المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تناثر الجمر ..



النايم
17-06-2002, 04:24 PM
أعطتها صغيرها ... مشى ببطء وهو يحملها ... مشى بها الهوينا
يقصد بها أضياف والده ...يفوح شذاها وينبعث عبيرها
دَلَـفَ غرفة الجلوس ... تعثـّـر بطيات السجّـاد
سقط الطفل ... وسقطت من يده
هــرع أبوه ... بل هرع غير واحد
تـُـرى ما الذي حدث ؟؟
وإلى أي شيء يتسابقون ؟؟
إنها المجمرة ( المبخرة ) التي كان يحملها الصغير
سقطت أرضــاً ... فتناثر الجمر على السجاد
لم يكن ذلك الاهتمام من أجل السجاد ... ولا من أجل نفسية ذلك الصغير
هذا هو الموقف الأول
------------------------------------
والموقف الثاني
في موسم الحج في ( منى )
وفي أحد الخيام
فجأة تطاير القوم كما يتطاير الشرر
كان الخوف قد خيّم على النفوس
والذعــر قد اعترى الوجــوه
هبّ أحد الشباب إلى حيث انطلق أنبوب الغاز
وهو يصيح حريق ... حريق
أحدهم سحب اسطوانة الغاز
أغلقها بسرعة ... دفعها بعيدا
وآخر تناول ما كان بِقُرْبِه من ماء وقذفه على الخيمة
ورابع قطع طـُـنُـب الخيمة
خمدت النار وكفى الله شرهـا
هل تأملتم هذين الموقفين
وهل تفحّصتم هاتين الصورتين
ما هو القاسم المشترك بينهما ؟؟
إنه خشية الحريق .........والخوف من النار
إذ مُعظم النار من مُستصغر الشرر
ولا يُلام امرئ على ذلك
إن النار عدو لا يرحم – كما يُقال –
ولكن اللوم يقع على من هرب من قط ووقف لأسد هصور !
كذلك بالضبط
من هرب من شرر ووثب في النار
يهرب الناس من جزء من سبعين جزء
" ناركم هذه التي يوقد بن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم " رواه البخاري ومسلم .
عجبت من هذا ... وطال تعجبي
ومن قبلي تعجب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
يوم قال :
ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها .) ، صحيح الجامع
عجب أننا نهرب من نار الدنيا ولا نهرب من نار الآخرة
عجب أن نقي أهلينا نار الدنيا ولا نقيهم نار الآخرة
عجبت أننا نهرع لنطفي نار الدنيا ولا نهرع لنقي أنفسنا نار الآخرة
وهي – أي نار الآخرة – أشد حـرّاً

إننا نهرب من وهج الصيف
ونلجأ لبيوتنا من حـرّ القيظ
ولكننا نُعرّض أنفسنا للعذاب الشديد

عندما تفرّ المرأة من أمام النار
وعندما تتضجّر نتيجة الحر
ولكنها تُعرّض نفسها لتلك النار الهاوية
عندما تسقط في الامتحان نتيجة شهوة عاجلة

ومما تساهلت فيه بعض النساء أو كثير منهن
تساهلن في المحرمات الموجبات لِلّعن ، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله
" لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن "
بل ربما دخلت المرأة النار بسبب لسانها
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار ، وتفعل وتصّدّق ، وتؤذي جيرانـها بلسانـها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا خير فيها هى من أهل النار .

ثم تأملوا صاحب البيت الذي شرّفه الله وكلّفة بالولاية والقوامة
انظروا إليه كيف يهرع ؟ وكيف يفقد صوابه لو شبّ حريق في بيته ؟
ولكن الحريق المعنوي قد اشتعل في بيته
وما سمع نهي ربّه ولا أطاع أمره
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
لقد أدخل النار إلى بيته وأشعلها وربما مات وما انطفأت فاشتعلت عليه في قبره نارا
لقد أدخل الأطباق الفضائية الفارغة غالباً إلا من كل سوء ورذيلة
لقد أدخل بيته المجلات الساقطة الرديئة
لقد أدخل بيته سائقاً كافراً أو مسلماً وجعله يخلو بمحارمه
لقد أدخل بيته خادمة شابة كافرة كانت أو مسلمة ، وفي البيت وقود الشباب يضطرم
غير أن تلك الأشياء وغيرها لا يحس بها وإن اكتوى بنارها
ولكنه يُحسّ بجمرة واحدة ربما تكون قد انطفأت أو بقي حرّها دون وَهَجها
عـذراً أحبائي فقد أردتها كليمات ، فإذا بها كلمات تطول ولم آت على كل ما أريد قوله . والله ولي التوفيق

--------------------------------------------------------------------------------