المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لماذا نحاور فريدمان؟



MandN
05-05-2002, 02:42 PM
http://www.arabia.com/getimage/0,4918,261311,00.jpg
مبادرات عربية ومواقف رسمية كان وراءها الصحفي توماس فريدمان، فما هي حدود التعامل المطلوبة مع أمثال هذا الرجل، وإلى أي حد يمكننا الثقة به؟
اسامة الشريف:

يحظى الكاتب الأمريكي اليهودي توماس فريدمان بشهرة فريدة من نوعها في العالم العربي. فهو يلتقي الزعماء العرب و يحثهم على إطلاق مبادرات سلام شجاعة, و تترجم عدد من الصحف العربية مقالاته التي تظهر أسبوعيا في النيويورك تايمز بل و تستضيفه الفضائيات العربية لتستمع إلى رأيه و تحاوره. و مؤخرا شارك فريدمان في "منتدى الاعلام العربي" في دبي و حرن و انسحب, تماما مثل ما يفعل بعض العرب, عندما سمع ما لم يعجبه من محاوريه. ثم عاد فرضي بعد بوس اللحى و اكمل اللقاء.
فريدمان ظاهرة لانه كاتب أمريكي يهودي يكتب في أهم جريدة في أمريكا و يبدي تعاطفا محسوبا بدقة مع بعض طموحات الشعب الفلسطيني و يخصص الجل الأعظم من مقالاته للتعليق على الصراع العربي الإسرائيلي و فرص السلام الضائعة و مستقبل العلاقات الأمريكية العربية و التطرف الإسلامي و غيرها من المواضيع التي نعالجها نحن الكتاب و المحللين العرب يوميا.
و رغم انه لا يخفي انحيازه إلى إسرائيل إلا انه يعتبر من الأقلام اليهودية المعتدلة نسبيا خاصة إذا ما قورن مع زميله في ذات الصحيفة الصهيوني الملتزم وليام سافيير.
أهمية امثال فريدمان تكمن في قربهم من مركز صنع القرار في البيت الأبيض و الخارجية الأمريكية و البنتاغون و اللوبي الصهيوني و الحكومة الإسرائيلية. و لذا فهم يتأثرون و في كثير من الأحيان يؤثرون خاصة و أن كلامهم هذا ينشر في النيويورك تايمز و غيرها من الصحف التي تلعب دورا هاما في توجيه الرأي العام و مراكز القوى في النظام الأمريكي البالغ التعقيد. و لذلك فالتحاور معهم و الاطلاع على ما يكتبون و يقولون ليس أمرا سيئا بل و له فوائد عديدة.
حقائق أساسية:
ولكن يجب أن لا ننسى و لو للحظة أن فريدمان و غيره هم جزء من ماكينة الإعلام الأمريكية التي يسيطر عليها اليهود و يسيرونها لخدمة قضاياهم. و هم في نهاية الأمر يسعون لتبرير سياسات إسرائيل و أمريكا و الدفاع عنها, و لا يترددون في الهجوم علينا و توجيه الاتهامات الباطلة إلى ديننا و ثقافتنا و مبادئنا. بل إن كثيرا منهم يهيئون الرأي العام الأمريكي لمتطلبات السياسة الأمريكية من تحريض ضد العراق و السعودية و الفلسطينيين و غير ذلك. و لا يجدون حرجا من تعديل مواقفهم السابقة بل و تغييرها تماما كما يفعل فريدمان اكثر من غيره.
التحاور مع أمثال فريدمان يتطلب محاورا قديرا لا تغلب عليه العاطفة لان الهدف ليس إقناع الطرف الآخر بعدالة قضيتنا أو حتى بتبني وجهة نظرنا و إنما عرض جوانب و نتائج قصور و انحياز سياسة أمريكا تجاه العالم العربي و العرب حيث المصالح و النفط و الواقع السياسي المرشح للتغير.
هناك حاجة لمتابعة ما يكتبه الإعلام الغربي و بخاصة الأمريكي عن منطقتنا. و هناك حاجة اكبر للرد عليهم من خلال إعلامهم. ويقوم عدد من المثقفين و النشطين من العرب بدور هام و إن كان متواضعا في التصدي لما يكتبه فريدمان و غيره في صحفهم من خلال الكتابة إلى المحرر أو المشاركة في غرف الحوار الافتراضية التابعة لمواقع هذه الصحف على شبكة الإنترنت. و يدرك فريدمان نفسه أهمية استعمال العرب للإنترنت في بث أفكارهم و حقائق ذات صلة بالصراع العربي الإسرائيلي التي يتجاهلها الإعلام الأمريكي في كثير من الأحيان و الكتاب النافذين أمثاله. ففي غرفة الحوار المخصصة للتعليق على مقالات فريدمان في النيويورك تايمز تعرض المشاركون اليهود و مناصريهم مؤخرا للنقد الشديد ليس فقط من العرب و إنما من عدد من الأمريكيين المطلعين على حقائق الوضع في الشرق الأوسط و كان أن اسقط في يد عدد من المتعصبين اليهود الذين لا هم لهم إلا بث الأحقاد و الأكاذيب حول العرب و الفلسطينيين.
كذلك فان عددا من الكتاب الإسرائيليين أبدو شجاعة أدبية نادرة في انتقاد سياسة حكومتهم متهمين شارون بممارسة حرب إبادة ضد الفلسطينيين و من هؤلاء مراسلة هآرتس أميرة هاس و الكاتب الإسرائيلي المنحاز للفلسطينيين إسرائيل شامير و غيرهم. و لعل اقل ما يمكننا عمله هو أن نترجم بعض ما يكتبه هؤلاء لنسمع رأيا مغايرا من إسرائيل نفسها.
لا شك أن للإعلام دورا رئيسا في صراعنا الطويل ضد التحالف الأمريكي الإسرائيلي, وبعضنا يدرك تأثير ما يكتبه الصحفي البريطاني روبرت فيسك مثلا في الاندبندنت البريطانية على الرأي العام هناك تماما كما ندرك أهمية ما يقوله فريدمان في مقالته الأسبوعية من نيويورك. و ندرك أيضا أن تغييب الإعلام العربي المؤثر هو من أسباب العجز السياسي الذي نعاني منه, فنحن نبرع في محاورة أنفسنا غير مدركين أن صوتنا لا يصل إلى خارج حدودنا و انه لو وصل فان العالم في معظم الأحيان لا يفهم ما نقول.
www.arabia.com (http://www.arabia.com/news/article/arabic/0,4884,195354,00.html?IA=H1)