المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية دلائل جديدة على عمالة رجوب



Pure Muslim
21-06-2002, 09:19 PM
مفكرة الإسلام : اتهم بلال البرغوثي القيادي البارز في كتائب عز الدين القسام في أول حديث صحفي له من سجن عسقلان بعض قيادات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالخيانة.
وقال البرغوثي والذي كان من بين خمسة معتقلين من حماس سلموا إلي الجانب الاسرائيلي بموجب صفقة عقدها مدير جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب مع اسرائيل لإنهاء حصار المقر العام في بيتونيا خلال حملة السور الواقي في مدن الضفة الغربية نهاية آذار مارس الماضي، وأضاف البرغوثي 26 عاما كنا ضحية صراع بين أجهزة أمن سلطة عرفات علي أيهم يخدم الدولة العبرية أكثر.
وبقي بلال وعبد الله 25 يوما في سجن الوقائي ببيتونيا بعد اعتقالهما، وبعد تدخل جهات وأطراف كثيرة أسفرت عن إخلاء سبيلهما، ولكن بعد شهرين فقط عاودت قوات الوقائي اعتقال بلال الذي كان يختبئ في شقة سكنية مع زميله عماد الشريف، وبالرغم من تدخل أطراف كثيرة إلا أن الوقائي أصر علي اعتقالهم.
ويقول بلال: احتجزونا في زنزانة تحت الأرض مدة أسبوع، أضربنا فيها خمسة أيام عن الطعام، ثم نقلونا إلي السجن، إنه يشبه تماما سجون الاحتلال، وكان معنا أربعة معتقلين اثنان ينتمون للجبهة الشعبية، والآخران من كتائب القسام وهما: إبراهيم أبو الرب، وسليم حجة.
وقد عمل بلال طوال فترة اعتقاله ممثلا للمعتقلين لدي إدارة الأمن الوقائي، فكان وبشكل شبه يومي يجتمع مع مسؤولي الجهاز للإفراج عنهم. ويتحدث البرغوثي عن لقاءاته بالرجوب قائلا: اجتمعت ثلاث مرات مع العقيد جبريل الرجوب في مكتبه، وكان دائما يبرر الاعتقال بأنه قرار سياسي، وأن الأمر ليس في يده .
وتابع بلال عندما كنت أسأل العقيد الرجوب هل تضمن عدم تعرضنا للاغتيال أو الاعتقال ونحن هنا داخل المقر، فكان جوابه لي: هناك ضمانات أردنية ومصرية ودولية بعدم التعرض للمقر، فكنت أجيبه : هل باعتقادك أن إسرائيل تحترم هذه الضمانات؟ ثم أهلا وسهلا بهذه الضمانات، وبعد أن يتم اغتيالنا أو اعتقالنا ما الذي سنستفيده من ضماناتكم، ولم يكن يرد علي ذلك ولو بكلمة واحدة.
وخلال خمسة شهور علي اعتقال البرغوثي ورفاقه الذين لم يتوقفوا ليوم واحد عن الاحتجاج، والمطالبة بالإفراج عنهم من خلال الإضراب عن الطعام، والاجتماع مع المسؤولين، وتقديم الطلبات ورفعها لإدارة الجهاز كل يوم، حتى وصل الأمر بهم إلي قيام كل معتقل بكتابة وصية قدمها إلي أهله تعبيرا عن المخاطر المحدقة بهم، وتنظيم مسيرات من قبل الأهالي والقوي الوطنية والإسلامية إلي المقر، وقبل عملية نتانيا بفترة قصيرة حاول المعتقلون الهرب من السجن إلا أن حراس السجن كشفوا الخطة في الدقائق الأخيرة واعتدوا عليهم بالضرب .
وأمام هذا الضغط الكبير من قبل كثير من الأطراف أفلحت الجهود بالإفراج عن بعض المعتقلين كان من بينهم عماد الشريف وبعض زملائه، لكن بقي في سجن الوقائي أخطر المعتقلين وهم بلال البرغوثي، أحمد أبو طه، إبراهيم أبو الرب، سليم حجه، إبراهيم شكشك، إبراهيم الهندي .
وقعت عملية نتانيا الاستشهادية بتاريخ 2002/2/7، وأدرك المعتقلون أن اجتياح المدن الفلسطينية أصبح مسألة وقت، ومن هنا طلب المعتقلون في الليلة نفسها التي حدثت فيها العملية الالتقاء مع العقيد الرجوب إلا أن نائب مدير السجن الملازم رائد الكيلاني أبلغهم أنه لا يوجد أحد من مسؤولي الجهاز.
وفي اليوم الثاني والذي بدأ فيه الاجتياح جاء العقيد أسامة الجبريني، نائب الرجوب، وأخبرهم أن بإمكانهم الآن الخروج من السجن، وهنا يقول بلال: طلبنا منهم تزويدنا بالسلاح، فرفضوا.. قلنا لهم أعيدوا لنا السلاح الذي صادرتموه منا، ولكنهم أيضا رفضوا، لقد خلقوا لدينا شعورا بأن هناك مؤامرة تحاك ضدنا، فصولها: السماح لنا بالخروج من السجن ولكن إلي أين إلي الكماشة الاسرائيلية إما الاعتقال أو الاغتيال بدم بارد .
لم يثق بلال وزملاؤه بعناصر الوقائي مطلقا، خاصة أنه ومنذ خمسة شهور وهم يطالبون بالإفراج عنهم من دون جدوي، وبعد دخول 100 دبابة إلي كل شارع وحارة في رام الله وتساندهم طائرات الأباتشي من الجو، يأتوا ويقولوا لنا اليوم أنتم أحرار وبإمكانكم الخروج والدبابات علي مرمي حجر من باب المقر.
يذكر أن الولايات المتحدة ساعدت الرجوب في تشييد مقره في بيتونيا ، وهو أشبه بالقلعة ، إذ يتكون من 7 طوابق ثلاثة منها تحت الأرض تشتمل على زنازين صغيرة وساحات مفتوحة للاعتقال تتسع لمائة معتقل مرة واحدة في حين تشتمل الطوابق العليا على غرف المحققين وغرف لرصد وسائل الإعلام وجناح للتنصت.
وتصف صحيفة ' يديعوت احرونوت ' مقر الرجوب بأنه ' الأكثر تطورا وأبهة من بين مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية '، حيث انه يتكون من عدد من الأبنية الحديثة التي تضم المكاتب وأجهزة الاتصال والدعم اللوجستي التي تحتوي على أجهزة كثيرة، والمبنى تم تخطيطه بشكل جيد حيث شيدت مخازن وجراجات وساحات للوقوف ومنشآت تدريبية وغرف تحقيق واعتقال وشبكة سكن وخدمات لمئات الموظفين في الجهاز .
ولعبت العلاقة القوية التي نجح الرجوب في نسجها مع كل من واشنطن وتل أبيب دورا كبيرا في حسم الصراعات التي خاضها الرجوب مع منافسيه داخل السلطة الفلسطينية خاصة جهاز المخابرات العامة الذي يقوده أمين الهندي، حيث نجح الرجوب في تحجيم دور الهندي واقتنص الكثير من صلاحياته وسلطاته، ويؤكد البعض أن أي فلسطيني كان لا يستطيع العمل في مؤسسات السلطة أو السفر إلى الخارج أو ترخيص مكتب دون الحصول على إذن مسبق من جهاز الأمن الوقائي، كما تم فصل العديد من المواطنين من أماكن عملهم بسبب قرارات صادرة عن جهاز الأمن الوقائي، خاصة بالنسبة للمتعاطفين مع حماس والجهاد .