#aNiMaNiA#
16-06-2002, 05:38 PM
إسرائيل فقدت أعصابها أخيراً..
كانت تتصور أنها جالوت العملاق الجبار , الذى يواجه داوودالصغير الضئيل ، و الذى يمكنه أن يسحقه بضربه واحدة...
ولكنها نسيت أن تكمل القصة حتىنهايتها..
نسيت أن التاريخ العبرى يقول : أن داوود الصغير لم يرهب جالوت العملاق ، على الرغم من فارق الحجم و القوة بينهما ، و إنما صمد أمامه ، و التقط حصاة صغيرة من أرضه ، وضعها فى مقلاعه ، و أدار المقلاع فى قوة ثم صوبه فى أحكام إلى عين جالوت.
و أطلق الحصاة..
و لأن داوود ثابت ، متماسك الأعصاب ، يؤمن فى حقه بأرضه و بعدالة قضيته ، فقد أحسن التصويب و أخترقت حصاته الصغيرة عين جالوت ، ومنها إلى مخه ..
وسقط العملاق..
هوى كالحجر مهزوماً مدحوراً ، تحت قدمى الصغير داوود ..
هذه القصة تبناها كل يهود الأرض يوماً ، عندما بأت حربهم مع العرب ، و راحوا ينشرونها فى العالم كله ، باعتبار أن العرب هم العملاق جالوت , و اليهود هم الصغير داوود الذى سيهزم العرب بحصاته..
لأنه قوى الأعصاب ، متماسك ، لا يرهق نفسه و لا مشاعره بهتافات عصبية ، و شجب متتال ، و غضب طائش غير مدروس ..
ثم مرت الأيام و تبدلت الأدوار ..
إسرائيل ، التى احتلت فلسطين ، وهى تبكى مستضعفه ، مدعية أنها تحمى نفسه من العرب الأشرار ، استقر بها المقام ، و بدأت تفرد قامتها ، وتتعامل باعتبارها الدولة الأكثر قوة فى المنطقة ، وتنظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم مجرد حفنة ضعيفة ، لا يمكنها أن تتصدى لها ، بأى حال من الأحوال...
لقد أعتبرت أذن أنها أصبحت جالوت العملاق ، حينما صار الفلسطينيون هم داوود الضئيل الصغير ..
ودون ان تدرى أو تدرك ، أن تبديل أدوار يعنى تبديل النتائج أيضاَ ، راحت إسرائيل ، المحتلة الأستعماريةالوحيدة على وجه الأرض ، فى القرن الواحد و العشرين ، تتعامل بكل الصلف و الغطرسة والعنف ، محاولة أخماد المشاعر و العقائد و أنتمائات بالقوة و القهر ...
ولكنها فوءجت برد الفعل..
فوجئت بـ (داوود ) الصغير قد عاد يلتقط حصاتهمن الأرض ، ويقذف بها عدوه...
سيل من أحجار الرفض و الرفض ، أنهال على رؤس المحتلين ، و قلوبهم ، و عقولهم ، وسمعتهم ، وكيانهم كله ..
و راح ذلك العملاق الزائف يواجه تلك الأحجار بالرصاصات و القنابل و الدبابات و حتى أحدث المقاتلات القاذفة..
و لكن الأنتفاضه لم تنتهى..
و لم تنهزم..
ولم تستسلم..
و ضاعف الأسرائيليون غضبهم..
ومن عنفهم ..
و هنا ، ظهر سلاح جديد على ساحة المعركة..
القنابل البشرية..
شهداء أبطال ، رأو ما يفعله بهم العدو ، من انتهاك لكل الأعراف و القوانين و الحرمات ، و رأو دباباته و جراراته و جرافاته ، تسحق كل الأخضر و اليابس ، ورئيس وزرائها يتحدى فى صفاقة ووقاحة ، ووحشية سادية عجيبة ، مع مقت شديد غير مبرر للعرب ، فهبّوا..
هبوا للشهادة دفاعاً عن كل ما يؤمنون به..
و فى قلب العدو و عقله ، دوت الأنفجارات..
شهيد وراء شهيد نسفوا أنفسهم فى أعمق أعماق العدو ، الذى جن جنونه..
و فقد أعصابه ..
و انطلق كأشرس أشرس الوحوش ، التى لم يعرفها التاريخ قط ..
انطلق بكل قوته ، وجيوشه ، وعدنه ، وعتاده ، وغضبه ، و كرامته ، و وحشيته ، و جنونه ، وسيادته..
و ضارباً بكل القيم و الأعراف بعرض الحائط ، وراح المحتل يحاصر الكنائس ، والمساجد ، ويضرب و يقتل رجال الدين ، ويحرق ويهين دور العبادة ..
وغضب العالم كله مما يحدث..
عدا أمريكا بالطبع..
أمريكا ، القطب الأوحد ، والبلطجى الأعظم ، وراعية أكبر دولة أرهابية فى الوجود ، وقفت بكل قوتها و غطرستها و ثرواتها ، خلف المحتل الغاصب ..
و على الرغم من هذا ، فقد تواصل الصمود..
و تواصلت المقاومة..
و بدا من الواضح أن القوة المسلحة لن تحسم القضية أبداً..
و أن الكفاح و الصمود و المقاومة و الأيمان بالله ( سبحانه و تعالى) أشياء تولد ..
و لكنها لا تموت..
أبداً..
و لكن العدو لن يتوقف عن أعتداءاته ، ووحشيته ، و كراهيته لنا جميعاً ، باختلاف عقائدنا و أدياننا..
و السوءال هو ماذا بعد ؟!
متذا بعد كل ما حدث ، و يحدث ، و سيحدث؟!
و الجواب هو الصمود ..
و المقاومة ..
و بعقل ..
التاريخ علمنا أن من يفقد أعصابه و عقله و حكمته ، هو من يخسر المعركة حتماً فى النهاية ..
و هم فقدوا أعصابهم ..
فلنمتلكها نحن إذن ..
دعونا نرفض ما تفعله إسرائيل ، وراعيتها أمريكا ، بمنتهى الشدة ..
و منتهى العقل ..
و على المدى الطويل..
فما دامت أريكا هى راعية إسرائيل و ممولها الأول فلنفسد هذا التمويل إذن ..
و الأفتصاد الأمريكى الذى يعتمد أكثر ما يعتمد ، على التجارة الخارجية ، لا يمكنه التحمل فترة تدهور طويله..
و لو عانى الأقتصاد الأمريكى ، سييصبح تمويلها للإرهابية أسرائيل أمراً عثيرأً..
إن لم يصبح مستحيلاً..
و لأننا – نحن العرب – أحد أكبر ممولى الأقتصاد الأمريكى بطريق غير مباشر ، بأقبالنا على المنتجات الأمريكية ، فمن الموءكد أن امتناعنا عن شرائها ، وعزوفنا عنها ، سيؤدى حتماً إلى حدوث خلل فى الميزان الأقتصادى الأمريكى ، على نحو غير مسبوق...
ولكننا هنا ينبغى أن نفرق بين أمرين بالغى الأهمية ..
و شديدى الأختلاف..
أن نفرق بين منتج عربى ، يحمل أسماًُ أمريكياً شهيراً ، و آخر مستورد ، أمريكى الصنع ..
فالمنتج الذى يتم تصنيعة هنا ، فى وططنا العربى ، برأس مال عربى ، و عمالة عربية ، و استثمارات عربية ، وضرائب للخزانات العربية ، و منج عربى بالدرجة الأولى ، حتى لو راحت منه نسبه إلى صاحب الأيم الأمريكى ..
المنتج العربى يعنى نمو للأقتصاد العربى ، و تشغيل للعمالة العربية ، و حل لمشكلة البطالة ، ووسيلة لزيادة الدخل القومى ، وأشياء عديدة نحتاج إليها ، فى مرحلة النمو ، التى لن يمكننا الصمود و التصدى بدونها ..
أما المنتج المستورد من أمريكا ، فكل قرش تدفعه فيه هو نمو للأقتصاد الأمريكى ، وضعف للأستثمارات العربية ..
دعونا إذاً أن نتوقف عن التعامل كالمقاتل الأعمى ، الذى يقتل أفراد أسرته ، و قوات جيشه لمجرد أن أصواتهم كأصوات العدو..
عدونا ذكى ، خبيث ، مخادع ، يدير اللعبة فى معظم الأحيان بحيث يدفعنا لتدمير أنفسنا بأنفسنا ..
فلنثبت له إذن أننا لم نعد حمقى و لا أغبياء ..
و لنلعب اللعبة بنفس الذكاء ..
ونفس الخبث..
لن تغرينا لمحة ذئبية على أن نترك مرمانا بلا حماية ..
ونهاجم على نحو عشوائى ، فليلتقط هو الكرة ، ويشن علينا هجمة مرتدة ، يحرز بها أهدافه..
إننى أدعوكم ، ومنذ لحظة قراءتكم لهذه السطور ، إلى مقاطعة كل منتج أمريكى مستورد ..
قاطعوا كل ما يحمل صنع فى أمريكا ، من قطعة الشيكولاتة الصغيرة و حتى السيارات الضخمة الفاخرة ..
أثبتوا لهم أننا نستطيع العيش بدونهم ..
و الأنتصار بدونهم أيضاً..
و هذا ما أثبته التاريخ ..
وستثبته الأيام ..
بإذن الله ..
د. نبيل فاروق
كانت تتصور أنها جالوت العملاق الجبار , الذى يواجه داوودالصغير الضئيل ، و الذى يمكنه أن يسحقه بضربه واحدة...
ولكنها نسيت أن تكمل القصة حتىنهايتها..
نسيت أن التاريخ العبرى يقول : أن داوود الصغير لم يرهب جالوت العملاق ، على الرغم من فارق الحجم و القوة بينهما ، و إنما صمد أمامه ، و التقط حصاة صغيرة من أرضه ، وضعها فى مقلاعه ، و أدار المقلاع فى قوة ثم صوبه فى أحكام إلى عين جالوت.
و أطلق الحصاة..
و لأن داوود ثابت ، متماسك الأعصاب ، يؤمن فى حقه بأرضه و بعدالة قضيته ، فقد أحسن التصويب و أخترقت حصاته الصغيرة عين جالوت ، ومنها إلى مخه ..
وسقط العملاق..
هوى كالحجر مهزوماً مدحوراً ، تحت قدمى الصغير داوود ..
هذه القصة تبناها كل يهود الأرض يوماً ، عندما بأت حربهم مع العرب ، و راحوا ينشرونها فى العالم كله ، باعتبار أن العرب هم العملاق جالوت , و اليهود هم الصغير داوود الذى سيهزم العرب بحصاته..
لأنه قوى الأعصاب ، متماسك ، لا يرهق نفسه و لا مشاعره بهتافات عصبية ، و شجب متتال ، و غضب طائش غير مدروس ..
ثم مرت الأيام و تبدلت الأدوار ..
إسرائيل ، التى احتلت فلسطين ، وهى تبكى مستضعفه ، مدعية أنها تحمى نفسه من العرب الأشرار ، استقر بها المقام ، و بدأت تفرد قامتها ، وتتعامل باعتبارها الدولة الأكثر قوة فى المنطقة ، وتنظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم مجرد حفنة ضعيفة ، لا يمكنها أن تتصدى لها ، بأى حال من الأحوال...
لقد أعتبرت أذن أنها أصبحت جالوت العملاق ، حينما صار الفلسطينيون هم داوود الضئيل الصغير ..
ودون ان تدرى أو تدرك ، أن تبديل أدوار يعنى تبديل النتائج أيضاَ ، راحت إسرائيل ، المحتلة الأستعماريةالوحيدة على وجه الأرض ، فى القرن الواحد و العشرين ، تتعامل بكل الصلف و الغطرسة والعنف ، محاولة أخماد المشاعر و العقائد و أنتمائات بالقوة و القهر ...
ولكنها فوءجت برد الفعل..
فوجئت بـ (داوود ) الصغير قد عاد يلتقط حصاتهمن الأرض ، ويقذف بها عدوه...
سيل من أحجار الرفض و الرفض ، أنهال على رؤس المحتلين ، و قلوبهم ، و عقولهم ، وسمعتهم ، وكيانهم كله ..
و راح ذلك العملاق الزائف يواجه تلك الأحجار بالرصاصات و القنابل و الدبابات و حتى أحدث المقاتلات القاذفة..
و لكن الأنتفاضه لم تنتهى..
و لم تنهزم..
ولم تستسلم..
و ضاعف الأسرائيليون غضبهم..
ومن عنفهم ..
و هنا ، ظهر سلاح جديد على ساحة المعركة..
القنابل البشرية..
شهداء أبطال ، رأو ما يفعله بهم العدو ، من انتهاك لكل الأعراف و القوانين و الحرمات ، و رأو دباباته و جراراته و جرافاته ، تسحق كل الأخضر و اليابس ، ورئيس وزرائها يتحدى فى صفاقة ووقاحة ، ووحشية سادية عجيبة ، مع مقت شديد غير مبرر للعرب ، فهبّوا..
هبوا للشهادة دفاعاً عن كل ما يؤمنون به..
و فى قلب العدو و عقله ، دوت الأنفجارات..
شهيد وراء شهيد نسفوا أنفسهم فى أعمق أعماق العدو ، الذى جن جنونه..
و فقد أعصابه ..
و انطلق كأشرس أشرس الوحوش ، التى لم يعرفها التاريخ قط ..
انطلق بكل قوته ، وجيوشه ، وعدنه ، وعتاده ، وغضبه ، و كرامته ، و وحشيته ، و جنونه ، وسيادته..
و ضارباً بكل القيم و الأعراف بعرض الحائط ، وراح المحتل يحاصر الكنائس ، والمساجد ، ويضرب و يقتل رجال الدين ، ويحرق ويهين دور العبادة ..
وغضب العالم كله مما يحدث..
عدا أمريكا بالطبع..
أمريكا ، القطب الأوحد ، والبلطجى الأعظم ، وراعية أكبر دولة أرهابية فى الوجود ، وقفت بكل قوتها و غطرستها و ثرواتها ، خلف المحتل الغاصب ..
و على الرغم من هذا ، فقد تواصل الصمود..
و تواصلت المقاومة..
و بدا من الواضح أن القوة المسلحة لن تحسم القضية أبداً..
و أن الكفاح و الصمود و المقاومة و الأيمان بالله ( سبحانه و تعالى) أشياء تولد ..
و لكنها لا تموت..
أبداً..
و لكن العدو لن يتوقف عن أعتداءاته ، ووحشيته ، و كراهيته لنا جميعاً ، باختلاف عقائدنا و أدياننا..
و السوءال هو ماذا بعد ؟!
متذا بعد كل ما حدث ، و يحدث ، و سيحدث؟!
و الجواب هو الصمود ..
و المقاومة ..
و بعقل ..
التاريخ علمنا أن من يفقد أعصابه و عقله و حكمته ، هو من يخسر المعركة حتماً فى النهاية ..
و هم فقدوا أعصابهم ..
فلنمتلكها نحن إذن ..
دعونا نرفض ما تفعله إسرائيل ، وراعيتها أمريكا ، بمنتهى الشدة ..
و منتهى العقل ..
و على المدى الطويل..
فما دامت أريكا هى راعية إسرائيل و ممولها الأول فلنفسد هذا التمويل إذن ..
و الأفتصاد الأمريكى الذى يعتمد أكثر ما يعتمد ، على التجارة الخارجية ، لا يمكنه التحمل فترة تدهور طويله..
و لو عانى الأقتصاد الأمريكى ، سييصبح تمويلها للإرهابية أسرائيل أمراً عثيرأً..
إن لم يصبح مستحيلاً..
و لأننا – نحن العرب – أحد أكبر ممولى الأقتصاد الأمريكى بطريق غير مباشر ، بأقبالنا على المنتجات الأمريكية ، فمن الموءكد أن امتناعنا عن شرائها ، وعزوفنا عنها ، سيؤدى حتماً إلى حدوث خلل فى الميزان الأقتصادى الأمريكى ، على نحو غير مسبوق...
ولكننا هنا ينبغى أن نفرق بين أمرين بالغى الأهمية ..
و شديدى الأختلاف..
أن نفرق بين منتج عربى ، يحمل أسماًُ أمريكياً شهيراً ، و آخر مستورد ، أمريكى الصنع ..
فالمنتج الذى يتم تصنيعة هنا ، فى وططنا العربى ، برأس مال عربى ، و عمالة عربية ، و استثمارات عربية ، وضرائب للخزانات العربية ، و منج عربى بالدرجة الأولى ، حتى لو راحت منه نسبه إلى صاحب الأيم الأمريكى ..
المنتج العربى يعنى نمو للأقتصاد العربى ، و تشغيل للعمالة العربية ، و حل لمشكلة البطالة ، ووسيلة لزيادة الدخل القومى ، وأشياء عديدة نحتاج إليها ، فى مرحلة النمو ، التى لن يمكننا الصمود و التصدى بدونها ..
أما المنتج المستورد من أمريكا ، فكل قرش تدفعه فيه هو نمو للأقتصاد الأمريكى ، وضعف للأستثمارات العربية ..
دعونا إذاً أن نتوقف عن التعامل كالمقاتل الأعمى ، الذى يقتل أفراد أسرته ، و قوات جيشه لمجرد أن أصواتهم كأصوات العدو..
عدونا ذكى ، خبيث ، مخادع ، يدير اللعبة فى معظم الأحيان بحيث يدفعنا لتدمير أنفسنا بأنفسنا ..
فلنثبت له إذن أننا لم نعد حمقى و لا أغبياء ..
و لنلعب اللعبة بنفس الذكاء ..
ونفس الخبث..
لن تغرينا لمحة ذئبية على أن نترك مرمانا بلا حماية ..
ونهاجم على نحو عشوائى ، فليلتقط هو الكرة ، ويشن علينا هجمة مرتدة ، يحرز بها أهدافه..
إننى أدعوكم ، ومنذ لحظة قراءتكم لهذه السطور ، إلى مقاطعة كل منتج أمريكى مستورد ..
قاطعوا كل ما يحمل صنع فى أمريكا ، من قطعة الشيكولاتة الصغيرة و حتى السيارات الضخمة الفاخرة ..
أثبتوا لهم أننا نستطيع العيش بدونهم ..
و الأنتصار بدونهم أيضاً..
و هذا ما أثبته التاريخ ..
وستثبته الأيام ..
بإذن الله ..
د. نبيل فاروق