المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كُن سعيدًا وأكون أنا



legend_of_luna
06-06-2002, 12:09 PM
كُن سعيدًا وأكون أنا
----------------------

ودَّعنا بعضنا وقلنا مع السلامة ... لكننا عدنا من جديد للقاء ... لنقول من جديد مع السلامة ... لنلتقي مرّة أُخرى ... فنعود ونقول مع السلامة ... فنعود ونلتقي .. .. ..

إلى أن أتى اليوم الذي كُتب فيه وداعنا ... لأسأله وأنا متأكدة من الوداع .. كم مرّة ودعنا فيها بعضنا لنعود للقاء من جديد .. جلس في صمت وحزن .. لأسأله وكم من مرّة ذرفنا فيها الدمع ظنًا منّا أنه الوداع الأكيد .. لاح بوجهه إلى الأرض ..
وقال .. ..
الآن سنفترق ونحن مجبرون على الفراق ..
سنبتعد ونحن مكرهون على البعاد ...
إلى متى هذا البعاد إلى متى هذا الألم .. إلى متى هذا الفراق إلى متى هذا الحزن ..

ما بيدي شيء ولا بيده ..
لم نبتعد بسبب خصام لم نبعد بسبب زعل ..
لم نبتعد لعدم الوِفاق لم نبتعد لعدم الوفاء ....
أجبرتني الظروف كما أجبرته .. قهرتني الظروف كما قهرته ..
وكلانا يقول صبر جميل وإن طالت بنا الأيام ... ...

قال انسيني .. صرخت مستحيل .. صمتَ قليلاً ليهمس على مسمعي انسيني لكي لا تتعذبي .. قلت عذابي في نسيانك .. تغيرت نبرت صوته وذبلت عيناه واحمرت ...
سألته وماذا عنك .. أخبرني بأن لا أحمل همه .. والله رب العرش العظيم .. إن كان بيدي لنفذت له طلبه .. لكني .. لا أستطيع ... ...

حلّ الصمت الرهيب في حالٍ من الحزن الكئيب .. لتدمع عيناي بهدوء لم أعهده .. فقد خارت قواي وتشوشت رؤيتي من دموعٍ سكنت عيني ولم تُذرف .. أحسست بجسدي في الهواء بلا توازن أحسست كأنني شخص غرق في الماء ... و هاأنا أُقاوم الانتحار البطيء ... لأنني أقوى من هذا الشعور فأنت من علمني هذا ...

بصعوبة استجمعت قواي لأقف بقوة وأرفع وجهي للسماء داعيةً ربي بأن يلهمني الصبر والقوة ... بعدها نظرت إليه فقرأ في عيناي كلماتي التي تقول : " عزيزي كُن سعيداً لأكون أنا "...
ليرميني بنظرة قال فيها : " إنه الوداع لكني لا أستطيع قولها .. وداعًا .. " ...

فهمت ما يقصد فكلمة وداعًا مُؤلمة لكن لابد منها .. وبصوت مبحوح وكلمات تئِن قلت له : إن لم تستطع قولها فأنا من سيمهد لك الطريق ...

.. " وداعــــــــــــــــًا " ..

قلتها وقلبي يتفطر .. قلتها و تشتت أحاسيسي .. قلتها واندثرت عواطفي ..
مع ذلك قلتها ولم أنتظر منه الذهاب .. بل وليت مدبرة عنه بأسرع ما عندي و بكل كبرياء وعزّة وشموخ ... لم أستدر بل تابعت طريقي فطريقه مختلف لكن ربما نلتقي عند مفترق الطرق .. لكني لن أُعلق الآمال .. لأعيش في نجاح وتقدم .. لأعيش .. لأكون .. لأحقق طموحاتي .. لأخذ موقعي في الحياة .. لأثبت كياني .. ومن أنا ... لأندم نعم لأندم على حبك لأعيش مكسورة الجناح مع ذلك .. أُحلق في السماء الزرقاء لأصل إلى قدري الذي لا أعلم .

***************************
أتمنى تعجبكم ولا تبخلو عليّ بالتعليق :#
تحياتي

أسطورة القمر ;-)