الروح
03-07-2002, 08:04 PM
التفكير من نعم الله على بني آدم......وقد دعا القرآن إلى التفكير والتدبر (( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ))
ولا شك أن كل شخص سوي لديه القدرة على التفكير الصحيح متى ما أدرك أهمية العقل وقيمة التفكير....
إخوتي وأخواتي في الله......
لن أطيل عليكم بمقدمة معروفة لدى الكثيرين إنما الذي أخصه بالذكر هو إهمال التفكير والعقل في بعض جوانب حياتنا وأنشطتنا.....أحياناً من حسن نية وأحياناً أخرى غفلة وسذاجة......
ومتى ما عود المرء نفسه على إعمال الفكر وتشغيله أصبح هذا الأمر من ضروريات حياته ....
إن الأصل في المسلم هو أن يعمل فكره ويستفيد من عقله لأن الإسلام نزل موافقاً للعقل السليم ...
ولم تأت الشريعة الغراء بأِشياء مخالفة للعقل الصحيح والتي تسمى طلاسم أو شعوذات أو تصورات لا معنى لها إنما يوجد هذا في غير دين الإسلام كاليهودية والنصرانية لأن أصحابها قد حرفوها إلى ما تريده أهواؤهم وشهواتهم
ولا تعجب عندما نقل أحد المنتمين إلى طائفة من طوائف الصوفية قول مشايخه له (( اخلع عقلك مع نعليك قبل الدخول علينا ))
وكذا الحال في النصرانية فإن النصارى يتبعون الرهبان ويطبقون ما يملونه عليهم ويقولون لهم ((افعلوا و لا تسألوا ))
والذي يحز في النفس أن ترى رجالاً ونساءً من المسلمين قد أجََروا عقولهم لغيرهم معتمدين على التسليم والإذعان لهم دون المناقشة والتفكير..(حتى ولو كانوا مشايخ ) ....وهذا واقع نشاهده يومياً .....وأرجو ألا أكون مبالغاً في التحدث عن هذا الصنف من الناس
في إحدى الليالي جلست مع صاحبٍ لي أثق به كثيراً وتحدثنا بأحاديث متشعبة أخالفه وأناقشه في بعضها ومن خلال مناقشتي معه عرفت أنه من الذين يسلمون لعقول الآخرين تسليماً مطلقاً......
فعندما أناقشه في جزئية من جزئيات الموضوع يقول لي: لكن الشيخ الفلاني قال: كذا وكذا ثم أقول له يا أخي إن المسألة اجتهادية وفيها خلاف ثم هذا الشيخ الفلاني بشر يخطئ ويصيب وقد يقول القول ثم يرجع عنه...... ثم يقول لي (بس ولو) الشيخ أبخص (أعرف)ـ وهو من طلبة العلم ـ طبعاً هذا النموذج من النماذج الموجودة بيننا......
أنا لا أدعو إلى انتقاص المشايخ والعلماء ولا رد أقوالهم ولا اتباع الأقوال الشاذة واتباع الرخص لا..... وألف لا...
لكن لماذا لا نعمل عقولنا عندما نسأل غيرنا فليست عقولنا ملكاً لغيرنا....؟؟؟
لذلك ترى هذا الشخص المتعصب والمتحمس لكلام الشيخ الفلاني بعد فترة من الزمن قد رجع عن قناعته الأولى بل وخالفها لماذا......؟ لأن الشيخ الفلاني رجع عن قوله؟؟! فبم نصنف شخصية هذا الرجل؟؟ !!
طبعاً هناك فئة من المجتمع يسمون المقلدين والعوام وهم الذين يقلدون العلماء أو الذين ليس لديهم شيء من العلم
أما الذين تعلموا ودرسوا العلم ولديهم القدرة على التفكير الصحيح فهم المعنيون بهذا الحديث وخاصةً أننا نعيش في زمن السرعة المعلوماتية فعندما نسأل شيخاً عن مسألة من المسائل فإنه يسهل عليك أن تسأل آخر أو تبحث المسألة في وقتٍ قصير عبر وسائل المعلومات الموجودة لديك...
ولا شك أن التعصب لعالم من العلماء أو لمنهج من المناهج هو نتيجة طبيعية للتقليل من قيمة العقل لأن هذا العالم المتعصب له بشر يخطئ ويصيب ويطرأ عليه التغيير من حين إلى حين آخر.....
خذوا مثالاً آخر على إلغاء البعض لعقولهم........
تجد بعض الناس عندما يرى رؤيا في منامه ويذهب ويسأل أحد المعبرين ــ وما أكثرهم ــ ويفصل في عرض رؤياه ثم يستمع إلى المعبر بكل خضوع وأدب وقلبه يرتجف وفرائصه ترتعد خشية أن يعبرها المعبر تعبيراً لا يناسبه....... وكأن هذا المعبر يتلقى الوحي من السماء في تعبير رؤياه هذه.......؟؟
فتجد أن المعبر يعبر هذه الرؤيا وعنده 10% أنها ستقع أما صاحب الرؤيا فيستمع إلى هذه الرؤيا وعنده90% أنها ستقع مع أن المسألة لا تخرج عن دائرة التوقع والحدس...؟؟؟ فأين عقل هذا الرجل..؟؟
ولذلك تجد بعض الناس من ضعاف العقول شغله الشاغل هل رأى رؤيا أم لا..؟؟؟؟ وإن رأى فلا بد أن يسأل عنها وقد يسأل أكثر من معبر......
ولا شك أن باب الرؤى والأحلام له حقه وضوابطه في الشريعة الإسلاميةــ ولعلي إن شاء الله أخصص حديثاً عن الرؤى والأحلام وموقف الناس منها اليوم.ــ. ولكن هذا لا يستدعي إلغاء العقل فالإسلام حث على التفكير والتدبر واحترام العقل..
ولا تستغرب عندما ترى رجلاً أو امرأة يبكي أو مهموماً وتسأله فيقول قد رأيت رؤيا كذا وكذا..... ويترك نصوصاً من القرآن والسنة صريحةً في التوكل على الله تعالى .... وما انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والقصص الغريبة بين الناس إلا دليل على عدم تمحيصهم وتفكيرهم في مصادرها وأحداثها
إن تسليم العقل تسليماً كاملاً لا يكون إلا لله رب العالمين وشريعته المطهرة المحكمة{ وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا}.
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
فمتى نتحرر من التبعية لغيرنا........ ومتى نقدر عقولنا ونحترمها....
عجبني فنشرته لكم
اختكم
الروووح
ولا شك أن كل شخص سوي لديه القدرة على التفكير الصحيح متى ما أدرك أهمية العقل وقيمة التفكير....
إخوتي وأخواتي في الله......
لن أطيل عليكم بمقدمة معروفة لدى الكثيرين إنما الذي أخصه بالذكر هو إهمال التفكير والعقل في بعض جوانب حياتنا وأنشطتنا.....أحياناً من حسن نية وأحياناً أخرى غفلة وسذاجة......
ومتى ما عود المرء نفسه على إعمال الفكر وتشغيله أصبح هذا الأمر من ضروريات حياته ....
إن الأصل في المسلم هو أن يعمل فكره ويستفيد من عقله لأن الإسلام نزل موافقاً للعقل السليم ...
ولم تأت الشريعة الغراء بأِشياء مخالفة للعقل الصحيح والتي تسمى طلاسم أو شعوذات أو تصورات لا معنى لها إنما يوجد هذا في غير دين الإسلام كاليهودية والنصرانية لأن أصحابها قد حرفوها إلى ما تريده أهواؤهم وشهواتهم
ولا تعجب عندما نقل أحد المنتمين إلى طائفة من طوائف الصوفية قول مشايخه له (( اخلع عقلك مع نعليك قبل الدخول علينا ))
وكذا الحال في النصرانية فإن النصارى يتبعون الرهبان ويطبقون ما يملونه عليهم ويقولون لهم ((افعلوا و لا تسألوا ))
والذي يحز في النفس أن ترى رجالاً ونساءً من المسلمين قد أجََروا عقولهم لغيرهم معتمدين على التسليم والإذعان لهم دون المناقشة والتفكير..(حتى ولو كانوا مشايخ ) ....وهذا واقع نشاهده يومياً .....وأرجو ألا أكون مبالغاً في التحدث عن هذا الصنف من الناس
في إحدى الليالي جلست مع صاحبٍ لي أثق به كثيراً وتحدثنا بأحاديث متشعبة أخالفه وأناقشه في بعضها ومن خلال مناقشتي معه عرفت أنه من الذين يسلمون لعقول الآخرين تسليماً مطلقاً......
فعندما أناقشه في جزئية من جزئيات الموضوع يقول لي: لكن الشيخ الفلاني قال: كذا وكذا ثم أقول له يا أخي إن المسألة اجتهادية وفيها خلاف ثم هذا الشيخ الفلاني بشر يخطئ ويصيب وقد يقول القول ثم يرجع عنه...... ثم يقول لي (بس ولو) الشيخ أبخص (أعرف)ـ وهو من طلبة العلم ـ طبعاً هذا النموذج من النماذج الموجودة بيننا......
أنا لا أدعو إلى انتقاص المشايخ والعلماء ولا رد أقوالهم ولا اتباع الأقوال الشاذة واتباع الرخص لا..... وألف لا...
لكن لماذا لا نعمل عقولنا عندما نسأل غيرنا فليست عقولنا ملكاً لغيرنا....؟؟؟
لذلك ترى هذا الشخص المتعصب والمتحمس لكلام الشيخ الفلاني بعد فترة من الزمن قد رجع عن قناعته الأولى بل وخالفها لماذا......؟ لأن الشيخ الفلاني رجع عن قوله؟؟! فبم نصنف شخصية هذا الرجل؟؟ !!
طبعاً هناك فئة من المجتمع يسمون المقلدين والعوام وهم الذين يقلدون العلماء أو الذين ليس لديهم شيء من العلم
أما الذين تعلموا ودرسوا العلم ولديهم القدرة على التفكير الصحيح فهم المعنيون بهذا الحديث وخاصةً أننا نعيش في زمن السرعة المعلوماتية فعندما نسأل شيخاً عن مسألة من المسائل فإنه يسهل عليك أن تسأل آخر أو تبحث المسألة في وقتٍ قصير عبر وسائل المعلومات الموجودة لديك...
ولا شك أن التعصب لعالم من العلماء أو لمنهج من المناهج هو نتيجة طبيعية للتقليل من قيمة العقل لأن هذا العالم المتعصب له بشر يخطئ ويصيب ويطرأ عليه التغيير من حين إلى حين آخر.....
خذوا مثالاً آخر على إلغاء البعض لعقولهم........
تجد بعض الناس عندما يرى رؤيا في منامه ويذهب ويسأل أحد المعبرين ــ وما أكثرهم ــ ويفصل في عرض رؤياه ثم يستمع إلى المعبر بكل خضوع وأدب وقلبه يرتجف وفرائصه ترتعد خشية أن يعبرها المعبر تعبيراً لا يناسبه....... وكأن هذا المعبر يتلقى الوحي من السماء في تعبير رؤياه هذه.......؟؟
فتجد أن المعبر يعبر هذه الرؤيا وعنده 10% أنها ستقع أما صاحب الرؤيا فيستمع إلى هذه الرؤيا وعنده90% أنها ستقع مع أن المسألة لا تخرج عن دائرة التوقع والحدس...؟؟؟ فأين عقل هذا الرجل..؟؟
ولذلك تجد بعض الناس من ضعاف العقول شغله الشاغل هل رأى رؤيا أم لا..؟؟؟؟ وإن رأى فلا بد أن يسأل عنها وقد يسأل أكثر من معبر......
ولا شك أن باب الرؤى والأحلام له حقه وضوابطه في الشريعة الإسلاميةــ ولعلي إن شاء الله أخصص حديثاً عن الرؤى والأحلام وموقف الناس منها اليوم.ــ. ولكن هذا لا يستدعي إلغاء العقل فالإسلام حث على التفكير والتدبر واحترام العقل..
ولا تستغرب عندما ترى رجلاً أو امرأة يبكي أو مهموماً وتسأله فيقول قد رأيت رؤيا كذا وكذا..... ويترك نصوصاً من القرآن والسنة صريحةً في التوكل على الله تعالى .... وما انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والقصص الغريبة بين الناس إلا دليل على عدم تمحيصهم وتفكيرهم في مصادرها وأحداثها
إن تسليم العقل تسليماً كاملاً لا يكون إلا لله رب العالمين وشريعته المطهرة المحكمة{ وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا}.
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
فمتى نتحرر من التبعية لغيرنا........ ومتى نقدر عقولنا ونحترمها....
عجبني فنشرته لكم
اختكم
الروووح