المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيام الليل يحسن المزاج



الغلا
04-05-2002, 03:59 PM
لقد اختار الله الليل ليكون وقت الاستغراق في العبادة،

لكن هل يكون ذلك على حساب صحة الإنسان العقلية،

و نحن نعلم كم هم مفيد نوم الإنسان في الليل؟

و لقد خلق الله النهار للنشط فيه، و نبتغي من فضل الله، و خلق الليل لنسكن فيه، و النوم نعمة من نعم الله علينا، إذ في النوم راحة لجهازنا العصبي، فلو حرم الإنسان من النوم لبضعة أيام، فإن عمل الدماغ لديه يضطرب.

و في النوم ترميم لما أهترأ من جسم الإنسان، كما يتم النمو خلاله أيضاً، و خاصة نوم الليل، حيث تزداد الهرمونات التي تنشط النمو و الترميم أثناء الليل، و يزداد في النهار بدلاً عنها هرمونات من أجل العمل و الحركة، و في النهار يغلب معدل الاهتراء في الجسم معدل الترميم و البناء،

قال تعالى ((وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))

لكن الله أثنى على المتقين، بأنهم كانوا قليلاُ من الليل ما يهجعون،

قال تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ، كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))

و هنا يثور في الذهن السؤال: لقد اختار الله الليل ليكون وقت الاستغراق في العبادة، لكن هل يكون ذلك على حساب صحة الإنسان العقلية، و نحن نعلم كم هم مفيد نوم الإنسان في الليل؟

و الجواب أنه لن يكون ذلك أبدا، فقد كشفت دراسات الأطباء النفسين- في السنين الأخيرة- أن حرمان المريض المصاب الاكتئاب النفسي من النوم ليلة كاملة، و عدم السماح له بالنوم حتى مساء اليوم التالي، هذا الحرمان من النوم له فعل عجيب في تخفيف اكتئابه النفسي، تحسين مزاجه، حتى لو كان من الحالات التي لم تنفع فيها الأدوية المضادة للاكتئاب، ثم اجريت دراسات أخرى، فوجدوا أنه لا داعي لحرمان المريض من النوم ليلة كاملة كي يتحسن مزاجه، إنما يكفي حرمانه من النوم النصف الثاني من الليل، لنحصل على القدر نفسه من تحسن حالته: ((، كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))

إذا لقيام الليل و التهجد في الأسحار جائزة فورية، و هي اعتدال و تحسن في مزاج القائمين و المتهجدين، و في صحتهم النفسية.

من كتاب سكينة الإيمان

الدكتور محمد كمال





تَعصي الإله وأنت تُظهِر حُبّهُ *** هذا محالٌ في القياس بـديعُ

لو كان حبّك صادقا لأطَعتـَهُ *** إن المـحبّ لمـن يحـب مـطيعُ

في كل يوم يَبتَديـك بنعـمةٍ *** منه وأنتَ لِشُكرِ ذاك مُضيعُ



{ إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير} سورة الملك