me97sa
13-05-2002, 10:38 PM
قال ابن تيمية رحمه الله في ( النبوات ، طبع دار القلم ، 19 - 21 ) :
(( و حقيقة الأمر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة و برهان عليها ، فلا بد أن يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الأنبياء و غيرهم ، فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله ، لا يجب أن يكون أعم وجودا منه ، بل إما أن يكون مساويا له في العموم و الخصوص ، أو يكون أخص منه و حينئذ فآية النبي لا تكون لغير الأنبياء ، لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من الأنبياء لم يقدح هذا فيها فلا يضرها أن تكون معتادة للأنبياء .
و كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة للعادة هو وصف لم يصفه القرآن و الحديث ، و لا السلف ، و قد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط و هو عديم التأثير ، فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم ...
و ليس في هذا ( قلت : وصفها بأنها خارقة للعادة ) ما يدل على أن كل خارق آية ، فالكهانة و السحر هو معتاد للسحرة و الكهان ، و هو خارق بالنسبة إلى غيرهم ...
فإذا قيل لهم المعجزة هي : الفعل الخارق للعادة .
أو قيل هي : الفعل الخارق للعادة المقرون بالتحدي .
أو قيل مع ذلك الخارق للعادة السليم عن المعارضة .
فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا ، فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل ، فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض ، بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء ، و إن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن و العصا و الناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات )) .
قال اللامي :
نخلص مما سبق إلى أن :
1- ما يذكره كثير من الكتبة في العقائد و غيرها عند تعريفهم للمعجزة بأنه الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي أو ما يقاربه أنه خطأ و يفتح بابا للشبه التي تقدح في أصل الدين .
2- بل حتى تعريف آية النبي بأنها ( معجزة ) لم ترد في كتاب و لا سنة و قد أشار شيخ الإسلام نفسه إلى هذا في ( النبوات ، 45 ) فقال : (( و ليس في الكتاب و السنة تعليق الحكم بهذا الوصف ، بل و لا ذكر خرق العادة و لا لفظ المعجز ، و إنما فيه آيات و براهين )) ، و الأصل الالتزام بألفاظ الكتاب و السنة .
3- أن أصح تعريف لآيات الأنبياء و براهينهم هو : (( الخوارق التي تخرق عادة جميع الثقلين )) كما حكاه ابن تيمية و فصل فيه ، انظر ( النبوات ، 327 فما بعدها ) .
و أخيراً :
هذا الكتاب ( النبوات ) لابن تيمية رحمه الله غزير الفوائد عظيم النفع فلا تتردد أخي – طالب العلم – في الرجوع إليه و الاستفادة منه ...
(( و حقيقة الأمر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة و برهان عليها ، فلا بد أن يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الأنبياء و غيرهم ، فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله ، لا يجب أن يكون أعم وجودا منه ، بل إما أن يكون مساويا له في العموم و الخصوص ، أو يكون أخص منه و حينئذ فآية النبي لا تكون لغير الأنبياء ، لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من الأنبياء لم يقدح هذا فيها فلا يضرها أن تكون معتادة للأنبياء .
و كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة للعادة هو وصف لم يصفه القرآن و الحديث ، و لا السلف ، و قد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط و هو عديم التأثير ، فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم ...
و ليس في هذا ( قلت : وصفها بأنها خارقة للعادة ) ما يدل على أن كل خارق آية ، فالكهانة و السحر هو معتاد للسحرة و الكهان ، و هو خارق بالنسبة إلى غيرهم ...
فإذا قيل لهم المعجزة هي : الفعل الخارق للعادة .
أو قيل هي : الفعل الخارق للعادة المقرون بالتحدي .
أو قيل مع ذلك الخارق للعادة السليم عن المعارضة .
فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا ، فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل ، فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض ، بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء ، و إن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن و العصا و الناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات )) .
قال اللامي :
نخلص مما سبق إلى أن :
1- ما يذكره كثير من الكتبة في العقائد و غيرها عند تعريفهم للمعجزة بأنه الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي أو ما يقاربه أنه خطأ و يفتح بابا للشبه التي تقدح في أصل الدين .
2- بل حتى تعريف آية النبي بأنها ( معجزة ) لم ترد في كتاب و لا سنة و قد أشار شيخ الإسلام نفسه إلى هذا في ( النبوات ، 45 ) فقال : (( و ليس في الكتاب و السنة تعليق الحكم بهذا الوصف ، بل و لا ذكر خرق العادة و لا لفظ المعجز ، و إنما فيه آيات و براهين )) ، و الأصل الالتزام بألفاظ الكتاب و السنة .
3- أن أصح تعريف لآيات الأنبياء و براهينهم هو : (( الخوارق التي تخرق عادة جميع الثقلين )) كما حكاه ابن تيمية و فصل فيه ، انظر ( النبوات ، 327 فما بعدها ) .
و أخيراً :
هذا الكتاب ( النبوات ) لابن تيمية رحمه الله غزير الفوائد عظيم النفع فلا تتردد أخي – طالب العلم – في الرجوع إليه و الاستفادة منه ...