المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مليار دير إلى (مديونير)...فقير!



شمس الورود
03-07-2002, 03:45 PM
من مليار دير إلى (مديونير)...فقير!

بسم الله الرحمن الرحيم
من مليار دير إلى (مديونير)...فقير!!
هذه قصة مروعة أرجو منكم أخذ العضة والعبرة منها قرأتها في أحد الصحف اليومية
ينقلها لنا صاحب هذه الواقعة المفجعة.
يقول: في بداية رسالتي أود أن القي عليكم تحية الإسلام وبعد..........
فلقد فكرت كثيرا قبل أن اروي إليكم هذه القصة وترددت لما سألت نفسي: هل افضح أمري واستر غيري؟ أم أكون أنانيا ليشرب غيري من كأس الهموم كما شربت؟ وبعد أن هداني الله إلى الإجابة عما دار بخلدي أحببت أن استر غيري من باب النصيحة حتى لا يقع أو مجرد يقترب مما انغمست فيه مدة طويلة هي أفضل فترة في حياة الإنسان كلها، فترة ما بعد ال14 ربيعا كانت فترة الربيع بالنسبة لي، ولم لا؟ فقد نشأت في أسرة طيبة فقد توفي والدي ولكن عوضني الله بجد كريم أحاطني على الخير دائما لأنه كان متدينا فلم يذهب إلى المسجد بدوني من صلاة الفجر ونهاية بصلاة العشاء وكانت لي شقيقة لم يترك رعايتها وشملها بما شملني به.
بدأت المشاكل الأسرية والتي اختلقتها بنفسي، عودني على العمل والاعتماد على النفس منذ الصغر، فمع أني كنت تلميذا في المدرسة الابتدائية، إلا انه كان يحرص على مستقبلي الدراسي فيشجعني ويرشدني إلى الطريق الصحيح للمذاكرة وحل الواجبات وكان يصحبني معه إلى محله التجاري البسيط لأبيع معه أو أتعلم منه ويحاول آن يعودني على العمل والكسب الحلال، مات جدي الذي أحببته جدا وأبا وقد بلغ عمري الرابعة عشرة.
أحسست بان الدنيا كشرت عن أنيابها لي، وتخيلت نفسي فريسة لها وبعدما هدأت ثورة تفكيري اهتديت بفضل الله إلى الاعتماد على النفس وبدأت فعلا العمل في مشروعه التجاري البسيط فترة وعرفت الكثير عن التجارة، ففكرت في اتساع المشروع وتعجلت الرزق وكان لي ما أردت بأذن الله حيث استندت على سمعتي وأمانتي واستقامتي وتوسع المشروع وكثرت المبالغ المالية لدرجة لم أكن أصدقها أبدا وتزوجت أختي ثم تزوجت وضحكت لنا الدنيا باتساع الرزق والزوجة المخلصة وبناتي الأثنتين. ثم فكرت في شراء قطعة ارض أقمت عليها فيلا كبيرة وانتقلت بالأسرة إلى الفيلا الجديدة تغمرنا السعادة ويرفرف علينا الأمان الذي ملأ أركان المكان الجديد ومن قبلها اشتريت سيارة فاخرة لزوم التجارة وحمدت الله على ضياع الصورة التي رسمتها حال وفاة جدي وعرفت بأنه لا مستحيل أمام الإرادة القوية والاستقامة كثرت الأموال فبدأت بوضع المبلغ تلو المبلغ في البنك لتأمين المستقبل.
وبدأت رحلة الضياع حسدني الجار على ما انعم الله به علي، فتظاهر بفرحه الشديد وبدأ الحديث معي عن المستقبل وعن...وعن...إلى أن أمنت نفسي بالنسبة له فبدأت أثق فيه وفي حديثه المعسول، وحينما رآني أقدم برجلي إلى شباكه التي نصبها منذ أن عرفني واستكثر أموالى حسدا وما كان منه إلا أن جرني بأول خيوط شباكه وقدم لي سيجارة حشيش وقال ليدخن هذه مع الشاي حتى تفكر باتزان في تجارتك الواسعة فالتجارة تحتاج إلى مزاج عال وعقل منسجم).
ترددت ولكن مع محاولاته المتكررة دخنت تلك السيجارة معه مجاراة له، وهذه أول مرة في حياتي ثم تكررت كثيرا لم اعرف أن الشباك مليئة بالخيوط المتنوعة والشائكة وبدأت ادخل الشبكة بالرجل الأخرى وشيا فشيا بدأت أغيب عن البيت على غير العادة وكم من سؤال عن بيان الأسباب لذلك ولا إجابة شافية عندي.
بدأت أثار تعاطي الحشيش تظهر على وجهي وجسدي وبدلا من محاولة الإصلاح بدأت أتمادى في طلب الحشيش مع ما يقابل ذلك من تقاعس وتكاسل عن التجارة وبدلا من طلب زيادة المال نتيجة الربح التجاري الذي تعودت عليه زادت مصاريفي نتيجة طلب المخدرات المكثفة فبدأت اسحب من الرصيد في البنك فلم يعد الربح اليومي يكفي متطلبات شراء المخدرات حتى لم يعد هناك ربح فمن أين يأتي الربح وأنا بعيد عن العمل قريب من المخدرات؟
بعت معظم أثاث بيتي وصرفت ثمنه على المخدرات وانتهى رصيدي في البنك وأصبحت لا أطيق العيش بدون الحشيش والمخدرات الأخرى فقد أحكمت أبوابها على وأصبحت أسيرا لها لاافكر في شي، لا في أهلي ولا أولادي ولا تجارتي ولا سمعتي فكرت في الدين بدأت أولا بعدم سداد الفواتير التجارية ثم بدأت اخذ من الأصدقاء والمعارف دينا بعد أخر حتى تراكمت الديون علي وأصبحت أعيش في بحر من الديون متلاطمة أمواجه ولا اعرف كيف سأنجو وأصل إلى شاطيء الأمان، تعقدت الأمور واسودت الدنيا في وجهي بدأ أصحاب الديون يطالبونني فهذه كارثة لا بد من الخلاص منها حتى لا يفتضح أمري سافرت خارج المملكة كمحاولة لتهدئة الأوضاع واستخدمت بطاقة الفيزا فازدادت الديون على أكثر حتى تبلد إحساسي فلم اعد أفكر في الديون ولا في أصحابها، أصبحت أنانيا لا أحب سوى نفسي وما تشتهيه من مخدرات.
خطرت ببالي فكره ومع أن العلاقة بدأت تسو بيني وبين أسرتي إلا أنني طرحت عليهم فكرة بيع الفيلا الواسعة نأخذ ثمنها نشتري بيتا صغيرا بمبلغ بسيط ونسدد ما علينا بالباقي، فلم تمانع زوجتي فهي لا تحب أن تراني مدينا لحد ولكنها لم تطلع على ما يضمره قلبي فبعت معظم الأثاث وصرفت ثمنه أيضا على المخدرات انه الإدمان كيف أوقف زحفه الشديد؟
طلبت الزوجة الطلاق فكيف تعيش مع مجرم؟ وكيف ترضى لابنتيها الكبيرتين وابنها الذي في أحشائها أن يرو أبا لهم بهذه المواصفات؟ مدمن، مروج، سجين، وزوجتي لم تطلب الطلاق منذ صدور الحكم بسجني فقد كانت صبورة جدا وتحملت الكثير غير أن صاحب الشقة بدا يطالب بالإيجار وتكرر طلبه وكلما مر شهر زاد الطلب بلغة أقسى تبلغني بذالك والدتي والتي علمت بمصيبتي وجاءت لزيارتي من بلد بعيد هي بلد زوجها وكانت تصطحب معها ابنتي وعندما أراهما أود أن اقتل نفسي حسرة وندما على ما سببته لهما من متاعب فلم تكن أمي تأتي بسهولة بل تجرعت ألوان الذل والهوان من زوجها الذي كان يعيرها بي ويخيرها بيني وبين الطلاق وانتهى أمرها بالطلاق!!
مواصفاتي...مدمن...مروج...سجين...!!
ازدادت المصائب فقد تم طرد الأسرة من الشقة لعدم سداد الإيجار وصمم أهل زوجتي على الطلاق وترك الأولاد وتم الطلاق وبقي الأولاد الثلاثة مع والدتي أخذتهم وذهبت بهم إلى احد إخوانها مؤقتا وبدأت تدبر معيشتها هي وأطفالي الثلاثة بكل صعوبة وتتلاحق المصائب أكثر وأكثر فقد زارني احد الأصدقاء الطيبين في السجن وأخبرني بخبر مزق صدري صدقوا أولا تصدقوا، أخبرني أن أمي بدأتن تمد يدها للناس لتوفر لهم لقمة العيش واخبرني أن أصدقائي في التعاطي والذي لم تمسك بهم يد العدالة فكروا بخبث في مضايقة زوجتي فاتصلوا بها للمعاكسة والنيل من شرفها، وكان هذا سبب طلبها وإصرارها على الطلاق حفاضا على شرفها من الذئاب البشرية المفترسة ولم يمر علي ذلك مرور الكرام فقد هز كياني وأوصلني إلي غيبوبة لمدة طويلة لم أفق منها إلا على عزيمة قوية تعيدني إلى صوابي الذي كنت عليه قبل دخولي هذا الطريق المضلم ولما انقضت المدة عزمت على الخروج من المدينة فلم اعد احتمل أن يراني احد ممن كانت له صلة وثيقة بي إلا بعد نجاحي مرة أخرى، ولكن بعد دخولي المستشفى لقطع حبال الشبكة التي التفت حول حريتي طيلة 24عـاماً.
ولم يكن العلاج في المستشفى بالعقاقير فقط ولكن بالقرآن والسنة والموعظة والأذكار على أيدي العلماء والدعاة مما جعلني أعود إلى أكثر مما بدأت به حياتي الأولى قرأت القرآن كثيرا وفهمت الكثير من معانيه التي كنت اجهلها قمت الليل صمت الاثنين والخميس وحضرت حلقات الذكر فشعرت بالسعادة تدب في أجزاء جسمي بعد أن تمكنت منه المخدرات.
ومهما طال الليل فلا بد من ظهور النهار وبعد فترة من البحث عن العمل علم بأمري والد زوجتي فأصلح الله ما أفسده البشر وعادت زوجتي بعد سؤال أهل العلم وعدت لوظيفتي الأولى وأصبح لي مصدر رزق نعيش منه، وتجمع شتات أسرتنا من جديد على الحب والوفاء.
حمدت الله كثيرا على ما انعم الله به علينا بعد البلاء الكبير الذي حل بنا وأحببت أن أرسل به لكم ليكون رادعا لكل من تسول له نفسه الإقدام على ما أقدمت عليه وأحببت أن اعرف أخبار الشخص الذي كان سببا فيما ابتليت به لأنتشله من الغرق وكانت المفاجأة أنه مات، نعم مات بسبب المخدرات بعد أن أصبح جسمه هيكلاً حسب ما علمت من احد أقاربه.
وأود أن اختم رسالتي إليكم بقول الله تعالى( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ). وقوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وقوله صلى الله عليه وسلم (المر على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)

""وفق الله الجميع وعافانا من ما ابتلى به كثير من الناس""
منقول