المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية قراءة بين سطور الحديث الملغم لأبي غيث



Black_Horse82
04-07-2002, 10:30 AM
قراءة بين سطور الحديث الملغم لأبي غيث

http://www.islammemo.com/newsimages/magdy/m204.jpg

مفكرة الإسلام : لعل الحديث الصوتي للناطق باسم تنظيم القاعدة الشيخ سليمان أبو غيث والذي بثه موقع نداء التابع لتنظيم القاعدة , ونقلته عنه قناة الجزيرة , بحاجة لأكثر من مجرد النظر إليه على كونه 'تبشراً' بظهور جديد لزعيم القاعدة المختفي , على الأقل للتأكيد على بقاءه حياً وكونه تبنياً رسمياً لمسئولية تنظيم القاعدة عن حادث جربة في تونس والذي أودى بحياة يهود في كنيس لهم , وكونه تطميناً لسلامة 98% من قادة القاعدة .
يقيناً هذا الحديث يتجاوز كل ذلك إلى مضامين يصعب القفز عليها تبدت بين سطور هذه الرسالة الصوتية , فتنظيم القاعدة أراد من خلال بث هذه الرسالة إبداء تحد مقصود للولايات المتحدة الأمريكية ربما بهدف دفع القوات الأمريكية للخروج من ثكناتها في أفغانستان , والاشتباك مع عناصر القاعدة وطالبان لمحو عار الفشل في العثور على بن لادن , ومن ثم الوقوع مجدداً في شراك ومكامن للقاعدة وطالبان أعدت سلفاً لهذا الغرض .
ومع يقيننا أن هذا الحديث , ومن بعده الظهور المنتظر لبن لادن , سيحولان القوات الأمريكية إلى ثور هائج في أفغانستان في محاولة منها للقبض على بن لادن ومعاونيه , وأن ذلك قد يكون خطأ من الناحية العسكرية , إلا أن لدينا شعوراً معاكساً بأن مناوئي الولايات المتحدة يريدون استغلال التخبط الذي قد يعتري هجوماً أمريكياً جديداً محتملاً في إلحاق خسائر فادحة في القوات المهاجمة .
وتنظيم القاعدة أراد كذلك الإبقاء على رمزية بن لادن من خلال الدعاية المسبقة لظهوره بعد اختفاء طويل , مع ما ينتج عن هذه الدعاية من استشراف العالم – خصوصاً العالم الإسلامي – لظهوره المرتقب , فبالتأكيد كان لاختفائه دور كبير في الفتور 'النسبي' – أو قل الكمون'- التعاطفي للرجل بين المسلمين , ومعلوم أن تنظيم القاعدة قد أفاد كثيراً جداً تحول بن لادن إلى رمز ينجذب إليه الكثير من الشباب الإسلامي المتحمس – أفاد – في تجنيد عناصر جديدة له , وبخاصة في الخليج العربي , وفي تلقي تبرعات من متعاطفين مع القاعدة وكارهين للوجود الأمريكي في الدول الإسلامية . ونظراً لما يتمتع به زعيم التنظيم من كاريزما إعلامية يشهد بها حتى أعداؤه , فقد كان لزاماً أن يتم التحضير لظهوره بشكل دعائي ناجح .
وبين السطور أيضاً لمحنا تلاقياً طريفاً بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة على تضخيم قدرات التنظيم , فالولايات المتحدة أرادت من المبالغة في تقدير قدرات القاعدة التدليل على أنها تواجه خطراً كبيراً , ربما يبرر فشلها في ملاحقته من جهة , ويسمح لها بإطلاق يدها الأمنية في أي بلد إسلامي أو غير إسلامي تريده مما يؤهلها للمزيد من الهيمنة على دول العالم من جهة أخرى .
أما القاعدة فإنها أفادت من هذا التهويل في الترويج لنفسها بين الشباب الإسلامي المتعطش للانضمام تحت راية جماعة واسعة الانتشار , ومتينة التنظيم .
وأفادت كذلك بما قد يراه البعض انتصاراً بالرعب سبق وأن عرفه التاريخ الإسلامي خلال قرونه الـ 14 , فقادة تنظيم القاعدة ربما يعرفون يقيناً كذب الإعلام الغربي في الحديث عن قدرات التنظيم النووية والبيولوجية والكيماوية , ومبالغته في إعداد وانتشار عناصر التنظيم , إلا أن هذه الأخبار لاشك أنها تشنف آذانهم لما تبثه من رعب وهلع في نفوس أفراد المجتمع الأمريكي , هذا المجتمع الذي يظهر آخر استطلاع للرأي أن 63% من أفراده لا يثقون في قدرة إدارة الرئيس بوش الثاني على منع هجمات القاعدة .
لذا , فقد صب حديث أبي غيث المزيد من الزيت على نار الخوف الأمريكي من هجمات القاعدة , ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن تبشير أبي غيث بظهور بن لادن يتناغم تمامًا مع معلومات استخباراتية باكستانية سبق وأن سربت لمصادر صحفية قبل نحو ثلاثة أشهر أن بن لادن والملا عمر بصدد الظهور المعلن لبث خطاب هام للعالم الإسلامي بعد عملية هائلة أطلق عليها اسم 'الهجوم الكبير' توقعت لها عناصر من الاستخبارات الباكستانية أن تقع خلال احتفالات الولايات المتحدة بعيد الاستقلال في 4 يوليو الحالي أو في الذكرى الأولى لأحداث 11 سبتمبر أو في الذكرى الأولى للهجوم على أفغانستان 7 أكتوبر القادم ؟؟!!
مما يعني أن احتمالية حدوث هجوم هو أمر وارد جداً في مخيلة الأمريكان , لاسيما وأن أبا غيث تحدث عن أيام أو أسابيع أو شهور ليظهر بن لادن مجدداً .
نقطة أخيرة لمحناها بين سطور رسالة أبي غيث الصوتية , هي أن تنظيم القاعدة برغم ما عرف عنه من تجنب التبني المباشر لعملياته خاصة في الدول العربية – أو على الأقل تأخير تبنيها- جاء هذه المرة ليتبنى , وعلى لسان مسئول رفيع المستوى لعملية جربة التونسية , وهي عملية صغيرة نسبياً إذا ما قورنت بعمليات نيويورك وواشنطن والتي لم تتبناها القاعدة بنفس الصراحة والوضوح اللذين تبنت بهما عملية جربة التي أودت بحياة بضعة أفراد من اليهود في تونس , وإذا أضفنا لذلك ظهور صورتي المجاهد الفلسطيني عبد الله عزام والمجاهد القائد الفلسطيني يحيى عياش في شريط الحزنوي , والتأكيد على قضية فلسطين في أدبيات القاعدة الأخيرة , لعلمنا أن أبا غيث أراد الرد بوضوح على اتهامات العلمانيين العرب بأن القاعدة وزعيمها لم يفعلان شيئاً لفلسطين , وإنما استدرجتهم 'الإرهاب' بعيداً عنها آلاف الكيلومترات . وهذا يعني أن القاعدة قد وضعت في أجندتها المستقبلية تخطيطاً لدعم الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية عسكرياً , وهذا من دون شك يقلق الإدارة الأمريكية القلقة أصلاً .

http://www.islammemo.com/newsdb/filz/one_news.asp?IDnews=98