المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجبن الناس واحيل الناس واشجع الناس



ابو فيصل احمد
23-05-2002, 01:01 AM
بسم اللة الرحمن الرحيم

الحمد للة

دخل عمرو بن معد يكرب على عمر بن الخطاب رضى اللة عنة فقال لة عمر : يا عمرو اخبرنى عن اشجع من لقيت . فقال : واللة يا امير المؤمنين لاخبرنك عن اجبن الناس واحيل الناس واشجع الناس : خرجت مرة اريد الغارة فبينما انا اسير بفرس مشدود ورمح مركوز واذا رجل جالس وهو كاعظم ما يكون من الرجال خلقا ، وهو محتب بسيف . فقلت لة : خذ حذرك فانى قاتلك . فقال : ومن انت ؟ قلت : انا عمرو ابن معد يكرب ، فشهق شهقة ، فمات . فهذا اجبن من رايت يا امير المؤمنين .
وخرجت يوما حتى انتهيت الى حى فاذا انا بفرس مشدود ورمح مركوز واذا صاحبة فى وهدة يقضى حاجة . فقلت : خذ حذرك فانى قاتلك .قال : من انت ؟ قلت انا عمرو بن معد يكرب . قال : ابا ثور ، ما انصفتنى ! انت على ظهر فرسك وانا فى بئر فاعطنى عهدا انك لا تقتلنى حتى اركب فرسى واخذ حذرى فاعطيتة عهدا الا اقتلة حتى يركب فرسة وياخذ حذرة .فخرج من الموضع الذى كان فية حتى احتبى بسيفة وجلس . فقلت لة : ما هذا؟ فقال: ما انا براكب فرسى ولا بمقاتلك فان نكثت عهدك فانت اعلم فتركتة ومضيت . فهذا يا امير المؤمنين احيل من رايت !
ثم انى خرجت يوما اخر حتى انتهيت الى موضع كنت اقطع فية فلم ار احدا فاجريت فرسى يمينا وشمالا فظهر لى فارس . فلما دنا منى اذ هو غلام قد اقبل نحو اليمامة . فلما قرب منى سلم ، فرددت علية وقلت : من الفتى ؟ قال انا الحارث بن سعد فارس الشهباء . فقلت لة : خذ حذرك فانى قاتلك . فقال : الويل لك من انت ؟ قلت : انا عمرو بن معد يكرب قال : الحقير الذليل ؟ واللة ما يمنعنى من قتلك الا استصغارك ، فتصاغرت نفسى الى وعظم عندى ما استقبلنى بة . فقلت لة :خذ حذرك فواللة لا ينصرف احدنا . فقال : اغرب ثكلتك امك ! فانى من اهل بيت ما نكلنا عن فارس قط ! فقلت هو الذى تسمع . قال : اختر لنفسك : اما ان تطرد لى واما ان اطرد لك فاغتنمتها منة فقلت : اطرد لى فاطرد وحملت علية حتى اذا قلت انى وضعت الرمح بين كتفية اذا هو قد صار حزاما لفرسة ثم اتبعنى فقرع بالقناة راسى وقال : يا عمرو خذها اليك واحدة فواللة لولا انى اكرة قتل مثلك لقتلتك . فتصاغرت الى نفسى وكان الموت يا امير المؤمنين احب الى مما رايت فقلت : واللة لا ينصرف الا احدنا . فقال : اختر لنفسك فقلت : اطرد لى . فاطرد لى فظننت انى قد تمكنت منة واتبعتة حتى اذا قلت انى قدوضعت الرمح بين كتفية فاذا هو قد صار لببا لفرسة ثم اتبعنى فقرع راسى بالقناة وقال : يا عمرو خذها اليك ثانية . فتصاغرت الى نفسى فقلت : واللة لا ينصرف الا احدنا. فقال اختر لنفسك . فقلت :اطرد لى فاطرد حتى اذا قلت انى وضعت الرمح بين كتفية وثب عن فرسة فاذا هوعلى الارض فاخطاتة ومضيت فاستوى على فرسة واتبعنى فقرع بالقناة على راسى وقال : ياعمرو خذها اليك ثالثة ولولا انى اكرة قتل مثلك لقتلتك . فقلت لة : اقتلنى فان الموت احب الى مما ارى بنفسى وان تسمع فتيان العرب بهذا فقال : ياعمرو انما العفو ثلاث وانى ان استمكنت منك الرابعة قتلتك وانشا يقول :
وكدت اغلاظا من الايمان ان عدت ياعمرو الى الطعان
لتوجرن لهب السنان اولا فلست من بنى شيبان
فلما قال هذا كرهت الموت وهبتة هيبة شديدة وقلت : ان لى اليك حاجة .قال : وما هى ؟ قلت : اكون لك صاحبا ورضيت بذلك يا امير المؤمنين ! قال : لست من اصحابى . فكان ذلك واللة اشد على واعظم مما صنع . فلم ازل اطلب الية حتى قال: ويحك وهل تدرى اين اريد ؟ قلت : لا .
قال : اريد الموت عيانا . فقلت : رضيت الموت معك . فقال : امض بنا فسرنا جميع يومنا وليلتنا حتى جننا الليل وذهب شطرة . فوردنا على حى من احياء العرب فقال لى : يا عمرو فى هذا الحى الموت ثم اوما الى قبة فى الحى فقال : وفى تلك القبة الموت الاحمر فاما ان تمسك على فرسى فانزل فاتى بحاجتى واما ان امسك عليك فرسك فتنزل فتاتى بحاجتى . فقلت: لا بل انزل انت فانت اعرف بموضع حاجتك فرمى الى بعنان الفرس ونزل فرضيت لنفسى ان اكون لة سائسا. ثم مضى حتى دخل القبة فاستخرج منها جارية لم ترى عيناى قط مثلها حسنا وجمالا فحملها على ناقة ثم قال : يا عمرو قلت :لبيك ! قال: عليك بزمام الناقة . وسرنا بين يدية وهو خلفنا حتى اصبجنا فقال لى : يا عمرو . فقلت :لبيك! ما تشاء ؟ قال: التفت فانظر هل ترى احدا ؟ فالتفت وقلت : ارى جمالا قال : اغذ السير ثم قال : يا عمرو . قلت : لبيك ! قال : انظر فان كان القوم قليلا فالجلد والقوة والموت وان كانوا كثيرا فليسوا بشى . فالتفت فقلت : هم اربعة او خمسة .قال :اغذ السير وسمع وقع الخيل فقال لى : يا عمرو . قلت : لبيك ! قال : كن عل يمين الطريق وقف وحول وجوة دوابنا الى الطريق ففعلت ووقفت على يمين الراحلة ووقف هو على يسراها . ودنا القوم منا فاذا هم ثلاثة نفر فيهم شيخ وهو ابو الجارية واخواها وهما غلامان شابان فسلموا فرددنا السلام ووقفوا عن يسار الطريق . فقال الشيخ : خل عن الجارية يا بن اخى . فقال : ما كنت لاخليها ولا لهذا اخذتها! فقال لاصغر ابنية ؛ اخرج الية ، فخرج وهو يجر رمحة وحمل علية الحارث وهو يقول :
من دون ما ترجوة خضب الذابل من فارس مستلئم مقاتل
ينمى الى شيبان خير وائل ما كان سيرى نحوها بباطل!
ثم شد علية فطعنة طعنة دق منها صلبة فسقط ميتا. فقال الشيخ لابنة الاخر : اخرج الية يا بنى فلا خير فى الحياة على الذل فخرج علية واقبل الحارث يقول :
لقد رايت كيف كانت طعنتى ! والطعن للقرن الشديد همتى
والموت خير من فراق خلتى فقتلنى اليوم ولا مذلتى !
ثم شد علية فطعنة طعنة سقط منها ميتا. فقال لة الشيخ : خل عن الظعينة يابن اخى فانى لست كمن رايت . قال : ما كنت لاخليها ولا لهذا قصدت . فقال الشيخ : اختر يابن اخى ان شئت طاردتك وان شئت نازلتك فاغتنمها الفتى ونزل ونزل الشيخ وهو يقول :
ما ارتجى بعد فناء عمرى ؟ ساجعل السنين مثل الشهر
شيخ يحامى دون بيض الخدر ان استباح البيض قصم الظهر
سوف ترى كيف يكون صبرى
فاقبل الحارث يقول :
بعد ارتحالى وطويل سفرى وقد ظفرت وشفيت صدرى
والموت خير من لباس الغدر والعار اهدية لحى بكر
ثم دنا فقال لة الشيخ : يابن اخى ان شئت نازلتك وان بقيت فيك قوة ضربتنى وان شئت فاضربنى فان بقيت فى قوة ضربتك . فاغتنمها الفتى فقال: وانا ابدؤك . قال : هات . فرفع الحارث السيف فلما نظر الشيخ انة قد اهوى بة الى راسة ضرب بطنة ضربة فقد معاة ، ووقعت ضربة الحارث فى راسة فسقطا ميتين . فاخذت يا امير المؤمنين اربعة افراس واربعة اسياف ثم اقبلت الى الناقة فعقدت اعنة الافراس بعضها الى بعض وجعلت اقودها فقالت الجارية : يا عمرو الى اين ؟ ولست لى بصاحب ولست كمن رايت ولو كنت صاحبى لسلكت سبيلهم ! فقلت : اسكتى . قالت : فان كنت صادقا فاعطنى سيفا ورمحا فان غلبتنى فانا لك وان غلبتك قتلتك . فقلت لها: ما انا بمعطيك ذلك وقد عرفت اصلك وجراة قومك وشجاعتهم ، فرمت بنفسها عن البعير وهى تقول :
ابعد ما شيخى وبعد اخوتى اطلب عيشا بعدهم فى لذة ؟
هل لا تكون قبل ذا منيتى ؟
واهوت الى الرمح فكادت تنتزعة من يدى . فلما رايت ذلك خفت ان هى ظفرت بى ان تقتلنى فقتلتها .
فهذا اشد ما رايت يا امير المؤمنين . فقال عمر بن الخطاب رضى اللة عنة : صدقت يا عمرو .
ودمتم

امروءالقيس
23-05-2002, 08:38 AM
زمن الجاهلية القديم زمن يشير الى القوة والشهامة والغزو والكرم والحكمة .
ويكفي ان الحارث ابن سعد تغلبي من بني شيبان عرف عنهم الشجاعة والاقدام والقول والفعل ..
قصة جميلة وسوف ابحث عنها وأتأكد منها .