المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لا .... لم نحزن !!!



Black_Horse82
17-06-2002, 03:44 PM
لا .... لم نحزن !!!
16/6/2002
حسين بن محمود

--------------------------------------------------------------------------------
مراجعة لبعض كلمات الشيخ صلاح الصاوي – حفظه الله -
بتاريخ 13/6/2002 ، وتحت عنوان "تساؤلات 'أمريكية' حول الإسلام (ج2)" ، وعنوان جانبي: "(ب) أسئلة حول أحداث 11 سبتمبر" ، أجاب الشيخ الدكتور صلاح الصاوي – حفظه الله – على هذا التساؤل:

35- كيف كان رد فعل المسلمين في أمريكا و في أنحاء العالم حول أحداث 11 سبتمبر؟ .

فقال: "يعتقد المسلمون أن ما وقع على أرض الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر منكر وعدوان ، لا يحل لمسلم أن يشترك في مثله ولا أن يعين عليه، لما يتضمنه من قتل بغير حق، ونقض لعقود الأمان، ولما تتضمنه مآلاته من مفاسد راجحة تنال الجهة التي تولت كبره أيا كانت هويتها أو ديانتها" !!!

وقال " وإن إدانة المسلم للعدوان أيا كانت الجهة التي تولت كبره لا ينطلق من منطلقات نفعية أو من عصبية لقوم أو جنس ، وإنما هو الموقف العقدي الثابت الذي يحمل المسلم دائما على أن يكون قائما لله بالقسط، ولو كان ذلك على نفسه أو الوالدين أو الأقربين."وأجاب على سؤال: 36- لماذا يكره المسلمون شعب أمريكا، وحكومته الديموقراطية؟!

فقال: "إن المسلمين يرون للشعب الأمريكي خصوصية دون غيره من بقية الشعوب، فهم يرونه من ألين الشعوب عريكة، وأقلها تعصبا، وأرجاها لقبول الدعوة إلى الله عندما تعرض عليهم بعيدا عن التزييف والتشويه . ولكن المشكلة إنما تكمن فيمن يوجهون القرار السياسي داخل الولايات المتحدة ....."

قبل أن أعلق على كلمات الشيخ الفاضل ، أود أن أنبه على أمر مهم ، وهو: أن الشيخ الدكتور صلاح الصاوي – حفظه الله – من علماء أهل السنة والجماعة علماً وعقيدة ، والرجل له باع طويل في العمل الدعوي على مستوى الأمة ، وله بعض المؤلفات التي أبدع فيها الشيخ أيما إبداع ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "الثوابت والمتغيرات" وهو من أفضل ما قرأت في هذا المجال ، كما له كتاب "ما لا يسع التاجر المسلم جهله" وهو لا يقل عن الأول أهمية وإبداعاً ..

أقول هذا حتى لا يذهب بعض الناس إلى سوء الظن بالشيخ الجليل الذي نكن له كل تقدير وإحترام ، وليست مراجعة الشيخ في كلامه انتقاصاً لقدره ، بل عملاً بما يدعوا إليه الشيخ دائماً من الحوار الهادئ البناء (إنشاء الله) ..

أقول مستعيناً بالله: الحمد لله القائل في الكفار "وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ" ، والقائل سبحانه " إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ " ، و الآمر عباده المؤمنين بقوله تعالى "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"

إن أمريكا بقتلها أكثر من 8 ملايين مسلم (إما مباشرة أو مساهمة) في البوسنة ، والفلبين ، وأفغانستان ، والصومال ، والعراق ، ولبنان ، ومصر ، وسوريا ، والأردن ، واليمن ، والسودان ، وليبيا ، وأندونيسيا ، وغيرها من بلاد الإسلام استحقت بجدارة أن تكون دار حرب ، كما هو معروف لدى من له أدنى اطلاع على مفهوم هذا المصطلح:

فمما تقرر عند أهل العلم أن : "دار الحرب هي كل بقعة تكون أحكام الكفر فيها ظاهرة وليس بينها وبين المؤمنين عهد" .. وتعريف دار الحرب في الأم للشافعي: "هي كل مكان يسكنه غير المسلمين , ولم يسبق فيه حكم إسلامي أو لم تظهر فيه قط أحكام الإسلام". وقال آخرون : "هي كل بقعة تكون فيها الحرب بين المؤمنين والكافرين ، فدار الحرب هي دار الكفار الذين بينهم وبين المسلمين الحرب. قال الشافعي في الأم : "أصل الفرض قتال المشركين حتى يؤمنوا , أو يعطوا الجزية"

"وحكم دار الحرب أنها: دار إباحة فيما بين الكفار والمسلمين ، كما قال الصنعاني رحمه الله تعالى" [نقلاً عن "التأصيل لمشروعية ما حصل لأمريكا من تدمير" للشيخ عبدالعزيز الجربوع]

فإذا كانت دار الحرب هي الدار التي لا يُحكم فيها بالإسلام ، فكيف بالدولة التي قتلت ولا زالت تقتل المسلمين ، وأعلنت ولا زالت تُعلن الحرب على الإسلام والمسلمين (قبل وبعد أحداث أمريكا).

"وليس من شرط دار الحرب أن تكون الحرب قائمة بيننا وبين الكفار فلربما كان هناك مانع من الحرب بين الكفار والمسلمين غير الصلح .. أو كان الكفار في معزل عنا ومنأى وبيننا وبينهم الفيافي والقفار فإن دارهم دار حرب". "إن الاصل الذي بيننا وبين الكفار هو القتال والحرب وليس السلام والهدنة ، فإن هذه أمور طارئة لها احكامها الخاصة ، ففي صحيح مسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" [نقلاً عن "التأصيل لمشروعية ما حصل لأمريكا من تدمير" للشيخ عبدالعزيز الجربوع].



قال تعالى ""كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" ، وهل استقامت أمريكا في يوم من الأيام للمسلمين ، وها هي طائراتها وقذائفها تقتل (حتى كتابة هذه الكلمات) أطفال فلسطين ، وأفغانستان ، والفلبين ، واليمن ، والشيشانيين في جورجيا !!

وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : "وكان هديه صلى الله عليه وسلم إذا صالح أو عاهد قوما فنقضوا أو نقض بعضهم وأقره الباقون ورضوا به غزا الجميع ، وجعلهم ناقضين كلهم كما فعل في بني قريظة وبني النظير وبني قينقاع وكما فعل في أهل مكة ، فهذه سنته في الناقضين الناكثين"

إن ما حصل في أمريكا (إن كان المجاهدون هم الذين قاموا به) هو من قبيل قول الله تعالى :"يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" ويقول تعالى "مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ"

ليست بيننا وبين أمريكا معاهدة أو هدنة ، إنما الذي بيننا وبينهم هو قهرهم لنا ومحاولة استعبادهم للمسلمين ، وأي عقد أمان هذا الذي تكلم عنه الشيخ الفاضل (حفظه الله) ، ومن أعطى أمريكا هذا الأمان ، أو بالأحرى: من يجرؤ على إعطاء أمريكاً صكاً بالأمان: أئمام المسلمين (الخليفة) ، أم تابع لأمريكا يحكم بإسمهم دويلة إسلامية !! وهل هذا الأمان (على فرض وجوده) توفرت فيه الشروط الشرعية التي أنتم أدرى بها منا !! وهل هذا الأمان (على فرض تحقق شروطه) يلزم البقعة التي يحكمها هذا الحاكم الذي تجرأ وأعطى أمريكا الأمان ، أم المسلمين قاطبة !!

هناك مثل أمريكي يقول: “Tell me the truth, for I know what I want to hear” ، ومعناه "قل لي الحقيقة ، فأنا أعرف ما أُريد سماعه" .. لماذا لا نقول للشعب الأمريكي بأن العالم الإسلامي الذي ذاق الويلات من آلتكم العسكرية وحصاركم الإقتصادي والسياسي ، ونشركم الرذيلة في بلاده ، ومحاربتكم لدين الإسلام قد فرح أيما فرح بتلك الضربة التي أذاقتكم قطرة من بحر ظلمكم للعالم .. لماذا لا نقول للشعب الأمريكي بأن العالم كله احتفل بتلك الضربات التي نفّست عن كبتكم لشعوب الأرض وظلمكم لها ، حتى اليهود المتطفلين على دولتكم لم يستطيعوا كبت تلك السعادة الغامرة التي انتابتهم (فقد قبض مكتب التحقيقات الفيدرالي على خمسة يهود بقرب موقع التفجير وهم يتنططون فرحاً بمشاهدة الأبراج وهي تحترق).

وأختم هنا ببعض أقوال إمام أهل السنة في عصره ، الشيخ العالم العابد الزاهد المحدث الفقيه "عبدالعزيز بن عبدالله بن باز" – رحمه الله – في مفهوم الحب والبغض في الله الذي غاب عن أكثر المسلمين ، يقول رحمه الله:

- "ولو فرض أن النصارى أحبوا المؤمنين وأظهروا مودتهم لهم لم يجز لأهل الإيمان أن يوادوهم ويوالوهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد نهاهم عن ذلك في الآيات السالفات ومنها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ" الآية.

- وقال رحمه الله "إن اجتماع المسلمين حول الإسلام، واعتصامهم بحبل الله، وتحكيمهم لشريعته، وانفصالهم من أعدائهم والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء، هو سبب نصر الله لهم وحمايتهم من كيد أعدائهم، وهو وسيلة إنزال الله الرعب في قلوب الأعداء من الكافرين، حتى يهابوهم ويعطوهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، كما حصل لأسلافهم المؤمنين"

- وقال رحمه الله "وأما حقد غير المسلمين على المسلمين إذا تجمعوا حول الإسلام ، فذلك مما يرضي الله عن المؤمنين ويوجب لهم نصره، حيث أغضبوا أعداءه من أجل رضاه، ونصر دينه والحماية لشرعه. ولن يزول حقد الكفار على المسلمين، إلا إذا تركوا دينهم واتبعوا ملة أعدائهم، وصاروا في حزبهم، وذلك هو الضلال البعيد والكفر الصريح، وسبب العذاب والشقاء في الدنيا والآخرة، كما قال سبحانه: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ "

- وقال رحمه الله "وكل دولة لا تحكم بشرع الله، ولا تنصاع لحكم الله، ولا ترضاه فهي دولة جاهلية كافرة، ظالمة فاسقة بنص هذه الآيات المحكمات، يجب على أهل الإسلام بغضها ومعاداتها في الله، وتحرم عليهم مودتها وموالاتها حتى تؤمن بالله وحده، وتحكم شريعته، وترضى بذلك لها وعليها، كما قال عز وجل: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "

- وقال رحمه الله "ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان "ومن الإيمان بالله الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله، فيحب المؤمن المؤمنين ويواليهم، ويبغض الكفار ويعاديهم."

- وقال رحمه الله "ففي هذه الآيات الكريمات والحديث الشريف (وقد ذكرها رحمه الله) وما جاء في معنى ذلك من الآيات والأحاديث ما يدل دلالة ظاهرة على أن الأخوة والمحبة إنما تكون بين المؤمنين أنفسهم . أما الكفار فيجب بغضهم في الله ومعاداتهم فيه سبحانه ، وتحرم موالاتهم"

- وقال رحمه الله "الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم هذا هو الولاء والبراء كما قال الله سبحانه في سورة الممتحنة : "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ " الآية .

- وقال رحمه الله "وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين ، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك ولا يكونوا أصحابا لك ، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم .." . وقد ذكر فضيلة الشيخ صلاح الصاوي – حفظه الله – في جوابه على سؤال (52) معنى هذا الكلام ، فقال " فالقرآن الكريم يدعو إلى القسط والبر في التعامل مع غير المسلمين، ما داموا لم يقاتلونا في الدين، ولم يظاهروا على إخراجنا من ديارنا ، ولم ينصروا علينا عدوا" . أقول للشيخ الفاضل – حفظه الله - : لقد ذكرتم ثلاثة شروط:

1- "ما داموا لم يقاتلونا في الدين" .. وهل أعظم من إعلان حرب صليبية على الإسلام والمسلمين ، ومحاولة تشويه صورة الإسلام في الأرض ، وتغيير مناهج المسلمين ، وتعقب العلماء والدعاة وقتلهم ، وعرقلة جهود الدعوة في مشارق الأرض ومغاربها ، ومساندة الحكام الذين يحاربون شرع الله في البلاد المسلمة ، ومحاربة كل من تسول له نفسه من الحكام الرجوع إلى تحكيم شرع الله ، ونشر الرذيلة والكفر في بلاد المسلمين ... !!

2- "ولم يظاهروا على إخراجنا من ديارنا" ... أين مسلموا البلقان ، ومسلموا فلسطين ، ومسلموا الأفغان ، ومسلموا تيمور الشرقية ، بل وحتى مسلموا مصر الذين تدعم أمريكا حكامها المحاربين للدعاة إلى الله ... والقائمة لا تنتهي !!!

3- "ولم ينصروا علينا عدوا" ... أولاً: أمريكا هي عدوتنا الأكبر .. ثانياً: من ينصر اليهود في فلسطين ، من ينصر الهندوس في الهند ، من ينصر النصارى في أندونيسيا و السودان ، من ، ومن ، ومن .. !!!

إن سبباً من هذه الأسباب تجعل أمريكا دولة محاربة مستباحة للمسلمين يتربصون بها الدوائر ويضربونها في مقتل كلما حانت لهم الفرصة ، فكيف إذا اجتمعت هذه الأسباب كلها في أمريكا .. ليس هناك مسلماً أو حتى كافراً في الأرض لم يفرح بما حصل في أمريكا من دمار (باستثناء أغلبية الأمريكان ، وبعض عبيدها الذين تربطهم بأمريكا مصالح دنيوية) ، فلماذا لا نقول للشعب الأمريكي بأن يحاسب رؤسائه على ما يفعلونه بشعوب الأرض ، وإلا فإن ما حصل في العام الماضي ما هو إلا بداية لما قد يحصل في المستقبل إن استمر هذا الظلم والطغيان !!

خلاصة الأمر: إن بغضنا للكفار عموماً ، ولكفار أمريكا خصوصاً (أقول "كفار أمريكا" لأن في أمريكا أكثر من تسعة ملايين مسلم هم إخواننا في الدين)، هو بغض عقدي نابع من مفهوم الولاء والبراء ، ونحن بذلك نقتدي بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام " إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "، ومن بعده بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

إن ما حصل لأمريكا من تدمير ، إن كان المجاهدون هم الذين قاموا به ، فله ما يسوغه في شريعتنا ، ولا والله ما حزنا ولا أسفنا على ما حصل ، بل سررنا أيما سرور كما سر معظم سكان الأرض .. إننا أمة عدل وإنصاف ، وأمة رحمة وشفقة ، ولكننا لسنا أمة ضعيفة أو مستكينة ، أو مداهنة " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" .. إن هذه الأمة لا (ولن) تعدم أهل التضحية والفداء ، الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق ، وإعزاز هذه الدين العظيم ..

يجب على الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي أن يعرفوا بأنه ما من قوة على وجه الأرض قارعت أمة الإسلام إلا دُحرت ولو بعد حين : لقد هزَم المسلمون عرب الجزيرة ، وفارس ، والروم ، والترك ، والهنود ، والصين ، والروس ، والإفرنج (الأوروبيون) ، والتتار ، وما يسمى ببريطانيا العظمى ، وفرنسا ، وغيرها من الأمم القوية التي ما إن تحرشت بهذه الأمة حتى أذاقها أبنائها الويل وفرت لا تلوي على شيء وفقدت قوتها العالمية ورصيدها الدولي ..

إن أمتنا أمة حية لا تخاف غير خاقلها ، إننا لا نخشى قوة أمريكا العسكرية أو الإقتصادية ، هذه الأمة لا تتعامل بالماديات بل تعاملها بالعقيدة التي تسخر الماديات لخدمة دين ربها وإعلاء كلمته .. إن هذه الأمة بنى دعائمها آبائنا وأجدادنا بدمائهم وأشلائهم ، أتظنون أننا نتنازل عن كبرياءنا وكرامتنا وعقيدتنا إذا أُشهر السلاح في وجهنا ، كلا ، إنا أمة مجاهدة لا تعرف الخنوع ولا الرضوخ إلا لخالقها ..

لا زلنا نقول للحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي " انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ" ، وإلا فوالله إن في هذه الأمة ملايين الشباب الذين يحبون الموت كما تحبون شرب الخمر " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ " . أرى يا شيخنا الفاضل أن يكون هذا أو مثله هو الرد على مثل هذه الأسئلة ، وأستغفر الله إن بدر مني خطأ أو زلة ، فما زال الإنسان يخطئ ، والله سبحانه وتعالى غفور رحيم .. والله أعلم ..

http://152.160.23.131/alasr/content/337E5DDD-1532-4BA8-B009-1CE9307DFB07.html