المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من منا مثلها؟ ( هذا ما حصل لها ولزوجها وطفلها على طريق جدة )



شمس الورود
28-05-2002, 09:15 PM
يقول صاحب القصة وهي قصه عجيبة ...عجيبة يقول فيها :
سافرت إلى مدينة جدة في مهمة رسمية وفى الطريق فوجئت بحاد ث سيارة يبدو أنه وقع لتوّه, كنت أول من وصل إليه, أوقفت سيارتي واندفعت مسرعاً إلى السيارة المصطدمة, تحسستها بحذر, نظرت إلى داخلها حدقت النظر, خفقات قلبي تنبض بشدة, ارتعشت يداي, تسمرت قدماي, خنقتني العبرة, ترقرقت عيناي بالدموع ثم أجهشت في البكاء, منظر وصورة تبعث الشجن .


* * * * *
كان قائد السيارة ملقى على مقعدها جثةً هامدة وقد شخص ببصره إلى السماء رافعاً سبابته وقد فتر ثغره عن ابتسامة جميلة ووجهه تحيط به لحية كثيفة كأنه الشمس في ضحاها والبدر في سناه, العجيب - والكلام ما يزال له - أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره محيطة بيديها على عنقه وقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة ...لا إله إلا الله لم أرى ميتة كمثل هذه الميتة طهراً وسكينةً ووقاراً, صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محيّاه, منظر سبابته التي ماتت توحّد الله, جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة حلقت بي بعيداً ففكرت في هذه الخاتمة الحسنة ازدحمت الأفكار في رأسي سؤال يتردد صداه في أعماقي يطرق بشده ... كيف سيكون رحيلي ؟ على أي حال ستكون خاتمتي ؟

يطرق بشدة يمزق حجب الغفلة تنهمر دموع الخشية ويعلو صوت النحيب, من رآني هناك ظن أني أعرف الرجل أو أن لي به قرابة, كنت أبكى بكاء الثكلاء, لم أكن أشعر بمن حولي ازداد عجبي أي والله حين انساب صوتها يحمل برودة اليقين, لامس سمعي, ردّني إلي شعوري ... يا أخي لا تبكى عليه إنه رجل صالح, هيا أخرجنا من هناك وجزاك الله خيراً...

التفت إليها, فإذا امرأة تقبع في المقعدة الخلفية من السيارة تضم إلي صدرها طفلين صغيرين, لم يُمسا بسوء ولم يُصابا بأذى, كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال, هادئة في مصابها هدوء النسيم, لا بكاء ولا صياح, أخرجناهم جميعاً من السيارة .


* * * * *
من رآني ورائها ظن أني صاحب المصيبة دونها, قالت لنا وهى تتفقد حجابها وتستكمل حشمتها في ثبات الراضي بقضاء الله وقدره ... لو سمحتم احملوا زوجي إلى أقرب مستشفى وسارعوا في إجراءات الغسل والدفن واحملوني وطفلي إلي منزلنا, جزاكم الله خير الجزاء .

بادر بعض المحسنين إلي حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى ومن ثم إلى أقرب مقبرة بعد إخبار ذويه وأما هي فقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها فردت في حياء وثبات, لا والله لا أركب إلا في سيارة فيها نساء, ثم انزوت عنّا جانباً وقد أمسكت بطفليها الصغيرين ريثما نجد بغيتها وتتحقق منيتها.


* * * * *
استجبنا لرغبتها, أكبرنا موقفها, مر الوقت طويلاً ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة في تلك الأرض الخلاء, وهى ثابتة ثبات الجبال, ساعتان كاملتان حتى مرت بنا سيارة فيها رجلاً وامرأته, أوقفناه وأخبرناه خبر هذه المرأة وسألته أن يحملها إلى منزلها فلم يمانع .


* * * * *
عدت إلى سيارتي وأنا أعجب من هذا الثبات العظيم ثبات, الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة وأول طريق الآخرة, وثبات المرآة على حجابها وعفافها في أصعب وأحلك الظروف ثم صبرها صبر الجبال إنه الأيمان ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) انتهى كلامه وفقه الله تعالى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليق :

الله اكبر هل نكبر في هذه المرأة صبرها وثباتها, أم نكبر فيها حشمتها وعفافها, والله لقد جمعت هذه المرأة المجد من أطرافه, إنه موقف يعجز عنه أشداء الرجال, ولكنه نور الإيمان واليقين ... أي ثبات وأي يقين وأي صبر أعظم من هذا وإنني لأرجو أن يتحقق فيها قول الله تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا أنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون ) .

نقلاً عن شريط ( قصص مبشرات من الواقع ) للشيخ / خالد الصقعبي .

Jin Kazama
28-05-2002, 09:19 PM
مشكوره شمس

اللهم ثبت قلوبنا على الايمان

شمس الورود
28-05-2002, 09:39 PM
العفو أخي Jin Kazama

slipknot
28-05-2002, 11:14 PM
barak allah feek

شمس الورود
29-05-2002, 02:33 AM
wa barak feek akhi

عاشق الهوا
29-05-2002, 08:49 AM
قصة محزنة ومفرحة

محزنة للحادث ومفرحة للمراة اللي ماشاء الله لم تفعل مثل ما فعل الجاهلون

الحمد لله مازال الايمان في قلوب الناس مثبتا ويبقا مثبتا

تحياتي لك يا اختي

شمس الورود
30-05-2002, 09:29 AM
شكرا لك أخي عاشق الهوا على المداخلة

عبد الله سلطان
30-05-2002, 02:04 PM
شكرا اختى شمس الورود على هذه القصه فوالله انها قصه تستحق

قرائتها اكثر من مره وجزاك الله كل خير.

dajjani
30-05-2002, 04:37 PM
انا لله وانا اليه راجعون :":

جزاكي الله خير اختي شمس.

انشاء الله يكون في هذه القصه العبره لنا للتفكر في احوالنا ونصلحها بعون الله تعالى.

الوليد بن طلال
30-05-2002, 04:45 PM
اللهم ارحمنا وارحم جميع اموات المسلمين

اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك والإيمان بك

آميييين