فهد الشريف
15-06-2002, 07:58 PM
يحتار اي مدرب في العالم في اختيار التشكيلة المثالية لمنتخب الارجنتين لكرة القدم لانه يدرك انه امام مسؤولية خطيرة ودقيقة اذ عليه التفضيل بين الجيد والجيد جدا لان البلد التي انجبت الاسطورة ارماندو مارادونا تزخر بمواهب فذة منتشرة في اشهر اندية العالم والمسؤوليةوقعت هذه المرة علي المدرب مارتشيلو بييلسا الذي كون من فترة تشكيلته لخوض غمار نهائيات كاس العالم في كوريا الجنوبية واليابان وهي نفسها تقريبا التي خاضت التصفيات في كوريا الجنوبية وارعبت جميع منتخباتها ولفتت انظار العالم اجمع باستثناء بعض التعديلات البسيطةقبيل النهائيات فقفزت الارجنتين بالتالي الي صدارة الترشيحات لاحراز اللقب الي جانب فرنسا البطلة وضمت الكتيبة الارجنتينة 21 محترفا يلعبون خارج الارجنتين (تخيلو ذلك) واثنين فقط من داخلها من صفوف ريفربلايت احد اشهر الاندية المحلية وهما صانع الالعاب ارييل اورتيغا والمدافع كلاديو حسين واختيار تشكيلة لخوض نهائيات المونديال تضم 21 لاعبا من اندية خارجية يؤكد علو كعب اللاعب الارجنتيني الذي بات عملة صعبة منذ ظاهرة ماردونا الي حفر اسمه في سجلات التاريخ باحرف من ذهب بعد ان قاد المنتخب الي احراز لقبه الثاني في كاس العالم عام 1986 مقدما اداء راقيا ومسجلا هدفا تاريخيافي مرمي انجلترا اعتبره الفيفا افضل هدف في كؤوس العالم علي الاطلاق وليس من باب الصدفة او المجاملة اعتبار الارجنتين مرشحة فوق العادة لاحراز اللقب قبل انطلاق المونديال اكثر من فرنسا نفسها حاملة اللقب لانها تضم كوكبة من افضل لاعبي العالم في مختلف المراكز يعتبرون من الركائز الاساسية في انديتهم وسيطرت الارجنتين بسهولة تامة علي تصفيات امريكا الجنوبية وتصدرت الترتيب بفارق مريح عن اقرب منافسيها وفاز رجال مارتشيلو بييلسا بثلث عشرة مباراة وتعادلوا في اربع وخسروا واحدة فقط امام البرازيل 1_3 , ليس هذا فقط بل ان هدافها هرنان كريسبو الذي يشكل رأس الحربة في لاتسيو الايطالي تصدر قائمة هدافي التصفيات مشاركة مع الاكوادوري اغوستين دلغادو برصيد تسعة اهداف لكل منهما , رغم ان في المنتخب مهاجم اخر من الطراز النادر هو غابرييل باتيستوتا , وهو ماكان كافيا لبيلسا ان يدخل المونديال مطمئنا علي خط هجومه , ولعل ماقدمه الارجنتينيون في التصفيات دفع مدرب كولومبيا فرانشيسكو ماتورانا الي القول (ان اللعب ضد الارجنتين هم اشبه بجحيم) وهو دليل علي قوة هذا المنتخب وصعوبة مواجهته , ورغم وقوع الارجنتين في (مجموعة الموت) الي جانب انكلترا والسويد ونيجيريا لم يشك احد في امكان خروجها من الدور الاول ولكن النحس الذي يلازم الرقم 13 وهو عدد مشاركاتها في النهائيات اصابها ايضا فودعت باكرا ضاربة عرض الحائط بالترشيحات ومؤكدة ان المواهب الفردية وحدها ليست مفتاح التأهل , ولا يمكن تحديد مكامن الضغف والخلل بوضوح لدي المنتخب الارجنتيني من خلال مبارياته الثلاث في المونديال لكن يمكن تلخيص فشله بالغرور الذي ربما اصاب لاعبيه والافراط بالثقة والتأثر سلبيا بالترشيحات التي جعلتهم في مصاف المنتخبات التي لا تقهر , والعناد الذي واجه به مدربه بيلسا بعض المواقف فسقط اللاعبون من عليائهم , فحتي فوزهم علي نيجيريا في المبارة الاولي بهدف باتستيوتا لم يروا عطش الملايين من مشجيعيهم الذين توسموا بهم خيرا, واتت الخسارة امام انكلترا لتكشف فعلا هشاشة في ادائهم , فوضعتهم تحت ظغط الفوز بالمباراة الاخيرة علي السويد , وبدلا ان يرتقي الارجنتينيون الي مستوي التحدي ويظهروا مدي تعاملهم مع الضغوط التي تواجههم بطريقة احترافية , تخبطوا كثيرا ووقعوا في فخ الصلابة الدفاعية , وحتي المحاولات الابداعية غابت عن العابهم فانكشفت خططهم وكانت صيدا سهلا امام السويديين الذي كادوا يخرجون بفوز عليهم لولا هدف كريسبو الذي تابع ركلة جزاء فشل اورتيغا في ترجمتها , فاورتيغا نفسه الذي حمل المسؤولية في خط الوسط مكان ماردونا منذ ابعاد الاخير في مونديال 1994 لتناوله مادة منشطة ,كان كثير الحركة من دون فعالية , وخوان سباستيان فيرون فشل في فرض نفسه في خط الوسط فاخرجه بيلسا في المبارة الثانية امام انكلترا وفضل اشراك بابلو ايمار بدلا منه , واداء الاخير مشابها لاداء اورتيغا لكنه ايضا قلب المعادلة رغم مايمتلكه من امكانات عالية , وعلق ماردونا بعد انتقال ايمار الي فالنسيا الاسباني في يناير2001 مقابل نحو 22 مليون دولار (انه اللاعب الذي اتمتع بمشاهدته لانه يذكرني بنفسي عندما كنت لاعبا) , وارتفعت اسهم باتيستوتا بعد تسجيله هدف الفوز علي نيجيريا رافعا رصيده من 10 اهداف في كاس العالم فصار سادس هداف في تاريخها , والي 56 في 76 مباراة دولية وهو رقم قياسي محلي , لكنه صدم بعد ذلك وخرج من المباراتين التاليتين ليحل كريسبو بدلا منه في الشوط الثاني من دون ان تتغير الحالي , وانتقد البعض نظرة بيلسا حول عدم اشراك باتيستوتا وكريسبو معا في مباراة واحدة وكان يدافع عن نفسه دائما بقوله ( انه اسلوب نعتمده منذ اربع سنوات ويجب الا نغيره الان لانهما يلعبان بالاسلوب ذاته ) واذا كان النجمان لم يعترضا علي وجهة نظر مدربهما لعدم فتح معركة معه تؤدي الي الابتعاد عن التشكيلة ,فانه من الظلم ان يجلس احدهما علي مقاعد الاحتياطيين لان اسلوبه مشابه للاخر, ولذلك اعتمد بيلسا علي مهاجمين اخرين هما كلاوديو لوبيز و كيلي غونزاليس واكثر مااشتهرا به هو اضاعة الفرص , وارتكب بيلسا خطئا كبيرا ايضا بعد ضم مهاجم برشلونة الاسباني الواعد خافيير سافيولا الي التشكيلة لانه يشكل امتدادا للمدرسة الارجنتينية التي تعتمد بالدرجة الاولي علي الخلق اي الصنع والابداع وحتي ماردونا قال عنه ايضا ( يجب الا يعطى سافيولا دورا معينا او يقيد بخطة تكتيكية تقيد حركاته , بل يجب ترك الحرية له باللعب كما يشاء وان يكون مركزه خلف المهاجمين وهو كفيل بتخطي اي دفاع منافس) , كما ان خوان رامون ريكيميلي نجم وسط بوكا جونيورز الذي ابدت بعض الاندية الاوربية اهتماما به لما يمتلكه من قدرات كان يستحق الفرصة لكنه لم يدخل في حسابات بيلسا, ولم يكن قرار استدعاء المهاجم المخضرم كلاوديو لوبيز الذي لعب جنبا الي جنب مع ماردونا صائبا مادام ان بيلسا لم يشركه ابدا ووضعه علي دكة الاحتياط وهو تصرف يسيء لسمعة كانيجيا من بيلسا , كما انه اخطا حينما اعترض علي حكم مباراة السويد علي بوجسيم فطرده من علي مقاعد الاحتياط , ورغم ان الاعتزال والافول سيطول عدد من اللاعبين الا ان الارجنتين كثير من لاعبيها صغار السن ولازال هيبتهم كما هي لم تتغير ويخشي اي فريق في العالم مواجهتهم ولانستغرب كلام رودي فولر بالامس عندما قال مساء الامس المانيا لاتخشي احدا الان ,حسنا ليس لدينا مانقوله سوي ان علي الارجنتين ان تعول علي شبابها للمونديال القادم الذي سيقام في المانيا 2006 وان تتعلم جيدا من الدرس القاسي في كوريا الجنوبية واليابان لانه سيبقي وصمة عار في تاريخها الكروي
http://media.rivals.net/l/argentina_logo.gif
http://media.rivals.net/l/argentina_logo.gif