المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية إنجازات عربية علي يد السفاح شارون



Black_Horse82
15-05-2002, 05:57 PM
الإسلام اليوم - خاص :
3/3/1423
15/05/2002


جرائم شارون ..رغم بشاعتها والدماء المسلمة التي أهدرتها في المخيمات الفلسطينية إلا أنها حققت إنجازًا عربيًا غاليًا، وهو: وحدة الهدف العربي، وتحقيق المصالحة بين الشعوب العربية، فالمظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي والانحياز الأمريكي كما انطلقت في بغداد ..خرجت في الكويت والخليج تحرق أعلام أمريكا وإسرائيل،
وهو إنجاز كبير فشلت في تحقيقه جهود دبلوماسية عربية خارقة على مدى السنوات العشر الماضية.
هذا الإنجاز يرجعه عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية إلى الانتفاضة الفلسطينية المباركة، فيقول في مقاله المنشور بتاريخ (22إبريل 2002):
إن حملة شارون الدموية حققت العديد من الإنجازات للشعب الفلسطيني والشعوب العربية بأسرها، يمكن اختصارها في النقاط التالية:
أولا: الإرهاب الدموي لم ينجح مطلقًا، جغرافيًا أو سياسيًا، في إنهاء انتفاضات الشعوب، فبعد كل حملة إرهابية تستعيد المقاومة زمام المبادرة وتواصل عملياتها بشكل أقوى وأكثر فاعلية، وهذا ما حدث في كل بقاع العالم وفي كل حقب التاريخ، والانتفاضة الفلسطينية ليست استثناء، وإن كان الاستثناء يتلخص في دموية الهجمة الإسرائيلية، وطبيعة الكيان الإسرائيلي الاستيطانية الإرهابية.
الانتفاضة ستستعيد قواها وزخمها، بصورة أقوى، والمسألة مسألة وقت، لا أكثر ولا أقل.
ثانيًا: لأول مرة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي باتت الولايات المتحدة الأمريكية تشعر أن أمنها وأمن مواطنيها بات مهددًا بصورة مباشرة بسبب انحيازها الكامل للعدوان الإسرائيلي، ولم ينجح أي زعيم إسرائيلي آخر قبل شارون في كشف هذا الانحياز في صوره الأبشع، وربما تكابر الإدارة الحالية وتحاول القفز على هذه الحقيقة، ولكن الإدارات المقبلة لن تتصرف التصرف نفسه.
ثالثًا: اتفاقات أوسلو، ومن قبلها اتفاقات وادي عربة وكامب ديفيد، نجحت في إعادة تقديم الدولة العبرية إلى العالم كديمقراطية طبيعية، ذات وجه إنساني محب للسلام والتعايش، مثلما أعطت انطباعًا كاذبًا في إمكانية التعاون الإقليمي اقتصاديًا وسياسيًا بين العرب والإسرائيليين على أرضية اتفاقات مفروضة بسبب الضعف العربي، وجاءت الانتفاضة لتكشف مدى زيف هذه الانطباعات، ولتبرز الوجه الحقيقي الإرهابي للدولة العبرية.

" تحرير الشارع العربي "

رابعًا: الانتفاضة لم تحرر فلسطين، وصمود مخيم جنين لعشرة أيام لم يهزم الجيش الإسرائيلي، ولكنهما سويًا حررا جزءًا كبيرًا من الشارع العربي من عقدة الخوف، وهزّا هيبة الأنظمة أمام شعوبها، ووضعا المنطقة بأسرها على أعتاب عملية التغيير المنتظرة.
خامسًا: أجهزت الانتفاضة على ما تبقى من التصنيف التقليدي للحكومات العربية، أي: أنظمة ثورية وأخرى محافظة، وأوضحت أن ما يسمي بالأنظمة الثورية هي أكثر استسلامًا وخوفًا من الدولة العبرية وأكثر أمركة من الأنظمة الأخرى المتهمة بالرجعية، فسورية كانت الأقل دعما للانتفاضة، وليبيا لم تشارك العراق في خطوة حظر النفط، أما إيران فقد كشفت عن ازدواجية خطابها عندما نسيت حكومتها أنها صاحبة حقوق النشر والتأليف لفكرة وقف الصادرات النفطية احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي، وتحتاج إلى جهود عملية كبيرة لإبعاد هذه التهمة أي (الازدواجية) عنها فيما هو قادم من أيام.
سادسًا: صعّبت الانتفاضة الفلسطينية من تنفيذ المخططات الأمريكية لضرب العراق، وأحرجت أنظمة كانت ستتعاون سرًا مع هذه المخططات؛ لأنها أي (الانتفاضة) عبأت الشارع العربي ضد الولايات المتحدة، وأحيت أساليب المقاومة الشعبية السلمية لها مثل مقاطعة بضائعها، وتصعيد حملات الكراهية لسياساتها الخارجية.

" فضح العنصرية الأمريكية "

سابعًا: جرائم شارون حققت المصالحة بين الشعوب العربية، فقد تساوى العراقيون المحاصرون من قبل أمريكا مع أبناء الشعب الكويتي المحررة بلادهم من قبلها في التظاهر ضد الولايات المتحدة وحرق أعلامها، جنبًا إلى جنب مع أعلام إسرائيل، واستطاع الكويتيون أن يتساموا على جراحهم ويتنافسوا على جمع التبرعات لأشقائهم في فلسطين المحتلة، وهو إنجاز كبير فشلت في تحقيقه جهود دبلوماسية عربية خارقة على مدى السنوات العشر الماضية.
ثامنًا: استعادت القضية الفلسطينية مكانتها كعنصر توحيد للعرب والمسلمين، مثلما استعادت الكوفية الفلسطينية مكانتها كرمز للثورة والمقاومة في مواجهة العولمة الأمريكية ـ الإسرائيلية الظالمة.
تاسعًا: يسجل لشارون أنه حقق إنجازًا كبيرًا للعرب عندما وسع من الشرخ الكبير بين الولايات المتحدة وأوروبا، وفضح عنصرية السياسة الخارجية الأمريكية وأنانيتها، فالرأي العام الأوروبي بات في غالبيته متعاطفًا مع العرب والفلسطينيين، وأصبح معظم السياسيين الأوروبيين يعارضون أي عدوان أمريكي جديد.
عاشرًا: فضح صمود أبناء مخيم جنين وبطولاتهم في مواجهة الاحتلال قيادات الجيوش العربية، وعدم تجهيز هذه الجيوش للدفاع عن الأمن القومي العربي، حتى بات هناك انطباع بأن هذه الجيوش باتت عبءًا على كاهل الشعوب العربية، بدلاً من أن تكون خط الدفاع الأول عن كرامتها وعزتها.