المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية العرب في الشيشان و لعبة الغرب مع موسكو!



Black_Horse82
16-05-2002, 01:23 AM
العرب في الشيشان و لعبة الغرب مع موسكو!
15/5/2002
مجلة العصر
http://152.160.23.131/alasr/images/chech-bassa.jpg
--------------------------------------------------------------------------------

شكل توصل الولايات المتحدة و روسيا إلى اتفاق للتخلص من جزء يسير من الترسانة النووية للبلدين و محاولة التقارب الروسي و الحلف الأطلسي الحدث الغربي البارز خلال الأيام الأخيرة في وقت شد انتباه المراقبين تفوق الإصرار الروسي على أن يتم قبول موسكو كطرف من لدن الولايات المتحدة و حلفائها الأوروبيين كامتداد منطقي لتبعات أحداث 11 سبتمبر. و لعل أبرز مظهر لنجاح استراتيجية الرئيس بوتين مسارعة الدوائر الدبلوماسية و الإعلامية الغربية قبل المعني الأول إلى اتهام "الإرهابيين" الشيشان بالوقوف وراء التفجير الذي هز مدينة كاسبيسك في جمهورية داغستان يوم الثامن مايو الجاري و الذي خلف 41 قتيلا من بينهم جنود روس و مدنيين، بينما كتفى بوتين بالحديث عن "إرهابيين" دون أن يحدد الجهة لعلمه بأن التفجيرات المتكررة في الجمهوريات السوفييتية السابقة كثيرا ما تكون وراءها جهات "مافيوية" في الداخل على خلفية تصفية حسابات بين مختلف قوى الإجرام. و كان الحال كذلك عندما استهدف تفجير إجرامي في المدينة نفسها في العام 1996 مبنى يأوي عائلات حرس الحدود خلف حينها 68 قتيلا، و حملت "المافيا" الداخلية مسؤولية العملية بعد أن وجهت التهمة أولا إلى المقاومة الشيشانية.

لكن رغم تنديد الإستقلاليين الشيشان بالعملية و تذكيرهم بتوجيهات الرئيس ماسخادوف الذي منع القيام بعمليات ضد القوات الروسية في الجمهوريات المجاورة، اصرت وكالات الأنباء الغربية على اتهام "الإرهابيين الإسلاميين الشيشان" و هو الوصف الآلي الذي يلصق بالمقاومة الشيشانية عادة. و تقول مصادر مطلعة أن الإعلام الروسي الموالي لحكومة بلده دأب على تضخيم وجود المقاتلين العرب ثم "القاعدة" غداة أحداث 11 سبتمبر حتى يبرر الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الشيشان و يكسب "التفهم" الأمريكي باتجاه إطلاق يد الجيش الروسي ليعبث كما يشاء بالجمهورية الصغيرة "المتمردة".

و يرجع البعض الحضور العربي و حتى التركي وسط الشيشانيين إلى جذور تاريخية، و بالضبط إلى القرن ال19 عندما نجا أجدادهم من حملات الإبادة الجماعية في شمال القوقاز و التي سبقت موجة الاحتلال و الاستيطان. أما بالنسبة للمجاهدين العرب الذين التحقوا بالمقاومة الشيشانية على غرار الشهيد خطاب في أواسط التسعينيات فلا يتعدى تعدادهم بضع عشرات حسب مصادر مستقلة و أن معظمهم غادر الجمهورية و لجأ إلى مناطق قريبة مثل جيورجيا في ربيع عام 2000 بعد أن أعادت القوات الروسية احتلالها للجمهورية و للصعوبة التي يجدها المقاتلون العرب بالإختلاط بالسكان المحليين.

و تشير أوساط ملاحظة إلى أن حدوث التفجيرات كلما برزت بوادر تخلي الروس عن نهج القوة مع المقاومة الشيشانية إنما تهدف من ورائها أطراف داخلية إلى إثبات استحالة التعامل مع الجمهورية الاستقلالية عبر وسيلة أخرى غير آلة الجديد و النار خاصة أن المرتزقة الذين تستعين بهم موسكو في الشيشان جنوا المال الكثير من خلال استغلال سوق النفط السوداء عبر "المافيا" المحلية و رشوة الإدارة الموالية لموسكو. لكن الأخطر من ذلك أن تكون المقاومة الشيشانية كبش فداء للتفاهم الأمريكي-الغربي الروسي بسبب استعداد موسكو للتنازل عن ترسانتها النووية المكلفة بمقابل تجسيد خياراتها "المثمرة" في الشيشان!