المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أجل عينيها



Islam Lover
04-05-2002, 09:29 AM
يفتش عنها بين طيات الحياة...
يجاهد هنا وهناك...
يستحث الخطاء نحوها...
يسابق الزمن...
يجري.... يجري.... يجري...

فلما وصل... لم يجدها؟!

آه....
صرخ بأعلى صوته:

لقد اقتات هذا المجد كل طاقتي...
لقد بلغت الذرى...
لقد أعياني بعد المنى.... وأرهقني طول السفر...
لقد بذلت كل طاقة أملكها...
وحشدت مالي وروحي في البحث عنها....
لكني لم أجدها.. لم أظفر بها..

لماذا؟

ألأجل عينيها استسهلت الصعاب؟
ومضيت في طريق شائك بدون دليل أو رفيق؟

إي والله....

إكراماً لعذب خصالها...
وجميل محياها...
وابتسامة ثغرها الوضاء...
سابقت الزمن...
وتجردت من الذات المترفة...
حتى غدوت ذليلاً لها... عزيزاً لسواها...
علني... أستهوي قلبها فتطعمني من شهد ثناياها...

لكني
محروم....
محروم....
أتدري لماذا؟

لأن يدي ما لامست حرير يديها...
وقلبي الملتاع لم يتفيأ أحضانها...
حتى عيني ما غرقت في بحور عينيها..

آه...

إني أتوارى خلف أكوام الفشل...
تقتحمني أفكار سوداء تدفعني إلى الانتهاء المميت..

رباه...
وسالت حمم الدموع...
أنخرط في البكاء...

يارحمان...
دلني...
كيف السبيل؟
كيف النجاة مما يجتاحني؟

وإذا بصوتها يناديه من خلف جدران الصمت...
يبدد سكونه الكئيب...
يضيئ شمعته...

ياهذا...
لن تنالني إلا برضاء الله..

أيها اللهث في جمع الفاني لن تحوزني إلا برضاء الله...
لا ولن تنعم بالقرب مني حتى تكون من أولئك الذين "الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا....."
حتى وجدوا الإيمان يسري في أوردتهم..
وضياؤه يكسب وجوههم مسحة من نور الله الذي أشرقت له الظلمات..
فاستطعموا لذة الإيمان بما قاسوه من مرارة الصبر على الطاعة والبعد عن المعصية..
استيقاناً منهم بأن "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيراً أملاً"

سر في ركابهم...
عندها وعندها فقط....
تجدني..

مادمت في محراب الحياة...
عبداً لله مؤمناً, تائباً, ذاكراً له شاكراً..

الدمع قـــــــاس والجوانح تألم والقلب من هم بـــــــــــــه يتحطم
ناديت ربي والخـــــــلائق نوّم ناديته ورجائي فيـــــــــــــه أعظـــم
وأتيته والنفس تحمل وزرهـــا والذنب في جـــــــــــنبيها نار تضرم
أنت الملاذ إلى رحابــــك ألجأ لا رب غيرك والخلائـــــــــــــق تعدم
أنت الرجاء وفيك يبقـى ظنها أنت الكريم ولا عـــــــــداك سيرحم
ليلي دجا لا لن تضيء نجومه والفجر أسود مثله بل أظلــــــــــــم
أخشى على نفســي تذوب تحسراً مما بها حسبي بأنك عالم