المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيركم قرنى --- الصحابة من هم وما هى فضائلهم



متصفح
30-06-2002, 07:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

تعريف الصحابة :
الصحابة هم من لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام .

بم يعرف الصحابي ؟
1 - يعرف تارة بالقرآن كقوله تعالى : (ثاني اثنين إذ هما في الغار ) (التوبة 40 )
والمراد به الصديق ر ضى الله عنه ولذا قالوا من أنكر صحبة أبى بكر الصديق (ر) فهو كافر وأيضا كصحبة زيد بن حارثة لقوله تعالى : (فلما قضى زيد منها وطرا ) (الأحزاب 37 )
2 – وتارة بالتواتر كصحبة عمر وعثمان وعلى وحذيفة وأبي هريرة وعائشة وغيرهم من كبار الصحابة رضى الله عنهم أجمعين .
3 – وبشهادة غيره من الصحابة كحديث ابن عباس رضى الله عنهما فى السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وفيه قال: فقام عكاشة بن محصن فقال : يارسول الله ادع الله ان يجعلنى منهم فقال : انت منهم .
4 – وبروايته عن النبى ( ص ) سماعا او مشاهدة مع المعاصرة .
5 – وبشهادة التابعى له بأن يقول : حدثنى فلان من اصحاب النبى (ص)
6 – وأن يدعي الصحبة لنفسه وهو عدل .
ويجب ان يكون ذلك بعد مائة سنة من وفاة النبى (ص) فإنه قد ثبت بالتواتر ان آخر الصحابة موتا هو ابو الطفيل عامر بن واثلة الليثى بمكة سنة عشر ومائة .فمن ادعى الصحبة بعد هذا فلا يقبل منه مثل رتن الهندى فإنه ادعى الصحبة بعد ستمائة للهجرة .
قال الذهبى (شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة والصحابة لايكذبون وهذا جرىء على الله ورسوله ).

أكثر الصحابة رواية :
أكثر الصحابة رواية أبو هريرة (ر ) فقد دعا له النبى(ص) فصارأحفظ من روى الحديث فى دهره كما قال الإمام الشافعى ثم ابن عمر ثم ابن عباس ثم عائشة ثم جابر بن عبدالله ثم أنس بن مالك ثم أبو سعيد الخدرى رضى الله عنهم أجمعين .

أكثر الصحابة فتيا :
أكثر الصحابة فتيا عبدالله بن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس .
قال على بن المدينى : (لم يكن من اصحاب النبى (ص) احد له اصحاب يقومون بقوله فى الفقه إلا ثلاثة فذكرهم )

فى القضاء
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عمر بن الخطاب ( ر ) اقرؤنا أبى وأقضانا على ( ر ) (البخارى ) .

الثناء عليهم فى القرآن والسنة وأقوال السلف :
لقد كثر الثناء فى القرآن والسنة وفى كلام السلف على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بما امتازوا به من الصفات الطيبة والسيرة الحسنة والأخلاق المشرفة فقد بلغوا الغاية فى كل قول وفعل وخلق جميل مما جعلهم أهلا لأن يكونوا أصحابا لخير البرية محمج ( ص ) .

أولا – الثناء عليهم فى القرآن الكريم :
1 – قال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )(التوبة100)
هذه الآية الكريمة اشتملت على ابلغ الثناء من الله رب العالمين على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان حيث أخبر تعالى أنه رضى عنهم ورضوا عنه بما أكرمهم الله به من جنات النعيم والرزق المقيم فيها ال1ى لا يفنى ولا يبيد .
2 – وقال تعالى : ( لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رءؤف رحيم )(التوبة117).
فى الآية مدح لأصحاب النبى (ص ) الذين غزوا معه من المهاجرين والأنصار وإخبار بصحة بواطن ضمائرهم وطهارتهم لأن الله تعالى لا يخبر بأنه قد تاب عليهم الا وقد رضى عنهم ورضى افعالهم .
قال عبدالله بن عباس رضى الله عنهما : (من تاب الله عليه لم يعذبه ابدا ) .
3 – قال تعالى : (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى )(النمل95).
قال ابن جرير الطبرى : الذين اصطفاهم : الذين اجتباهم لنبيه محمد ( ص ) فجعلهم أصحابه ووزراءه على الدين الذى بعثه بالدعاء اليه دون المشركين به الجاحدين نبوة نبيه ).
4 – قال تعالى : (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع اخرج شطئه فئازره فأستغلظ فأستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )(الفتح92).
قال ابن كثير رحمه الله : (فالصحابة رضى الله عنهم خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم فكل من نظر اليهم أعجبوه فى سمتهم وهديهم
وقال مالك ( ر ) بلغنى ان النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضى الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون : والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا .
وصدقوا فى ذلك فإن هذه الأمة معظمة فى الكتب المتقدمة وأعظمها وأفقهها أصحاب النبى ( ص ).
5 – قال تعالى : ( وأعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولائك هم الراشدون )(الحجرات7).
فى هذه الآية بين الله تعالى أنه حبب إلى أصحاب النبى الإيمان وزينه فى قلوبهم وكرٌه إليهم الكفر والفسوق والعصيان وجعلهم راشدين وذلك لكى يكونوا أهلا لشرف الصحبة فأعدهم الله ذلك الإعداد الرفيع فأستحقوا بذلك أن يكونوا هم الراشدين .

ثانيا – الثناء عليهم فى السنة :
1 – عن ابى بردة عن ابيه (ر) قال : قال رسول الله (ص) (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وأنا امنة لأصحابى فإذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون وأصحابى أمنة لأمتى فإذا ذهبت أصحابى أتى أمتى ما يوعدون )(مسلم).
قال ابن حبان البستى رحمه الله : (ويشبه أن يكون معنى هذا الخبر أن الله جل وعلا جعل النجوم علامة لبقاء السماء وأمنة لها من الفناء فإذا غارت وأضمحلت أتى السماء الفناء الذى كتب عليها وجعل الله جل وعلا المصطفى أمنة لأصحابه من وقوع الفتن فلما قبضه الله جل وعلا الى جنته أتى أصحابه الفتن التى أوعدوا وجعل الله أصحابه أمنة أمته من ظهور الجور فيها فإذا مضى أصحابه أتاهم ما يوعدون من ظهور غير الحق من الجور والأباطيل ).
2 – عن عمران بن الحصين ( ر ) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (إن خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ) قال عمران: فلا أدرى قال رسول الله بعد مرتين أو ثلاثة . متفق عليه .
قال النووى : (اتفق العلماء على ان خير القرون قرنه (ص) والمراد أصحابه ).
3 – عن أبى سعيد الخدرى ( ر) عن النبى ( ص) قال (يأتى على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله (ص)؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم :هل فيكم من رأى من صحب رسول الله (ص) فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من رأى من صحب صحب رسول الله (ص) فيقولون:نعم فيفتح لهم )متفق عليه.
فئام:جماعة
قال النووى :وفى الحديث معجزات لرسول الله (ص) وفضل الصحابة والتابعين وتابعيهم).

ثالثا – الثناء عليهم فى أقوال السلف:
1 – قال على بن أبى طالب رضى الله عنه (لقد رأيت أثرا من اصحاب رسول الله فما أرى أحدا يشبههم والله إن كانوا ليصبحون شعثا غبرا صفرا بين أعينهم مثل ركب المعزى قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة فى يوم ريح فأنهملت أعينهم حتى تبتل والله ثيابهم والله لكأن القوم باتوا غافلين ).
وقال أيضا (اولئك مصابيح الهدى يكشف الله بهم كل فتنة مظلمة سيدخلهم الله فى رحمة منه ).

2 – قال عبدالله بن عمر رضى الله عنهما ( من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد (ص) كانوا خير هذه الأمة وأبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه (ص) ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد (ص) وكانوا على الهدى المستقيم ).

3 – قال قتادة بن دعامة الدوسي (أحق من صدقتم أصحاب رسول الله (ص) الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه )رواه أحمد.

ذكر ما ورد من ثناء فى بعض الصحابة :

أولا – أبوبكر الصديق رضى الله عنه :
هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن كعب يجتمع نسبه مع نسب النبى (ص) فى مرة بن كعب ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر وهو أول من أسلم من الرجال .
وقد جاء فى فضله ( ر ) نصوص كثيرة منها :
1 – قوله تعالى : ( والذى جاء بالصدق وصدق به أولائك هم المتقون )(الزمر33).
روى ابن جرير بإسناده الى على ( ر ) ان هذه الآية نزلت فى ابوبكر (ر )
2 – وقوله تعالى : (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )(التحريم4).
ذهب كثير من المفسرين الى ان المراد بصالح المؤمنين أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وممن ذهب الى ذلك عبدالله بن عباس وابن مسعود وابن عمر رضى الله عنهم .
3 – وعن أبى سعيد الخدرى ( ر ) قال : قال رسول الله (ص) (ان من أمنٌ الناس على فى صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين فى المسجد باب سد إلا باب أبى بكر )رواه البخارى.
معناه ان ابا بكر ( ر ) له من الحقوق ما لو كانت لغيره لامتن بها وذلك أنه ( ر ) بادر النبى (ص ) بالتصديق والناس كلهم مكذبون وبنفقة الأموال العظيمة والناس يبخلون وبالملازمة والمصاحبة والناس ينفرون وهو مع ذلك بإنشراح صدره ورسوخ علمه يعلم ان لله ولرسوله الفضل والإحسان والمنة والإمتنان لكن النبى (ص) بكرم خلقه وجميل معاشرته اعترف بالفضل لمن صدر عنه وشكر الصنيعة لمن وجدت منه عملا بشكر المنعم ليسن وليتعلم منه ).

4 – وعن عمرو بن العاص ( ر ) أنه قال للنبى ( ص ) (اى الناس أحب إليك ؟ قال :عائشة فقلت :من الرجال ؟ قال : أبوها قلت : ثم من؟ قال :عمر بن الخطاب –فعد رجالا) البخارى ومسلم.

5 – وعن محمد بن الحنفية قال : (قلت لأبى :أى الناس خير بعد رسول الله ( ص ) قال : أبوبكر قلت : ثم من ؟ قال : عمر ) .
وقد صرح على ابن ابى طالب رضى الله عنه بأن خير الناس بعد النبى ( ص ) ويأتى بعده فى الخيرية عمر وهذه شهادة منه ( ر ) وانعم بها من شهادة .

----------------
ثانيا – عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
هو عمر بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب ، يجتمع مع النبى ( ص ) فى كعب .
ولد ( ر ) فى مكة قبل الهجرة بأربعين سنة .لقبه الفاروق
وقد وردت الأحاديث الكثيرة بفضائله ( ر ) ومنها :
1 – ما رواه الشيخان من حديث أبى هريرة ( ر ) قال : بينا نحن عند رسول الله ( ص )اذ قال ((بينا انا نائم رأيتنى فى الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ الى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبرا ))
فبكى عمر ، وقال : أعليك أغار يا رسول الله .

2 – وعن سعد بن أبى الوقاص ( ر ) قال : قال رسول الله ( ص ) ((ايهاً يا ابن الخطاب والذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا آخر)) البخارى ومسلم.

3 – ومن فضائله ان النبى ( ص ) أخبر أنه شهيد وتحقق إخباره عليه الصلاة والسلام فقد مات شهيدا على يد الظالم الغادر أبى لؤلؤة المجوسى لعنة الله عليه ، فعن أنس بن مالك ( ر ) قال : صعد النبى ( ص ) أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فضربه برجله وقال : اثبت أحد ، فما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيدان )البخارى.

4 – ومن مناقبه
قال عبد اللّه بن مسعود: فضل الناس عمر بن الخطاب بأربع بذكر الأسرى يوم بدر. أمر بقتلهم فأنزل اللّه تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيْدُوْنَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيْدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ [67] لَّوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسْكَمْ فِيْمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ [68]} [الأنفال: 67،68]
وبذكر الحجاب. أُمر نساء النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم أن يحتجبن فقالت زينب: إنك عذاب يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا فأنزل اللّه تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] وبدعوة النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم: "الهم أيد الإسلام بعمر". وبرأيه في خلافة أبي بكر.
ومن مناقبه ثناء الصحابة عليه جميعهم بعد موته ومنها
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : (وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل ان يرفع وأنا فيهم ، قال: فلم يرعنى إلا برجل قد أخذ بمنكبى من ورائى ، فاتفت إليه فإذا هو على ، فترحم على عمر وقال : ما خلفت أحدا أحب إلى أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبك ، وذاك أنى كنت أكثر ما أسمع رسول الله ( ص ) يقول : ((جئت أنا وابو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر )) فإن كنت لأرجو – أو لأظن – بأن يجعلك الله معهما ))البخارى ومسلم .

ثالثا : عثمان بن عفان رضى الله عنه :
هو عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فهو يجتمع مع النبى ( ص ) فى عبد مناف ، وأمه ( ر ) أروى بنت كريز ، وأمها أم حكيم بنت عبد المطلب عمة النبى ( ص ) .
ولد ( ر ) فى الطائف بعد ولادة النبى ( ص ) بخمس سنين ، لقبه ذو النورين ، لأنه تزوج رقية ثم أم كلثوم بنتى رسول الله ( ص ) .
وقد ورد ما يدل على فضله ( ر ) ومن ذلك :

1 – عن عبدالرحمن بن سمرة ( ر ) قال : جاء عثمان إلى النبى ( ص ) بألف دينار فى ثوبه حين جهز ( ص ) جيش العسرة ، قال : فصبها فى حجر النبى ( ص ) فجعل النبى يقلبها بيده ويقول : (( ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم )) يرددها مرارا. احمد والترمذى ، وحسنه الألبانى.

2 – عن أبى موسى الأشعرى ( ر ) قال : أن النبى ( ص ) دخل حائطا وأمرنى بحفظ باب الحائط ، فجاء رجل يستأذن فقال : ((ائذن له وبشره بالجنة )) فإذا هو أبو بكر ، ثم جاء آخر يستأذن فقال : (( ائذن له وبشره بالجنة )) فإذا هو عمر ، ثم جاء آخر يستأذن ، فسكت هنيهة ثم قال: (( ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه )) فإذا هو عثمان بن عفان . البخارى ومسلم .

3 – وعن أبى عبدالرحمن أن عثمان ( ر ) حين حوصر أشرف عليهم وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبى ( ص ) : ألستم تعلمون أن رسول الله ( ص ) قال : ((من حفر رومة فله الجنة )) فحفرتها ، ألستم تعلمون أنه قال : ((من جهز جيش العسرة فله الجنة )) فجهزته ، قال : فصدقوه بما قال .البخارى .

رابعا : على بن ابى طالب رضى الله عنه :
هو على بن أبى طالب بن عبد المطلب ، ابن عم رسول الله ( ص ) وزوج ابنته فاطمة رضى الله عنها . ولد قبل البعثة بعشرة أعوام وهو أول من أسلم من الصبيان .
ويكنى رضى الله عنه بأبى تراب ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصى ، ويقال أنها أول هاشمية ولدت هاشميا ، وقد أسلمت وهاجرت .
ولقد وردت أحاديث كثيرة فى فضله ( ر ) ومنها :

1 – مارواه الشيخان من حديث سهل بن سعد أن رسول الله ( ص ) قال : (( لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )) فأعطاها لعلى ( ر ) .
وهذه فضيلة لعلى لأن الرسول ( ص ) قد شهد له بذلك .

2 – وعن سعد بن أبى وقاص ( ر ) قال : قال رسول الله ( ص ) لعلى : ((أنت منى بمنزلت هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى ))البخارى ومسلم .

3 – وعن على رضى الله عنه قال ((والذى خلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعد النبى الأمي ( ص ) إلى أن لا يحبنى إلا مؤمن ، ولا يبغضنى إلا منافق ))مسلم .

4 – وعن البراء بن عازب ( ر ) أن النبى ( ص ) قال لعلى : (( أنت منى وأنا منك )) البخارى .

5 – وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال عمر ( ر ) : ((أقرؤنا أبى وأقضانا على ))البخارى وكان عمر ابن الخطاب ( ر ) قد ولى القضاء الى على ( ر ) فى خلافته .


خامسا : معاوية بن ابى سفيان ( ر )
هو معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبدشمس بن عبدمناف القرشى الأموي ، وأمه هند بنت عتبة ، يجتمع أبوه وأمه فى عبد شمس ، وكنيته أبو عبدالرحمن ، أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه فى يوم الفتح ، وقيل : أنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء .
وقد ورد ما يدل على فضله ، ومن ذلك ما يلى :

1 – ما رواه الترمذى من حديث عبدالرحمن ابن أبى عميرة ( ر ) أن النبى ( ص ) قال لمعاوية : (( اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به )) صححه الألبانى .
2 – عن ابن عباس رضى الله عنهما : أن أبا سفيان ( ر ) قال للنبى ( ص ) ثلاثة أعطنيهن قال : (( نعم )) ..... وفيه معاوية تجعله كاتبا بين يديك قال : (( نعم )) مسلم .
3 – ذكر للقاضى عياض ان رجلا قال للمعافى بن عمران : عمر بن عبدالعزيز أفضل من معاوية ؟ فغضب وقال : ((لا يقاس أحد بأصحاب النبى ( ص ) ، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحى الله عز وجل ) .
ومن فضائله المشهود بها انه كان شديد الكرم ، حليما ، فتح الله به الفتوح فكان يغزو الروم ويقسم الفىء والغنيمة ويقيم الحدود .

*** لو قال قائل : لماذا ذكرت معاوية بن أبى سفيان بعد الخلفاء الأربعة بالرغم من وجود من هو أعلى منه منزلة وفضلا ؟؟؟؟؟
* جواب ذلك ان هذا إعمالا للقاعدة العظيمة التى أصلها أحد أعلام السلف ، ألا وهو أبو توبة الربيع بن نافع ، وذلك لما قال رحمه الله وقد أجاد وأفاد : ((معاوية ستر لأصحاب محمد ( ص ) فإذا كشف الرجل الستر إجترأ على ما وراءه ) .
قال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله : ( فالذى يتكلم فى معاوية ويجرؤ على أن يتكلم فيه بكلام لا يليق فإنه من السهل عليه أن يتكلم فى غيره بل يتجاوز الى من هو خير منه ومن هو أفضل منه بل إلى من أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عليهم أجمعين .

أفضل الصحابة :
أفضلهم الخلفاء الأربعة : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة وهم طلحة والزبير وسعيد بن زيد ويفضل المهاجرون على الأنصار وأهل بدر أهل بيعة الرضوان ويفضل من أسلم قبل الفتح وقاتل على من أسلم بعد الفتح .
فالصحابة جميعا لهم مواقف خالدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فهم أوائل من آمن به وقاتلوا معه وصبروا على البلاء لإعلاء كلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله .

الواجب نحو اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لأصحاب رسول الله ( ص ) على من جاء بعدهم حقوق كثيرة منها :

أولا : محبتهم وتوقيرهم وحرمة بغض أحد منهم :
وقد ورد فى ذلك نصوص كثيرة منها :
قوله تعالى : ((والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رءوف رحيم ))الحشر10 .
قال الإمام مالك ( من كان يبغض أحدا من أصحاب النبى محمد ( ص ) أو كان فى قلبه عليهم غل فليس من المسلمين ثم قرأ الآية .

روى مسلم بإسناده إلى عدى بن ثابت قال : سمعت البراء يحدث عن النبى ( ص ) أنه قال فى الأنصار : (( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله)).

ثانيا : الدعاء لهم والترحم عليهم والإستغفار لهم .
مستشهدين بالآية السابق ذكرها .

عن عروة قال : قالت لى عائشة رضى الله عنها ((يابن أختى أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبى ( ص ) فسبوهم ))مسلم
قالت عائشة ( ر ) ذلك لما سمعت اهل مصر يقولون فى عثمان ما قالوا وأهل الشام فى على ما قالوا والحرورية فى الجميع ماقالوا .

ثالثا : الحذر من سبهم :
روى الشيخان فى صحيحيهما من حديث أبى سعيد الخدرى ( ر ) أن النبى ( ص ) قال : (( لاتسبوا أصحابى ، فوالذى نفسى بيده لو ان احدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفة )).
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى ( ص ) قال : (( من سب أصحابى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ))الطبرانى وحسنه الألبانى .

رابعا : الكف عما وقع بينهم من شجار وخلاف .
عن ابن مسعود ( ر ) قال قال رسول الله ( ص ) (( إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكر أصحابى فأمسكوا ))الطبرانى وحسنه الألبانى .

فمذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بالصحابة رضى الله عنهم
والإمساك عما شجر بينهم وأنهم مجتهدون وهم لإخلاصهم فى ؟إجتهادهم مثابون عليه فى حالتى الإصابة والخطأ لأن كل فئة كانت لها وجهة نظر تدافع عنها بحسن نية حيث أن الخلاف بينهم لم يكن بسبب التنافس على الدنيا وإنما كان إجتهادا من كل منهم فى تطبيق شرائع الإسلام فهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب .

وقد وردت أقوال عن بعض السلف فيها بيان للموقف الصحيح الذى يجب على المسلم أن يلتزمه تجاه ما حصل بين الصحابة منها : قول : عبدالله بن المبارك رحمه الله : (( فتنة قد عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها السنتنا ))
وقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ((تلك دماء طهر الله يدى منها أفلا أطهر منها لسانى ، مثل أصحاب النبى ( ص ) مثل العيون ، ودواء العيون ترك مسها )) .

فسكوت المرء عما لايعنيه هو الصواب

فالصحابة جميعهم وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله ((سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ))الفتح92
ثم أن كثير من الأخبار ما هو مكذوب أو زيد فيه أو نقص منه وإن صح منه شىء فهم بشر خطائون غير معصومين ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر قال تعالى ((الحسنات يذهبن السيئات ))هود114
كما انهم تضاعفت لهم الحسنات أكثر من غيرهم ولا يساويهم أحد فى الفضل ، فالمد من أحدهم إذا تصدق به أفضل من جبل أحد ذهبا إذا تصدق به غيرهم كما ورد ذلك فى الصحيحين .
كما انه يكون قد تاب منه والتوبة تمحو السيئة مهما كانت .


حكم ساب الصحابة وعقوبته :
من قال ان فيهم بخلا او ما شابه فهو مبتدع يستحق التأديب والتعزير أما من قال بأنهم إرتدوا وكفروا فهذا كافر بالإجماع لأنه كذب القرآن فى أكثر من موضع .

ما يترتب على سب الصحابة :

إن سب الصحابة رضى الله عنهم ليس جرحا فى الصحابة ( ر ) فقط بل هو جرح فى الصحابة وفى النبى ( ص ) وفى شريعة الله وفى ذات الله عز وجل .
واما كونه قدحا فى الصحابة فهذا واضح .
واما كونه قدحا فى رسول الله ( ص ) فحيث كان أصحابه وأمناؤه وخلفاؤه على أمته من شرار الخلق وفيه قدح فى رسول الله من وجه آخر وهو تكذيبه فيما أخبر به من فضائلهم ومناقبهم .
واما كونه قدحا فى شريعة الله فلأن الواسطة بيننا وبين رسول الله فى نقل الشريعة هم الصحابة فإذا سقطت عدالتهم لم يبق ثقة فيما نقلوه من الشريعة .
واما كونه قدحا فى الله سبحانه فحيث بعث نبيه فى شرار الناس وأختارهم لصحبته وحمل شريعته ونقلها لأمته .

فأنظر مايترتب من الطوام الكبرى على سب الصحابة رضى الله عنهم .

وفى الختام نسأل الله أن يتوفانا على ملتهم وأن يحشرنا فى زمرتهم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ابو الريـــــم
01-07-2002, 04:01 AM
رضي الله عنهم اجميعين.......

وسلمت يمناك يامتصفح

متصفح
01-07-2002, 06:05 PM
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابو الريـــــم
رضي الله عنهم اجميعين.......

وسلمت يمناك يامتصفح

ويمناك يا أبو الريم