المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية بنت الملك والطائر المغرد



happy aid
22-06-2002, 06:29 AM
كان يا ماكان يقال في الأقوال ..أنه كان في بلاد الله الواسعة ملكٌ كريم ومحب لشعبه وشعبه يبادله حباً بحب ..لأنه كريم وعطوف ..ولكن كان يُنقص عليه حياته أن زوجته ماتت وتركت له إبنة وحيدة ..حرص على تربيتها ..وكان من شدة خوفه عليها لا يتركها تخالط احداً من الصغيرات أترابها ..وعاشت الفتاة وحيدة لاتأ نس مع أحد كانت جميلة ورقيقة ، ولا تعصي والدها في أي أمر ..ولكن الحزن كان يُخيم عليها ..وشيئاً فشيئاً أثرت فيها الوحدة .وبدأ الشحوب يكسو محياها وينطفئ بريق عينيها ..وذبل جسمها ..وحار بها الأطباء ...ولم يستطع أحد أن يعرف دواء لها يشفيها ...حتى جاء ذات يوم طبيب من بلد مجاور .

. فلما كشف عليها قال للملك ..إنها بحاجة لطائر بري مغرد ....فأسرع الملك وصاح في شعبه أن يبحثوا عن هذا الطائر ...خرج الجميع للبحث عنه ..وكان معهم ..صبي شديد الذكاء ...ففكر في البحث عنه في أطراف الغابة المجاورة لهم ..وفي الطريق رأى مجموعة من قاطعي الأخشاب ..فسألهم ( هل رأيتم الطائر المغرد ؟ ) فقالوا ( ما سمعنا به .إننا نقطع الخشب للتدفئة ولصنع الاثاث ..وووو) فشكرهم الصبي.وواصل المسير..

حتى وجد مجموعة أخرى من صيادي السمك قرب البحيرة ..يرمون شباكهم فيها ..فسألهم ( هل رأيتم الطائر المغرد ؟) فقالوا ( نحن نصطاد السمك .بالشباك ونبيعه في السوق ولا نعرف عنه شيئاً ) فشكرهم الصبي وأكمل السير ........
.
شعر الصبي بالتعب الشديد والجوع ..فاختار شجرة وارفة الظلال وجلس تحتها ..وأخرج ما كان معه من طعام ..وأكله ثم حمد الله على النعم.واستلقى ليأخذ قسطاً من الراحة ..وعندما أغمض عينيه سمع صوتاً جميلاً من فوق الشجرة ..كان صوت تغريد لم يسمع مثله من قبل ..ففتح عينيه فوجد طائراً رمادي اللون واقفاً على غصن من الشجرة ..وتقف بالقرب منه فراشة ذات ألوان رائعة الجمال وسمع الفراشة تقول للطائر ..(ما أجمل صوتك ..إنك مخلوق محظوظ بهذالصوت ..فقد حباك الله به وحرمني منه ) ..فرد الطائر قائلاً ( بل أنت ذات حظ أوفر مني ..أنظري لجمال أجنحتكِ .ولقبح لوني ..لقد حباك الله بألوان جميلة .وأعطاني بدلاً منها صوتاً جميلاً ..ألا تعلمين أن الله يعطي لكل مخلوقٍ صفة حسنة ..وقد وزعها بين مخلوقاته ؟)

ذهل الصبي لما سمع ..وأدرك أن هذا الطائر هو المطلوب ..فتسلل بهدوء دون أن يشعر به الطائر وألقى عليه شبكته وأدخله بسرعة في القفص الذي كان معه .

عاد الصبي فرحاً مسروراً إلى القصر..وأعطى الطائر للملك الذي سُر بصنيع الصبي ..وحمل القفص إلى ابنته ..فرحت البنت فرحاً عظيماً عندما سمعت تغريد الطائر ..وبقيت قربه ساعات طويلة تستمع له ..ولكن بعد مرور يوم ..وجدت البنت ..أن الطائر أغمض عينيه , وامتنع عن الطعام ..ولم يعد يُغرد !

فعاد الحزن لها مرّة ثانية ..وعاد لها الذبول ثانية ..فجاء الملك بالطبيب ..وأخبره بما جرى لابنته فقام الطبيب ..بفتح باب القفص .وفتح النافذة وأطلق الطائر في الفضاء ..وهنا عاد الطائر للتغريد من جديد .وقال الطبيب ..للملك ( أنظر إليه أنه ُخلق ليطير حرأً كما أراد له الله ..وإن حجزته في قفص سيمرض ويموت .

.وكذلك ابنتك ..أن تركتها وحيدة بدون أخوة لها يؤنسونها ..فستظل مريضة ولا تشفى...فهم الملك ما قصده الطبيب ..ونادى الحاجب أن يستدعي بنات من الشعب يلعبن معها ..فعادت لها ضحكتها .وسعد الأب برؤية ابنته سعيدة ..وخرج الصبي من القصر وأخذ ينظر للطائر الذي كان يُحلق مغرداً في الفضاء الرحب ...

منقولة من أم الخير