Black_Horse82
10-05-2002, 10:18 AM
اتهام سلمان العودة بالانتقال من معسكر الدعوة للاصلاحات الي المؤسسة الرسمية السعودية: نقد حاد في اوساط السلفيين لبيان المثقفين المماليء لامريكا
http://www.alquds.co.uk/alquds/articles/data/2002/05/05-10/m39.htm.jpg
لندن ـ القدس العربي :
ادي بيان اصدرته مجموعة من المثقفين السعوديين نهاية الشهر الماضي ردا علي بيان امريكي اصدره مثقفون واكاديميون امريكيون في اعقاب الهجمات علي ايلول (سبتمبر) الماضي لجدل واسع في صفوف الاسلاميين السعوديين او التيار السلفي، وانقسم الاسلاميون بين مؤيد ومعارض للبيان.
ويعبر البيان الذي وقع عليه مئة وخمسون باحثا وعالما واستاذا جامعيا عن وجهة نظر اسلامية ـ ليبرالية الطابع عن البيان الامريكي الذي صدر قبل فترة من بيان السعوديين. وكان من اهم الموقعين عليه الشيخ بن جبرين، وسلمان العودة الذي كان يمثل ظاهرة الصحوة الاسلامية في اوساط السلفيين داخل السعودية، وفي الفترة التي اعقبت حرب الخليج في نهاية القرن الماضي، وعبدالوهاب المطيري وعبد العزيز القاسم. ولاول مرة تشارك مثقفات سعوديات، ومثقفون من التيار الليبرالي بالتوقيع علي البيان الذي اعتبره البعض اعتذاريا، ولا يمثل المزاج العام لادبيات الصحوة الاسلامية في السعودية.
ويعتبر الشيخ سفر الحوالي من اكثر الشخصيات التي تلقت انتقادات من التيار السلفي، حيث انتقد البعض دعوته للحوار مع الامريكيين في الوقت الذي يقوم فيه هؤلاء بالهجوم علي الاسلام.
وحسب مصدر مطلع علي احوال الاسلاميين السعوديين، والذي تحدث لـ القدس العربي ، فالعودة يواجه انتقادات في اي مجلس يذهب اليه، حيث يسأل عن البيان وطبيعته، ويذكره السائلون احيانا بالادبيات الجهادية التي تنطلق من اس الدعوة السلفية والتي تحدد معايير الولاء والبراء وان امريكا بلد كافر وكيف يتم الحوار مع كافر.
ويذهب البعض بعيدا في توجيه النقد، لحد التعنيف وتذكير العودة بان شخصا كمانديلا ثبت علي مواقفه لثلاثة عقود تقريبا، فكيف بالشخص الذي يدعو للجهاد والتغيير. واشار المصدر الي ان العودة الذي تغير كثيرا، وتخلي عن دعوته الاصلاحية التي كان يدافع عنها بعد حرب الخليج، واصبح في نظر البعض قريبا في افكاره من المؤسسة الرسمية، هو الشخصية المحركة وراء اصدار البيان، الذي جاء بعد فترة من صدور البيان الامريكي. وتصدي للرد علي البيان السعودي عدد من العلماء أهمهم شيخ يدعي ناصر الفهد، والشيخ علي الخضيري وعدد اخر من العلماء.
وتعود اصول البيان السعودي الي البيان الامريكي الذي اصدره معهد القيم الامريكية في شباط (فبراير) الماضي تحت عنوان علي اي اساس نقاتل ، وقع عليه ستون مثقفا امريكيا منهم، صموئيل هنتنغتون، واميتاي ايتزوني، وفرانسيس فوكاياما، وخالد دوراني وعدد آخر.
ويتضمن البيان او الورقة عددا من المحاور منها، ما يتعلق بماهية القيم الامريكية، التي لخصت بأربع نقاط حرمة الافراد الذاتية، الايمان بوجود حقائق اخلاقية شمولية، لا احد يملك الحقيقة، فردا كان ام جماعة، وترابط القيم والحرية الدينية .
وبناء علي هذه المبادي الاربعة يقول الموقعون انهم يقاتلون للدفاع عن انفسنا وعن المبادئ العالمية ، ويري الموقعون ان القيم الامريكية في زمن الحرب تصبح ميراثا مشتركا للبشرية، وعلي هذا الامل يمكن بناء المجتمع العالمي علي اساس السلم والعدل . وفي فصل عن ماهية الحرب العادلة، والله، يستعرض البيان الفكرة وعلاقتها بالانسان، والاسلام. ويتوصل الي نتيجة مفادها ان القتلة المنظمين بقدراتهم العالمية يهددوننا جميعا، فاننا باسم الاخلاق العالمية للبشر، مع الوعي التام بقيود ومقتضيات الحرب العادلة، نقوم بتأييد قرار حكومتنا ومجتمعاتنا ضد هؤلاء بالقوة المسلحة .
ولم تصدر تعليقات كثيرة علي البيان بين المثقفين العرب والمسلمين، باستثناء مقاربة اعدها الباحث والمفكر الاسلامي منير شفيق والتي حاول فيها نقد جوهر الرواية الامريكية عن الماضي والحاضر. وحاول شفيق ربط البيان بمجمل التاريخ الامريكي، وعلاقته بابناء البلاد الاصليين، وعلاقته بالعالم الخارج عنه حيث قال في نهاية مقاربته ومن هنا لا يستطيع هؤلاء المثقفون ان يثبتوا من خلال الماضي او الحاضر ان علاقة امريكا بالشعوب الاخري، وابتداء بأقرب جيرانها، شعوب امريكا الوسطي والجنوبية، كانت ليوم واحد امينة للمبادئ الاربعة الاولي او انها احترمت ولو واحدة منها فقط . وحاول الشيخ سلمان العودة، تقديم رد شرعي علي البيان الامريكي، ولكنه كان ردا طويلا وفيه الكثير من التفاصيل مقارنة مع رد شفيق المختصر والوافي بالغرض.
ومن هنا فان تأخر الرد السعودي علي الاقل القطاع النخبوي والفكري منه، كان واحدا من الانتقادات التي وجهت لهذا البيان الاخير، كما ان الصيغة الاسترضائية التي تمت فيها صياغة البيان السعودي، ردا علي اللغة الفوقية التي تميز بها البيان الامريكي كانت واحدة من نقاط الاعتراض. ويري مراقبون سعوديون ان بيان المثقفين يظل يدور في اطار الرواية الرسمية لانه لم يصدر عن وجهة نظر متحررة وتملك قرارها، هذا اذا اخذنا بعين الاعتبار غياب الحرية الفكرية في السعودية. كما ان اسلوب البيان جاء كما يقول الاتجاه المتشدد في الحركة السلفية ليوافق العقلية الغربية. ولكن النقد الكبير علي البيان جاء حينما تم وضعه امام الادبيات الجهادية التي انتشرت في انحاء العالم ولقيت اهتماما من المراكز الفكرية والاكاديمية الغربية. فخطاب المثقفين الذي يقف وراء تيار استرضائي في الحركة السلفية لا يتوافق والفكر الجهادي الذي يدعو اليه التيار المتشدد في هذه الحركة. ومن هنا اعتقد البعض ان البيان جاء كمحاولة اعتذارية لامريكا التي بدأت تدق طبول النصر في افغانستان.
وعلي الرغم من اللهجة الحادة التي تميز بها الناقدون، الا ان بعض الهيئات في اوساط المعارضة السعودية، رحبت بفكرة صدور بيان، ومن السعودية، وتشارك فيه نساء. فالبيان دل علي ان هناك امكانية للعمل الجماعي الذي حاولت المؤسسات الحاكمة في السعودية القضاء عليه بعد حرب الخليج. كذلك فان اجتماع ممثلين عن التيار الاسلامي والليبرالي، سفر الحوالي والعودة، جنبا الي جنب مع سعيد طيب ومنصور الحازمي، تعتبر دليلا جيدا علي استعداد النخب السعودية المثقفة للتعاون.
وتحفل مواقع الانترنت بالردود الكثيرة علي بيان المثقفين السعوديين، فقد وقع احدهم باسم لويس عطية ورد علي البيان انتقد فيه بيان المثقفين والمشايخ الذين شاركوا فيه وقال عطية في رده لكننا صدمنا .. بأن شيوخنا الذين علمونا كل شيء عن المواجهة وحتميتها تغيرت مواقفهم .. وأصبحوا يتحدثون أن كلام أولئك المفكرين مجرد (وجهة نظر) وأنهم أي شيوخنا يقدمون (وجهة نظر بديلة) فلم يتحدث شيوخنا عن شيء اسمه (الحق ) .. و(الباطل)، ولم يقولوا إننا علي حق ، بل إن الأمر لا يعدو أن يكون (وجهات نظر). وواصل الكاتب رده قائلا ألا يدل بيانكم علي حجم المذلة التي دفعتكم إلي كتابته؟ ما الذي جعل بيان الأمريكيين قويا وتبريريا للحرب علينا وشجاعا، وجعل بيانكم بتلك الدرجة من الضعف؟ أليس قوتهم وهواننا عليهم؟ .
وشارك عدد من العلماء علي رأسهم الشيخ علي الخضيري، خليفة الشيخ الراحل عقلة الشعيبي، ومع انهم حاولوا ايجاد العذر للمشايخ الذين شاركوا في البيان الا انهم اعتبروه نوعا من الدفاع والغالب أن خطابات الدفاع يشوبها الانهزامية وترك التفصيل والقيود المهمة التي تغير المفاهيم الي التعميم الذي يستقطب الآخرين المعاندين فلا هم الذين جذبوهم ولا هم الذين أظهروا العزة في دينهم، وإنما أعطوا الدنيئة في دينهم وتساهلوا في أصول الدين وثوابته بقدر ما يعجب ويستهوي الكفار المعاندين، ومن أجل عيون المعاندين لإرضاء من أخبر الله عنهم أنهم لن يرضوا ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم . وركز الرد علي عدد من النقاط الشرعية، حيث اعتبر ان خطاب الموقعين يهدم قاعدة البراء والبغض والمعاداة للكفار . ويتنصل البيان من فكرة ذكر الجهاد وطلب الجزية وقتل المرتد . وهنا يشير عدد من النقاد ان البيان حاول ابعاد الاسلاميين عن احداث ايلول (سبتمبر) الماضية، ويدعو للتقارب والتعايش مع الكفار ، ويركز علي السلام العالمي وترك الجهاد . والاهم من ذلك يري بيان المشايخ ان البيان فيه كسر حاجز المفاصلة مع الكفار وجاء في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( أنا فرق بين هؤلاء وهؤلاء) . واتفق كل من انتقد بيان المثقفين السعوديين علي انه يحمل في الفاظه وسياقه العام الذلة والصغار والمداهنة والاسترضاء لكفار محاربين . ويبدو ان خلاف الاسلاميين، علي الاقل التيار المتشدد منهم، ينبع من ادخال بعض العناصر الليبرالية التي تعرف في ادبيات السلفيين باسم العصرانيين . ومن هنا اعتبر البعض مشاركة الشيخ سلمان العودة بالبيان نوعا من التخلي عن مبادئه الاولي، فقد كان العودة يدعو في السابق الي حتمية الحوار، والي صناعة الموت الشهادة واصبح الان يدعو لحتمية الحوار، وصناعة الحياة.
http://www.alquds.co.uk/alquds/articles/data/2002/05/05-10/m39.htm.jpg
لندن ـ القدس العربي :
ادي بيان اصدرته مجموعة من المثقفين السعوديين نهاية الشهر الماضي ردا علي بيان امريكي اصدره مثقفون واكاديميون امريكيون في اعقاب الهجمات علي ايلول (سبتمبر) الماضي لجدل واسع في صفوف الاسلاميين السعوديين او التيار السلفي، وانقسم الاسلاميون بين مؤيد ومعارض للبيان.
ويعبر البيان الذي وقع عليه مئة وخمسون باحثا وعالما واستاذا جامعيا عن وجهة نظر اسلامية ـ ليبرالية الطابع عن البيان الامريكي الذي صدر قبل فترة من بيان السعوديين. وكان من اهم الموقعين عليه الشيخ بن جبرين، وسلمان العودة الذي كان يمثل ظاهرة الصحوة الاسلامية في اوساط السلفيين داخل السعودية، وفي الفترة التي اعقبت حرب الخليج في نهاية القرن الماضي، وعبدالوهاب المطيري وعبد العزيز القاسم. ولاول مرة تشارك مثقفات سعوديات، ومثقفون من التيار الليبرالي بالتوقيع علي البيان الذي اعتبره البعض اعتذاريا، ولا يمثل المزاج العام لادبيات الصحوة الاسلامية في السعودية.
ويعتبر الشيخ سفر الحوالي من اكثر الشخصيات التي تلقت انتقادات من التيار السلفي، حيث انتقد البعض دعوته للحوار مع الامريكيين في الوقت الذي يقوم فيه هؤلاء بالهجوم علي الاسلام.
وحسب مصدر مطلع علي احوال الاسلاميين السعوديين، والذي تحدث لـ القدس العربي ، فالعودة يواجه انتقادات في اي مجلس يذهب اليه، حيث يسأل عن البيان وطبيعته، ويذكره السائلون احيانا بالادبيات الجهادية التي تنطلق من اس الدعوة السلفية والتي تحدد معايير الولاء والبراء وان امريكا بلد كافر وكيف يتم الحوار مع كافر.
ويذهب البعض بعيدا في توجيه النقد، لحد التعنيف وتذكير العودة بان شخصا كمانديلا ثبت علي مواقفه لثلاثة عقود تقريبا، فكيف بالشخص الذي يدعو للجهاد والتغيير. واشار المصدر الي ان العودة الذي تغير كثيرا، وتخلي عن دعوته الاصلاحية التي كان يدافع عنها بعد حرب الخليج، واصبح في نظر البعض قريبا في افكاره من المؤسسة الرسمية، هو الشخصية المحركة وراء اصدار البيان، الذي جاء بعد فترة من صدور البيان الامريكي. وتصدي للرد علي البيان السعودي عدد من العلماء أهمهم شيخ يدعي ناصر الفهد، والشيخ علي الخضيري وعدد اخر من العلماء.
وتعود اصول البيان السعودي الي البيان الامريكي الذي اصدره معهد القيم الامريكية في شباط (فبراير) الماضي تحت عنوان علي اي اساس نقاتل ، وقع عليه ستون مثقفا امريكيا منهم، صموئيل هنتنغتون، واميتاي ايتزوني، وفرانسيس فوكاياما، وخالد دوراني وعدد آخر.
ويتضمن البيان او الورقة عددا من المحاور منها، ما يتعلق بماهية القيم الامريكية، التي لخصت بأربع نقاط حرمة الافراد الذاتية، الايمان بوجود حقائق اخلاقية شمولية، لا احد يملك الحقيقة، فردا كان ام جماعة، وترابط القيم والحرية الدينية .
وبناء علي هذه المبادي الاربعة يقول الموقعون انهم يقاتلون للدفاع عن انفسنا وعن المبادئ العالمية ، ويري الموقعون ان القيم الامريكية في زمن الحرب تصبح ميراثا مشتركا للبشرية، وعلي هذا الامل يمكن بناء المجتمع العالمي علي اساس السلم والعدل . وفي فصل عن ماهية الحرب العادلة، والله، يستعرض البيان الفكرة وعلاقتها بالانسان، والاسلام. ويتوصل الي نتيجة مفادها ان القتلة المنظمين بقدراتهم العالمية يهددوننا جميعا، فاننا باسم الاخلاق العالمية للبشر، مع الوعي التام بقيود ومقتضيات الحرب العادلة، نقوم بتأييد قرار حكومتنا ومجتمعاتنا ضد هؤلاء بالقوة المسلحة .
ولم تصدر تعليقات كثيرة علي البيان بين المثقفين العرب والمسلمين، باستثناء مقاربة اعدها الباحث والمفكر الاسلامي منير شفيق والتي حاول فيها نقد جوهر الرواية الامريكية عن الماضي والحاضر. وحاول شفيق ربط البيان بمجمل التاريخ الامريكي، وعلاقته بابناء البلاد الاصليين، وعلاقته بالعالم الخارج عنه حيث قال في نهاية مقاربته ومن هنا لا يستطيع هؤلاء المثقفون ان يثبتوا من خلال الماضي او الحاضر ان علاقة امريكا بالشعوب الاخري، وابتداء بأقرب جيرانها، شعوب امريكا الوسطي والجنوبية، كانت ليوم واحد امينة للمبادئ الاربعة الاولي او انها احترمت ولو واحدة منها فقط . وحاول الشيخ سلمان العودة، تقديم رد شرعي علي البيان الامريكي، ولكنه كان ردا طويلا وفيه الكثير من التفاصيل مقارنة مع رد شفيق المختصر والوافي بالغرض.
ومن هنا فان تأخر الرد السعودي علي الاقل القطاع النخبوي والفكري منه، كان واحدا من الانتقادات التي وجهت لهذا البيان الاخير، كما ان الصيغة الاسترضائية التي تمت فيها صياغة البيان السعودي، ردا علي اللغة الفوقية التي تميز بها البيان الامريكي كانت واحدة من نقاط الاعتراض. ويري مراقبون سعوديون ان بيان المثقفين يظل يدور في اطار الرواية الرسمية لانه لم يصدر عن وجهة نظر متحررة وتملك قرارها، هذا اذا اخذنا بعين الاعتبار غياب الحرية الفكرية في السعودية. كما ان اسلوب البيان جاء كما يقول الاتجاه المتشدد في الحركة السلفية ليوافق العقلية الغربية. ولكن النقد الكبير علي البيان جاء حينما تم وضعه امام الادبيات الجهادية التي انتشرت في انحاء العالم ولقيت اهتماما من المراكز الفكرية والاكاديمية الغربية. فخطاب المثقفين الذي يقف وراء تيار استرضائي في الحركة السلفية لا يتوافق والفكر الجهادي الذي يدعو اليه التيار المتشدد في هذه الحركة. ومن هنا اعتقد البعض ان البيان جاء كمحاولة اعتذارية لامريكا التي بدأت تدق طبول النصر في افغانستان.
وعلي الرغم من اللهجة الحادة التي تميز بها الناقدون، الا ان بعض الهيئات في اوساط المعارضة السعودية، رحبت بفكرة صدور بيان، ومن السعودية، وتشارك فيه نساء. فالبيان دل علي ان هناك امكانية للعمل الجماعي الذي حاولت المؤسسات الحاكمة في السعودية القضاء عليه بعد حرب الخليج. كذلك فان اجتماع ممثلين عن التيار الاسلامي والليبرالي، سفر الحوالي والعودة، جنبا الي جنب مع سعيد طيب ومنصور الحازمي، تعتبر دليلا جيدا علي استعداد النخب السعودية المثقفة للتعاون.
وتحفل مواقع الانترنت بالردود الكثيرة علي بيان المثقفين السعوديين، فقد وقع احدهم باسم لويس عطية ورد علي البيان انتقد فيه بيان المثقفين والمشايخ الذين شاركوا فيه وقال عطية في رده لكننا صدمنا .. بأن شيوخنا الذين علمونا كل شيء عن المواجهة وحتميتها تغيرت مواقفهم .. وأصبحوا يتحدثون أن كلام أولئك المفكرين مجرد (وجهة نظر) وأنهم أي شيوخنا يقدمون (وجهة نظر بديلة) فلم يتحدث شيوخنا عن شيء اسمه (الحق ) .. و(الباطل)، ولم يقولوا إننا علي حق ، بل إن الأمر لا يعدو أن يكون (وجهات نظر). وواصل الكاتب رده قائلا ألا يدل بيانكم علي حجم المذلة التي دفعتكم إلي كتابته؟ ما الذي جعل بيان الأمريكيين قويا وتبريريا للحرب علينا وشجاعا، وجعل بيانكم بتلك الدرجة من الضعف؟ أليس قوتهم وهواننا عليهم؟ .
وشارك عدد من العلماء علي رأسهم الشيخ علي الخضيري، خليفة الشيخ الراحل عقلة الشعيبي، ومع انهم حاولوا ايجاد العذر للمشايخ الذين شاركوا في البيان الا انهم اعتبروه نوعا من الدفاع والغالب أن خطابات الدفاع يشوبها الانهزامية وترك التفصيل والقيود المهمة التي تغير المفاهيم الي التعميم الذي يستقطب الآخرين المعاندين فلا هم الذين جذبوهم ولا هم الذين أظهروا العزة في دينهم، وإنما أعطوا الدنيئة في دينهم وتساهلوا في أصول الدين وثوابته بقدر ما يعجب ويستهوي الكفار المعاندين، ومن أجل عيون المعاندين لإرضاء من أخبر الله عنهم أنهم لن يرضوا ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم . وركز الرد علي عدد من النقاط الشرعية، حيث اعتبر ان خطاب الموقعين يهدم قاعدة البراء والبغض والمعاداة للكفار . ويتنصل البيان من فكرة ذكر الجهاد وطلب الجزية وقتل المرتد . وهنا يشير عدد من النقاد ان البيان حاول ابعاد الاسلاميين عن احداث ايلول (سبتمبر) الماضية، ويدعو للتقارب والتعايش مع الكفار ، ويركز علي السلام العالمي وترك الجهاد . والاهم من ذلك يري بيان المشايخ ان البيان فيه كسر حاجز المفاصلة مع الكفار وجاء في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( أنا فرق بين هؤلاء وهؤلاء) . واتفق كل من انتقد بيان المثقفين السعوديين علي انه يحمل في الفاظه وسياقه العام الذلة والصغار والمداهنة والاسترضاء لكفار محاربين . ويبدو ان خلاف الاسلاميين، علي الاقل التيار المتشدد منهم، ينبع من ادخال بعض العناصر الليبرالية التي تعرف في ادبيات السلفيين باسم العصرانيين . ومن هنا اعتبر البعض مشاركة الشيخ سلمان العودة بالبيان نوعا من التخلي عن مبادئه الاولي، فقد كان العودة يدعو في السابق الي حتمية الحوار، والي صناعة الموت الشهادة واصبح الان يدعو لحتمية الحوار، وصناعة الحياة.