Black_Horse82
17-06-2002, 03:30 PM
اتصالات بشأن استثمارات في اسرائيل وزيارة سرية لقادة المنظمات اليهودية الي الرياض
في نهاية مسار مطبات مؤتمر السلام الاقليمي الذي سيعلن الرئيس بوش عن انعقاده قريبا، هناك قطعة حلوي في انتظار السعودية: ستقترح اسرائيل علي مُصدّرة النفط رقم 1 في العالم ان تزيل الصدأ عن خط انبوب النفط الذي هو اساسا خط انبوب النفط الايراني، وتوفر بذلك ملايين الدولارات في كل يوم للسعوديين.
وماذا سيكون المكسب الاسرائيلي: صفقة التفافية مع مصر، التي ستدعي للتفكير مجددا في بيع الغاز الطبيعي لتركيا والاردن عبر اسرائيل.
ويتضح ان الخطة وصلت الي السفارة السعودية في واشنطن ولكن السفير بندر بن سلطان لم يتحمس لذلك: فلنحل أولا المشاكل السياسية. فقط في المرحلة الثانية سندخل الي المسار الاقتصادي. وسيعقد المؤتمر، حسب السيناريو السعودي، بمستوي وزراء. وقال وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل هذا الاسبوع انه لا يمكن اليوم ترتيب لقاء بين عرفات وشارون. ومبارك لن يصل الي المؤتمر بدون تعهد مسبق بانجاز سياسي. واذا قاطع مبارك المؤتمر فان ملكي الاردن والمغرب سيبقيان في بلديهما، وكذلك السعودية سيصعب عليها المشاركة .
يجري ولي العهد السعودي مؤخرا الكثير من المباحثات السرية مع هنري زيغمان، يهودي عضو كبير في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. وعبدالله يتحدث معه حول النزاع الشرق اوسطي بمصطلحات من عالم الاعمال الخلافات تتركز علي تفاصيل مرتبطة بالتسوية الدائمة، وهي يمكن بلورتها في المفاوضات. نحن نتفهم وجع الرأس الاسرائيلي بكل ما يتعلق بالعلاقات الطبيعية مع العالم العربي. بالنسبة لنا نحن السعوديين ليس لدينا مشكلة في الوصول الي علاقات طبيعية مع اسرائيل .
قصة الحب السعودية لهنري زيغمان تطورت قبل 15 سنة. حيث استدعي زيغمان، مدير عام الكونغرس اليهودي في الولايات المتحدة في تلك الايام، الي لقاء سري في مقر السفير المصري، حيث فوجئ بوجود السفير السعودي الامير بندر. يقول زيغمان فاجأني باطلاعه الواسع علي الشخصيات الاساسية في السياسة الاسرائيلية. تلقيت محاضرة حول سلم الاولويات السعودية وحول مخاوفهم من نشاطات المنظمة السرية الاسلامية في العالم العربي. قال لي بندر: يجب ان تفهم، كذلك نحن يمارس علينا ضغط. تحدثنا ايضا عن رفض الرئيس السوري وابلغني الامير: بفضل استثماراتنا في دمشق من الممكن ان نصل الي الرئيس الاسد. ومن الممكن ايضا التنازل عنه . توثقت الاتصالات بين زيغمان والسفير بندر. زار زيغمان بغداد مرارا وتكرارا. وقال فوجئت من انفتاح رجال الاعمال هناك. انهم يفكرون باستثمارات في مصانع اسرائيلية وينتظرون لحظة التوصل الي سلام .
مقابلة الامير عبدالله في نيويورك تايمز كشفت لاول مرة صيغة السلام السعودية. لم يفاجأ زيغمان بذلك. حسب ادعائه كان شريكا في بلورة العملية علمت ان السعوديين لا ينوون مطالبة اسرائيل بنقل السيادة الكاملة في شرقي القدس للفلسطينيين، صيغتهم تقترح تبادل مناطق، بحجم ومكان مقبولين علي حكومة اسرائيل، وحل متفق عليه، اقتصادي في الاساس، لحل مشكلة اللاجئين .
وحسب زيغمان لم يبدِ رئيس الحكومة أي اهتمام خاص بهذا التطور الكبير حاولت اثارة اهتمامه بالمباحثات التي اجريتها في السعودية. لكنني لم اتمكن من الوصول اليه. فقط المستشار دوري غولد وافق علي اللقاء معي لكنه تعامل معي بشك كبير .
عاد زيغمان قبل عدة ايام من جولته الي السعودية، مصر، الاردن، اسرائيل ورام الله، بحالة نفسية متعكرة. يقول حين جلست مع عرفات سألته لماذا لا يوقف العمليات الارهابية، نظر عرفات نحوي ببرود، شعرت انه بعد لحظة سيلقي بي الي خارج مكتبه، مبارك قال لي، ان شارون يريد المؤتمر الاقليمي فقط كمناسبة لالتقاط الصور، بسبب تنافسه ضد نتنياهو. ابلغني مبارك ايضا انه اذا لم تلتزم اسرائيل سلفا بالدولة الفلسطينية المستقلة فان مصر لن تشارك في المؤتمر، من ناحية السعوديين فان الاوراق موجودة الان علي طاولة الرئيس بوش. السعوديون يفكرون حول عرفات بالضبط مثلما يفكرون في القاهرة وعمان: لا يمكن الآن بدونه، ولكن يجب العمل من فوق رأس عرفات . حسب رأي زيغمان، من المهم للسعوديين الحفاظ علي صلة مع يهود الولايات المتحدة كلما اقترب موعد الانتخابات للكونغرس. وقال ابراهام فوكسمان رئيس المجموعة ضد التشهير ان القصر الملكي السعودي استعان بخدمات شركة علاقات عامة كبيرة من أجل تحسين صورته. واحدي التوصيات التي تلقوها هي تعزيز العلاقة مع اليهود كي لا يحبطوا مبادرة السلام .
في لقاء استثنائي بين الامير السعودي وخمسة قادة من المنظمات اليهودية ذات التأثير الواسع في الولايات المتحدة والذي جري في فندق الانتركونتننتال في نيويورك حاول بندر الاقناع بأن مبادرتنا حقيقية ولن تمس بالخطوط الحمراء لشارون . وعرض عليه قادة المنظمات اليهودية اسئلة صعبة. مثلا كيف تفسر تمويلكم للشهداء في المناطق؟ فرد الامير بندر قائلا: نحن نعارض العمليات الانتحارية. مساعدتنا جاءت للعائلات الفلسطينية . ولكنكم اجريتم عبر تلفزيونكم حملة تبرعات لصالح الارهابيين، قال الزعماء اليهود. رد عليهم بندر قائلا كذلك علينا نحن ضغوط، ونحن نعمل من اجل منع المظاهرات. ليس دائما تكون لنا سيطرة .
ثمة موضوع واحد تكرر طوال اللقاء: اكد قادة المنظمات اليهودية الخمسة، انه قبل ان تعرض السعودية خطوة لبناء الثقة مع اسرائيل حظيت خطة السلام للملك عبدالله بتأييد في اسرائيل وصل الي 50 في المئة. واذا كان الامر كذلك، تساءل المشاركون في اللقاء، لماذا لا يلتقي الامير عبدالله بالعلن او بسرية، مع رئيس حكومة ارييل شارون او مع وزير الخارجية بيريس. فقال بندر الظروف لم تنضج بعد. حين نعلم ان اسرائيل جاهزة لالتزام جدي سنقوم بخطوة بناء الثقة .
وحسب احد مشاركي اللقاء فان محاولة رئيس الحكومة ايفاد رئيس الموساد ابراهام هليفي، تمكنت من حياكة خيوط سرية علي نسيج المبادرة السعودية. وقال هليفي ولي العهد عبدالله رجل استثنائي. ولكن في هذه الاثناء لا يوجد لنا شريك . ولكن زيغمان يري الامور علي نحو آخر عبد الله يستطيع ان يقود مبادرة سلام عربية تحديدا بسبب شخصيته كزعيم محافظ. انه رجل لطيف، متدين جدا. تولد لدي الانطباع أن عبدالله كان يريد ان تجري الامور بالتعاون مع الامريكيين من خلال توزيع الادوار: السعوديون يتجولون في العالم العربي، والامريكيون يعالجون شارون .
في الايام الاخيرة، وحسب توصيات شركة العلاقات العامة تجري زيارة سرية لقادة المنظمات اليهودية الي السعودية. بالمقابل خرج وزير الخارجية الفيصل الي القاهرة، لاجراء لقاء مع مبارك من اجل اقناعه بعدم افشال انعقاد مؤتمر السلام خلال قضائه نهاية الاسبوع بصحبة بوش في كامب ديفيد.
أما مبارك فهو يتأرجح. التحذيرات الساخنة من العمليات الارهابية تبعده عن المبادرة السعودية، والضغط الامريكي المكثف يدفعه الي فتح قناة حوار مع شارون. وحسب صحيفة الشرق الاوسط يدرس مبارك في الايام الاخيرة الطلب الذي تلقاه من شارون بواسطة مستشاره اسامة الباز. حسب السعوديين شارون معني، واخيرا، بالالتقاء مع الرئيس المصري، علي ارضه، وبصورة ثنائية.
سميدار بيري
(يديعوت احرونوت)2002/6/14
QP9
http://www.alquds.co.uk/alquds/articles/data/2002/06/06-15/g90.htm
في نهاية مسار مطبات مؤتمر السلام الاقليمي الذي سيعلن الرئيس بوش عن انعقاده قريبا، هناك قطعة حلوي في انتظار السعودية: ستقترح اسرائيل علي مُصدّرة النفط رقم 1 في العالم ان تزيل الصدأ عن خط انبوب النفط الذي هو اساسا خط انبوب النفط الايراني، وتوفر بذلك ملايين الدولارات في كل يوم للسعوديين.
وماذا سيكون المكسب الاسرائيلي: صفقة التفافية مع مصر، التي ستدعي للتفكير مجددا في بيع الغاز الطبيعي لتركيا والاردن عبر اسرائيل.
ويتضح ان الخطة وصلت الي السفارة السعودية في واشنطن ولكن السفير بندر بن سلطان لم يتحمس لذلك: فلنحل أولا المشاكل السياسية. فقط في المرحلة الثانية سندخل الي المسار الاقتصادي. وسيعقد المؤتمر، حسب السيناريو السعودي، بمستوي وزراء. وقال وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل هذا الاسبوع انه لا يمكن اليوم ترتيب لقاء بين عرفات وشارون. ومبارك لن يصل الي المؤتمر بدون تعهد مسبق بانجاز سياسي. واذا قاطع مبارك المؤتمر فان ملكي الاردن والمغرب سيبقيان في بلديهما، وكذلك السعودية سيصعب عليها المشاركة .
يجري ولي العهد السعودي مؤخرا الكثير من المباحثات السرية مع هنري زيغمان، يهودي عضو كبير في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. وعبدالله يتحدث معه حول النزاع الشرق اوسطي بمصطلحات من عالم الاعمال الخلافات تتركز علي تفاصيل مرتبطة بالتسوية الدائمة، وهي يمكن بلورتها في المفاوضات. نحن نتفهم وجع الرأس الاسرائيلي بكل ما يتعلق بالعلاقات الطبيعية مع العالم العربي. بالنسبة لنا نحن السعوديين ليس لدينا مشكلة في الوصول الي علاقات طبيعية مع اسرائيل .
قصة الحب السعودية لهنري زيغمان تطورت قبل 15 سنة. حيث استدعي زيغمان، مدير عام الكونغرس اليهودي في الولايات المتحدة في تلك الايام، الي لقاء سري في مقر السفير المصري، حيث فوجئ بوجود السفير السعودي الامير بندر. يقول زيغمان فاجأني باطلاعه الواسع علي الشخصيات الاساسية في السياسة الاسرائيلية. تلقيت محاضرة حول سلم الاولويات السعودية وحول مخاوفهم من نشاطات المنظمة السرية الاسلامية في العالم العربي. قال لي بندر: يجب ان تفهم، كذلك نحن يمارس علينا ضغط. تحدثنا ايضا عن رفض الرئيس السوري وابلغني الامير: بفضل استثماراتنا في دمشق من الممكن ان نصل الي الرئيس الاسد. ومن الممكن ايضا التنازل عنه . توثقت الاتصالات بين زيغمان والسفير بندر. زار زيغمان بغداد مرارا وتكرارا. وقال فوجئت من انفتاح رجال الاعمال هناك. انهم يفكرون باستثمارات في مصانع اسرائيلية وينتظرون لحظة التوصل الي سلام .
مقابلة الامير عبدالله في نيويورك تايمز كشفت لاول مرة صيغة السلام السعودية. لم يفاجأ زيغمان بذلك. حسب ادعائه كان شريكا في بلورة العملية علمت ان السعوديين لا ينوون مطالبة اسرائيل بنقل السيادة الكاملة في شرقي القدس للفلسطينيين، صيغتهم تقترح تبادل مناطق، بحجم ومكان مقبولين علي حكومة اسرائيل، وحل متفق عليه، اقتصادي في الاساس، لحل مشكلة اللاجئين .
وحسب زيغمان لم يبدِ رئيس الحكومة أي اهتمام خاص بهذا التطور الكبير حاولت اثارة اهتمامه بالمباحثات التي اجريتها في السعودية. لكنني لم اتمكن من الوصول اليه. فقط المستشار دوري غولد وافق علي اللقاء معي لكنه تعامل معي بشك كبير .
عاد زيغمان قبل عدة ايام من جولته الي السعودية، مصر، الاردن، اسرائيل ورام الله، بحالة نفسية متعكرة. يقول حين جلست مع عرفات سألته لماذا لا يوقف العمليات الارهابية، نظر عرفات نحوي ببرود، شعرت انه بعد لحظة سيلقي بي الي خارج مكتبه، مبارك قال لي، ان شارون يريد المؤتمر الاقليمي فقط كمناسبة لالتقاط الصور، بسبب تنافسه ضد نتنياهو. ابلغني مبارك ايضا انه اذا لم تلتزم اسرائيل سلفا بالدولة الفلسطينية المستقلة فان مصر لن تشارك في المؤتمر، من ناحية السعوديين فان الاوراق موجودة الان علي طاولة الرئيس بوش. السعوديون يفكرون حول عرفات بالضبط مثلما يفكرون في القاهرة وعمان: لا يمكن الآن بدونه، ولكن يجب العمل من فوق رأس عرفات . حسب رأي زيغمان، من المهم للسعوديين الحفاظ علي صلة مع يهود الولايات المتحدة كلما اقترب موعد الانتخابات للكونغرس. وقال ابراهام فوكسمان رئيس المجموعة ضد التشهير ان القصر الملكي السعودي استعان بخدمات شركة علاقات عامة كبيرة من أجل تحسين صورته. واحدي التوصيات التي تلقوها هي تعزيز العلاقة مع اليهود كي لا يحبطوا مبادرة السلام .
في لقاء استثنائي بين الامير السعودي وخمسة قادة من المنظمات اليهودية ذات التأثير الواسع في الولايات المتحدة والذي جري في فندق الانتركونتننتال في نيويورك حاول بندر الاقناع بأن مبادرتنا حقيقية ولن تمس بالخطوط الحمراء لشارون . وعرض عليه قادة المنظمات اليهودية اسئلة صعبة. مثلا كيف تفسر تمويلكم للشهداء في المناطق؟ فرد الامير بندر قائلا: نحن نعارض العمليات الانتحارية. مساعدتنا جاءت للعائلات الفلسطينية . ولكنكم اجريتم عبر تلفزيونكم حملة تبرعات لصالح الارهابيين، قال الزعماء اليهود. رد عليهم بندر قائلا كذلك علينا نحن ضغوط، ونحن نعمل من اجل منع المظاهرات. ليس دائما تكون لنا سيطرة .
ثمة موضوع واحد تكرر طوال اللقاء: اكد قادة المنظمات اليهودية الخمسة، انه قبل ان تعرض السعودية خطوة لبناء الثقة مع اسرائيل حظيت خطة السلام للملك عبدالله بتأييد في اسرائيل وصل الي 50 في المئة. واذا كان الامر كذلك، تساءل المشاركون في اللقاء، لماذا لا يلتقي الامير عبدالله بالعلن او بسرية، مع رئيس حكومة ارييل شارون او مع وزير الخارجية بيريس. فقال بندر الظروف لم تنضج بعد. حين نعلم ان اسرائيل جاهزة لالتزام جدي سنقوم بخطوة بناء الثقة .
وحسب احد مشاركي اللقاء فان محاولة رئيس الحكومة ايفاد رئيس الموساد ابراهام هليفي، تمكنت من حياكة خيوط سرية علي نسيج المبادرة السعودية. وقال هليفي ولي العهد عبدالله رجل استثنائي. ولكن في هذه الاثناء لا يوجد لنا شريك . ولكن زيغمان يري الامور علي نحو آخر عبد الله يستطيع ان يقود مبادرة سلام عربية تحديدا بسبب شخصيته كزعيم محافظ. انه رجل لطيف، متدين جدا. تولد لدي الانطباع أن عبدالله كان يريد ان تجري الامور بالتعاون مع الامريكيين من خلال توزيع الادوار: السعوديون يتجولون في العالم العربي، والامريكيون يعالجون شارون .
في الايام الاخيرة، وحسب توصيات شركة العلاقات العامة تجري زيارة سرية لقادة المنظمات اليهودية الي السعودية. بالمقابل خرج وزير الخارجية الفيصل الي القاهرة، لاجراء لقاء مع مبارك من اجل اقناعه بعدم افشال انعقاد مؤتمر السلام خلال قضائه نهاية الاسبوع بصحبة بوش في كامب ديفيد.
أما مبارك فهو يتأرجح. التحذيرات الساخنة من العمليات الارهابية تبعده عن المبادرة السعودية، والضغط الامريكي المكثف يدفعه الي فتح قناة حوار مع شارون. وحسب صحيفة الشرق الاوسط يدرس مبارك في الايام الاخيرة الطلب الذي تلقاه من شارون بواسطة مستشاره اسامة الباز. حسب السعوديين شارون معني، واخيرا، بالالتقاء مع الرئيس المصري، علي ارضه، وبصورة ثنائية.
سميدار بيري
(يديعوت احرونوت)2002/6/14
QP9
http://www.alquds.co.uk/alquds/articles/data/2002/06/06-15/g90.htm