المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية إن الدين أذن بسب أمثالكم مركز الدراسات والبحوث الإسلامية



Black_Horse82
09-05-2002, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

الحمد لله القائل ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
بعد اتهام المجاهدين بقتل القائد البطل خطاب رحمه ، يتراجع الطابور الخامس عن نفخ الروح بتلك التهمة بعدما سمع من القول ما يناسبه ، فحوّلوا القضية من اتهام بالقتل ورمي بجريمة شنيعة إلى إعطاء دروس في الأخلاق الإسلامية التي هم أبعد الناس عنها .
وكل مسلم يعرف طبائع هؤلاء المرتزقة فإن كل خبر يكتبونه لا بد لهم وأن يضعوا مخرج طوارئ ليلوذوا فراراً منه إذا ما واجهوا قولاً يناسبهم ، وليس هؤلاء بأول المفترين ولن يكونوا آخرهم ، والذي يشاهد صفحات الصحف والمجلات العربية خاصة يعلم مدى فرحتهم واغتباطهم بانتصار أمريكا على المجاهدين ، ويعلم مدى سرورهم بمقتل أحد قادة المجاهدين أو أسره أو جرحه ، وكم يظهر عليهم الحزن إذا ما أصيبت أمريكا بمصاب يفرح المؤمنين ، فعباراتهم لا تحتاج إلى من يحللها فعلى مدى الستة أشهر الماضية وجدنا أن بعض الصحف والمجلات العربية تقول ما لم يقله الكافر اليهودي والنصراني ضد الجهاد والمجاهدين خاصة ، فمن اتهام بالتجارة في المخدرات إلى الاغتيالات فيما بينهم إلى بيع بعضهم البعض للعدو إلى المتاجرة بدور الدعارة إلى تكفير المسلمين ، إلى غير ذلك من التهم والأباطيل والأكاذيب التي لا تدل إلا على خبث كاتبها وناشرها والراضي عنها ، فبدلاً من إشادتهم بالمجاهدين والدفاع عنهم الذين بذلوا ويبذلون دماءهم وأموالهم لنصرة المستضعفين من المسلمين ، يصبح المجاهدون مادة للإعلام العربي ليكيلوا لهم التهم والقصص الكاذبة والأباطيل التي يعلم كل مسلم بعد المجاهدين الذين باعوا أنفسهم عن مثلها ، ولكن اقتضت العمالة لليهود والنصارى أن يرموا خيرة أبناء الأمة بمثل تلك الأوصاف ، فعليهم من الله ما يستحقون .
أما فيما يخص ما نشر في ( موقع القناة ) من اتهام للمجاهدين بقتل القائد الشهيد - بإذن الله - خطاب ، فلم يكن نفي الخبر يشكل هماً بالنسبة لنا ، لأن العدو قبل الصديق يعرف كذب هذا الخبر ويعرف حب المجاهدين لبعضهم ويعرف انتماء المجاهدين لمنهج الجهاد وأنهم على قلب رجل واحد ، ولكن الذي كان يهمنا هو تعرية أمثال هؤلاء وإعطائهم من الأوصاف ما يناسبهم بناءً على ما كتبوه ويكتبونه كل يوم حرباً على الإسلام والمسلمين ، فنحن لم نكن نرد على أقوام نحتمل خطأهم بنقل مثل هذه الأخبار ، بل إننا نرد على جهة تتبنى حرب الجهاد والمجاهدين ، ففي كل يوم تقريباً لها ضد المجاهدين أكذوبة وذلك بسبب ارتباطها الوثيق بالمخابرات المصرية الذي يفسر إقحام الشيخ أيمن الظواهري في هذه التهمة ، ويكفيها شرفاً أن أحد رؤوسها كان ضابطاً مرموقاً بتلك الجهة التي يشاهد العالم اليوم كيف تعمل ليل نهار لحماية أمن إسرائيل باعتقال كل متظاهر أو متسلل إليها يريد إعلاء كلمة الله تعالى .
أما ما حواه البيان السابق من ألفاظ تليق بهم ، فهذا هدي الإسلام مع أمثال هؤلاء الذين تطاولوا على أعراض المجاهدين وولغوا فيها ولا زالوا ، وعجباً لهؤلاء الجهلة يستنكرون ما يسمونه بالألفاظ البذيئة على حد تعبيرهم ، ولا يستنكرون تلفيق تهمة القتل للمجاهدين ، فلا ذنب أعظم من القتل إلا الكفر أيها الجهال ، فما أنتم إلا كأهل العراق الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه ، ثم جاءوا ليسألوا ابن عمر رضي الله عنه عن جزاء دم البعوضة فعجباً لإسلام هؤلاء ، ثم يستنكرون اتهامهم بالعمالة ولا يستنكرون اتهامهم للمجاهدين بالقتل .
ولكن محاولتهم لدفاعهم عن أنفسهم بهذه الطريقة الممجوجة لا يدل إلا على إفلاسهم ، حيث أحالوا تهمة القتل إلى مصادر موثوقة حفاظاً عليها كما يزعمون ، ونحن نتحدى أن يثبتوا شيئاً يدل على صدقهم ، ولكن هذه حيلة المفلسين وكثيراً ما نسمع ( صرح مصدر مسئول طلب عدم ذكر اسمه ) فهذه ممجوجة .
ثم تهربوا من أصل الموضوع بعبارات يسيرة ، وفروا إلى توجيه أسئلة لا علاقة لها بصلب الموضوع ولكننا سنجيب عليها لنبين لهم جهلهم بالشرع .
فعن طلبهم بالمجادلة بالتي هي أحسن وبالبينة ، فإنما ذلك يكون مع العاقل الذي استند أصلاً في كلامه إلى بينة أو حتى قرينة دون كيد للمجاهدين وكذب عليهم ، ولا تكون المجادلة بالتي هي أحسن إلا مع من يريد الحق ولو كان كافراً قال تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) فلا جدال بالتي هي أحسن مع الذين ظلموا منهم وحادوا عن الحق ورضوا بالضلال المبين .
أما قولهم بأن ما كتبناه من ألفاظ بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي ، ومحمد صلى الله عيه وسلم لم يقل مثلها ، فما هذا إلا جهل على جهل .
فدين الإسلام وألفاظ القرآن والسنة صالحة للتخاطب مع الكافر العاقل مريد الحق ، وهي أيضاً صالحة للتخاطب مع الكافر المعاند ، وصالحة للتخاطب مع المسلم الصالح ، ومع المسلم الفاسق ، ونزلت ألفاظ كثيرة تخاطب المنافقين الطابور الخامس بأقوى ألفاظ التبكيت والازدراء ، ولن نطيل بسرد بعض ألفاظ القرآن والسنة لكل هؤلاء .
ولكننا نأتي ببضعة ألفاظ تبين أن أمثال هؤلاء لا يصلح معهم إلا مثل هذه الألفاظ .
وصف الله تعالى الذين عرفوا الحق ثم لم يعملوا به بالحمير فقال ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) ولو وجد من المسلمين من شابههم فله نفس الوصف فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
ووصف الله من يرفع صوته بالكلام دون حاجة لرفع الصوت بالحمار أيضاً فقال حاكياً عن لقمان وهو يوصي ابنه ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) قال مجاهد تشبيه من رفع صوته بالحمار يقتضي تحريمه .
وشبه الكفار الذين نفروا من سماع الحق بقوله ( كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة ) .
ووصف العالِم الذي لم ينتفع بعلمه وعمل بخلافه بالكلب فقال ( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) .
وتهكم وسخر من الكافر المعاند عندما حاق به ما وعد به فقال ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) .
وقال عن المشركين ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) ونجاستهم هذه ليست نجاسة حسية إنما هي نجاسة معنوية كالمنافقين تماماً .
وقال للمفترين الذين كذبوا على الله وأوليائه ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون )
هذه بعض الآيات التي وردت فيها ألفاظ تناسب أهلها ومن أمثالها كثير وتتبعها يطول .
أما ما ورد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لأمثال هؤلاء فمنها :
ما رواه أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ) وفي رواية ( فأعضوه بهن أبيه ) أي يقال لمن تفاخر على الناس بنسبه أعضض على ذكر أبيك كي يعرف قدره وأنه خرج من هذا العضو الذي يخرج منه البول .
وشبه العائد في هبته بالكلب فقال كما في الصحيحين ( العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ) .
وقال لليهود عندما حاصرهم في خيبر فأطلوا عليه من فوق الحصن كما في السير ( أخرجوا يا أحفاد القردة والخنازير ) .
وفي قصة صلح الحديبية التي رويت في الصحيحين وغيرهما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لعروة بن مسعود الثقفي عندما قال للرسول صلى الله عليه وسلم مستنقصاً أصحابه " وأيم الله لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا " أي إذا بدأت الحرب لجبنهم ، فرد عليه أبو بكر وهو خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم و بإقراره فقال له ( امصص بظر اللات أنحن ننكشف عنه ؟ ) .
وبهذا الجواب أيضاً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جواب حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة جاوب كفار قريش عندما نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى بأكثر من عشرين نصاً يطول سردها أشهرها ما جاء في الصحيحين قوله ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبائهم مساجد ) .
وقد أمر عائشة رضي الله عنها كما روى أحمد وأبو داود بأن تسب أم سلمة اقتصاصاً منها عندما سبتها فرويا عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت عندنا أم سلمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم عند جنح الليل قالت فذكرت شيئا صنعه بيده قالت وجعل لا يفطن لأم سلمة قالت وجعلت أومئ إليه حتى فطن قالت أم سلمة أهكذا الآن أما كانت واحدة منا عندك إلا في خلابة كما أرى وسبت عائشة وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينهاها فتأبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( سبيها ) فسبتها حتى غلبتها .
وهكذا فعل أصحابه من بعده لمن يستحقون السب فقد روي في الصحيحين عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها ) قال فقال بلال بن عبد الله والله لنمنعهن قال فأقبل عليه عبد الله فسبه سبا سيئا ما سمعته سبه مثله قط وقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول والله لنمنعهن
فهذه الألفاظ التي تلفظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أقر أصحابه عليها أو أمر زوجته بها لم تكن أبداً تعارض قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي ( لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا ) أي لا يكون لعاناً لمن لا يستحق اللعن ، أما من يستحق السب واللعن لكفره أو لنفاقه أو لظلمه فإنه يسب ويلعن كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأقر على ذلك .
لذا فعلى هؤلاء الجهلة أن يفقهوا أن ديننا كامل ليس فيه نقص وفيه من أساليب الخطاب ما يصلح لكل طائفة ، فطائفة المؤمنين الصالحين عباده المجاهدين لهم ألفاظ تناسبهم ، وطائفة المنافقين المحاربين لدين الله المعينين لليهود والنصارى على المجاهدين ، لهم ألفاظ من القرآن والسنة تناسبهم ، فعلى كل مسلم أن يفهم أن ألفاظ المدح والتودد واللين لا يصلح أن تستخدم مع المعاندين المحاربين كما قدمنا ، وأمره لموسى أن يقول لفرعون قولاً ليناً فهذا في بداية بعثته له فلما عاند لعنه ودعا عليه ، وألفاظ الشدة والتشبيه بالبهائم لا تصلح إلا مع من انقلبت طبائعهم فأصبحت مثلها ، ولكل مقام مقال ، فليس خطابنا للمجاهدين والعلماء العاملين كخطابنا للمنافقين أو الكافرين الذين حاربوا الإسلام سراً وجهراً ، قال تعالى ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ، مالكم كيف تحكمون ) ، فالمجرمون الذين يحاربون الله ورسوله والمجاهدين لا يصلح لهم إلا ما تقدم من ألفاظ من القرآن والسنة ، أما الصالحون فليس لهم إلا ألفاظ الثناء والمدح وللين ، هذا هدي القرآن وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فما قلناه للطابور الخامس إنما استقيناه من الكتاب والسنة أيها الجهال ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين .
http://www.alneda.com