المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية إلى رأس الكفر لقد أبقى الله لكم ما يسوؤكم



Black_Horse82
29-05-2002, 12:38 PM
إلى رأس الكفر لقد أبقى الله لكم ما يسوؤكم

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

إن الحرب الصليبية التي تشنها راعية الإرهاب العالمي أمريكا ضد الإسلام والمسلمين ، لا يمكن أبداً أن تتبدل حقيقتها مهما أطلقت عليها من أسماء ، ومهما نعتتها بأوصاف مختلفة ، فالحرب بين الإسلام والكفر حرب أزلية ، اندلعت منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ومهما يحاول الصليبيون أو من سواهم من أمم الكفر أو المنافقين أن يلبسوا الحروب الصليبية ألبسة تلطف واقعها فإن كل ذلك لن يفلح أبداً .
وإن أحد مظاهر الحرب الصليبية الجديدة ، هي تكميم الأفواه وكسر أقلام الحق والاتجاه بالإعلام العالمي إلى اتجاه أحادي النبرة لا يحسن إلا الهرولة والتصفيق والرقص للإرهاب الصليبي في العالم ، فلم يمر في نظرنا على المجال الإعلامي في العالم مثل هذه الظروف الإعلامية السيئة أبداً ، حيث كُممت الأفواه وأسدلت الحجب على الحقائق ، وسيق الإعلاميون مسلمهم وكافرهم إلى مدح الطاغوت وتبجيل القاتل والثناء على المجرم وذم الضحية والنيل منها سواء بسوط الترهيب أو بجزرة الترغيب ، فوصل العالم إلى أدنى مستوى في مجال النقد الحقيقي ومعالجة أصل القضايا لا فروعها ، والتغطية الإخبارية الصادقة غير الموجهة ، وهذا المستوى أثّر على شعوب العالم أجمع فأصبحوا يقادون إلى حتفهم وهم يضحكون لسكرتهم من حقائق الإعلام المفتعلة ، ومهما يدافع الإعلاميون عن أنفسهم ويزعمون أنهم يقولون الحق ولديهم حرية الرأي والنقد ، إلا أنهم كاذبون فلكل مؤسسة إعلامية ورجل إعلام خطوطاً حمراء لا يمكن أن يتجاوزها إلا وتكلفه منصبه أو مستقبله أو ربما حياته ، وبعد أحداث سبتمبر أخذت الخطوط الحمراء تدنو من الرؤوس فلا مجال لأصحاب المهنة الشرفاء أن يتنفسوا الصعداء ولا مجال لهم لقول كلمة الحق وعلاج القضايا علاجاً حقيقياً .
ولعل سائل يسأل وما السبب في ذلك ؟ السبب بالطبع هو أن الدكتاتورية الأمريكية تبين لها أنها بحاجة إلى مثل هذا النوع من الإرهاب لتبسط سيطرتها على العالم ، ولتخفي ظلمها وقتلها للشعوب ، فبعدما كانت أمريكا تتبجح بحرية الرأي وتعدد الاتجاهات الإعلامية فيها - وهذا الأسلوب كان يدعم حربها ضد المعسكر الشيوعي - ، فإذا بها تنقلب على ما تسميه القيم الأمريكية لتكمم الأفواه ليس في أمريكا فحسب بل في العالم أجمع ابداءً من استدعاء أشهر إذاعي في أمريكا كايل هافونز حيث وجهت له تهديداً مباشراً بوقف برنامجه إذا استمر في إتاحة المجال أمام انتقاد البعض لسياسة الرئيس جورج بوش في أفغانستان والشرق الأوسط ، مروراً بفصل ثلاثة صحفيين أمريكيين مشهورين من وظائفهم لأنهم تجرؤوا على اعتبار الحرب الأمريكية ضد الإرهاب حرب ظالمة تتعامى عن حل جذور المشكلة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، واتهم الصحفيون بأنهم لم يلتزموا الخط الوطني في التعامل مع قضية استراتيجية تتعلق بالأمن القومي للبلاد ، انتهاءً بتوجيه خطابات تهديد مبطن لصحفيين و محللين سياسيين في شبكة السي إن إن و صحيفتي الواشنطن بوست و النيويورك تايمز لخروجهم عن الخطوط الإعلامية المرسومة من الرئيس بوش ، فهذه أمثلة على التطور الذي وصلته أمريكا في جانب حرية الإعلام ، ناهيك عن التهديد والوعيد الموجه لوسائل الإعلام العالمية للسير على خطوط بوش الإعلامية ، وأمريكا بعد ضربات جمادى بدأت تصل إلى التقدم العربي وتحقق درجة عالية في سلم هذا الاختراع العربي الذي يطلق عليه ( حرية الرأي ) ، فكم نقدت أمريكا الأنظمة العربية بسبب منع حرية الرأي لا من أجل الرأي ذاته ، ولكن من أجل زعزعة الترابط الداخلي العربي ، وإذا بها تستخدم الأسلوب نفسه الذي شنعت عليه بالأمس ، وكم سمعنا السخرية من الإعلام الأمريكي عندما تم وخلال يومين تعديل الدستور السوري بعد وفاة الأسد وذلك لتخفيض سن الرئيس المنتخب في الدستور لثلاث سنوات لتمكين بشار من تولي الرئاسة ، فكم سخر الأمريكان من مثل هذا التعديل وأطلقوا تلاعبات العرب بالدساتير وساقوا عشرات الأمثلة من الدول العربية على ذلك ، وإذا بأحداث جمادى تجبر أمريكا على اتباع خطى حكام العرب في كبت الحريات وتكميم الأفواه ، وقد تجاوزوا بشار في تعديل الدستور الأمريكي بل ونقضه ومخالفته بحجة الأمن القومي ليس في يومين بل في ساعات ، فسبحان من أذلهم من حيث لا يشعرون .
وإننا نقول لرأس الكفر لقد أبقى الله لكم ما يسوؤكم فيوجد من المسلمين بل ومن أحرار العالم من تستهوية كلمة الحق والعدل والصدق ، فيجاهد للقول بها وينافح ويبذل دمه ليصل إليها ، ولا تظنوا أنكم قادرون على تكميم الأفواه وحجب الحق عن الناس فسوف يصل الحق إلى الناس سواءً رضيتم أم لم ترضوا ، وكلما زدتم إصراراً على حجب كلمة الحق كلما زاد الناس نهماً للوصول إليها ، وكم تخسرون لإسكات صوت واحد ؟ ، فكم هي الخسائر المادية بل والأهم منها الخسائر المبدئية لفعل مثل ذلك ؟ وبالمقابل فإن قائل كلمة الحق لن يخسر شيئاً يذكر ، وله ألف طريق يوصل به كلمته إلى العالم أجمع وأنتم أولهم ، فحرب كلمة الحق أنتم الخاسرون فيها أولاً وآخراً ، إن استطعتم تكميم الأفواه فقد سقطت مبادئكم ، وإذا عجزتم عن ذلك كُشف زيفكم وخداعكم للعالم ولشعوبكم ، فأنتم بين أمرين أحلاهما مر ، وتستحقون ذلك لظلمكم لشعوب العالم أجمع .
ونشكر جميع إخواننا المسلمين الذين تعاونوا معنا لإيصال كلمة الحق للمسلمين أولاً وللعالم من ورائهم ، واعلموا أنكم في جهاد والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنـتكم ) رواه أحمد وأبو داود .
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين