تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ماذا بعد يا شعب الجبابرة؟



Black_Horse82
13-05-2002, 11:05 PM
ماذا بعد يا شعب الجبابرة؟

بقلم: نضال حمد

انتم وحدكم حراس الحلم، حراس الواقع وحرس الوطن الذي يحيا ويكبر فينا.


ماذا بعد يا شعب الجبابرة؟

يا شعب فلسطين الاعلى من كل الهامات والقامات الرسمية المنكسرة، هامات وقامات الذين يدفنون رؤوسهم في الرمل والتراب كالنعام.

ماذا بعد ايها القابضون على جرحكم قبضة المؤمن بالنصر والواثق من حتمية الانتصار..

ماذا تنتظرون ممن يتآمرون عليكم ويساهمون في ذبحكم؟

لا تنتظروا نخوة احد منهم، فلقد مات فيهم المعتصم ومات صلاح الدين، وماتت فيهم الهمم وانقرضت القيم، واندفنت حكوماتهم مع القمم، تلك التي لم تات باي شيء جديد يعيد للعروبة وهج شمسها واوج عزتها..

ذوو الامر توخوا الصمت والهرب. اختاروا القصور والابتعاد عن الشعوب. اختاروا رضا بوش على رضا الضمائر والعقول والامم..

لذا لا تستصرخوهم ولا تستغيثوا بهم ولا تقربوهم انهم عجزة ومقعدون..

لا تصرخوا وا عرباه ! لا تصرخوا وا اسلاماه ! لا تستغيثوا ولا تستنجدوا بهم, لانكم وانتم محاصرون بالدبابات اقوى منهم, واطفالكم اكثر رجولة وجرأة وشجاعة من اكبر اكبرهم ومن اشوس اشاوسهم..

ايها الرابضون كملائكة الله تحرسون مقدسات فلسطين من دنس الغزاة الارهابيين, ايها المدافعون عن ملايين المسلمين والعرب بصدوركم العارية وببنادقكم الفردية القديمة!

لا تتأملوا الخير ممن لا خير فيهم لبلادهم وشعوبهم, من عجزة يعجزون عن عمل اي شيء في ايام الشدائد وعندما تحتاجهم الامة.

انتم وحدكم حراس الحلم, حراس الواقع وحرس الوطن الذي يحيا ويكبر فينا, مع الشهداء وهم يترجلون عن صهوات جيادهم متسلحون بنادقهم, مع طلقات رشاشاتكم وهي تتصدى لدباباتهم واحزمتكم الناسفة وهي تعيد للتوازن المفقود مستواه المطلوب..

انتم وحدكم من يجعل اسرائيل السوداوية والعنصرية ترتدع وتتمهل ومن ثم تتوقف عن عدوانها, لانكم بوسائلكم الفلسطينية تجبروهم على الرضوخ والتراجع والتأمل, تعيدون لرؤوسهم العقول التي فقدوها..

تعيدون لقوة انتمائكم لوطنكم , لفلسطينكم التي تنمو مثلما العشب الاخضر فوق اضرحة الشهداء تعيدون العزة والبهاء والكبرياء.

هذه الايام هي ايام الزمان الفلسطيني المنبعث من مقبرة الشهداء الاحياء في مخيم جنين..

هذه ايام نابلس القوة الانسانية التي تعتلي عرش المجد شهداء واحياء..

هذه ايام الكرامة الفلسطينية تعتلي سحابة الغيم الفلسطيني وتمتطيها شراعا فلسطينيا يعيد الامل لمن فقد الامل في امة ارادوها خانعة واردناها مجيدة ومدافعة, نعم مدافعة عن القيم والتراث والتاريخ والعادات والتقاليد والمبادئ والقناعات والحقوق والانتماء..

هذه ايام العنفوان تتمجد في فلسطين الحاضر والماضي والمستقبل, فلسطين التي تعيد للعروبة بهاء الوانها التي بهتت بفعل الطغاة والطواغيت..

هذه ليست ايام الارهاب و جيش الارهاب الاسرائيلي, هذا الذي يحاول تركيعكم وتركيع شعبنا وقيادتنا ومقاومتنا وانتفاضتنا..

هم في كيان الارهاب الدخيل يحاولون تشريع جرائمهم عبر اجبار سلطتنا على محاكمة واعتقال وسجن وتسفير المناضلين..

لكن لا شرعية فلسطينية تعلو فوق شرعية الانتفاضة وشعبها الابي, الشرعية الفلسطينية تحددها المقاومة الفلسطينية، يحددها اشبال كتائب الاقصى والقسام وسرايا القدس والوية الناصر صلاح الدين, كتائب ابو علي مصطفى والعودة وكل الذين يمتشقون بنادقهم دفاعا عن ارض وشرف فلسطين, لا اولائك الذين يتربعون على الاجهزة المشبوهة والذين بدئوا حربهم الاعلامية وتبادل التهم والتخوين ..

شعب الانتفاضة سيجدد دماء المقاومة, سيعيد التوازن ويعيد رسم البرنامج والاولويات, ونقولها بالفم الملان لا اولويات فوق اولوية استمرار المقاومة وتفعيل الانتفاضة واصلاح البيت الداخلي واطلاق سراح المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية.

فلا يحق لاحد ان يعتقل اي مقاوم فلسطيني ولو كان هذا الاحد رئيسا او جنرالا او حاكما مطلقا او محاورا بارعا او سجانا لامعا او قائدا وطنيا.. ابدا ليس من المعقول والمنطقي ومن غير المقبول اعتقال اي فلسطيني على خلفية مقاومة الاحتلال, وعلى الذين يريدون للبداية الجديدة ان تكون فعلا جديدة, عليهم اطلاق سراح المعتقلين وتأمين حمايتهم كي لا يصيبنا ما اصابنا في قضية ابطال عملية اعدام زئيفي وقضية امين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات.

لو ان الذين اعتقلوا سعدات واستضافوه في فنادقهم حسبما صرحوا حينها, استمعوا ولو قليلا لنداءات ومطالب شعبنا بالافراج عنه وعن المعتقلين الاخرين لما كانت حصلت مهزلة محاكمتهم ومن ثم نقلهم الى سجن اريحا بناء على توصيات امريكا وارضاء لشارون وطمعا في حرية منتقصة ومحدودة للرئيس الفلسطيني.

لقد تغيرت الامور وانقلبت رأسا على عقب, الاحتلال اعاد احتلاله للمناطق التي كانت تحت سيطرة السلطة,وهذه الاخيرة فقدت معظم مؤسساتها وكادرها وسلطتها الميدانية,اجهزة الامن تلقت ضربات موجعة ومؤلمة قد يكون من الصعب اعادة بناءها بالسرعة التي تضمن لها امكانية العمل والحركة والقيام بالواجبات الملقاة على عاتقها. لكن اذا ارادت امريكا بطلب اسرائيلي اعادة بناء الاجهزة تلك على الطريقة الامريكية الاسرائيلية فان الامر لن ياخذ الكثير من الوقت, لكنه لن يتكلل بالنجاح ولن يرى النور بفعل الرفض الجماهيري الفلسطيني للبدائل الامريكية الصهيونية الجاهزة, او لسياسة الاجهزة التابعة والمشبوهة والتي سيكون عملها محصورا في محاربة المقاومة وحماية امن الاحتلال ومستوطناته وفي توفير المناخ الا ديمقراطي للقيادة البديلة الغير الديمقراطية او تلك الهزيلة والغير فاعلة وطنيا, والتي لا تملك اي تأثير في مجال تعزيز الوحدة الوطنية, بل هي ستكون قيادة عميلة وهزيلة مهمتها تنفيذ اوامر الاحتلال ومخابرات امريكا.

هنا يبقى السؤال الاصح, منْ من العقداء والعمداء سيقبل لعب الدور المطلوب؟

الايام القليلة القادمة ستجيبنا على سؤالنا هذا..


نضال حمد - اوسلو
http://www.middle-east-online.com/furniture/top_bar_.gif