المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية خطــــــــ رحمه الله ــــــــــــــاب (الجمعة20صفر)



aslam
04-05-2002, 04:14 AM
خطب الشيخ جاسر بن محمد القحطاني إمام وخطيب جامع أبن القيم بمدينة الثقبة عن المجاهد الشهيد بأذن الله خطاب
نعم بمدينة الثقبة التي ترعرع فيها المجاهد خــطـّاب رحمه الله تعالى ونسأله أن يتقبله في الشهداء هو أبن هذه المدينة وكفى بهذه المدينة شرفاً أنها احتضنت هذا البطل وترعرع في أرضها ، هو ابن الثقبة التي قدمت أبناءها وقوداً لإحياء فريضة الجهاد فقبلهُ سراقة وأبو واسع وخلاد وعباس وغيرهم كثير رحمة الله عليهم جميعا .
لقد سمعت عن مدينة الثقبة الكثير الكثير من أبناءها الذين كان لهم السبق الأول في الجهاد في سبيل الله عز وجل ومدينة الثقبة تقع بجوار مدينة الخبر في المنطقة الشرقية وفيها جامع ابن القيم الذي خصص الخطيب خطبته اليوم الجمعة عن المجاهد خطاب وقد ذكر لي أحد الأخوة أن كثير من المصلين ونساء الحي قد تأثر وبكى منها وقد طلبت منه نبذة مختصرة عن الخطبة :

في بداية الخطبة تطرق الخطيب إلى فضل الجهاد في سبيل الله عز وجل وعظم أجر المجاهد في سبيل الله مستشهدا بالآيات والأحاديث .

ثم قال : كم هم أولئك الذين يموتون في كل يوم وليلة بل في كل ساعة ودقيقة ، وكم هم أولئك الذين بموتهم يَعظـُم المصابُ وتشتد الآلام لفقدهم وكم هم أولئك الذين يكون خبر موتهم كالصاعقة على النفس .

ثم تطرق للفاجعة التي أصابت الأمة الإسلامية بمصاب جلل وخطبٍ عظيم بفقد أسدٍ من أسودها وعظيم من عظمائها ، هو عملة أندر من النادرة في زمننا الحاضر ، هو الجبل الأشم الذي ما اهتز يوماً ولا تجزع ، إنه الشيخ شيخ الجهاد إنه البطل المغوار والفارس الهمام إنه الشهيد الشيخ خطاب رحمه الله .

يقول الخطيب : هذا الأسم الذي انتشر صيتهُ وذاع في مشارق الأرض ومغاربها اسمُُُ ُ ارتبط بالتضحية والقتال والذود عن حياض هذا الدين ، اسمُُ ُ ما أن يسمعه المسلم إلا وعادت في نفسه العزة والكرامة والشجاعة والتي فقدت في أيامنا هذه ، الشيخ خطاب يُسر برؤيته المؤمن ويضيق برؤيته الكافر والمنافق .

الشيخ خطاب يراه البعض أسطورة من الأساطير لما حققه في سنوات قليلة من عز وتمكين لأمة الإسلام ولكن تلك حقيقة يراها القاصي والداني .

ثم تطرق حفظه الله أنه يوجد الكثير ممن لا يعرفه ولكن عرفته ساحات الجهاد ومعارك القتال أسداً مقداماً لا يلتفت وراءه .

وذكر الخطيب كيف أنه كان في بداية شبابه يتطلع إلى ما يتطلع إليه أيّ شاب من الوظيفة والمكانة العالية ، كان يتطلع إلى بناءٍ بيتٍ كبير وإلى زوجةٍ جميلة وثروة طائلة ... ولكن يأبى الله أن يكون لهذا الشيخ المجاهد هذا الدون وهذه المكانة الحقيرة ، فلقد كان خطاب يسمع كغيره من المسلمين ما يتعرض له المسلمون من قتل وتشريد وهتك للأعراض في أفغانستان وكان ذلك في عام 1408هـ فتأثر لذلك وأصبح يفكر تفكيراً جاداً في نصرة المسلمين في أفغانستان آنذاك ، فعزم أمره واختار الهجرة لله ولرسوله .

ثم يقول الخطيب : وصل شهيدنا إلى أرض افغانستان وهو لم يتجاوز بعد سن السابعة عشر من عمره وما أن وصل حتى طلب أن يكون في الصفوف الأولى للقتال فطلب ذلك من أحد القادة الميدانيين فرفض أن يلبي له طلبه حيث أنه كان صغيراً ولم يتدرب ... وعند ذلك توجه خطاب إلى مراكز التدريب فأتقن استعمال السلاح بسرعة فائقة وكان لديه رغبةُ ُ شديدة في معرفة أي سلاح يُثخن في أعداء الله .

وهكذا بدأ المشوار الجهادي عند خطاب ، فدخل جبهات القتال وحارب وقاتل الروس والشيوعيين من خلال الكمائن والعمليات والغارات فحارب الروس وحارب قواتهم الخاصة ، كما أنه حضر أغلب العلميات الكبرى في الجهاد الأفغاني منذ عام 1988م ومن ذلك فتح جلال آباد وخوست وفتح كابل في عام 1993م وقد نجا من الموت عدة مرات بأعجوبة ولكنه كان على يقين أن وقته لم يحن بعد .

ولقد أصيب مرة بطلق ناري في بطنه بواسطة مدفع رشاش ثقيل وهذه الطلقات تستخدم عادة لأختراق الفولاذ والدروع ، ولكن أعداء الله كانوا يستخدمونها على المجاهدين .

يقول أحد الخبراء : أن هذه الطلقة لو أصابت إنسان فإنها تحول اللحم البشري إلى عجين من اللحم والدم .

واستمر مشوار شهيدنا حتى خرج الروس من أفغانستان إذلةٍ صاغرين ، حينها لم يقف عند هذا الحد واكتفى بما فعله .....

فقد سمع خطاب ومجموعة صغيرة من أصدقاءه عن حربٍ أخرى تدور رحاها ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة في طاجيكتسان فأعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من إخوانه وذهبوا إلى طاجيكستان عام 1993م ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج تنقصهم الذخائر والسلاح ، وكان خطاب فقد أصبعين من أصابع يده اليمنى في تلك الفترة ، حدث ذلك حينما انفجرت قنبلة يدوية في يده مما نتج عنها إصابة بالغة استدعت قطع أصبعين من أصابع يده اليمنى ، فأخذ يعالج إصابته وهو في جبهات القتال فلم يذهب إلى المستشفى للعلاج بل أخذ يعالج يده بوضعها في العسل حتى تماثلت للشفاء .

وبعد سنتين في طاجيكستان عاد خطاب ومجموعته الصغيرة إلى أفغانستان ، بعدما قتل مجموعة من إخوانه في طاجيكستان وكان ذلك عام 1995م

حينها أصبح خطاب من أشجع وأبرع القادة الميدانيين الذين اتقنوا الفنون القتالية الذين عرفهم العالم في القرن العشرين .

ثم تتطرق الخطيب إلى المحطة الأخيرة لهذا المجاهد في أرض الشيشان وكيف أن خطاب رحمه الله وصف شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تلفزيونية عبر الأقمار الصناعية في أفغانستان فقال المجاهد ( عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتديةٍ عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله أكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت حينها الذهاب إلى الشيشان ) .

ثم تتطرق الخطيب لأعمال المجاهد خطاب البطولية وعن علمياته القتالة ومنها أنه قاد مجموعة مكونة من خمسين مجاهداً لمهاجمة طابور روسي مكون من خمسين سيارة ومدرعة مغادرة من الشيشان ، تقول المصادر العسكرية الروسية إن 223عسكرياً قتلوا من ضمنهم ستة وعشرون ضابطاً كبيراً ، ودمرت الخمسون سيارة بالكامل ، وقد نتج عن هذه العملية إقالة ثلاث جنرالات ،... وقد ظهر اسم خطاب ثانية على الساحة في ديسمبر 1997م عندما قاد مجموعة مكونة من مائة مجاهد شيشاني وغير شيشاني ، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر الروس ، وبعد انسحاب الروس من الشيشان أصبح خطاب بطلاً لا يشق له غبار ، وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية ، وقد ظهر في وسائل الأعلام حينها ظهر الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف وهو يقلد خطاباً رتبة لواء في حفل حضره عباقرة الجهاد في الشيشان ، وعند ذلك خرج الروس يجرون أذيال الخيبة إذلة صاغرين ، وفي رمضان عام 1418هـ بدأ المجاهدون بزعامة خطاب وشامل باسييف بعملية كبيرة على أكبر قاعدة عسكرية روسية على مستوى القوقاز ، وتقع في داغستان فقاموا بتدميرها .

ثم تتطرق الخطيب كيف أن المجاهد خطاب رحمه الله استطاع خلال أربع سنوات أن يقود عمليات على الروس تكبدوا خلالها تسعة آلاف وثلاث مائة وأربعين قتيلاً منهم ثمان مائة وعشرون رتبة عسكرية رفيعة ، ناهيك عن حجم الدمار في الآليات والطائرات وغيرها .

يقول رئيس الأركان الروسي : إن هذا الرجل أي خطاب هو أقوى رجل حرب عصابات في العالم ، والحق ما شهدت به الأعداء .

ثم تتطرق الشيخ لمنهج خطاب وكيف كان فكره فقال :

لقد كان رحمه الله سلفي العقيدة والمنهج ، وهو يصدح بذلك في أشرطته الخاصة وجلساته العامة ، ولم يكن متحزباً أو متعصباً أبداً لمجموعته فكتب الله له القبول لدى كل الإتجاهات الإسلامية وكانت له علاقة قوية بشيوخ المجاهدين أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ محمد بن صالح بن عثيميين رحمه الله ، وكان يستشيرهم في قضايا الجهاد والعلم والدعوة .

ثم تتطرق الخطيب لأعمال المجاهد الدعوية وعن إنشاءه لمعهد القوقاز لأعداد الدعاة وكذلك إنشاء داراً لتحفيظ القرآن الكريم ووضع برنامجاً لإعداد الدعاة والمجاهدين وبرنامجاً آخر لإقامة المحاضرات في القرى ، ودورات للتعليم الأساسي ودورات لرفع مستوى الدعاة وكما قال رحمه الله ( رأينا أثر هذا العمل على المجاهدين في تضحياتهم وبذلهم ) .

ثم تطرق الخطيب عن حنكته السياسية وأتزانه فكان لا يستعدي الدول الإسلامية ضده بل لم يصرح يوماً من الأيام عن بلده التي ينتمي إليها حتى إنه لم يسب حاكماً مسلماً بعينه في أي تصريح من تصريحاته مما يدل على صحة توجهه ودعوته التي كتب الله لها القبول في أرض الشيشان .

ثم قال الشيخ : وما كان لأعداء الإسلام أن يستريحوا حتى يطفئوا ذلك الشهاب الساطع فكانت الخيانة ، فلم يقتلوه في أرض المعركة ولم يتجرأوا على مواجهته في ساحات القتال مع ما يملكونه من عدة وعتاد ، وإنما لجأوا إلى سلاحهم المعهود سلاح أهل الغدر والخيانة من أرباب اليهود وأهل الخسة والغدر والدناءة .

فبعد أن يأست القوات الروسية بكل قواتها البحرية والبرية والجوية أن تقتل هذا القائد البطل في ساحات الجهاد وقد أذاقها مرارة الذل والهزيمة وقاد المعارك الطاحنة وخرج الروس يجرون أذيال الهزيمة في حربهم الأولى .

لقد فرح أعداء الدين بذلك فرحا شديدا ففي روسيا قطع البث التلفازي من أجل عرض بيان وزارة الدفاع الخاص بأستشهاد خطاب ، وعرض عدة مرات في تلك الليلة واليوم التالي ، ووزعت التبريكات من خلال مشاركات المشاهدين .

حتى إن الرئيس الروسي بوتين عقب توارد الأنباء بأستهاد خطاب قال وهو خائفا ( لو قضوا عليه حقاً فتلك ضربة قاضيةُ ُ للإرهاب ) .

ثم تتطرق الخطيب في خطبته الثانية عن فضائل ومحاسن وسيرة المجاهد خطاب وهي طويلة وكيف أن من قرأ سيرة هذا المجاهد يظن أن عمره قد جاوز الخمسين أو الستين وهو بعد لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره .

ثم تتطرق إلى أم الخطاب وبشرها بفضائل الشهيد عند الله عز وجل وكيف وأنه يوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها وأنه يزوج بأثنتين وسبعين من الحور العين وأنه يشفع في سبعين من أقاربه .... الخ .

ثم تتطرق الخطيب في آخر خطبته عن مكانة هذا المجاهد وحب الناس له وكيف توافد الألوف على بيت أسرته منذ علم الناس بموته إلى هذا اليوم وأن الناس يتوافدون على منزل أهله من كل مكان العلماء والدعاة والصالحون من كل بلدٍ جاؤوا معزين ومهنئين .

ثم يقول الشيخ : فلقد سمعت الشيخ ناصر العمر حفظه الله وهو يعزي والدته ويقول أبشري يا أمي فوالله ما علمنا عليه إلاخيرا ويقول الشيخ ناصر لوالدة خطاب : أخبرتـني قريبة لي كبيرة في السن وهي إمرأة صالحة ، أخبرتني بأنها رأت في منامها منارة شامخة في السماء فما لبثت أن سقطت

تقول : فقلت ( أي المرأة ) جاء الروس ، يقول الشيخ : فقلت لها هذه المنارة التي سقطت هو خطاب ، فلقد كانت منارةً للجهاد في سبيل الله .

وفي الختام تتطرق الشيخ إلى القدوات في هذه الأمة وأن القدوات الحقيقية التي تستحق النظر والتأسي اصبحت حبيسة التعتيم والتجهيل ، وأما تلك القدوات السيئة فإنها تعرض على هذه الأمة على أنها القدوة التي تستحق التقدير والإجلال من فنان أو لاعب كرة أومغنٍ وهكذا من قائمة المتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع .



وفي آخر خطبته دعا : اللهم إنك تعلم أن خطابا لم يترك الأهل والأحباب والبلاد خمسة عشر عاماً إلا وهو يريد الشهادة اللهم فتقبله شهيدا يا رب العالمين .



اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وتقبله في الشهداء



اللهم إن نشهد له بالخير شهادةً نلقاك بها فتقبل شهادتنا



اللهم اجعله من الصديقين والشهداء والصالحين وألحقنا بهم يارب العالمين .



اللهم تقبله شهيدا اللهم تقبله شهيدا اللهم تقبله شهيدا .



اللهم عوض الأمة خيراً منه وأحي في الأمة روح الجهاد .

نقلا عن / الساحات