Black_Horse82
27-05-2002, 12:15 PM
شخصيّات بربريّة تطالب بالانفصال !
الاسلام اليوم - يحيى أبوزكريا
15/3/1423
27/05/2002
تمرّ الجزائر هذه الأيام بأعنف المراحل وأكثرها حرجا في تاريخها , إذ لم يسبق أن انفجرت كل الأزمات دفعة واحدة مثلما هو الشأن اليوم في الجزائر , و مع عودة أعمال العنف والذبح والحواجز المزيّفة والقتل المتعمد للمواطنين، والتظاهرات التي شملت كافة الولايات الجزائرية تقريبا , بدأت شخصيّات بربريّة تطالب بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل التي عرفت ولا زالت تظاهرات عارمة والتي أصبحت شبه يوميّة , ومع عودة التوتّر إلى المناطق القبائليّة دعا الناشط القبائلي والبربري فرحات مهنّي بضرورة حصول منطقة القبائل على الحكم الذاتي , وتجدر الإشارة إلى أنّ حركة القبائل الحرّة وهي حركة بربريّة تطالب باستقلال منطقة القبائل عن بقيّة الأراضي الجزائريّة وصمّمت لهذا الغرض علما وخارطة جغرافية وصاغت كل مقومّات الانفصال . وقد بدأ فرحات مهنّي المقرّب من الدكتور سعيد سعدي زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيّة البربرية يطرح في الساحة السياسيّة وفي الوسط القبائلي مصطلحات من قبيل تقرير مصير الشعب البربري والاستقلال الذاتي , وقد صرّح مهنّي لجريدة جزائريّة: أنّ مشروع الحكم الذاتي هو الوحيد القادر على تطويق السلطة الجزائرية ووضع حدّ لقتلها شباب القبائل في المناطق القبائليّة . وقد أكثر فرحات مهنّي في الآونة الأخيرة من تحركاته في مناطق العروش وهي المجموعات المشرفة على الانتفاضات والتظاهرات في مناطق القبائل في محاولة لجعل مشروع الاستقلال الذاتي القبائلي همّا وقضيّة لهذه العروش التي دعاها للارتقاء بمطالبها إلى مستوى المطالبة بتقرير مصير الشعب البربري, ولم توجّه التيارات والأحزاب السياسية البربرية أيّ انتقاد لمهنّي حيث إنّ بعضها يعتبر أنّ تقرير مصير الشعب القبائلي هو خطوة باتجّاه الديمقراطيّة الحقيقيّة . وتجدر الإشارة إلى أنّ المناطق القبائليّة تعيش حالة عصيان مدني كامل , فالسكان في المناطق القبائليّة متفقون على عدم دفع فواتير الماء والكهرباء والغاز معتبرين أنّ ذلك مقدمة لعصيان مدني أشمل قد تعرفه مناطقهم في أوقات لاحقة , خصوصا وأنّ معظم التيارات البربريّة أعلنت عن مقاطعتها للانتخابات التشريعيّة المزمع إجراؤها في 30 أيّار المقبل. وهذه المطالب المشبوهة تزامنت مع لهجة جديدة للمجموعة الأوروبيّة التي بدأت تتحدث عن ضرورة احترام الشعب البربري والتحاور معه , وقد فهمت الأوساط الجزائرية الرسمية من هذه التصريحات بأنّها تعتبر تضامنا مباشرا مع المشروع البربري الذي توليه فرنسا اهتماما خاصا , ومعروف أنّ فرنسا هي أوّل من بادر إلى تأسيس الأكاديميّة البربريّة في سنة 1963 وأسندت رئاستها إلى الكاتب القبائلي الفرانكفوني مولود معمّري وقد اضطلعت هذه الأكاديميّة بصياغة المشروع البربري في بعديه السيّاسي و الثقافي , ويعتبر مولود معمّري رئيس هذه الأكاديميّة السابق الأب الروحي للحركة البربريّة الجزائرية ورموزها المعاصرين ، وبالعودة إلى طروحات مهنّي وغيره من رموز الحركة البربريّة فإنّ التخوّف في الجزائر قائم أن يبادر جناح في المؤسسة العسكرية الى تسليح البربر خصوصا بعد توجيه الاتهامّات الى الجنرال المتقاعد خالد نزار بتحريك منطقة القبائل لتصفيّة حسابات مع الرئيس الجزائري بوتفليقة وغيره من الضبّاط الشباب، وكل هذه التداعيات في المناطق القبائليّة رافقها عودة قويّة للعنف والمذابح راح ضحيتها الشهر الماضي حوالي مائتي شخص بما في ذلك عشرات العسكريين , كما أنّ شرارة التظاهرات والاحتجاجات وصلت إلى ولايات الشرق والغرب الجزائري , حيث بادر سكان مدينة جيجل الواقعة في الشرق الجزائري إلى قطع الطريق الوطني الرابط بين مدينتهم والجزائر العاصمة كما حجزوا شاحنة عسكريّة كان على متنها عشرون ضابطا تمّ إطلاق سراحهم بعد مفاوضات شاقّة . وقد أدّى انفجار قنبلة في مدينة باب الوادي في قلب الجزائر العاصمة إلى التخوّف من عودة شبح القنابل المفخخّة والسيارات الملغومة إلى قلب الجزائر . هذه الأزمات المتفاعلة والبراكين المشتعلة جعلت السلطة الجزائرية في حيرة من أمرها , حيث كلمّا رتقت جبهة فتقت في اليوم التالي , والملفات باتت مفتوحة دفعة واحدة الاجتماعيّة والسياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة والثقافيّة .
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=76&artid=1011
الاسلام اليوم - يحيى أبوزكريا
15/3/1423
27/05/2002
تمرّ الجزائر هذه الأيام بأعنف المراحل وأكثرها حرجا في تاريخها , إذ لم يسبق أن انفجرت كل الأزمات دفعة واحدة مثلما هو الشأن اليوم في الجزائر , و مع عودة أعمال العنف والذبح والحواجز المزيّفة والقتل المتعمد للمواطنين، والتظاهرات التي شملت كافة الولايات الجزائرية تقريبا , بدأت شخصيّات بربريّة تطالب بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل التي عرفت ولا زالت تظاهرات عارمة والتي أصبحت شبه يوميّة , ومع عودة التوتّر إلى المناطق القبائليّة دعا الناشط القبائلي والبربري فرحات مهنّي بضرورة حصول منطقة القبائل على الحكم الذاتي , وتجدر الإشارة إلى أنّ حركة القبائل الحرّة وهي حركة بربريّة تطالب باستقلال منطقة القبائل عن بقيّة الأراضي الجزائريّة وصمّمت لهذا الغرض علما وخارطة جغرافية وصاغت كل مقومّات الانفصال . وقد بدأ فرحات مهنّي المقرّب من الدكتور سعيد سعدي زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيّة البربرية يطرح في الساحة السياسيّة وفي الوسط القبائلي مصطلحات من قبيل تقرير مصير الشعب البربري والاستقلال الذاتي , وقد صرّح مهنّي لجريدة جزائريّة: أنّ مشروع الحكم الذاتي هو الوحيد القادر على تطويق السلطة الجزائرية ووضع حدّ لقتلها شباب القبائل في المناطق القبائليّة . وقد أكثر فرحات مهنّي في الآونة الأخيرة من تحركاته في مناطق العروش وهي المجموعات المشرفة على الانتفاضات والتظاهرات في مناطق القبائل في محاولة لجعل مشروع الاستقلال الذاتي القبائلي همّا وقضيّة لهذه العروش التي دعاها للارتقاء بمطالبها إلى مستوى المطالبة بتقرير مصير الشعب البربري, ولم توجّه التيارات والأحزاب السياسية البربرية أيّ انتقاد لمهنّي حيث إنّ بعضها يعتبر أنّ تقرير مصير الشعب القبائلي هو خطوة باتجّاه الديمقراطيّة الحقيقيّة . وتجدر الإشارة إلى أنّ المناطق القبائليّة تعيش حالة عصيان مدني كامل , فالسكان في المناطق القبائليّة متفقون على عدم دفع فواتير الماء والكهرباء والغاز معتبرين أنّ ذلك مقدمة لعصيان مدني أشمل قد تعرفه مناطقهم في أوقات لاحقة , خصوصا وأنّ معظم التيارات البربريّة أعلنت عن مقاطعتها للانتخابات التشريعيّة المزمع إجراؤها في 30 أيّار المقبل. وهذه المطالب المشبوهة تزامنت مع لهجة جديدة للمجموعة الأوروبيّة التي بدأت تتحدث عن ضرورة احترام الشعب البربري والتحاور معه , وقد فهمت الأوساط الجزائرية الرسمية من هذه التصريحات بأنّها تعتبر تضامنا مباشرا مع المشروع البربري الذي توليه فرنسا اهتماما خاصا , ومعروف أنّ فرنسا هي أوّل من بادر إلى تأسيس الأكاديميّة البربريّة في سنة 1963 وأسندت رئاستها إلى الكاتب القبائلي الفرانكفوني مولود معمّري وقد اضطلعت هذه الأكاديميّة بصياغة المشروع البربري في بعديه السيّاسي و الثقافي , ويعتبر مولود معمّري رئيس هذه الأكاديميّة السابق الأب الروحي للحركة البربريّة الجزائرية ورموزها المعاصرين ، وبالعودة إلى طروحات مهنّي وغيره من رموز الحركة البربريّة فإنّ التخوّف في الجزائر قائم أن يبادر جناح في المؤسسة العسكرية الى تسليح البربر خصوصا بعد توجيه الاتهامّات الى الجنرال المتقاعد خالد نزار بتحريك منطقة القبائل لتصفيّة حسابات مع الرئيس الجزائري بوتفليقة وغيره من الضبّاط الشباب، وكل هذه التداعيات في المناطق القبائليّة رافقها عودة قويّة للعنف والمذابح راح ضحيتها الشهر الماضي حوالي مائتي شخص بما في ذلك عشرات العسكريين , كما أنّ شرارة التظاهرات والاحتجاجات وصلت إلى ولايات الشرق والغرب الجزائري , حيث بادر سكان مدينة جيجل الواقعة في الشرق الجزائري إلى قطع الطريق الوطني الرابط بين مدينتهم والجزائر العاصمة كما حجزوا شاحنة عسكريّة كان على متنها عشرون ضابطا تمّ إطلاق سراحهم بعد مفاوضات شاقّة . وقد أدّى انفجار قنبلة في مدينة باب الوادي في قلب الجزائر العاصمة إلى التخوّف من عودة شبح القنابل المفخخّة والسيارات الملغومة إلى قلب الجزائر . هذه الأزمات المتفاعلة والبراكين المشتعلة جعلت السلطة الجزائرية في حيرة من أمرها , حيث كلمّا رتقت جبهة فتقت في اليوم التالي , والملفات باتت مفتوحة دفعة واحدة الاجتماعيّة والسياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة والثقافيّة .
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=76&artid=1011