المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ( وفاء ) و أخواتها... استشهاديات مع سبق الإصرار



Black_Horse82
12-05-2002, 09:08 AM
( وفاء ) و أخواتها... استشهاديات مع سبق الإصرار

الاسلام اليوم- فلسطين المحتلة-نزار رمضان:
28/2/1423
11/05/2002


يخطئ من يظن أن أمجاد أمتنا في صنع رجالها دون النساء ، فلقد سجل تاريخ الدعوة الإسلامية ومضات مشرقة من جهاد المسلمات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- وفي الفترات والعصور الإسلامية التي تلت عهد النبوة .
وقد كانت خولة بنت الأزور مثلاً يقتدى به في رحلة جهاد المسلمات عبر التاريخ " وكذلك الخنساء " التي حملت السيف وشاركت في القتال مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد سجل تاريخنا قصة امرأة مسلمة لم تستطع أن تشارك مع سعد بن أبي وقاص في إحدى معاركه ، فأرسلت إليه جدائل شعرها بعد أن قصتها وطلبت منه برجاء أن يجعلها رباطا لفرسه كي يكتب لها ثواب المجاهدات.

جهاد النساء في فلسطين

منذ احتلال إسرائيل لفلسطين المباركة ، برزت أسماء لامعة لنساء فلسطينيات قاومن الاحتلال بضراوة وكنّ مثلا مميزا للعمل الجهادي المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب وعرفت الساحة الفلسطينية المجاهدة ، ليلى خالد ، وشادية أبو غزالة ، ورمزية بوشناق ، وتغريد البطمة التي استشهدت في الانتفاضة الأولى عام 1988 م كما شهدت الساحة الفلسطينية بطولات مميزة وغيرهن كثير .. أعمالهن كانت عبارة عن مقاومة للاحتلال من خلال وضع متفجرات أو مساهمة في أعمال إدخال أسلحة أو مشاركة في عمليات عسكرية وجها لوجه .. لكن الأعمال الاستشهادية بتفاصيلها وحيثياتها لم تطف على سطح المقاومة بعد.
تواصل عمل النساء والفتيات الفلسطينيات ضد الاحتلال .. فكانت أولى إرهاصات ومقدمات العمل الاستشهادي للنساء عام 1994م ، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني امرأة فلسطينية مسلمة ترتدي الحجاب وهي تحمل حقيبة مملوءة بالمتفجرات تدعى إيمان غزاوي كانت قد خرجت من بيتها بعد ظهر يوم الجمعة الموافق الثالث من آب عام 1994م الكائن في البلدة القديمة من نابلس .. إيمان خرجت وكانت متأكدة أنها لن تعود إلى البيت تاركة خلفها طفلين ، جهاد ستة أعوام وسماح أربعة أعوام .
تقول جدتها الحاجة زهيرة بركات والدة إيمان .. لقد خرجت إيمان وقالت لي أنا ذاهبة إلى الطبيب .. واستمر الأطفال في البكاء وهم ينتظرون أمهم .. لكنها لم تعد واعتقلت بسبب خلل في تفجير الحقيبة .
ذوو إيمان . كانوا على قناعة أن هناك ثمة إرهاصات بأن إيمان المرأة المؤمنة التي تصلي وتصوم وتحترق ألما وهي تشاهد مشاهد الشهداء والجرحى أنها ستقوم في يوم من الأيام بعمل .. وبعد أن عرف الأطفال بأن أمهم في سجن الاحتلال أصبحوا يتفاخرون أمام أصدقائهم الأطفال أن أمهم ذهبت لتقاتل اليهود .
ويفيد شقيق إيمان .. أن أخته لا ملف سياسي لها ولا تنتمي لأي فصيل .
وقد أكد زوجها شاهر بركات أن زوجته خرجت لتفجر نفسها عندما شاهدت على التلفاز جنازة الشهداء الفلسطينيين الثمانية في مدينة نابلس في الأول من آب عام 1994م وهي اتخذت قرارها بمفردها .

وفاء إدريس .. استشهادية مع سبق الإصرار

امرأة فلسطينية هاجر أهلها من مدينة الرملة التي احتلها الاحتلال الصهيوني عام 1948م واستقر بهم المطاف في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله .. وفاء إدريس 27 عاما عاشت في بيت متواضع من الطوب ومصفح بألواح الإسبست ، عاشت ظروفا اجتماعية صعبة ، فهي الابنة الوحيدة لوالدتها ولها ثلاثة أشقاء هم خليل وخالد وسلطان .. أمضى شقيقها خليل ثماني سنوات في سجون الاحتلال ، فاضطر شقيقه خالد إلى ترك الدراسة من الصف الثامن لإعالة أسرته الفقيرة ، لأن والدهم متوفى ولقد دفع الفقراء أيضا شقيقها الآخر وهو الأصغر سلطان إلى الانضمام إلى شقيقه خالد في العمل من أجل إعالة الأسرة .. ولم يترك الاحتلال هذه الأسرة في حالها .. فقام رجال المخابرات باعتقال خليل مرة أخرى بسبب ارتباطه بنشاطات المقاومة ضد الاحتلال .
تزوجت وفاء .. وبعد ثماني سنوات انفصلت عن زوجها وعادت لتسكن مع والدتها وأشقائها الثلاثة في مخيم الأمعري ثم التحقت بعد ذلك بدورة طبية وأصبحت تعمل في جمعية الهلال الأحمر .. وتطوعت في الانتفاضة لعلاج الجرحى المصابين ، عشرات الشهداء شاهدتهم وفاء عن قرب وهي لا تملك سوى البكاء المكبوت والدعاء لهم بالمغفرة والقبول عند الله .. كانت تحب الدوام يوم الجمعة؛ لأن هذا اليوم تجري فيه مظاهرات واشتباكات بعد صلاة الجمعة .. فيسقط جرحى وشهداء وتحرص أن تكون على رأس عملها حتى تعالج الجرحى والمصابين .
يقول شقيقها خليل ، لقد شعرنا أن ساعة الحسم بالنسبة لوفاء قد اقتربت حيث قامت بتوديع أمها وأشقائها وقالت لهم الوضع صعب وربما يستشهد الإنسان في أية لحظة !! ويضيف خليل : لقد تأخرت وفاء ولم نعتد عليها ذلك وجاء الليل ولم تحضر وبدأنا نبحث عنها وسألنا بعض صديقاتها ، فقلن لنا إنها ودعتهم وكانت تطلب منهم الدعاء وهي تقول لهن سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن دون أن تفصح عن هذا العمل . وبقيت الأسرة مرتبكة حتى وصلنا الخبر بأن وفاء فجَّرت نفسها في شارع يافا بالقدس المحتلة .. حيث أدى الانفجار إلى مقتل وإصابة العشرات من اليهود الصهاينة ، ولم نتأكد إلا بعد أن أصدرت كتائب شهداء الأقصى بيانا تزف فيه خبر استشهاد وفاء .
فقد أكد محمد عياد الناطق الإعلامي لجمعية الهلال الأحمر أن وفاء كانت مخلصة في عملها والتزامها الأخلاقي تجاه أمتها وشعبها ، فكانت شديدة التأثر عندما تشاهد عن قرب قوافل الجرحى والمصابين بل كانت قلبا رحيما وعينا باكية لا سيما عندما يعلن عن سقوط شهيد ويوضع أمامها في ثلاجة المستشفى .

دارين أبو عيشة جامعية .. تبحث عن الجنة

وثمة فتاة مسلمة أخرى كانت تبحث بشغف عن طريق يدفع بها نحو الاستشهاد .. إنها دارين أبو عيشة ابنة قرية بيت وزن القريبة من مدينة نابلس .. هذه الفتاة التي كانت إحدى طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح .. درست في قسم الدراسات الإسلامية وكانت من النشيطات البارزات في العمل الإسلامي في الجامعة .
تقول إحدى زميلاتها .. لقد كنا دوما نشعر بالإخلاص في عملها والتقوى والورع في حركاتها .. وكانت تتحدث دوما عن الشهادة وعن الجنة وما أعد الله من نعيم للشهداء .. حيث روت لهن مرة ، أنها ذهبت لقائد الحركة الإسلامية في مدنية نابلس الذي استشهد لاحقا الشيخ المجاهد جمال منصور .. وطلبت منه أن يسمح لها بتفجير نفسها في عملية استشهادية وأن يجهزوا لها اللازم .. فكان رده كما روت إحدى صديقاتها . إننا الآن لسنا بحاجة إلى استشهاديات فالشباب يكفون ويوفون كما يقال .. وعندما ينتهي الشباب نطلب من الأخوات والنساء فعادت دارين حزينة؛ لأنه لم يلب طلبها واتصلت دارين مرة أخرى بأحد قيادات الجهاد الإسلامي وطلبت منه نفس الأمر فأجابها نفس إجابة الشيخ منصور ، فما كان منها إلا أن اتصلت بكتائب شهداء الأقصى حيث جهزوا لها ما أرادت وتوجهت إلى حاجز عسكري على مدخل مدينة القدس المحتلة الشمالي وقامت بتفجير نفسها بالقرب من الجنود الصهاينة حيث جرحت عددًا كبيرًا منهم وكتب الله لها الشهادة .
تقول أمها التي وصلها خبر استشهاد ابنتها ، لقد كان قلبي يحدثني أن دارين ستستشهد؛ لأنها كانت تقول لي دوما ، أدع لي يا أمي أن أكون شهيدة في سبيل الله ، حتى أنال الجنة وستكونين معي بإذن الله في الجنة ؟! .
ويروي أحد المحاضرين الإسلاميين في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة النجاح والذي رفض ذكر اسمه لنواح أمنية .. أن دارين كانت تحضر إلى مكتبه في الجامعة هي وصديقاتها وتسأله هل يجوز للفتاة أن تقوم بمحاربة الصهاينة وتستشهد هل ستدخل الجنة إن فجَّرت نفسها؟ ماذا تحدثت كتب السيرة عن المجاهدات؟ ويروي الشيخ أنه كان يتوقع أن تقوم دارين بعمل من هذا القبيل .

آيات الأخرس .. على الدرب نفسه

يبدو أن المخيمات الفلسطينية التي تذوقت مرارة الألم خلال الشتات الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال كانت بؤرة للجهاد والمقاومة وإعداد الاستشهاديين والاستشهاديات
طالبة مجتهدة في دروسها في الصف الثاني الثانوي في مدرسة بنات بيت لحم الثانوية .. إنها آيات محمد الأخرس 18 عاما من مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم .. هذه الفتاة التي كانت تبحث عن الجهاد والمقاومة رغم صغر سنها .. لقد كان اجتهادها في المدرسة يدفعها لأن تذهب يوم الجمعة وهو يوم عطلة إلى مدرستها لتلزم برنامج تعويض أعدته مديرية التربية والتعليم للمدارس بدلا من أيام الإغلاق والعطل التي سببها الاحتلال .
عادت الطالبات من المدرسة إلى بيوتهن .. لكن آيات بدأت تودعهن والدموع تبلل وجهها وقالت لهن إنني أريد إنجاز عمل ولم تفصح عن هذا العمل ، وقد كتبت آيات ورقة ورفضت الكشف عن مضمونها وأوصت ‘إحدى زميلاتها المقربات منها أن تأخذ هذه الورقة وألاّ تفتحها إلا بعد يوم !! نعم لقد كانت وصيتها .
حيث قامت آيات بحمل حقيبة مملوءة بالمتفجرات وتوجهت إلى أحد شوارع القدس المحتلة وقامت بتفجيرها مما أدى إلى قتل وإصابة العشرات من اليهود الصهاينة ، وقد وصل الخبر إلى ذويها وأهلها في مخيم الدهيشة ، فخرج الناس في المطر يغنون ويرقصون وهم يهتفون للعمل البطولي الجهادي المميز الذي قامت به هذه الفتاة الصغيرة .
وقد أعربت والدتها التي تلقت الخبر كغيرها من أمهات الاستشهاديات أن جرائم الاحتلال المستمرة هي التي دفعت بابنتها الصغيرة للقيام بهذا العمل ، وقد أقبلت النسوة على أمها لتعزيتها ، فصرخت فيهم وقالت لهن إنه فرح وليس عزاء ، وبدأت بتوزيع الحلوى على النساء !!.
وقال الشيخ عبد المجيد عطا إمام مسجد الدهيشة (المخيم الذي خرجت منه الفتاة الاستشهادية) لم يكن الأمر مفاجئا فالاحتلال قام بأعمال وحشية وجرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني ، حيث كان جيش الاحتلال يقتحم المخيم ويقوم باعتقال الشبان ويخرج الفتيات والنساء من المنازل في المطر والبرد وأحيانًا يقوم بقتل الشاب أمام عائلته وشقيقاته كل ذلك كان سببًا لأن يدفع فتاة في هذا العمر للبحث عن الاستشهاد وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة .
وعقب عملية استشهاد آيات الأخرس نقلت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها من مخيم الدهيشة أن طفلا لم يتجاوز العاشرة من العمر كان يخاطب أحد المقاتلين الفلسطينيين المتواجدين في المخيم ، أعطني سلاحك لأقاوم الاحتلال ، فيجيبه المقاوم ألا تخشى أن يطلق عليك الاحتلال النار وتموت ، فيجيب الطفل إنني لا أخشى الاحتلال فإن قتلت فانني سأموت شهيدا .

عندليب طقاطقة .. مثل آخر

فتاة في عمر الورد تأثرت بسابقاتها من الاستشهاديات إنها عندليب طقاطقة ابنة الـ 17 عاما من بلدة بيت فجار شرقي بيت لحم ، هذه الفتاة التي تعمل من بلدة بيت فجار شرقي بيت لحم ، هذه الفتاة التي تعمل خياطة في داخل بيتها كي تنفق على نفسها وأهلها ، مزق أحشاءها مشهد الشهداء وهم يحملون على الأكتاف ويقتلون ظلما وعدوانا من قبل الاحتلال الصهيوني .
كان المشهد يهز النفوس وعندليب تحمل وصيتها في يدها اليمنى وهي تقرؤها عبر شريط فيديو مصور والقرآن الكريم في يدها اليسرى ، وهي تقول في وصيتها: إن هذه الحياة حياة فانية لا طعم لها ولا قيمة ، وخير ما يبحث عنه الإنسان هو الحياة الكريمة في الجنة ، وتضيف عندليب إنني سأقوم بعملي هذا ثأرًا للشهداء الذين قاوموا الاحتلال ..وتخاطب أمها وأشقاءها ألاّ يحزنوا عليها؛ لأنها ذاهبة إلى الجنة .
وقرأت في وصيتها أنَّ ما تقوم به إن هو إلا امتداد لجهاد الفلسطينيين الذين قتلوا دفاعا عن أرضهم المباركة … مذكرة بأحد المجاهدين الشهداء .0. حمدي سلطان .
وقد كان الأمر بالنسبة للصهاينه مذهلا … حيث حملت عندليب حقيبة المتفجرات وتوجهت إلى القدس المحتلة ، وصعدت في حافلة مملوءة باليهود الصهاينة وقامت بتفجير نفسها مما أدى إلى مقتل تسعة وإصابة نحو أربعين إسرائليا بجروح مختلفة .
قائد شرطة الاحتلال قال في حديث لوكالة (عتيم ) الإسرائيلية أن كمية المتفجرات التي كانت تحملها الفتاه كبيرة جدًا واستغرب كيف كان بإمكان فتاه في هذا العمر أن تحمل هذا الحجم وتخاطر بنفسها .
كتائب شهداء الأقصى نعت الشهيدة وأكدت أن مسيرة الاستشهاديات ستستمر ، قوات الاحتلال بدورها اتهمت القائد مروان زلوم مؤسس سرايا الجهاد الإسلامي داخل حركة فتح بأنه هو الذي أرسل الفتاة وزودها بالمتفجرات حيث قامت مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي بقصف سيارته مما أدى إلى استشهادة بعد أيام من العملية التي قامت بها عندليب .