مهندس 2000
10-05-2002, 01:42 AM
تمارس السعودية البلد العربي الاكثر غنى والاكبر مساحة والاهم في القرار سياستين لدفع الاذى عن نفسها، ولا بلد في العالم غير السعودية يحمل ثقلين معا، حتى الولايات المتحدة فشلت الى الان في الحرب ضد الارهاب، فلم يصطف معها الحلفاء الاوروبيون. والمحتمل فوق ذلك ان تفشل واشنطن في خطط ضرب العراق واسقاط نظام الرئيس صدام حسين حيث اوروبا تقف ضد الفعل او على الحياد.
ولقد تحالفت السعودية منذ ثلاثينيات القرن الماضي مع الغرب، واعتبرها جميع الذين تعاقبوا في البيت الابيض حليفا استراتيجيا لا يمكن الاستغناء عنه وكانت المملكة عاملا رئيسا في السياسة الخارجية الاميركية.
ومن بعد احداث أيلول(سبتمبر) في العام الماضي بدأت نذر الحرب الخفية بين الحليفين، الرياض وواشنطن، وهذه الأخيرة يدها ليست في النار كما الرياض حامية المسلمين في الشرق.
والى جانب الرياض فهناك العاصمة المقدسة عند مسلمي العالم اجمع مكة المكرمة ثم المدينة المنورة حيث يرقد النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم .
وما بين السياسة والدين فان السعودية تحارب على جبهتين، اولاهما رفض ما تقوله مصادر القرار الاميركية عن تورطها في دعم شبكة اسامة بن لادن وهي نزعت عنه الجنسية في العام 1994.
وثانيهما دورها في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، وهي قدمت مبادرتين الاولى كانت في العام 1982 الى قمة الرباط العربية اطلق عليها اسم مبادرة فهد وهو كان وقتها وليا للعهد، والآن المبادرة المتجددة من الامير عبد الله ولي العهد، على انه الحاكم الفعلي منذ مرض الملك فهد قبل اربع من السنين.
في حدود صراعات المنطقة، كانت السعودية عاملا مهما في التهدئة وكذلك في الحيادية، وان هي دعمت العراق ضد التطرف الآتي من ايران في عهد ثورة اية الله الخميني المزعجة للغرب، فانها كانت عامل استقرار ووسيط فاعل لوقف حرب بغداد وطهران التي استمرت ثماني سنوات.
ولتأكيد صدقيتها فان السعودية حشدت نفسها الى جانب الغرب حين اعتدى العراق حليف الامس على الكويت وسهلت للولايات المتحدة كل الامكانيات للقيام بالمهمة التي اقصت قوات الرئيس العراقي من الكويت.
وفي ذلك الموقف فان الرياض عبرت بما لا يدع مجالا للشك في انها الحليف الموثوق، ولكن التطورات المتسارعة في المنطقة ابتداءا من احداث أيلول(سبتمبر) الى حصار ياسر عرفات في رام الله باعدت بين الحلفاء الاستراتيجيين الى درجة تبادل الاتهامات في الخفاء او العلن.
واشنطن مع الحالة السياسية التي تعيشها في ظل الادارة الجديدة التي يحكمها اليمين المتطرف في الكونغرس والبيت الابيض ظلت للشهور الماضية تضع الحليف السعودي الكبير تحت مجهر الاتهام.
وهي استنادا الى تقارير استخباراتها تحاول التدليل على تورط الرياض في العمليات التفجيرية الانتحارية باعتبار ان عددا من المتورطين في تلك العمليات ينتمون الى التابعية السعودية.
وسارعت السعودية الى نبذ العمليات الارهابية ورفضها، وايدت واشنطن في قرار الحرب ضد الارهابيين اينما كانوا وحيثما وجدوا.
ولكنها في المقابل رفضت انطلاق عمليات عسكرية ضد افغانستان من اراضيها، وهي كان لها قرارها الخاص الذي تم تداوله على صعيد الاسرة الملكية الحاكمة وعلى صعيد دول الجوار.
ومع هذا الموقف الذي جوبه بحملة غربية لا ابعاد لها في اوساط اميركية ضد الرياض، فان السعودية ردت بـ"الصمت الجميل" وهي ظلت تراقب التطورات حتى كما يقال في المثل العربي الشائع "بلغ السيل الزبى".
ولهذا فانها كأكبر بلد عربي تستعيد صورتها واسلحتها الدبلوماسية ايضا، ففي ازمة اميركا مع حصار عرفات في بيروت قبل عشرين عاما حاول الامير فهد (الملك الآن) انقاذ واشنطن من ورطتها وقدم الى قمة فاس العربية مبادرته التي قتلت في آخر المطاف.
وفي حصار عرفات الثاني في رام الله تقدم ولي العهد السعودي الامير عبد الله الى قمة بيروت العربية بمبادرته السلمية، لكن يبدو ان واشنطن لن تقتلها كما قتلت الأولى.
تستطيع السعودية ان تنأى بنفسها عن الصراع في المنطقة كما تفعل غيرها من دول مؤثرة كسورية و العراق اوايران، لكنها تحس دائما بمسؤولياتها والخطر الآتي اليها ليس على صعيد اسرة الحكم كما يعتقد بل على صعيد اكثر شمولا يهدد بانهيار "احجار الدينامو" في المنطقة واحدا تلو الآخر.
واذ ذاك، فان كلام وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز الأخير عن دور العلماء في البلاد، وهو يعني جماعة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، يظل تعبيرا حقيقا عن السياسة الصارمة للملكة للدفاع عن نفسها ليس من اعداء محتملين من داخلها بل للآخرين من الخارج.
وهي تعطي رسالة واضحة للآخرين وخصوصا "الحليف العدو" الاميركي بانها وحدها القادرة على خوض معركتها بالاسلحة التي تؤدي غرضها في نهاية المطاف.
ولقد تحالفت السعودية منذ ثلاثينيات القرن الماضي مع الغرب، واعتبرها جميع الذين تعاقبوا في البيت الابيض حليفا استراتيجيا لا يمكن الاستغناء عنه وكانت المملكة عاملا رئيسا في السياسة الخارجية الاميركية.
ومن بعد احداث أيلول(سبتمبر) في العام الماضي بدأت نذر الحرب الخفية بين الحليفين، الرياض وواشنطن، وهذه الأخيرة يدها ليست في النار كما الرياض حامية المسلمين في الشرق.
والى جانب الرياض فهناك العاصمة المقدسة عند مسلمي العالم اجمع مكة المكرمة ثم المدينة المنورة حيث يرقد النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم .
وما بين السياسة والدين فان السعودية تحارب على جبهتين، اولاهما رفض ما تقوله مصادر القرار الاميركية عن تورطها في دعم شبكة اسامة بن لادن وهي نزعت عنه الجنسية في العام 1994.
وثانيهما دورها في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، وهي قدمت مبادرتين الاولى كانت في العام 1982 الى قمة الرباط العربية اطلق عليها اسم مبادرة فهد وهو كان وقتها وليا للعهد، والآن المبادرة المتجددة من الامير عبد الله ولي العهد، على انه الحاكم الفعلي منذ مرض الملك فهد قبل اربع من السنين.
في حدود صراعات المنطقة، كانت السعودية عاملا مهما في التهدئة وكذلك في الحيادية، وان هي دعمت العراق ضد التطرف الآتي من ايران في عهد ثورة اية الله الخميني المزعجة للغرب، فانها كانت عامل استقرار ووسيط فاعل لوقف حرب بغداد وطهران التي استمرت ثماني سنوات.
ولتأكيد صدقيتها فان السعودية حشدت نفسها الى جانب الغرب حين اعتدى العراق حليف الامس على الكويت وسهلت للولايات المتحدة كل الامكانيات للقيام بالمهمة التي اقصت قوات الرئيس العراقي من الكويت.
وفي ذلك الموقف فان الرياض عبرت بما لا يدع مجالا للشك في انها الحليف الموثوق، ولكن التطورات المتسارعة في المنطقة ابتداءا من احداث أيلول(سبتمبر) الى حصار ياسر عرفات في رام الله باعدت بين الحلفاء الاستراتيجيين الى درجة تبادل الاتهامات في الخفاء او العلن.
واشنطن مع الحالة السياسية التي تعيشها في ظل الادارة الجديدة التي يحكمها اليمين المتطرف في الكونغرس والبيت الابيض ظلت للشهور الماضية تضع الحليف السعودي الكبير تحت مجهر الاتهام.
وهي استنادا الى تقارير استخباراتها تحاول التدليل على تورط الرياض في العمليات التفجيرية الانتحارية باعتبار ان عددا من المتورطين في تلك العمليات ينتمون الى التابعية السعودية.
وسارعت السعودية الى نبذ العمليات الارهابية ورفضها، وايدت واشنطن في قرار الحرب ضد الارهابيين اينما كانوا وحيثما وجدوا.
ولكنها في المقابل رفضت انطلاق عمليات عسكرية ضد افغانستان من اراضيها، وهي كان لها قرارها الخاص الذي تم تداوله على صعيد الاسرة الملكية الحاكمة وعلى صعيد دول الجوار.
ومع هذا الموقف الذي جوبه بحملة غربية لا ابعاد لها في اوساط اميركية ضد الرياض، فان السعودية ردت بـ"الصمت الجميل" وهي ظلت تراقب التطورات حتى كما يقال في المثل العربي الشائع "بلغ السيل الزبى".
ولهذا فانها كأكبر بلد عربي تستعيد صورتها واسلحتها الدبلوماسية ايضا، ففي ازمة اميركا مع حصار عرفات في بيروت قبل عشرين عاما حاول الامير فهد (الملك الآن) انقاذ واشنطن من ورطتها وقدم الى قمة فاس العربية مبادرته التي قتلت في آخر المطاف.
وفي حصار عرفات الثاني في رام الله تقدم ولي العهد السعودي الامير عبد الله الى قمة بيروت العربية بمبادرته السلمية، لكن يبدو ان واشنطن لن تقتلها كما قتلت الأولى.
تستطيع السعودية ان تنأى بنفسها عن الصراع في المنطقة كما تفعل غيرها من دول مؤثرة كسورية و العراق اوايران، لكنها تحس دائما بمسؤولياتها والخطر الآتي اليها ليس على صعيد اسرة الحكم كما يعتقد بل على صعيد اكثر شمولا يهدد بانهيار "احجار الدينامو" في المنطقة واحدا تلو الآخر.
واذ ذاك، فان كلام وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز الأخير عن دور العلماء في البلاد، وهو يعني جماعة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، يظل تعبيرا حقيقا عن السياسة الصارمة للملكة للدفاع عن نفسها ليس من اعداء محتملين من داخلها بل للآخرين من الخارج.
وهي تعطي رسالة واضحة للآخرين وخصوصا "الحليف العدو" الاميركي بانها وحدها القادرة على خوض معركتها بالاسلحة التي تؤدي غرضها في نهاية المطاف.