Black_Horse82
27-05-2002, 05:33 PM
بماذا تتحدّى إسرائيل العالم العربي؟
بقلم: ماجد كيالي
لكي نجيب على التساؤل الحاضر في ذهننا عن اسباب استهتار اسرائيل بالعرب، علينا ان نقرأ بعض الارقام عن الناتج القومي والبنية التحتية والبحث العلمي وعدد الكتب المنشورة لدى الطرفين.
طوال أكثر من نصف قرن ظل العرب ينظرون إلى تفوق إسرائيل من ناحيتي التفوق العسكري وعلاقتها بالغرب وخصوصا بالولايات المتحدة، في حين جرى التغطية على أوجه التفوق النابعة من العوامل الداخلية لهذه الدولة التي نشأت وتطورت في ظل الصراع العربي ـ الإسرائيلي الذي كان في الغالب حالة من حالات اللاسلام واللاحرب.
وفي معظم الأحوال فقد استمرأ النظام السياسي العربي التذرع بحالة الصراع مع إسرائيل لتبرير العجز عن النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإسكات المطالب المتعلقة بالديمقراطية والمشاركة الشعبية.
ولم يقتصر واقع الحال هذا على المرحلة التي أسميت، تجاوزا، بمرحلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، فخلال العقد السابق الذي اتخذ فيه النظام الرسمي العربي السلام خيارا استراتيجيا له، ظل العرب على ديدنهم في البحث عن مبررات جديدة للاخفاقات الداخلية في المجالات: الاقتصادية والعلمية والاجتماعية ولعدم قدرتهم على تطوير نظامهم السياسي وعلاقاتهم البينية، وقد وجدوا ضالتهم هذه المرة في الحديث عن مؤامرة العولمة، وفي تنصل إسرائيل من عملية التسوية، وفي الخلاف حول قضية العراق، واضيفت بدعة مواجهة "صراع الحضارات" بعد أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة.
وفي الواقع فإن النظام الرسمي العربي لم يقف وقفة جدية ومشتركة لدراسة المشكلات التي يواجهها العالم العربي، فمثلا شكلت تحديات العولمة فرصة جديدة لتحفيز النظام العربي على مراجعة أوراقه، ومعالجة الأسباب الداخلية لاخفاقاته بدلا من الاتكاء على نظرية المؤامرة، أما التحدي المتعلق بعملية التسوية، والذي فرضته إسرائيل على العالم العربي بتعنتها ومماطلاتها، فهو لم يلق المواجهة المناسبة له، ما أكد بأن قدرة العرب على مواجهة تحديات التسوية مع إسرائيل لم تكن أحسن حالا عنها في مرحلة مواجهة تحديات الصراع معها، إذ عادت نغمة التحجج بالظروف الخارجية لحجب الإخفاق في مواجهة تحديات التسوية ولتجنب البحث في مسؤولية العوامل الداخلية عنه.
وعليه فمن المفيد هنا مراجعة العوامل الداخلية ـ الذاتية التي تقف، غالبا، وراء كل الاخفاقات العربية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مع التأكيد، بداية، بأن إسرائيل، هذه، تطورت أصلا في ظل الصراع مع العرب، برغم من التناقضات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تعشعش فيها: التناقضات بين المتدينين والعلمانيين والشرقيين والغربيين والقادمين الجدد (خصوصا الروس) والإسرائيليين القدم واليسار واليمين، وأن عمر هذه الدولة لا يزيد عن بضعة عقود من الزمن. ولابد هنا من التذكير هنا، بأن إسرائيل لا تتباهى، فقط، بقوة جيشها وبترسانتها من التسلح فهي تتباهى أكثر بمستوى رفاهية سكانها وبديمقراطيتها (بالنسبة لليهود) وبتقدمها العلمي والتكنولوجي وبقوتها الاقتصادية.
ولعل فشل النظام العربي في اللحاق بمستوى القوة العسكرية الإسرائيلية، لأسباب خارجية، تتعلق بمصادر التسلح وضمان الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وتفوقها عسكريا، يستدعي من هذا النظام السعي الحثيث لمراجعة أوضاعه الداخلية وتحفيز عوامل نهضته الاقتصادية والعلمية والثقافية ليس من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها إسرائيل فحسب، وإنما من أجل حاضر العرب ذاتهم ومستقبلهم.
وفي هذا الصدد تبدو المقارنة مع إسرائيل ليست في صالح العرب، من مختلف الوجوه، إذا تجنبنا العوامل المتعلقة بالمساحة وعدد السكان والتاريخ والثقافة وأيضا الثروة النفطية، وهي عوامل تؤكد، من الجهة الأخرى، حجم الإخفاق العربي في مقابل النجاح الذي حققته إسرائيل: قليلة العدد صغيرة المساحة والتي تفتقد للعمق الحضاري ـ الثقافي.
في هذا الصدد يمكن العودة، مثلا، إلى أبحاث الندوة التي عقدها مركز دراسات الوحدة العربية في العام 1999، وصدرت في كتاب عنوانه: "العرب ومواجهة إسرائيل"، ففي هذه الندوة قدم كل من يوسف صايغ وانطوان زحلان ونادر فرجاني دراسات مقارنة ممتازة، مدعمة بالأرقام، عن واقع العرب، فمثلا ذكر يوسف صايغ في دراسته بأن الدخل القومي للفرد في إسرائيل تضاعف 26 مرة خلال نصف قرن برغم ارتفاع عدد سكان إسرائيل أكثر من سبع أضعاف؛ وفي حين أن نصيب الفرد العربي من الناتج المحلي يبلغ 1600 دولارا(1999) يبلغ نصيب الفرد الإسرائيلي 12 ألف دولارا، من الناتج المحلي، في العام المذكور!
أما أنطوان زحلان فقد عرض في دراسته مجموعة من المعطيات منها أن الناتج المحلي لإسرائيل في العام 1997 بلغ ما مجموعه 98 مليار دولار أي حوالي 20 بالمائة من الناتج المحلي للوطن العربي، وأنه قد يصل، في العقد أو العقدين القادمين، إلى حوالي 40 % من الناتج الإجمالي للوطن العربي. وأن صادرات إسرائيل بلغت 21.6 مليار دولار ثلثها من السلع المعدنية والآلات والإلكترونيات. واستنتج زحلان بأن الإخفاق العربي ينبت من الداخل وأن الأعداء الرئيسين للعرب هم: الجهل والفساد والمحاباة، وافتقاد المبادئ الأساسية للإدارة الجيدة.
وأشارت دراسة نادر فرجاني إلى واقع ازدياد صادرات إسرائيل من المواد الإلكترونية من مليار دولار عام 1986 إلى 6 مليار دولار عام 1999، وعقد عدة مقارنات بين العرب وإسرائيل بَين فيها بأن إنفاق العرب على البحث العلمي يبلغ 2 بالألف بينما يزيد في إسرائيل عن 2 بالمئة، وهي من أعلى المعدلات العالمية، أما نصيب الفرد العربي من التعليم فيبلغ 340 دولار سنويا في حين أن نصيب الفرد في إسرائيل يبلغ 2500 دولار سنويا. وبالنسبة للناتج المحلي الإسرائيلي، بحسب فرجاني، فهو يتزايد بنسبة سريعة قياسا بالناتج الكلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" من أقل من 5% حتى عام 1980، إلى قرابة 20% في منتصف التسعينات كما بلغ نصيب إسرائيل من صادرات هذه المنطقة 18 في المائة (عام 1995)، لدولة لا يزيد عدد سكانها عن 2 بالمئة من سكان المنطقة. ويرى فرجاني بأن إسرائيل تتفوق على العرب عشرة مرات في عدد الأفراد العلميين وأكثر من ثلاثين مرة في الإنفاق على البحث والتطوير وأكثر من خمسين مرة في وصلات الانترنت وأكثر من سبعين مرة في النشر العلمي وقرابة ألف مرة في الاختراع.
وبحسب منظمة الاتصالات العالمية فإن عدد المشتركين بشبكة الانترنت، في منطقة الشرق الأوسط، بلغ مليون ومئة ألف، عام 1999 نصفهم في إسرائيل، أما التقرير الاقتصادي العربي الموحد، لعام 1999، فيشير إلى أن 2 من كل ألف من السكان العرب يشتركان بشبكة الانترنت و 5.7 منهم يمتلكون حواسب منزلية، 138 يمتلكون جهازا تلفزيونيا، 49 يمتلكون هاتفا، وثمة 44 صحيفة لكل ألف؛ في حين أن هذه النسبة تصل في الدول المتقدمة، ومنها إسرائيل، إلى 18 للانترنت و 156 للحواسب و524 للتلفزيون و 414 للهاتف وثمة 261 صحيفة لكل ألف. أما الصرف الاستثماري على البنية التحتية في العالم العربي فيبلغ 32 دولارا في السنة مقابل 1133 دولارا في الدول الصناعية، في حين بلغت نسبة الأمية في المجتمعات العربية 43 بالمئة.
ولاشك بأن ترهل الوضع العربي وتشتت قدراته وارتهان إراداته هو ما يشجع إسرائيل على الإمعان في الاستهتار بحقوق العرب وكرامتهم أولا؛ وهو ما يضعف من قدرة العرب على مواجهة التحديات المختلفة التي تعترضهم في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ما يعني بأن التخلص من هذا الواقع المتردي، يتطلب توجها حازما مراجعة الأوضاع الداخلية وتحرير الإرادة العربية وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتطوير النظام السياسي العربي من خلال إطلاق علاقات المأسسة والديمقراطية والمشاركة الشعبية.
وخلاصة الامر انه اذا كان العرب قد حزموا امرهم متأكدين من عدم القدرة على مواجهة التحدي الذي يفرضه الوجود الاسرائيلي في المنطقة، بالوسائل العسكرية، فإنهم معنيون بخوض هذا التحدي في المجالات الاخرى، ليس فقط من اجل مواجهة اسرائيل، ولكن من اجل صيانة مكانتهم في العالم.
ماجد كيالي - دمشق
http://www.middle-east-online.com/?id=4888
بقلم: ماجد كيالي
لكي نجيب على التساؤل الحاضر في ذهننا عن اسباب استهتار اسرائيل بالعرب، علينا ان نقرأ بعض الارقام عن الناتج القومي والبنية التحتية والبحث العلمي وعدد الكتب المنشورة لدى الطرفين.
طوال أكثر من نصف قرن ظل العرب ينظرون إلى تفوق إسرائيل من ناحيتي التفوق العسكري وعلاقتها بالغرب وخصوصا بالولايات المتحدة، في حين جرى التغطية على أوجه التفوق النابعة من العوامل الداخلية لهذه الدولة التي نشأت وتطورت في ظل الصراع العربي ـ الإسرائيلي الذي كان في الغالب حالة من حالات اللاسلام واللاحرب.
وفي معظم الأحوال فقد استمرأ النظام السياسي العربي التذرع بحالة الصراع مع إسرائيل لتبرير العجز عن النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإسكات المطالب المتعلقة بالديمقراطية والمشاركة الشعبية.
ولم يقتصر واقع الحال هذا على المرحلة التي أسميت، تجاوزا، بمرحلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، فخلال العقد السابق الذي اتخذ فيه النظام الرسمي العربي السلام خيارا استراتيجيا له، ظل العرب على ديدنهم في البحث عن مبررات جديدة للاخفاقات الداخلية في المجالات: الاقتصادية والعلمية والاجتماعية ولعدم قدرتهم على تطوير نظامهم السياسي وعلاقاتهم البينية، وقد وجدوا ضالتهم هذه المرة في الحديث عن مؤامرة العولمة، وفي تنصل إسرائيل من عملية التسوية، وفي الخلاف حول قضية العراق، واضيفت بدعة مواجهة "صراع الحضارات" بعد أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة.
وفي الواقع فإن النظام الرسمي العربي لم يقف وقفة جدية ومشتركة لدراسة المشكلات التي يواجهها العالم العربي، فمثلا شكلت تحديات العولمة فرصة جديدة لتحفيز النظام العربي على مراجعة أوراقه، ومعالجة الأسباب الداخلية لاخفاقاته بدلا من الاتكاء على نظرية المؤامرة، أما التحدي المتعلق بعملية التسوية، والذي فرضته إسرائيل على العالم العربي بتعنتها ومماطلاتها، فهو لم يلق المواجهة المناسبة له، ما أكد بأن قدرة العرب على مواجهة تحديات التسوية مع إسرائيل لم تكن أحسن حالا عنها في مرحلة مواجهة تحديات الصراع معها، إذ عادت نغمة التحجج بالظروف الخارجية لحجب الإخفاق في مواجهة تحديات التسوية ولتجنب البحث في مسؤولية العوامل الداخلية عنه.
وعليه فمن المفيد هنا مراجعة العوامل الداخلية ـ الذاتية التي تقف، غالبا، وراء كل الاخفاقات العربية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مع التأكيد، بداية، بأن إسرائيل، هذه، تطورت أصلا في ظل الصراع مع العرب، برغم من التناقضات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تعشعش فيها: التناقضات بين المتدينين والعلمانيين والشرقيين والغربيين والقادمين الجدد (خصوصا الروس) والإسرائيليين القدم واليسار واليمين، وأن عمر هذه الدولة لا يزيد عن بضعة عقود من الزمن. ولابد هنا من التذكير هنا، بأن إسرائيل لا تتباهى، فقط، بقوة جيشها وبترسانتها من التسلح فهي تتباهى أكثر بمستوى رفاهية سكانها وبديمقراطيتها (بالنسبة لليهود) وبتقدمها العلمي والتكنولوجي وبقوتها الاقتصادية.
ولعل فشل النظام العربي في اللحاق بمستوى القوة العسكرية الإسرائيلية، لأسباب خارجية، تتعلق بمصادر التسلح وضمان الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وتفوقها عسكريا، يستدعي من هذا النظام السعي الحثيث لمراجعة أوضاعه الداخلية وتحفيز عوامل نهضته الاقتصادية والعلمية والثقافية ليس من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها إسرائيل فحسب، وإنما من أجل حاضر العرب ذاتهم ومستقبلهم.
وفي هذا الصدد تبدو المقارنة مع إسرائيل ليست في صالح العرب، من مختلف الوجوه، إذا تجنبنا العوامل المتعلقة بالمساحة وعدد السكان والتاريخ والثقافة وأيضا الثروة النفطية، وهي عوامل تؤكد، من الجهة الأخرى، حجم الإخفاق العربي في مقابل النجاح الذي حققته إسرائيل: قليلة العدد صغيرة المساحة والتي تفتقد للعمق الحضاري ـ الثقافي.
في هذا الصدد يمكن العودة، مثلا، إلى أبحاث الندوة التي عقدها مركز دراسات الوحدة العربية في العام 1999، وصدرت في كتاب عنوانه: "العرب ومواجهة إسرائيل"، ففي هذه الندوة قدم كل من يوسف صايغ وانطوان زحلان ونادر فرجاني دراسات مقارنة ممتازة، مدعمة بالأرقام، عن واقع العرب، فمثلا ذكر يوسف صايغ في دراسته بأن الدخل القومي للفرد في إسرائيل تضاعف 26 مرة خلال نصف قرن برغم ارتفاع عدد سكان إسرائيل أكثر من سبع أضعاف؛ وفي حين أن نصيب الفرد العربي من الناتج المحلي يبلغ 1600 دولارا(1999) يبلغ نصيب الفرد الإسرائيلي 12 ألف دولارا، من الناتج المحلي، في العام المذكور!
أما أنطوان زحلان فقد عرض في دراسته مجموعة من المعطيات منها أن الناتج المحلي لإسرائيل في العام 1997 بلغ ما مجموعه 98 مليار دولار أي حوالي 20 بالمائة من الناتج المحلي للوطن العربي، وأنه قد يصل، في العقد أو العقدين القادمين، إلى حوالي 40 % من الناتج الإجمالي للوطن العربي. وأن صادرات إسرائيل بلغت 21.6 مليار دولار ثلثها من السلع المعدنية والآلات والإلكترونيات. واستنتج زحلان بأن الإخفاق العربي ينبت من الداخل وأن الأعداء الرئيسين للعرب هم: الجهل والفساد والمحاباة، وافتقاد المبادئ الأساسية للإدارة الجيدة.
وأشارت دراسة نادر فرجاني إلى واقع ازدياد صادرات إسرائيل من المواد الإلكترونية من مليار دولار عام 1986 إلى 6 مليار دولار عام 1999، وعقد عدة مقارنات بين العرب وإسرائيل بَين فيها بأن إنفاق العرب على البحث العلمي يبلغ 2 بالألف بينما يزيد في إسرائيل عن 2 بالمئة، وهي من أعلى المعدلات العالمية، أما نصيب الفرد العربي من التعليم فيبلغ 340 دولار سنويا في حين أن نصيب الفرد في إسرائيل يبلغ 2500 دولار سنويا. وبالنسبة للناتج المحلي الإسرائيلي، بحسب فرجاني، فهو يتزايد بنسبة سريعة قياسا بالناتج الكلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" من أقل من 5% حتى عام 1980، إلى قرابة 20% في منتصف التسعينات كما بلغ نصيب إسرائيل من صادرات هذه المنطقة 18 في المائة (عام 1995)، لدولة لا يزيد عدد سكانها عن 2 بالمئة من سكان المنطقة. ويرى فرجاني بأن إسرائيل تتفوق على العرب عشرة مرات في عدد الأفراد العلميين وأكثر من ثلاثين مرة في الإنفاق على البحث والتطوير وأكثر من خمسين مرة في وصلات الانترنت وأكثر من سبعين مرة في النشر العلمي وقرابة ألف مرة في الاختراع.
وبحسب منظمة الاتصالات العالمية فإن عدد المشتركين بشبكة الانترنت، في منطقة الشرق الأوسط، بلغ مليون ومئة ألف، عام 1999 نصفهم في إسرائيل، أما التقرير الاقتصادي العربي الموحد، لعام 1999، فيشير إلى أن 2 من كل ألف من السكان العرب يشتركان بشبكة الانترنت و 5.7 منهم يمتلكون حواسب منزلية، 138 يمتلكون جهازا تلفزيونيا، 49 يمتلكون هاتفا، وثمة 44 صحيفة لكل ألف؛ في حين أن هذه النسبة تصل في الدول المتقدمة، ومنها إسرائيل، إلى 18 للانترنت و 156 للحواسب و524 للتلفزيون و 414 للهاتف وثمة 261 صحيفة لكل ألف. أما الصرف الاستثماري على البنية التحتية في العالم العربي فيبلغ 32 دولارا في السنة مقابل 1133 دولارا في الدول الصناعية، في حين بلغت نسبة الأمية في المجتمعات العربية 43 بالمئة.
ولاشك بأن ترهل الوضع العربي وتشتت قدراته وارتهان إراداته هو ما يشجع إسرائيل على الإمعان في الاستهتار بحقوق العرب وكرامتهم أولا؛ وهو ما يضعف من قدرة العرب على مواجهة التحديات المختلفة التي تعترضهم في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ما يعني بأن التخلص من هذا الواقع المتردي، يتطلب توجها حازما مراجعة الأوضاع الداخلية وتحرير الإرادة العربية وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتطوير النظام السياسي العربي من خلال إطلاق علاقات المأسسة والديمقراطية والمشاركة الشعبية.
وخلاصة الامر انه اذا كان العرب قد حزموا امرهم متأكدين من عدم القدرة على مواجهة التحدي الذي يفرضه الوجود الاسرائيلي في المنطقة، بالوسائل العسكرية، فإنهم معنيون بخوض هذا التحدي في المجالات الاخرى، ليس فقط من اجل مواجهة اسرائيل، ولكن من اجل صيانة مكانتهم في العالم.
ماجد كيالي - دمشق
http://www.middle-east-online.com/?id=4888