المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تقارير تفيد بأن الملا عمر يجوب بدراجة نارية قرى الولاية التي ولد فيها بجنوب أفغانستان



MandN
23-05-2002, 07:37 AM
ديه رواد (افغانستان): كارلوتا غال*
رجال يعتمرون العمائم السود يحدقون في سيارة الغريب من المقاهي والمحلات في السوق المتهالك في ولاية اروزغان في جنوب افغانستان. هنا نشأ زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر واليها عاد للاختباء بعد سقوط نظام حركته.
والملا عمر هو واحد من اكثر الرجال المطلوبين في العالم منذ ان قدم الى اسامة بن لادن وشبكة القاعدة الملاذ في عام 1996 وسمح له بالعمل والحصول على سلطات واسعة ونفوذ في هذا البلد. ويؤكد الكثير من الاشاعات ان الملا عمر يختبأ في مسقط رأسه منذ هروبه من قندهار، في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وقال حاكم الولاية جان محمد «نعرف ان بعض كبار القادة هنا، ولكن لا يمكنهم الاختباء الى الابد». وكان محمد يتحدث في مقابلة صحافية في عاصمة الولاية تيرين كوت.
وكانت القوات الخاصة الاميركية قد اغارت على قرى في هذه المنطقة ثلاث مرات في الشهور الثلاثة الاخيرة بما في ذلك غارتان على منزل واحد من كبار مساعدي الملا عمر وصديقه المقرب الملا برادار على بعد عدة اميال خارج ديه رواد. ويذكر هدير طائرات الهليكوبتر فوق المدينة في ا لليل، السكان بأن عمليات البحث لا تزال مستمرة.
ويعتقد ان العديد من كبار قادة طالبان يختبئون في جبال ووديان هذه الولاية وربما يذهبون الى القرى لزيارة اقاربهم والحصول على مساعدات وربما تجنيد مسلحين جدد، طبقاً لروايات المسؤولين المحليين الموالين للنظام الجديد.
غير ان اروزغان لا تكشف عن اسرارها بسهولة، فالشكوك في الاجانب والاستعداد للاشتراك في معارك للحفاظ على اراضيهم، وضعت هذه الولاية في واجهة المقاومة للاحتلال السوفياتي وفي ما بعد على رأس حركة طالبان. وبعد 6 اشهر من سقوط حكومة طالبان لا تزال الولاية تتخذ موقفا معاديا من المحاولات الاميركية لاختطاف كبار المسؤولين والقادة الافغان. ويطالب القادة المحليون بالمزيد من المساعدات لمواجهة الغضب الناجم عن الغارات، التي تسببت في مقتل القرويين ولكنها لم تؤد الى القبض على أي من المطلوبين.
وتجدر الاشارة الى ان الملا عمر أتى الى هذه الولاية وهو ولد صغير بعدما توفي ابوه، وقد تزوجت امه عمه، وذهبوا للعيش في قرية ديهواناواراك، على بعد عدة اميال خارج ديه رواد حيث كان عمه الشيخ المحلي. والمنزل السابق متواضع تحيط به حقول صغيرة للقمح والقرنفل.
ويعيش في المنزل الان مزارع مستأجر اسمه عبد الخالق. وذكر هو وجيرانه اغا محمد وسادو خان انه لا يمكن للملا عمر ان يعود الى هنا على الاطلاق. وذكر اغا محمد البالغ من العمر 35 سنة وهو مزارع ايضا «نحن نراقب الامر. لقد اشترينا تلك ا لارض من اشخاص اخرين وحضر محمد عمر وقال انها ارضه».
وذكر الرجال ا نهم تشاجروا مع اسرة الملا عمر بخصوص الارض، واتهموا بالسرقة وسجنوا لمدة ثمانية اشهر. وبعد ذلك ذهبوا للاقامة في ولاية هلمند وعادوا الى مسقط رأسهم في نوفمبر (تشرين الثاني)الماضي، بعدما بدأ نظام طالبان في ا لانهيار.
وبالرغم من ان العديد من الناس هنا عانوا من المعاملة غير العادية من طالبان ويشعرون بالسعادة لانهيار النظام، فان البعض يؤيدون الحركة طبقا لما ذكره حاكم الولاية.
وذكر الجنرال امان الله وهو قائد معارض لطالبان من شمال الولاية سيساعدونهم في القرى. وهم من نفس القبيلة او الاسرة ـ بالطبع سيقدمون لهم المساعدات». واوضح الجنرال انه يتردد ان الملا عمر يختبئ في الغابات الجبلية لولاية هلمند المجاورة بالقرب من مدينة باغران. ويعتقد انه لا يوجد معه الا مجموعة صغيرة من الرجال يتنقلون سيرا على الاقدام او على ظهور الخيل او بالدراجات البخارية.
وذكر فيض الله الذي يعيش بالقرب من هنا ان الملا برادار ربما يتحرك بحرية اكثر «فهو خبيث وشجاع. ويقولون انه يتجه في المساء الى ديه رواد على دراجة بخارية لزيارة الاصدقاء والاقارب».
واشار الحاكم الى تقارير تفيد بان طالبان تحصل على اموال من بن لادن ومن ايران لتجنيد مقاتلين والتخطيط للعودة. واضاف «لقد تلقيت معلومات استخبارية بان 400 من رجال طالبان يتجمعون في الوقت الراهن ونبحث الامر».
اما حاكم ديه رواد عبد الرحيم، وهو من قادة المجاهدين فيقول ان بامكان طالبان الحصول على اموال واسلحة، ولكن لا يمكنهم القتال بدون دعم من الناس. ولا يمكنهم اجبار الناس على القتال. غير ان سكان المدينة أكثر شكاً. ويقول فيض الله «سكان اورزغان سيقاتلون لصالح اي شخص يمنحهم اموالا كافية».
www.asharqalawsat.com (http://www.asharqalawsat.com/pc/news/23,5,2002,058.html)