المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الدراويش العراقيون وطقوس تغييب الجسد



Black_Horse82
17-05-2002, 10:34 PM
http://www.middle-east-online.com/pictures/biga/_4565_darwish_iraq-17-5-2002.jpg
العلم بحاجة الى العثور على تفسير اكثر اقناعا

الدراويش العراقيون وطقوس تغييب الجسد


«شرب الطريقة» يجعل المتصوفة في العراق قادرين على تحمل الام الطعن بالرمح الحاد والمسامير.


بغداد – من نرمين المفتي

للمتصوفة في الإسلام طقوسهم المختلفة يحاولون من خلالها تغييب الجسد والوعي، بل يغيبونهما فعلا وصولا إلى أقصى درجات التوحد مع الإيمان والتواصل مع الذات الإلهية العليا.

قد تكون طقوس المولوية هي الأكثر انتشارا إعلاميا واقصد تلك الرقصات الدورانية بأزياء خاصة بمصاحبة الدفوف والذكر استنادا إلى مقولة منسوبة لمولانا جلال الدين الرومي تقول إن الرقص اقرب طريقة إلى الله.

ويتقرب آخرون من الذات الإلهية بالصبر على خشونة العيش. فهم يرتدون الملابس البالية وبالكاد يأكلون كسرة خبز ويجوبون الشوارع، دون أن يشعروا بالآخرين. ويطلق عليهم في بعض الدول الإسلامية لقب (بهلول). وبهلول هو المتصوف المدفون في بغداد والذي تشير بعض المصادر التاريخية إلى انه أحد أبناء هارون الرشيد.

وتبقى للمتصوفة أو الدراويش في العراق طقوسهم التي يمارسونها في التكيات في ليلتي الخميس والجمعة مستخدمين الآلات الحادة. وتبدأ، دائما بضرب الدفوف بقوة داخل حلقات الذكر. ويستمر الدق والذكر: الله حي الله حي، مع تحرك الرأس والجسد بقوة يمينا ويسارا.

وقد يطول الدق لساعتين واكثر، المهم أن يستمر لغاية أن يدخل الدرويش في حالة اللاوعي. أو هكذا أرى، لتبدأ اللحظات الأكثر غرابة وجرأة. والجرأة هنا مطلوبة من المشاهد أيضا. وبإشارة من شيخهم، ويمسك المشاهدون قلوبهم وأنفاسهم، يبدأ الدراويش طقوسهم المتضمنة لعنف جسدي يتناقض والمنطق وقدرة العقل إلى التخيل.

يتقدم درويش إلى الجلوس ويأتي زميله ليمسك رأسه ويهيأه للشيخ الذي سيبدأ بدق مسمار كبير فيه.

المشاهدون يقطعون النفس وضاربو الدف يستمرون. وبعد التوكل على الله سبحانه وقراءة أوراد ودعوات وصلوات يسحب الشيخ المسمار ويقوم الدرويش وكأن شيئا لم يكن.

ويرتفع صوت الدفوف والذكر، ويأتي ثلاث أو أربعة دراويش وكل واحد يمسك برمح حاد، يسمونه درباش، وفي لمحة بصر يدفع كل واحد بالدرباش في اتجاه ما داخل جسده. في التجويف البطني او من الخصر، دون آية تعابير ألم او خوف. ويأتي آخر ويدخل سيخا حادا في عنقه. ومع صوت الدفوف يسحبون الآلات الحادة التي لا تترك أثرا. ويبدأ آخر بمضغ الزجاج دون اية قطرة دم. وتتوالى مشاهد العنف الجسدي والعقل يبحث عن تفسير.

الدراويش الذين ينتمون الى مدارس صوفية منها القادرية والنقشبندية والرفاعية والكسنزانية وهم أيضا ينتمون الى المدرسة القادرية، يقولون:

انهم شربوا الطريقة وتوصلوا الى ممارسة هذه الطقوس العنيفة بعد رياضات نفسية شاقة. وان ما يقومون به كرامة الهية. وانهم يمارسون افعالهم الخارقة هذه متى شاءوا بعد الاستئذان من شيخ الطريقة.


http://www.middle-east-online.com/pictures/extraa/_4565_darwish_iraq-17-5-2002a.jpg

الآلام قضية غير مطروحة هنا


يقول الشيخ علي الذي التقيته في الحضرة الكيلانية المطهرة:

ان شرب الطريقة يعني قراءة اوراد تضم ادعية وآيات قرآنية كريمة مختارة لمرات تتجاوز الآلاف. ولكل شيخ طريقة.كذلك هنالك رياضات نفسية شاقة. وفي كل الاحوال لا يوجد هنا في الحضرة من (يضرب الدرباش).

اسأله عما اذا كانت هذه الخوارق كرامات حقا؟ وماذا يقول في الهنود الذين يدينون بالهندوسية او البوذية ويمارسون الطقوس نفسها؟ يقول:

يقول الرسول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): ( ان علماء امتي مثل انبياء بني اسرائيل). ونحن نعلم ان اولئك الانبياء عليهم السلام قد اتوا بالخوارق، مثل احياء الميت باذن من الله بالطبع. ويقول الشيخ عبد القادر الكيلاني (قدس الله سره) ما معناه، ان رأيت شخصا يطير في الهواء او يسير على الماء فانظر الى عمله. أي ان الذي عمله صالح وهو مؤمن فان ما يقوم به من الله وكرامة. اما العكس فان ما يقوم به من الشيطان، أي سحر وما شابه.

في احد الكتب الرفاعية اقرأ عن الرياضات النفسية وهي شاقة وخارقة. اذ يجب على الدرويش او المريد ان يمضي اربعين يوما بلياليها ونهاراتها في غرفة نظيفة وطاهرة، ينقطع فيها عن العالم ويكتفي بأقل ما يمكن من الماء والطعام. ويمضي الليل بلا أي ضوء وعليه ان يختم القرآن الكريم اكثر من عشرة آلاف مرة كل ليلة. ويغادر عزلته التي نسي خلالها حتى الزمن وقاوم شعور الوحدة بتلاوة القرآن الكريم والادعية والصلوات. يغادرها نظيفا طاهرا. وعليه ان لا يتقرب من الذنوب كبائرها وصغائرها. لقد اصبح شخصا يتقن السيطرة على نفسه وممارسة الخوارق.

وبعيدا عن التفسيرات الدينية، يقول علم الباراسايكولوجي بان كل انسان لو درب نفسه لاستطاع القيام باعمال خارقة وغير منطقية. وتدريب النفس يستدعي رياضات معينة على الصبر والتحمل والسيطرة على الوعي.والدراويش الذين يقومون باعمال خارقة وسط ضرب الدفوف، يكونون في اللاوعي الذي يأمر الدماغ ان يوعز الى الاحشاء الداخلية بالانسحاب من منطقة اختراق الدرباش الذي يدخل ويخرج دون ان يصادف أي عائقا. أي يصبح المنطقة مثل قطعة اسفنجية تخترقه دبوس دون ان يترك أي أثر.

لا اريد ان ادخل في التفاصيل اكثر فان كنت استوعب ايعاز الدماغ بانسحاب الاحشاء الداخلية، فاني لا استوعبه في حالة دق المسمار في الرأس وان كانت عظام الجمجمة تنسحب! لا اقلل من شأن العلم! واعود الى هؤلاء الذين جعلهم الايمان المطلق وحب الله لا يشعرون باي الم ابتغاء التقرب من الذات الالهية العليا. واغبطهم على تمكنهم من السيطرة على اللاوعي.

واتساءل ان تمكن كل شخص من السيطرة على لاوعيه، هل سنعرف الالم والحزن؟