طالب الشهادة
18-06-2002, 12:34 PM
الحمد لله وبعد :
لقد وعدناكم في كتابة الرساله الثانيه التي كتبها الشيخ الداعيه : درع بن معجب الدوسري . والرساله الأولى كانت موجهة للشباب المستقيم والذي لم يقرأها فليدخل لهذا الرابط
http://www.montada.com/showthread.php?s=&threadid=115899
وأما الرسالة الثانيه فهي موجهة إلى ................ إذا كنت تريد أن تعرف اقرأ الرساله وستعرف.
إليكم الرسالة الثانية :
الرسالة الثانية:
رحلة لمن يرغب الدعوة مفتوحة
بسم الله الرحمن الرحيم
: الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى . . أما بعد
فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع
بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من
نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: { كل نفس ذائقة
185 الموت } آل عمران:
: وقال الشاعر
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته. . . . . .. . . . . . يوما على آله حدباء محمول
إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا
في هذه الدنيا، قال تعالى: { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } 281البقرة،
يوم طالما نسيناه ، يوم هو آخر الأيام، يوم تغص فيه الحناجر، فلا يوم
بعده ولا يوم مثله، إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير، وكل
.جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود
ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور،
كل بحسب عمله، تلك اللحظة التي ينتقل فيها إلى دار الجحيم والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى
.جل وعلا
لقد طويت صفحات الغرور، وبدا للعبد هول البعث والنشور، مضت الملهيات والمغريات
وبقيت التبعات . . فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما
على الحسنات أو على السيئات، ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام
غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر ، فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت
وانقضت أيامها سريعا، وها هو الآن يستقبل معالم الجد أمام عينيه، ويسلم روحه
لباريها، وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة. في لحظة
واحدة أصبح كأنه لم يك شيئا مذكورا … فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها
الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة، فإما عيشة سعيدة، أو عيشة
.نكيدة والعياذ بالله
ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها، وتفاوت عمارها، فقبر يتقلب في النعيم
والرضوان المقيم، وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم، فهو ينادي ولكن لا
.مجيب، وهو يستعطف ولكن لا مستجيب
ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الموعود واليوم المشهود، اليوم الذي تتبدل فيه الأرض
غير الأرض والسموات وبرزوا بين يدي بديع السموات والأرض، وقلبك مملوء من الرعب، وطرفك خائف،
وأنت خاشع ذليل. قد أمسكت صحيفة عملك بيدك، فيها الدقيق والجليل، فقرأتها
بلسان كليل، وقلب منكسر، وداخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك
محسنا وعليك ساتراً . فبالله عليك، بأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك
وعظيم جرمك؟ وبأي قدم تقف بين يديه؟ وبأي طرف تنظر إليه؟ وبأي قلب تحتمل
كلامه العظيم الجليل، ومسائلته وتوبيخه؟
وكيف بك إذا ذكرّك مخالفتك له، وركوبك معاصيه، وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك،
وقلة اكتراثك في الدنيا بطاعته!؟
ماذا تقول إذا قال لك: يا عبدي ، ما أجللتني، أما استحييت مني!؟ استخففت
بنظري إليك!؟ ألم أحسن إليك!؟ ألم أنعم عليك!؟ ما غرك بي؟
: أخي الحبيب
تذكر أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم وقد ابيضت وجوههم بآثار الحسنات،
خرجوا بذلك الأثر العظيم من الله الكريم، وما عظم المقام عليهم، تتلقاهم
الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون … تذكر عندما يقول الرب تبارك وتعالى
بحقهم : يا ملائكتي، خذوا بعبادي إلى جنات النعيم، خذوهم إلى الرضوان العظيم،
فأصبحوا بحمد الله في عيشة راضية، لذلك فتب إلى الله وارجع إلى الهدى، ولا داعي للعناد والإصرار
على المعاصي التي ستعرضك لعذاب الله ، فإنك والله لأعجز من أن تطيق شيئا
! من هذا العذاب، إن الجبال الشم الراسيات لو سيرت بالنار لذابت من شدة حره
فأين أنت أيها الإنسان الضعيف من تلك الجبال؟ إنك تصبر على الجوع والعطش،
وتصبر على الضر وعلى التكاليف، لكن والله الذي لا إله إلا هو لا صبر لك على
النار … ألا فأنقذ نفسك من النار ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تندم ولات
ساعة مندم، واعلم أن الصبر عن محارم الله في هذه الدنيا أيسر والله بكثير
.من الصبر على عذابه يوم القيامة
ثم اعلم أخي أن طريق الاستقامة والالتزام ليس فيه تعقيد وكبت حرية كما يظنه
البعض، بل إن طريق الاستقامة والالتزام كله سعادة، كله لذة، كله راحة، كله
طمأنينة، وماذا يريد الإنسان في هذه الحياة غير ذلك!؟ أما حياة المعصية
.والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا، ثم عذاب وهوان في الآخرة
فجرب يا أخي هذا الطريق من الآن ولا تتردد ، فإني والله لك من الناصحين ، وعليك من المشفقين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبها الشيخ الداعية:
درع بن معجب الدوسري
أخوكم في الله
طالب الشهادة
(معاً على طريق الصحوة)
لقد وعدناكم في كتابة الرساله الثانيه التي كتبها الشيخ الداعيه : درع بن معجب الدوسري . والرساله الأولى كانت موجهة للشباب المستقيم والذي لم يقرأها فليدخل لهذا الرابط
http://www.montada.com/showthread.php?s=&threadid=115899
وأما الرسالة الثانيه فهي موجهة إلى ................ إذا كنت تريد أن تعرف اقرأ الرساله وستعرف.
إليكم الرسالة الثانية :
الرسالة الثانية:
رحلة لمن يرغب الدعوة مفتوحة
بسم الله الرحمن الرحيم
: الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى . . أما بعد
فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع
بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من
نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: { كل نفس ذائقة
185 الموت } آل عمران:
: وقال الشاعر
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته. . . . . .. . . . . . يوما على آله حدباء محمول
إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا
في هذه الدنيا، قال تعالى: { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } 281البقرة،
يوم طالما نسيناه ، يوم هو آخر الأيام، يوم تغص فيه الحناجر، فلا يوم
بعده ولا يوم مثله، إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير، وكل
.جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود
ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور،
كل بحسب عمله، تلك اللحظة التي ينتقل فيها إلى دار الجحيم والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى
.جل وعلا
لقد طويت صفحات الغرور، وبدا للعبد هول البعث والنشور، مضت الملهيات والمغريات
وبقيت التبعات . . فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما
على الحسنات أو على السيئات، ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام
غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر ، فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت
وانقضت أيامها سريعا، وها هو الآن يستقبل معالم الجد أمام عينيه، ويسلم روحه
لباريها، وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة. في لحظة
واحدة أصبح كأنه لم يك شيئا مذكورا … فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها
الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة، فإما عيشة سعيدة، أو عيشة
.نكيدة والعياذ بالله
ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها، وتفاوت عمارها، فقبر يتقلب في النعيم
والرضوان المقيم، وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم، فهو ينادي ولكن لا
.مجيب، وهو يستعطف ولكن لا مستجيب
ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الموعود واليوم المشهود، اليوم الذي تتبدل فيه الأرض
غير الأرض والسموات وبرزوا بين يدي بديع السموات والأرض، وقلبك مملوء من الرعب، وطرفك خائف،
وأنت خاشع ذليل. قد أمسكت صحيفة عملك بيدك، فيها الدقيق والجليل، فقرأتها
بلسان كليل، وقلب منكسر، وداخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك
محسنا وعليك ساتراً . فبالله عليك، بأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك
وعظيم جرمك؟ وبأي قدم تقف بين يديه؟ وبأي طرف تنظر إليه؟ وبأي قلب تحتمل
كلامه العظيم الجليل، ومسائلته وتوبيخه؟
وكيف بك إذا ذكرّك مخالفتك له، وركوبك معاصيه، وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك،
وقلة اكتراثك في الدنيا بطاعته!؟
ماذا تقول إذا قال لك: يا عبدي ، ما أجللتني، أما استحييت مني!؟ استخففت
بنظري إليك!؟ ألم أحسن إليك!؟ ألم أنعم عليك!؟ ما غرك بي؟
: أخي الحبيب
تذكر أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم وقد ابيضت وجوههم بآثار الحسنات،
خرجوا بذلك الأثر العظيم من الله الكريم، وما عظم المقام عليهم، تتلقاهم
الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون … تذكر عندما يقول الرب تبارك وتعالى
بحقهم : يا ملائكتي، خذوا بعبادي إلى جنات النعيم، خذوهم إلى الرضوان العظيم،
فأصبحوا بحمد الله في عيشة راضية، لذلك فتب إلى الله وارجع إلى الهدى، ولا داعي للعناد والإصرار
على المعاصي التي ستعرضك لعذاب الله ، فإنك والله لأعجز من أن تطيق شيئا
! من هذا العذاب، إن الجبال الشم الراسيات لو سيرت بالنار لذابت من شدة حره
فأين أنت أيها الإنسان الضعيف من تلك الجبال؟ إنك تصبر على الجوع والعطش،
وتصبر على الضر وعلى التكاليف، لكن والله الذي لا إله إلا هو لا صبر لك على
النار … ألا فأنقذ نفسك من النار ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تندم ولات
ساعة مندم، واعلم أن الصبر عن محارم الله في هذه الدنيا أيسر والله بكثير
.من الصبر على عذابه يوم القيامة
ثم اعلم أخي أن طريق الاستقامة والالتزام ليس فيه تعقيد وكبت حرية كما يظنه
البعض، بل إن طريق الاستقامة والالتزام كله سعادة، كله لذة، كله راحة، كله
طمأنينة، وماذا يريد الإنسان في هذه الحياة غير ذلك!؟ أما حياة المعصية
.والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا، ثم عذاب وهوان في الآخرة
فجرب يا أخي هذا الطريق من الآن ولا تتردد ، فإني والله لك من الناصحين ، وعليك من المشفقين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبها الشيخ الداعية:
درع بن معجب الدوسري
أخوكم في الله
طالب الشهادة
(معاً على طريق الصحوة)