المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية بقلم الشهيد// الشيخ عبد الله عزام



حنان القيس
15-05-2002, 05:01 AM
00000000000من هؤلاء الشهداء.!؟000000000000000000000000000000
لقد شاءت إرادة الله أن تحيا الأمم بالنماذج الفذة
وأن تبنى الأمجاد بالقمم
وأن تنصر المبادئ بتضحيات الأفراد الأفذاذ
..هؤلاء يكونون غرباء في مجتمعاتهم
..ولكن المجتمعات بهم تحفظ
وبأمثالهم تنصر وترزق
من هؤلاء الشهداء.!؟

..هؤلاء هم الأذكياء
,لأنهم عرفوا طريقهم إلى الله
..وإن كان غيرهم يرثي لحالهم ويسخر من تفكيرهم

..هم السادة
وإن كان أهل الدنيا المحرومون من لذة العيش الحق
..يردون هؤلاء عن أبوابهم ويدفعونهم من مجالسهم

..هم القادة
لأنهم يملكون نياط القلوب
ويأسرون الأفئدة بحبهم

وقادة الدنيا هم المنبوذون حقا ؛
لأنهم كما قالت أم هارون الرشيد عندما رأت الآلاف
:المؤلفة تجتمع حول رجل فقالت
من هذا ؟
قالوا : هذا عبد الله بن المبارك عالم خراسان
فقالت : هؤلاء هم الملوك وليس أمثال هارون الذي لا يستقبل الناس إلا بجنود وشرط
من هؤلاء الشهداء.!؟

..هم الملوك
كما قال ابن المبارك عندما سئل من الملوك ؟
قال : هم الزهاد
فقيل له : فمن السفلة ؟
فقال : هم الذين يصلحون دنيا غيرهم بإفساد دينهم

..هم الذي يخطون تاريخ الأمم
لأن صروح المجد لا تبنى إلا بالجماجم والأشلاء

..هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحل أو تذوي
لأن شجرة هذا الدين لا تروي إلا بالدماء

..هم الخالدون بذكرهم في الأرض والسماء
لأن بذكرهم تحيا القلوب وإذا رؤوا ذكر الله

وفوق هذا كله جنة عرضها السماوات والأرض تنتظرهم ،
وحور تشتاق للقائهم وتتحرق للقرب منهم

هم المجاهدون في سبيل الله
,يأتون في المرتبة بعد النبيين والصديقين
..بل تمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله
ففي الصحيحين : والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله
ثم أحيا ثم أقتل
ثم أحيا ثم أقتل
ثم أحيا ثم أقتل

وفي الصحيحين : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها

وفي البخاري : طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله
أشعت رأسه مغبرة قدماه
إن كان في الحراسة كان في الحراسة
وإن كان في الساقة كان في الساقة ،
إن استأذن لم يؤذن له ،
وإن شفع لم يشفع

وتلاحظ العبارة النبوية الكريمة
[إن كان في الحراسة كان في الحراسة]
أي حيثما أقامه الأمير أقام وحيث أمره أن يبقى لزم مكانه وصبر ،
والأحاديث في فضل المجاهد كثيرة لا نستطيع أن نلم بها في هذه العجالة
:وقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه خير الناس
ألا أخبركم بخير الناس ؟ رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله
ألا أخبركم بالذي يتلوه رجل معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله تعالى فيها
ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي به .. رواه مالك والترمذي والنسائي
من هؤلاء الشهداء.!؟

هؤلاء يقتلون لتحيا أمتهم
ويحيون هم أنفسهم
هؤلاء عشاق الموت لتوهب لهم الحياة
وكما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه
[من قتل منا صار إلى الجنة ، فلنحن أحب في الموت منكم في الحياة] أخرجه البخاري تعليقا
هؤلاء يبحثون عن الموت
:وكما قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم
من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله
يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه

ولتلاحظ معي : ممسك بعنان فرسه فهو لا يرخي العنان
كناية عن تمام استعداده يطير على متنه فهو في سرعة استجابته
كالطير لا يركض ولا يسرع فقط بل يطير طيرانا

كلما سمع هيعة : أي فزعة ترعب الأمة وترهبها فهو يفزع
ويسرع ويهرع من أجل أمن الأمة واطمئنانها

يبتغي الموت مظانا : أي حيثما ظن مكان الموت أسرع إليه ومضى مسرعا يطلب الموت

ومن هؤلاء إن شاء الله شهداؤنا الذين مضوا بعد أن بلغوا أمتهم
..ومجتمعهم وأسرهم واجباتهم بالدم لا بالمداد
..ان المبادئ أثمن من الحياة
..وان العقائد أثمن من الأجساد
وان القيم أعظم من الأرواح
ورأيت معظم الشهداء الذين عشت معهم تجمعهم صفات على رأسها
..حفظ اللسان عن المسلمين
..سلامة الصدر على المسلمين
..العمل بصمت والبعد عن ضجيج الإعلام
--طاعة الأمير – إن كان في الساقة كان في الساقة
..قلة النقاش فيما يوجهون إليه
..الحياء الجم والأدب الرفيع والاحترام الشديد للعلماء والكبار والمسؤولين
..الحرص الشديد على البقاء داخل الجبهة والنفور من جو الراحة والدعة والاستقرار
ألسنتهم لا تلهج إلا بذكر محاسن المسلمين
ولا يرون للجبهات ولا للمجاهدين إلا فضلا عليهم
ويرون أنفسهم صغارا بجانب هؤلاء الذين صمدوا صمود تنوء به الراسيات
ورحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده
=================
بقلم الشهيد// الشيخ عبد الله عزام
:o