية يتسلمون العمل هنا بعد انتهاء دوام مدارسهم كي يستريح الاب، يحاولون التقاط الزبائن وغالبا ما يختلفون فيما بينهم في حالات الكساد، وسرعان ما يتفقون عندما تشتد الحركة، والخاسر هنا هو الراكب، عندما يوحدون اسعارهم في الايام الماطرة والموحلة ولا يكون امام الزبائي خيار الا الرضوخ لمطالبهم او الغوص في الوحل.
وفي فترة الصباح والمساء وهي اكثر الفترات ازدحاما بالعمل عند ذهاب وعودة الموظفين يكون علي الركاب الانتظار لفترات طويلة حتي تعود الحمير من الجهة المقابلة كي تنقلهم، ينتظرون بين ظل الاشجار وسط باعة متجولين يبيعون كل شيء ولكن الطلب يكثر علي السجائر والقهوة لتبريد الاعصاب قليلا. طلاب ومعلمون وموظفون ومدراء ونساء يستخدمون هذه الوسيلة الجديدة، رفض غالبيتهم الحديث الينا ليس خجلا وانما لان الوقت لايسمح لهم بالوقوف والانتظار وكان علي ان اصعد لاحدي العربات ذهابا وايابا للحديث مع الركاب ولكنهم اعطوني سعرا خاصا كصحافي شريطة ان اكتب اسماءهم بالتقرير وان التقط لهم صورا.
نوال، طالبة جامعية من رام الله تدرس بنابلس، قالت في السابق رفضت ركوب العربة وفضلت السير علي الاقدام لكن المشكلة ان المسافة طويلة وتزداد المشكلة عندما تكون معي حقائب فاستسلمت للامر الواقع وانا آتي هنا كل نهاية وبداية اسبوع واستأجر حمارا في كل مرة واصبح الامر عاديا جدا بل بالعكس الحمار والعربة اكثر امانا من السير علي الاقدام، فاذا اغلق الجيش هذه الطريق فاصحاب العربات يعرفون طرقا بديلة وهذا افضل من الانتظار لساعات والعودة من حيث اتينا وكثيرا ما حدث هذا معنا .
ابو نهاد كما فضل ان نكتب اسمه وهو تاجر يحضر هنا لاستلام بضاعته من الجهة المقابلة قال لقد تعاقدت مع احد الصبية هنا بسعر خاص وهو يحضر البضاعة لي وانا ارسل السائق لاستلامها لا يوجد امامي حل آخر.
سيدة كانت قد حضرت من السفر لتوها وبدت متعجبة عندما سألها احد الصبية علي نابلس يا حجة وبعد موافقتها علي السعر ظنا منها انها ستكون بداخل سيارة اخر موديل مع جهاز تكييف وهذا الاعتقاد ساد لديها من السعر الذي طلبه الصبي كانت الصدمة عندما رأت الحمار الذي سينقلها وحقائبها الي الجهة المقابلة ونصحها الجميع هنا بان عليها الموافقة فلا بديل.
سائقو السيارات العمومية الذين ينتظرون من كلا الجانبين بانتظار ما تحمله العربات والحمير لهم من زبائن لا يلتزمون بالدور فلكل منهم علاقته الطيبة مع اصحاب الحمير ويعتمدون مبدأ حكلي بحكلك .
كساد سيارات الاجرة:
جمال ابو عواد سائق سيارة عمومي يقول انهم يستفيدون اكثر منا بكثير فانا احضر هنا باكرا ومعي سبعة ركاب واجرة الراكب هي 20 شيكلا (5 دولارات) في الظروف الحالية، وعلي الانتظار حتي اعود في المساء في سبعة ركاب اخرين، وسلامي تسلمك، لكن هذا الحمار يأخذ هذا المبلغ بنقلة واحدة احيانا ولا تنسي انه لا يحتاج لوقود او ضرائب او حتي صيانة لن يخسر شيء حتي لو مات حماره فيشتري آخر بنفس ثمن عجل سيارتي انا شخصيا افكر جديا ببيع سيارتي وشراء حمير بثمنها، الامر مضحك كما تري، لكن ليس بيدي حل فانا اعمل علي الخط منذ عشرين عاما وهذا مصدر رزقي الوحيد ولا استطيع عمل اي شيء اخر، فالحال لا يسمح بان ابقي بالمنزل، لدي ابناء بالجامعة بحاجة الي دفع اقساط جامعتهم.
ولكن المضحك اكثر انني اثناء اعداد هذا التقرير التقيت بزملاء من قناة ابو ظبي الفضائية قدموا لنابلس لاعداد تقرير حول الاحداث الاخيرة اضطروا لترك سيارتهم في الجانب الاخر بعد ان منعتهم الحواجز الاسرائيلية من العبور بسيارتهم فاستأجروا هنا عربة مع حمار طبعا من درجة vip لنقل الطاقم والمعدات الخاصة بهم وبعد ان اوصلتهم بسيارتي في طريق عودتي الي نابلس قالوا لي بالحرف الواحد علاء مش تفضحنا .
www.alquds.co.uk (http://195.138.228.147/alquds/display.asp?fname=/alquds/articles/data/2002/05/05-03/g60.htm)