تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تحت ظلال الرماح - الحلقة الأولى لفضيلة الشيخ سليمان ابوغيث



Pure Muslim
01-06-2002, 07:55 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصاحبه الغر الميامين الذين نصروا الدين وأقاموا شريعة رب العالمين وبعد:

لربما انتظرت الأمة أن يخرج عليها فرد من أفراد تنظيم القاعدة ليضع لها النقاط على الحروف ويفسر لها كثير من علامات الاستفهام والتعجب التي تلاحق كل بيان أو رسالة أو صورة أو مشهد لمعرفة الحقيقة والدوافع والأهداف وراء الصراع مع "هبل العصر" رغم ضراوته وشراسته ووحشيته!! .

وللأمة الحق في أن تعرف طالما أنها أرادت طريق التغيير الحقيقي الذي لا طريق غيره وهو طريق الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وسأبدأُ بإذن الله تعالى في بيان الأمر وتصوير الحدث ورسم المرحلة القادمة من خلال زاويتي الموسومة بـ: ( تحت ظلال الرماح ) .

لماذا نقاتل أمريكا ؟

لماذا تفاجئ العالم واستغرب؟! بل لماذا دهشت مئات الملايين من البشر مما حدث لأمريكا في (11/9/2001) فهل ظن العالم أن يكون غير ذلك أم هل توقع العالم أن يحدث أقل من ذلك ؟!

إن ما حصل لأمريكا يعتبر أمراً طبيعياً وحدثاً متوقعاً لدولة مارست أسلوب الإرهاب وسياسة الاستعلاء وقانون البطش ضد الأمم والشعوب وفرضت منهجاً وفكراً وأسلوبا واحداً للحياة وكأن أفراد المعمورة موظفون في دوائرها الحكومية ومستخدمون في شركاتها ومؤسساتها التجارية.

إن الذين تفاجئوا واستغربوا ولم يتوقعوا ـ إن هؤلاء ـ لم يعرفوا حقيقة البشر وطبيعة الإنسان وأثر الظلم والطغيان على عواطفه ومشاعره وأحاسيسه ، وظنوا أن الظلم لا يُولِّد إلا الخنوع وأن البطش لا ينجب إلا الاستكانة وأن الطغيان لا يخلِّف إلا الخضوع والهوان ، ولربما ظنوا أيضاً أن هذه الأجواء كفيلة بأن تميت الرجولة وتحطم الإرادة وتنزع الكرامة من الإنسان ، فهؤلاء قد جانبوا الصواب مرتين مرةً عندما جهلوا حقيقة الاستخفاف بالإنسان ، وأخرى عندما لم يعرفوا قدرة الإنسان على الانتصار ، هذا بالنسبة للإنسان أي إنسان فكيف إذا كان هذا الإنسان ممن آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وعلم أن دينه يرفض له الدنية ويأبى عليه الذلة ويأنف من الهوان ؟ ، كيف وهو يعلم أن أمته أخرجت لتكون في مركز القيادة والريادة .. في مركز الهيمنة والسيطرة .. في مركز الهبة والعطاء ؟ ، كيف وهو يعلم أن الأصل أن تدين الأرض كلها لله لا لشرق ولا لغرب ، لا لفكر ولا منهج إلا منهج الله عز وجل ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ..) ؟ .

وما دام هذا الإنسان المسلم يعلم هذه الحقائق ويعتقد بهذا المنهج فلن يتوقف لحظةً واحدةً عن السعي الحثيث للوصول إليه والعمل على تحقيقه وإن كلفه ذلك روحه التي بين جنبيه ، فضلاً على أن يكلفه ذلك وقته وماله وولده ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) .

إن هذه المبررات هي مبررات عفوية وفطرية ينطق بها لسان أي طفل جلس أمام شاشة التلفاز في ذلك اليوم المبارك لينطق بكل براءة وعفوية : "وهل كانت أمريكا تنتظر أقل من هذا؟!" أما المبررات الواقعية والشرعية فهي مدار حديثنا في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى .

وصل اللهم وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...



بقلم فضيلة الشيخ / سليمان أبو الغيث

نشــر [ مركز الدراسات والبحوث الإسلامية ]


Pure Muslim