المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشق البرازيل



METALLICA
02-07-2002, 05:17 PM
لا أدري لماذا تعشق الناس حالة الفوز البرازيلي؟دائماً يرغبون لمنتخب السامبا أن يفوز وأن يفرح ويرقص!·· وأن يرقص معه مئات الملايين من عشاقه على وجه الأرض·· من اليابان الى البرازيل· ربما لأن آباءهم عشقوا بيليه وجارنشيا وهم عشقوا زيكو وسقراط·· والآن هم مبهورون برونالدو وريفالدو وروبرتو ورونالدينهو·
أم ربما يعشقون في الفوز البرازيلي·· فتيات السامبا الفاتنات·
لو كانت ألمانيا هي التي فازت على البرازيل 2/صفر ورفعت كأس العالم، فلم يكن لـ يهيص لها غير الألمان·· وربما قليلون غيرهم·· لكن الوضع مع البرازيل مختلف·· عندما تفرح البرازيل يفرح العالم·· ويكون يوم عيد لكرة القدم·
فازت البرازيل على ألمانيا 2/صفر وسجلت فوزها المونديالي الخامس محققة أحد أشكال الإعجاز الكروي·· وحافظت لنفسها على ريادة رياضة الفقراء والأغنياء·· على حد سواء·
وتعالوا نطرح سؤالاً: لو لم تفز البرازيل بكأس العالم ،2002 فمن يفوز بها؟!
هل يظفر بها الألمان·· الذين جاءوا من الخلف يتسحبون يحققون الفوز الصعب تلو الآخر·· من 1/صفر الى 1/صفر، حتى وصلوا الى النهائي·
وانسوا حكاية الـ 8/صفر لأننا يوم تحققت قلنا انها نتيجة استثنائية حققها السعوديون أنفسهم قبل الألمان·
أيضاً·· بدأت البرازيل المشوار خارج الفورمة لكنها تسللت و سخنت على حساب الأتراك والصينيين والكوستاريك والبلجيك حتى وصلوا الى الانجليز فهزموهم - كالعادة - بعدها عادوا ليؤكدوا فوزهم على الأتراك·· وعندما وصلوا الى الألمان·· كان من الصعب هزيمتهم·· وأعتقد أن لو قابلهم أي فريق آخر بعد يومين أو ثلاثة سيخسر أمامهم بالثلاثة·· مهما كان·· فقد وصلوا الى مشارف القمة·
وبصراحة كان من غير المعقول أن يفوز الكوريون أو الأتراك بكأس العالم·· فالمباراة النهائية لها أجواؤها وخبرتها التي لا يقدر عليها إلا متمرس·
ورغم فوز البرازيل واستحقاقها للكأس، فإن الألمان لعبوا أفضل مبارياتهم بالبطولة·· وللحق كان يمكن أن ينقلب الحال لو حالفهم التوفيق في بداية الشوط الثاني وخاصة ضربات رأس وتسديدات نوفيل وشنايدر وهامان وفرينجز·· ولسوء حظهم أيضاً ان مستوى ماركوس ليس مثل المستوى المعروف عن حراس البرازيل·
لم يكن للمدرب الواعد فوللر أن يلعب أفضل مما لعب أو أن يوظف لاعبيه بأحسن مما فعل·· فهم ليسوا مثله أو مثل كلينسمان ورومينيجه وبرايتنر·· انهم مجرد لاعبين يملكون لياقة بدنية خارقة·· لكن مع فنيات عادية·
وقد قالها لي قبل المباراة أحد المشجعين الألمان ممن يفهمون جيداً في كرة القدم: من الظلم أن نهزم البرازيل·· لأنهم يملكون مواهب رائعة·· أما نحن فنملك فريقاً يعمل بكرة القدم!! أما نحن فنملك فريقاً يعمل بكرة القدم!!
ومن الطبيعي أن يفوز المبدع على المجتهد·
بدأ الألمان الشوط الأول، ضاغطين على البرازيليين من نصف ملعبهم ووجهوا أكثر من رسالة تهديد وتحذير من خلال خشونة متعمدة أحياناً وغير متعمدة أحياناً أخرى·
وطوال هذا الشوط وجد البرازيليون الذين كان يساندهم 65 ألف مشجع برازيلي وياباني صعوبة في الوصول الى مرمى الألمان الذين كان يؤازرهم أربعة آلاف متفرج فقط·
اللحظة الأخيرة من هذا الشوط هي التي حملت الخطورة الحقيقية عندما سدد ببراعة الواعد كيليبيرسون كرة ارتدت من العارضة·
وكنت أرى سكولاري كثيراً ما يغضب·· لكن نادراً ما يعدل ويبدل·
رونالدينهو بعيداً عن مستواه·· ويبدو أن هدفه الصعب في مرمى سيمان مازال في مخيلته·
ريفالدو مراقب من أقرب لاعب ألماني بجواره·· فكانوا يسلمونه من واحد الى آخر·
أما رونالدو فلاحت له 3 أهداف لم يحرزها لأنه مازال ثقيلاً يفتقد للمرونة·· فمازال قوامه هو قوام العائد من الإصابة بعد طول غياب·
وحتى روبرتو كارلوس لم يستطع التقدم كثيراً فالماكينات الألمانية سريعة جداً·· والأداء البرازيلي كما نعلم من الفنون الناردة كالصناعة اليدوية·· عمالة ماهرة·· لكنها بطيئة·· لذلك نسينا روبرتو في الشوط الأول، بل وكثير من أوقات الشوط الثاني·
النصف الثاني من المباراة حمل من الإثارة أكثر مما حمل الأول· ولولا يقظة ماركوس لتقدم الألمان مبكراً·
لعبتان قدم بهما ريفالدو هديته للبرازيل ولزميله رونالدو·
ولأن غلطة الشاطر بألف كما يقولون·· ارتدت تسديدة ريفالدو الأولى - في الدقيقة 67 - من صدر أوليفر كان صاحب لقب أفضل حارس في البطولة·· ولم يكن يحتاج رونالدو الى مرونة فوضعها بسهولة وسجل هدفاً أولاً حطم أحلام الألمان·· فأعقبه الثاني أيضاً بحركة تمويهية من ريفالدو، سجل منها رونالدو لتنتهي المباراة نهاية طبيعية·· وليكتب التاريخ أخيراً نهاية منطقية لمونديال هائج من بدايته·· حمل من الإثارة والمفاجآت ما لم يحمل مونديال آخر من قبل·
لكن نهايته الصفراء·· رأيناها من قبل 4 مرات،، فالأمر ليس بجديد·الهدفان اللذين سجلهما رونالدو في مرمى الألمان في نهائي مونديال ,·2002 هما - وليس أحدهما فقط - الأغلى في حياته·· لأنه بهما عبر الى مصاف العظام من اللاعبين الأساطير في تاريخ كرة القدم··
فقد دون بهما رونالدو اسمه في قائمة اللاعبين الذين سجلوا أكثر من هدف في المباريات النهائية ببطولات كأس العالم·· فأدرج اسمه في ذيل اللائحة بعد الفرنسي زين الدين زيدان الذي كان آخر من سجل هدفين في مباراة نهائية عندما هزمت فرنسا البرازيل 3/صفر في نهائي ·98
هذه القائمة يتصدرها بالطبع الهاتريك الوحيد في كل المباريات النهائية الانجليزي جيف هيرست عندما أحرز ثلاثة اهداف في مرمى المانيا في نهائي 66 لتفوز انجلترا حينها 4/2 وتفوز بالكأس للمرة الاولى والاخيرة حتى الآن·
أما قائمة أصحاب الهدفين سبعة لاعبين ورونالدو أصبح ثامنهم· ففيها نجد اسمي الايطاليين جينو كولا يوسي وسيلفيو بيولا اللذين أحرز كل منهما هدفين في نهائي 38 لتفوز ايطاليا فيها على المجر 4/2 ثم الألماني هيلموت ريهن وسجل هدفين في نهائي 54 بمرمى المجر وبعدهم يأتي البرازيليان بيليه وفافا ولكل منهما هدفان في مرمى السويد في نهائي ،58 ثم الارجنتيني ماريو كمبس في نهائي 78 وسجل هدفين في مرمى هولندا، وبعده زيدان في نهائي ,·98 واليوم يدخل رونالدو بهدفيه في نهائي ·2002
وهذان الهدفان السحريان لم يكتفيا بإدخال رونالدو في قائمة جيف هيرست فقط·· بل جعلاه يعادل رقم الاهداف الـ 12 التي سجلها مواطنه الفذ بيليه في 14 مباراة هي حصيلة كل مشاركاته في نهائيات كأس العالم بأربع بطولات اعوام 58 و 62 و 66 و ,,·70 بينما أحرز رونالدو أهدافه الـ 12 ايضاً في 14 مباراة لعبها بكأس العالم لكن في بطولتين فقط 98 و ·2002
وبالأهداف الـ 12 يشارك رونالدو الملك بيليه في المركز الثالث بقائمة أعظم هدافي كأس العالم·· ولم يعد يفصله عن الفرنسي الشهير جوست فونتين هداف مونديال 58 سوى هدف واحد، وهدفين عن صاحب المركز الاول في قائمة العظماء الالماني جيرد موللر الذي سجل 14 هدفاً في بطولتي 70 و ·74
وأعتقد أن رونالدو أمامه فرصة ذهبية في مونديال 2006 ليصبح أعظم هدافي العالم في تاريخ بطولات كأس العالم·· لو حافظ على مستواه وكان حينها بعيداً عن الاصابات والمشاكل·