تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية عشق الجبال من الشيخ عمر المختار إلى الملا عمر



Black_Horse82
18-06-2002, 02:50 PM
عشق الجبال من الشيخ عمر المختار إلى الملا عمر

http://www.islammemo.com/newsDB/images/newsImages/mullah2.jpg

[1/2]
أترى هذا الجبل الأشم تسري في شعابه مشاعر الحب للمجاهدين الذين يسكنونه ,وترى هل يبادله المجاهدون دفء الحنين ؟؟ ما يبوح التاريخ به يشي بوجود مثل هذه الأحاسيس وتلك العلاقة , فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لجبل أحد – برغم الهزيمة التي كانت للمسلمين على ثراه وواديه لخلل عند المسلمين أنفسهم – 'أحد جبل يحبنا ونحبه' , وحين اضطرب أحد ذات يوم وكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان رض الله تعالى عنهم أمره المصطفى صلى الله عليه وسلم 'اثبت أحد فما عليك إلى نبي وصديق وشهيدان , والشيء ذاته قاله لجبل مكة 'اثبت حراء فما عليك إلى نبي أو صديق أ وشهيد' .
ويروى في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن أحد قادته ويدعى سارية بن زنيم , وهو يسعى لفتح مدينة 'فسا' بأرض فارس أطبق عليه – وعلى جيش المسلمين – حشود فارسية جرارة من كل جانب , وإذا بعمر بن الخطاب يرى كل ذلك في منامه وهو بالمدينة , فينادي في الناس الصلاة جامعة , ثم يخرج إليهم قاصاً عليهم ما رأى , ويصيح : 'يا سارية بن زنيم الجبل الجبل' ويقبل على المسلمين قائلاً 'إن لله جنوداً , ولعل بعضها أن تبلغهم' , ويقال إن سارية ومن معه قد سمعوا صوت عمرو , فلجأوا إلى الجبل ففتح الله عليهم [للاستئناس فقء نذكر هذه الرواية برغم الجدل الذي أثير حولها] .
ودار التاريخ , وظل المجاهدون كلما ضاقت بهم سبل الجهاد لجأوا إلى الجبال , ولا غرو , فالجبل – أي جبل – يؤمن بما يؤمنون ويخشع لما يخشعون <<لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله , وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون>> .
ووقت يقل الناصر فيه , يفئ المجاهدون إلى الجبال لتحتضن في كهوفها وبين شعابها خلاياهم وألويتهم , تمامًا مثلما استوعبت الجبال الشيخ عمر المختار والشيخ عز الدين القسام والإمام شامل والملا عمر .. وغيرهم حسبما يشهد بذلك التاريخ :
- شيخ المجاهدين الليبيين عمر بن المختار بن فرحات : ولد عام 1862م وأتم حفظ القرآن مبكراً , وأمضى ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل في جغبوب , ثم شارك في صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في جنوب ليبيا , وسعى في تلك الفترة إلى تعليم الناس الإسلام وتعليمهم حفظ وتلاوة كتاب الله في تلك الأصقاع النائية , ثم عين شيخاً لعدد من الزوايا بعد ذلك إلى أن أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في العام 1911م , وفي هذه الأثناء سارع الشيخ عمر إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث نجح في تنظيم صفوف المجاهدين , وإثر ذلك تولى قيادة المجاهدين لما رأى تخاذل محمد إدريس السنوسي القائد الفعلي لليبيين بعد انسحاب الأتراك 1912م من ليبيا , ومع اشتداد ضربات العدو الإيطالي على المدن الليبية أدرك المختار أن بقاء المجاهدين فيها هو محض انتحار , فلجأ هو ومن معه إلى الجبل الأخضر ليصبح بذلك معقل المجاهدين الذي منه تنطلق هجماتهم على الإيطاليين في كل أرض ليبيا , ويتخلف عنه المتخلفون من دعاة الاستسلام ويرضون بالدنية في دينهم , ويعرض عليه الإيطاليون رشوة ضخمة لإعطاء موافقته على خطة الاستسلام , فيأبى الرجل ويقول : 'لم أكن يوماً لقمة سائغة يسهل بلعها على من يريد , ولن يغير أحد من عقيدتي ورأيي واتجاهي , والله سيخيب من يحاول ذلك 'ويرى السنوسيين يتخاذلون ويثبطون من عزائم الناس حوله , فيرفع مصحفه مقسماً ألا يتوقف عن قتال الإيطاليين حتى لو قاتلهم وحده , فيتوحد الناس خلفه من جديد , ويبدأ حلقة جديدة من الكر والفر مع الإيطاليين ,ويسأم الإيطاليون من قوة عزيمته – وهو ما سئم – فيعرضون مائتي ألف فرنك إيطالي لمن يأتي بعمر المختار حياً أو ميتاً أو يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه [وبمثلها لمن يأتي برأس قائده المغوار العظيم الفضيل بو عمر] !! ويشتد بعد ذلك ضغط الإيطاليون عليه بسبب تفوقهم الهائل في العدد والعدة , ويتكرر حصارهم له , ويطبق الإيطاليون في وادي السقية على عمر المختار ورفاقه إطباق الأسورة على المعصم , ويقوم الفضيل بو عمر بقيادة مجموعة كوماندوز لفتح ثغرة في صفوف الإيطاليين , وينجح الفضيل ورفاقه في فتح الثغرة ومناوشه عسكر الإيطاليين حتى يتمكن الجيش الإسلامي كله , ويستشهد الفضيل وخمسين معه من الكوماندوز , وينجو المختار ويلحق مجدداً بالجبل [وتلك قصة قريبة جداً لما جرى في قندوز بالشمال الأفغاني قبل شهور عندما نجح مجاهدون متطوعون في فك الحصار عن معظم المحاصرين في قندوز وفق رواية طالبان] , لكن الحصار المحكم على المختار ورفاقه ينجح أخيراً في أسر الشيخ ومن ثم إعدامه في مشهد مهيب في العام 1931 والذي أثار عاطفة الشاعر أحمد شوقي فكتب في رثائه القصيدة الشهيرة التي جاء فيها :
ركزوا رفاتك في الرمال لواء .. يستنهض الوادي صباح مساء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى .. لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظمأ .. ليس البطولة أن تعب الماء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى .. في السجن ضرغماً بكى استجداه
, وهكذا رحل الذي ملأ شعاب الجبل الأخضر عزاً وفخراً , واختفى الصوت الذي ظل يردد فوق ذراه كلمته الخالدة 'إذا انتصر مدفعهم على سيفي , فلن ينتصر الباطل على حقي' .
- صقر جبال القوقاز الإمام شامل ' ولد الإمام شامل في داغستان عام 1797 , وتولى الإمامة وهو ابن سبع وثلاثين سنة , وشرع من فوره في مناجزة جنود روسيا القيصرية خلفاً للإمام منصور , وكغيره من الأشاوس رأى في الجبال مندوحة عن القعود والتخاذل بسبب الفرق والضخم في الإمكانات العسكرية , فقاد من الجبال واحدة من أكبر حروب العصابات التي عرفها التاريخ , والتي لامس فيها عدد القتلى من العسكريين الروس نصف المليون , وهو رقم لاشك كبير جداً لا يتناسب مع ضعف العتاد العسكري الذي كان يستخدمه الشيشان في ذلك الوقت , وإن كان يؤشر العبقرية العسكرية الرائعة التي كان الإمام يتمتع بها [لم يكن كل هؤلاء القتلى في زمن الإمام شامل غير أن ثمة عدد كبير منهم قد قتله جنود الشيخ شامل] . وكان طبيعي أن يلجأ الروس لرصد مبلغ كبير من المال لمن يأتي برأس الإمام شامل بعد أن عجزوا عن ملاحقته , وما ترهب هذه 'الجائزة'صقر الجبال وأسد الصحراء بل يرسل خطاباً إلى الجنرال جراب المكلف بتعقبه يقول فيه 'لقد رصدت ضدي ثلاثين ألف روبل, وأنا سعيد بذلك , ولكن أعلم أنني أضن بدفع كوبيك واحد نظير رأسك , ولا أقول رأسك أنت فقط , بل أقول رأس القيصر نيقولا الأول المرصع بالجواهر والأحجار الكريمة ' , وبعجز روسيا القيصرية عن إطفاء نيران الثورة التي كان يقودها الإمام طوال 25 عاماً حتى تتمكن أخيراً من أسره في العام 1869م وفرض شروط الاستسلام الشخصي عليه حتى غادر أرض الجهاد ليسافر إلى المدينة المنورة مروراً باسطنبول ليلقى ربه بعد سنين من أسره في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبعد أن يودع إلى الأبد جبال الشيشان التي عشقها وعشق الجهاد في سهولها ووديانها .. تلك الجبال التي يقوم عنها سعد الله جينحوي أحد القادة الميدانيين في جيش الإمام' .. سيأتي يوم نقلبهم فيه عن ظهورنا [أي الروس] ونحرر شعبنا , فما دامت جبال القوقاز الخضراء في مكانها [...] فلن تعدم جبالنا الرجال الشجعان الأبطال الأمناء .. ' هذه الجبال التي لم تسأم يوماً من احتضان المجاهدين , ورغم أن الجينحوي قال هذه الكلمات عقب أسر الإمام شامل بغرض تعزية شعبه إلا أنها بقت إلى الآن يشهد التاريخ بصدقها , فمن بعد الإمام شامل يأتي عشاق الجبال من مجاهدي الشيشان , ولعله لن يكون آخرهم القائد شامل باسييف الذي سجله التاريخ كأول رئيس للوزراء يتنازل عن منصبه ليلحق بإخوانه المجاهدين في جبال القوقاز حاضنة الجهاد , ولن يكون كذلك القائد الفذ خطاب الذي أحب جبال القوقاز والهندكوش بأفغانستان , وجبال كشمير وجبال طاجيكيستان وأحبته .

http://www.islammemo.com/newsdb/filz/one_news.asp?IDnews=2