المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البرازيل هل استحقت كأس العالم



Ronaldo 9
05-07-2002, 04:41 AM
تحليل: أسـامة صــادق

هل استحق البرازيليون الفوز بكأس العالم؟ وهل يستحق الألمان الخسارة؟ وهل كأس العالم هذه المرة اتصف بـالغباء الشديد كما يوصف في أماكن عديدة؟!
قد لايندهش أحد اذا قلنا ان كأس العالم هذه يعتبرها الخبراء والمحللون البطولة الأكثر غرابة منذ انشائها وربما ذلك يتوافق مع حقيقة انها تقام للمرة الأولى خارج المحور الأوروبي ·· الأميركي اللاتيني·
ولماذا الغرابة ·· لأن كل شيء غريب جدا حصل فيها ·· فلم يسبق ان فاز بالمونديال فريق لم يتأهل كبطل مجموعته وذلك منذ عام ·1962
بل لم يسبق ان شهدنا فريقا يكاد يخرج من التصفيات يعود بقوة ·· بل ويفوز باللقب·




رأينا منتخباً برازيلياً يختلف عما سبقه من أجيال ·· لايلعب كرة السامبا ·· ولايحزنون بل يعتمد على تكوين خطى دفاع ووسط·· ثم مهارات نجمي الهجوم رونالدو وريفالدو·· وبهذه التوليفة العجيبة للمدرب الغريب لويس سكولاري الذي وجد نفسه فجأة أمام ربما أسهل مجموعة في تاريخه وجد نفسه يلعب مع كوستاريكا وتركيا وجد نفسه يلعب في دور الثمانية مع منتخب انجلترا ويخطف المباراة بطريقة لم يفهمها الكثيرون حتى الآن·· وهو أصعب منتخب واجهه في البطولة قبل النهائي·
ثم وجد نفسه أمام تركيا مرة أخرى ·· وأخيرا ألمانيا ·· وبديهي أن لا أحد من البرازيليين توقع ان منتخبهم سينال البطـــولة·· ولهذا كانت فرحتهم أكبر من العــــــادة·
فهذا الفريق شهد مسيرة شبه فاضحة في التصفيات وجاء رابعا·· وتفوقت عليه فرق مثل باراجواي، اكوادور·· ناهيك باوروجواي والارجنتين·· ثم كانت نتائجه في المباريات الاعدادية أسوأ مما يتوقع أحد·
هل فازت البرازيل لأنها تستحق الفوز؟!
هنا الاختلاف في وجهات النظر·· برازيل اليوم ليست برازيل الكرة الجميلة التي نعرفها·· رونالدو مثلا يعرج دائما· فهذا اللاعب يلعب بركبة ونصف ولهذا يبدو كثيراً ما يعرج·· لكنه أثبت انه دائما لم يفقد ميزته التي لاتتعلق بالتحرك·· انما بالعقل·· والوقوف في المكان الذي يسبق اليه المدافعون·

اجابات سكولاري

صحيح ان سكولاري أجاب على سؤال صحافي منذ اسبوع وتعلق بخططه الهجومية·· فجاءت اجابته غريبة: أنا لا أقوم بتوجيه المهاجمين·· هم يعرفون ما هو المطلوب منهم· المطلوب منهم هو تكوين جمل هجومية بالفطرة··والحاسة·· وهو ماحدث بالضبط·· اما الخطط فتتعلق بالدفاع والوسط ·· خاصة المدافع لوسيو الذي أطلقوا عليه في انجلترا لقب الحمار لأنه لايفهم أي لغة·· وكثيرا ما يخبط في زملائه من شدة حماسه·· ولكنه لاعب قوي البنيان·· لايمكن ان يمر منه أحد بسهولة·
وهل اقنعت البرازيل أحداً·· الاجابة لا ·· لم تقنع أحداً ·· فلم تقدم عروضا جميلة·· كان طريقها سهلاً للغاية حتى مباراة انجلترا والتي حدث فيها ما حدث·· ثم حتى مقابلة ألمانيا في النهائي·· حيث أدرك لاعبو ألمانيا ان اليوم ليس يومهم وما دل على ذلك هو الخطأ الفادح الذي ارتكبه اوليفر كان الحارس العملاق·

عطل حظ للماكينات الألمانية

وهل خسرت ألمانيا عن جدارة؟ الاجابة: نعم ولا·· أيضا الألمان لم يستحقوا أساسا الصعود للنهائيات خاصة بعد الهزيمة التاريخية أمام انجلترا في ميونيخ·
وخلال البطولة خدمهم حظهم بشكل غير عادي·· كما استطاع المدرب رودي فوللر ان يستغل عدة عوامل لصالحه منها عامل الطقس الحار·· فقد خاض أغلب مبارياته ليلاً·· وكان يشرك لاعبيه بطريقة الجدول·· باستثناء لاعبين معينين هم أساس خط الظهر والوسط·
ولعب الألمان في مجموعة وصفها النقاد الانجليز بـالعبيطة والساذجة ·· تقترب من مستوى مجموعة البرازيل ·· ووصفها ناقد آخر بأن لم يكن فيها من فرق محترمة·· سوى ايرلندا ·· وكانت نصف فريق·
وأيضا لم يجد الألمان صعوبة تذكر ·· ولم يقابلوا فرقاً أصحاب مستوى في أي دور بعد ذلك ·· مروراً بأميركا·· وحتى كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي·· ويكاد الطفل ان يتنبأ بنتائجها جميعاً·
ولكن لسوء الحظ فإن مباراة النهائي أمام البرازيل لم تكن الكرة تريدهم فيه·· وكأن ماكيناتهم التي لا تهدأ·· قد نقص منها الزيت فجأة·· وتجلى سوء طالعهم في خطأ فادح لحارسهم العملاق أوليفركان ·· الذي نادرا ما يحدث منه خطأ·· حيث ارتدت من صدره كرة ريفالدو·· رغم انها لم تكن قوية للغاية ·· ولكن حظه العاثر أن ترتد الكرة بهذا الشكل الغريب من بين يدي الحارس الكفء ·· وكأنه سيناريو مرسوم بدقة لرونالدو·· ليجد الكرة أمامه ولا أسهل·
والمحصلة بالنهاية ان البرازيل خطفت الألمان·· مثلما حدث مع الانجليز·· وباختلاف طفيف في التفاصيل·

الانجليز ·· أقوى الخاسرين

بالنسبة للفرق القوية الأخرى·· كان الانجليز آخر الخارجين والحق يقال ·· فقد بدوا هذه المرة منافسين حقيقيين·· خاصة وانهم لعبوا كرة واقعية تعتمد على أسس معينة·· ولكن الأخطاء التكتيكية التي وقع فيها مدربهم السويدي سفين ايريكسون كلفتهم غالياً في النهاية·· ولقاء البرازيل كان يمكن ان ينهوه لصالحهم·· لو ان ايريكسون لعب بطريقة المعقول وترك اللامعقول أو التخيل واهتم بالشكل العام·· وترك التفاصيل·· ولم يكن ذكياً مثل فوللر خاصة مع افراد خط وسطه صحيح ان خطأ الحارس المخضرم ديفيد سيمان·· (الذي يشابه خطأ كان) قد كلفهم كثيرا·· لكن أيضا القدر عاقبه لأن الأمور كانت واضحة·· ويجب هنا ان نقول ان حظه كان سيئاً نوعا ما·· ذلك لأنه لعب أغلب مبارياته في عز درجات الحرارة المرتفعة التي تقترب نسبيا من رطوبة منطقة الخليج العربي وربما أكثر ·· ونحن نعرف كلنا ان اللاعب الانجليزي يصاب جسده بالجفاف·· اذا لعب في درجات حرارة مرتفعة للغاية·
ورغم ان الحل قدمه فوللر في صورة اللعب بنظام مباراة ومباراة·· الا ان ايريكسون رفض الاستماع·· كما أصر على مجموعة معينة·· فبدأ لاعبوه لايستطيعون اكمال مباراة·· وماحدث في لقاء البرازيل لم يكن غريبا ناهيك عن أنهم مرهقون أساساً من طول الموسم الانجليزي·

وفرنسا·· خرجت قبل البداية

وتتشابه ظروف خروج المنتخب الفرنسي حامل لقب 1998 كثيرا مع الانجليز·· فالعمود الفقري للفرنسيين يلعب في دوري انجلترا وبالتحديد الارسنال الذي خاض موسماً شاقاً انتهى قبل انطلاق المونديال بثلاثة أسابيع فقط·· وكاد لاعبوه في أكثر من مباراة ان يسقطوا وهم يلهثون من الاعياء ·· يضاف الى هذا ان معظم النجوم قد تجاوزوا الثلاثين ·· ووضح ذلك بشدة من مباراة الافتتاح وكانت سرعة الحاج ضيوف السنغالي تفوق تماما خبرة مارسيل داسايللي قلب دفاع فرنسا وفرانك ليبوف الظهير الثالث·· وكلاهما تعدى الثالثة والثلاثين من العمر· ولم تكن مباراة الدنمارك سوى ضربة مباشرة في عمق جسد البطل الأزرق المرهق أساسا·· وصال وجال الدنماركيون ·· فأغلبهم يلعبون في بطولات دوري لاترهق كثيرا·· فكان الخروج هو الشيء الطبيعي··
لكن ما يأخذه النقاد على روجيه لومير مدرب فرنسا·· هو انه لم يجد الفريق الذي فاز به ايميه جاكيه قبل 4 أعوام·· خاصة خط الظهر·· الذي بدا مريضاً للغاية·· بينما الحارس بارتيز فاقد الثقة بنفسه·· جراء مشاكله في نادي مانشستر يونايتد واحساسه بأنه قد يغادر دوري انجلترا القوي·
لومير كانت أمامه فرصة احلال وتجديد·· بدأت معالمها مع انخفاض مستوى الظهر والوسط·· وبدلاً من استغلال الأسماء الصاعدة في الدوري الفرنسي·· اذا به يعتمد على نفس التوليفة فعاقبه القدر باصابة زين الدين زيدان بوقت قاتل هو المباراة الأولى·· ولم يعد الا مع العرض الأخير لـالديوك أمام الدنمارك·

نجوم الكالتشيو·· لايسطعون في آسيا

المنتخب الايطالي يشكل لغزاً عجيباً·· لأن الكثيرين توقعوا مستوى أفضل·· وبغض النظر عن الأخطاء التحكيمية التي أدت لخروجه·· فيجب القول ان معظم لاعبيه لعبوا بغرور شديد·· خاصة نجوم روما وهو ما كان يخشى منه المدرب جيوفاني تراباتوني·· صحيح ان معظمهم لم يكن مرهقا·· الا ان الكثير منهم خاصة فرانشيسكو توتي وفينشنزو مونتيلا ·· بدوا بعيدين تماما عن مستواهم لدرجة ان أبرز لاعبيه كان جيانلوكا زامبروتا نجم اليوفنتوس وجميع أفراد الوسط كانوا دون المستوى وواضح ان خبرة اللقاءات الدولية لم تكن لديهم خاصة جينارو جاتوزو وداميانو توماسي وبعض النقاد الايطاليين اعتبروا ان تراباتوني ارتكب أخطاء واضحة ·· مثل استدعاء الظهير المخضرم كريستيانو بانوتشي وترك بالمقابل كريستيانو زينوني ظهير اليوفنتوس الصاعد·· والفارق كبير بين الاثنين·· وكان زينوني أحد أسباب فوز فريقه بالدوري· كما ان المدرب لم يستطع اخراج كل شيء من اليساندرو ديل بييرو نجم الهجوم الذي يحتاج معاملة خاصة·· يلاقيها بشدة في اليوفنتوس وهذا سر نجاحه هناك·
كما ابتعد أكثر من نجم عن مستواهم خاصة انجيليو دي ليفيو الذي لم يقدم شيئا·· ولويجي دي بيا?يو·

غرور الأرجنتين·· أطاح بهم

ويمثل خروج الارجنتين الفائزة بالبطولة قبل انطلاقها من وجهة نظر التوقعات ·· واحداً من أكبر علامات غرابة هذه البطولة·· لكن لابد لنا من القول ان هناك أسباباً·· صحيح انهم احتلوا المركز الأول في تصفيات أميركا الجنوبية بجدارة·· بيد ان هذا أدخل فيهم نوعاً من الغرور ·· وصل الى قمته مع المباراة الأولى التي كسبوها بشق الأنفس أمام نيجيريا·· رغم ان المنافس الأفريقي كان في أسوأ حالاته على الاطلاق·
وفي مباراة انجلترا·· الغريم اللدود·· وان صح ما قاله اللاعبون الانجليز الذين يفهمون الاسبانية·· من ان لاعبي الارجنتين كانوا يتبادلون الشتائم فيما بينهم ويتشاجرون·· فإن معنى ذلك ان خسارتهم لم تكن مفاجأة· ذلك لأن ماقلناه عن الفريق قبل البطولة تحقق·· هجوم ووسط قويان للغاية·· وفي المقابل دفاع مهلهل أفراده كبار في السن·· وحارس ضعيف بالمقارنة مع الحراس التاريخيين·
وكانت النتيجة في المباراة الأخيرة أمام السويد صاعقة فعلاً·· لأن المفروض ان يستغل أبناء أميركا اللاتينية درجات الحرارة العالية والرطوبة لصالحهم·· لكن الذي حدث هو العكس·· وهي احدى لوغاريثمات المباراة·· لكنها أيضا نتيجة طبيعية لمن ينتابه الغرور ويعتقد انه فاز ببطولة·· حتى قبل ان تبدأ·· وكان طبيعيا اقالة المدرب مارسيلو بيليسا في النهاية·

الأسبان ·· لا خروج على القاعدة

وواصل الاسبان حظهم العاثر في بطولات العالم ·· هذه المرة على يدي حامل الراية ·· وليس الحكام·· لكنها أشياء عادية للاسبان ·· فالصحافة تعتبر دائما ان أي منتخب اسباني يدخل أي نهائيات·· لابد وان يكون المرشح الأول للفوز·· ثم بعد الخروج بأي شكل يبدأ الحساب العسير·· وغالباً ما يكون المدرب هو الضحية·· ولم يوجد حتى الآن مدرب بنى علاقات طيبة مع الاعلام·
نجوم ريال مدريد وبرشلونة·· وحتى فالنسيا اختفوا ·· لأسباب كثيرة·· منها ان غالبية هذه الأندية تعتمد على اللاعب غير الاسباني لتحقيق البطولات·· ومع ذلك لابد ان نقول ان حظ الاسبان فعلاً كان سيئاً·· ولم يرتكب المدرب خوسه كاماتشو أي خطأ لانتقاده·· بل فعلاً لايستحق الاقالة·· لأنه كوّن فريقاً جيداً جداً·· ولو أنه ينقصه فقط التجديد·· ورحيل المخضرمين ·· مثل هييرو وزيادة الاعتماد على العناصر الشابة ولو على سبيل المغامرة·

العرب في المونديال

المشاركة العربية في المونديال·· كانت أسوأ مشاركة منذ بدء تمثيل العرب·· الفريق السعودي كان شبحاً ·· لم يتصور أحد ان ينهزم بالثمانية أمام الألمان··وكأن هذا الفريق في حصة تدريبية على كيفية تسجيل بكل الطرق·· هل تتصورون ان المدافع توماس لينكه لعب 33 مباراة دولية لم يسجل هدفه الأول الا بمرمى السعودية·
هؤلاء النجوم الذين بدوا عمالقة في التصفيات وخلال كأس الخليج·· تحولوا الى أقل من الأقزام في المونديال·· ويجب عليهم نسيان حتى انهم شاركوا في المونديال·
ولم يكن الفريق التونسي أحسن حالاً·· هزيمة من روسيا المهلهلة·· وتعادل مشجع مع بلجيكا·· ثم العرض الأخير والهزيمة أمام البلد المضيف اليابان·· وكأنهم يقولون انهم لم يستحقوا الصعود أبدا للنهائيات·

والأفارقة في كأس العالم

ولم تكن المشاركة الأفريقية في أفضل حالاتها·· تونس شرحنا ماذا حدث لها·· نيجيريا ظهرت فجأة مثل الشبح·· ويبدو ان الخلافات الداخلية كانت أكبر من المتوقع·· كما ان تكتيكات المدرب اونجينيدي كلها كانت فاشلة·· وعدم ضمه لأفضل لاعبيه هز الفريق بشدة·· بالاضافة الى ان معظم هؤلاء اللاعبين اتجهوا للاسلوب الفردي·· لعل هذا يأتي لهم بعقود أفضل·
وربما ظهرت الكاميرون بصورة أفضل قليلاً·· فهي تعادلت مع ايرلندا ·· ثم هزمت السعودية·· غير ان السقوط أمام الألمان·· رغم كونهم يلعبون بعشرة·· ثم 9 لاعبين هو الذي قضى عليهم ·· وكان بطل أفريقيا شبحاً لا أكثر ولا أقل·
ولايختلف الحال مع جنوب أفريقيا التي لم تفعل شيئاً مطلقاً·· ومن الواضح ان الانقلاب الذي حدث قبل المونديال وأسفر عن تجريد البرتغالي كارلوس كويروش من قوته لاجباره على الاستقالة قد ضعضع بشدة الفريق·· ولم يستطع جونو سومو ان يفعل شيئا لأنه واضح ان خبرته ليست بالقوية·· وخاصة ناحية اختيار اللاعبين والتكتيكات·

فاكهة البطولة·· أفريقي

نأتي الى السنغال··فاكهة البطولة بحق وحقيقي·· هو الفريق الذي استطاع ان يحمل الراية الأفريقية بكل فخر في هذه البطولة وأثبت ان المستقبل للشباب لا محالة·· وأثبت الفرنسي المغمور برونو ميتسو انه عندما قام بجولته الشهيرة على 140 نادياً فرنسياً من الدرجة الأولى حتى الرابعة·· لم تسفر عن فراغ·· فحصد أفضل الثمار·· فلم يكن أحد يتوقع لتلك المجموعة الشابة ان تقهر بطل العالم فرنسا في لقاء الافتتاح أمام أعين ملايين الناس في كافة أنحاء المعمورة·· ولم تكتف بذلك ·· انما أقصت السويد الفريق الأوروبي العنيد بهدف ذهبي مثير·· لكن رحلتها انتهت عند دور الثمانية أمام الفريق التركي·· ولم تكن الخبرة كافية في هذه الحالة·
هذا الفريق الشاب اعماره تتراوح مابين 20 الى 22 عاماً·· ومعنى ذلك ان أمامه بطولتي عالم على الأقل يستطيع ان يتأهل اليهما لو استمر معه هذا المدرب الذي فرض اسمه بقوة في البطولة ولم يكن أحد يعرف عنه الكثير حتى بدايتها·

فرق لا تستحق المشاركة

وبعيداً عن الارجنتين والبرازيل فإن ممثلي الأميركيتين تفاوتت مستوياتهم·· طبعاً الولايات المتحدة كانت أفضلهم جميعاً·· لكن مشكلتهم ان تلك كانت مغامرة ليس أكثر ولا أقل·· بمعنى انه قد لا يتكرر صعودهم البطولة المقبلة في ألمانيا·· وأثبتوا هم انهم فريق مغامرات فقط·· لعب مدربهم بروس ارينا بفكرة معينة·· تعتمد على السرعة والشباب والتحرك السريع من مكان لآخر وهكذا ظهرت أسماء جديدة وشابة مثل الاسم السريع داماركوس بيزلي ولاندون دونوفان·· وأعاد كلاوديو رايينا مستواه الى المعهود·
باقي الفرق كانت لاتستحق حتى الصعود·· المكسيك صاحبة العراقة والتاريخ دخلت بفريق من العجائز ليس به جديد·· وليس به فكر أو طموح·· انما عادي جدا·· وكأنهم يلعبون مباريات ودية·· فاستحقوا الخروج أمام أميركا في دور الستة عشر·
أوروجواي لعبت علـى سمعتها بفريق يتكون من نجوم دوري الكالتشيو الايطالي القوي·· ولكن ذلك لم ينفذ شيئاً هذا رغم مباراتها المثيرة مع السنغال·· والتي تعادلت فيها بعدما كانت مهزومة صفر/3 في الشوط الأول·
باراجواي جاءت البطولة بمدربها الايطالي شيزازي مالديني وكان من الواضح انهم في الاعلام يحسدونه على الراتب الشهري الكبير الذي يتقاضاه ويؤثرون على تفكيره·· فلم يرق في خططه الى التوقعات فخرج·· وان كان هذا الخروج قد تأخر قليلاً الى مباراة ألمانيا في دور الستة عشر·
اكوادور·· هذا الفريق هو أحد الفرق التي لاتستحق حتى مجرد الصعود الى النهائيات·· فلم يظهر كفريق كرة محترم صعد من تصفيات صعبة للغاية·· بل اكتفى بدور أحد الضيوف الذين يكملون الصورة·
وكذلك كانت كوستاريكا أحد ضيوف المونديال·· فلم تكن لها كرة مميزة ·· ولاتفكير واضح·· فاستحقت الخروج سريعا·· ولم يظهر أحد من نجومها المعروفين·· خاصة باولــــــو وانشوب ورونالدو جومــــــيز·· المحترفـــــان الوحيدان بأوروبا بأي مستوى·· ويبدو ان عدم وجود نجـــــــوم محترفين كُثر في أوروبا أثر كثيراً على مســــــتواها·

باقي فرق أوروبا

الفريق التركي يحسب له بشدة انه وصل الى المباراة نصف النهائية وهو الشيء الذي لم يتوقعه أحد مطلقاً·· مستواه تطور كثيراً·· هذا بفعل احتراف معظم لاعبيه في أندية أوروبية قوية·· وبالتالي احتكاكهم·· ولم يكن غريباً ان يقدموا هذا الأداء·· خاصة وان مدربهم سينول جونيس لعب على الواقع··ولم يسع الى تخيل انه لن يفوز ·· ولهذا سار في طريقه·
لكن يجب أيضا ان نذكر انهم لم يلعبوا مع خصوم أقوياء·· حتى لقاء البرازيل في المباراة قبل النهائية·
وكذلك يجب الاشادة بالمنتخب البلجيكي الذي كان نداً حقيقياً حتى مباراة دور الثمانية أمام البرازيل عندما انهزم بكرة ارتطمت في أحد المدافعين وغالطت حارسه·· وهي سمة معظم أهداف البرازيل في البطولة·
هذا الفريق البلجيكي يمكن ان نقول انه جاء من لاشيء·· ومدربه روبيرت فاسيجي عمل شيئاً من لاشيء ·· فاستطاع ان يلفت الأنظار·· هذا رغم التوقعات المسبقة بسرعة خروجهم من الدور الأول·
فريق جمهورية ايرلندا كان أفضل الفرق الأوروبية السيئة·· فقدم مباراة تاريخية أمام ألمانيا في الدور الأول وكاد ان يفور لو لا عدم خبرة لاعبيه الذين يلعب معظمهم بفرق الدوري الممتاز بانجلترا·· لكن أيضاً وهذه مشكلة هناك لاعبون أقل في المستوى في جميع الخطوط·· ويبدو ان شبح ابعاد روي كين كابتنهم في بداية المونديال ظل يطاردهم حتى الخروج رغم جهود مايك مكارثي المدرب الذي بدا غبياً في لقاء اسبانيا بدور الستة عشر·· فقد كان يمكنه الفوز بعد انهيار الاسبان في الشوط الاضافي نظرا للياقة لاعبيه البدنية المرتفعة ·· لكنه فضل ان يلعب على المضمون في رأيه وهي ضربات الجــزاء وربما لم يكن يعلم ان لاعبيه لايجيدونها·
روسيا لم تكن بالفريق الذي يخيف أحداً·· اهتم المدرب اوليج رومانتسوف بأمور صغيرة ونسى الجوانب المهمة·· لم يهتم بتجديد شباب دفاعه ولامستوى حارس مرماه·· وركز على الكرة السريعة في الوسط·· واعتمد على نفس المجموعة التي أصبحت كبيرة في السن·· ولذا رسم مستقبله بنفسه·· وخرج غير مأسوف عليه مطلقاً·
بولندا·· في عودتها الأولى للمونديال·· بدت مهلهلة·· وكأنها لاتريد أكثر من الظهور·· والواضح ان هناك مشاكل داخلية كثيرة وحالة عدم انسجام في الصفوف·· وحتى الحارس الكفء جيرزي دوديك انكشف أمام خط دفاعه الضعيف·· فبدأ بلا حول·
البرتغال·· كان يتوقع لها أفضل من هذا بكثير·· خاصة لوجود الأسماء اللامعة بها ·· فيجو، روي كوستا، كوتو، نونو جوميز·· لكن المدرب انطونيو اوليفيرا وقع في خطأ مهم هو انه اهتم بالأسماء في الدفاع على حساب المستوى ·· فانكشف من أول مباراة وظهر لاعبون مثل كوتر، كوستا مثل الكارثة·· خاصة مع سرعة مهاجمين مثل الأميركيين··ولم يقدموا مستواهم الا في مباراة بولندا فقط·· ثم جاء خروجهم غير المأسوف عليه من مباراة كوريا البلد المضيف·
سلوفينيا·· أحد ضيوف الشرف بلا منازع·· ومسحوا تماماً الصورة الطيبة التي تركوها في كأس الأمم الأوروبية الماضية·· وربما كان الخلاف الشديد بين المدرب سريكو كاتانيتشي وأفضل لاعبيه زلاتكو زاهوفيتشي قد أثر على باقي الفريق·· فخرج تماماً مثلما صعد بدون طعم أو رائحة مميزة·

السويد والدنمارك

السويد·· اجتهدت نسبياً·· ولكن يبقى لديها شيء غريب تبدأ بقوة كبيرة واستعداد ·· ثم يبدأ التعب والارهاق يدركهم عند نقطة معينة ولايستطيعون اكمال المشوار·· ولذا انهزموا بجدارة في دور الستة عشر أمام السنغال الأسرع·· بالهدف الذهبي هذا رغم مستواهم المميز في الدور الأول·· واقصاءهم للأرجنتين غير ان هذه هي كرة القدم·
وينطبق الحال نسبياً على الدنمارك التي لم يتوقع لها أحد ان تفعل ما فعلته·· وتتلاعب بمنتخب فرنسا·· البطل السابق·· لكن أيضا الطاقة نفدت فيما بعد·· وبالتحديد عند مباراة انجلترا بالدور الثاني·· وقضى عليهم الانجليز في الشوط الأول ·· لكن الفريق الدنماركي أظهر ان لديه بعض العناصر الجيدة للغاية ويمكنها ان تقدم المزيد·
كرواتيا·· أثبت فريقها ان لاشيء ثابت في هذا العالم·· فبينما خطفت الأضواء في كأس العالم الماضية واستحقت المركز الثالث·· اذا بها تبعد الأضواء بنفسها عن نفسها·· وهي تلعب بفريق من المخضرمين الذين لايستطيعون التأقلم مع درجات الحرارة العالية·

كوريا واليابان

نأتي الى كوريا ·· الدولة التي اشتركت في التنظيم·· فنلاحظ انها قدمت كرة أفضل من شريكتها اليابان·· والسبب بسيط ويعود الى عراقة كرة كوريا·· وهذه المجموعة الشابة التي خطط لها بنجاح الهولندي خوسي هيدينك -رغم ضعف مستواه التكتيكي- ربما ساعدها الحظ كثيرا خاصة في لقاء ايطاليا التي كانت تستحق الفوز لو لا اخطاء الحكام وحاملي الراية·· ثم ساعدها أكثر في مباراة اسبانيا ولا غبار على ذلك لانها كانت يجب ان تفوز بالهدف الذهبي (أي الاسبان)·
بيد ان الخبرة والماكينات الألمانية وضعت حداً لهم·· فخرجوا بعد ان استفادوا كثيرا··
وربما ينطبق الوضع نفسه لكن بصورة أخف قليلاً على الفريق الياباني·· الذي اعتمد مدربه الفرنسي فيليب تروسيه (وهو أفضل تكتيكيا من هيدنيك) على ناحية السرعة والتكتيك والمهارات الفردية لبعض لاعبيه مثل نكاتا واينماوتو ·· لكن بقي الدفاع المشكلة الأكبر·· والتي دفع مقابلها غالياً في اللقاء المصيري أمام تركيا بدور الثمانية·

الصين·· أسوأ الأسوأ

وربما كانت الصين هي أسوأ فريق على الاطلاق في المونديال·· ولم يصدق أحد مطلقاً انها هي نفس الفريق الذي بدا عملاقاً في التصفيات ولاعبوه كانوا في أفضل مستوياتهم··
وتبرير ذلك منطقي ·· يكمن في المدرب الصربي بورا ميلتو نوفيتشي الذي يصل بلاعبي الفريق أو المنتخب الذي يدربه الى أعلى درجة لبلوغ غاية معينة·· ثم تتجمد أفكاره عند هذا الحد·· ولانعرف لماذا لم يفكر المسؤولون الصينيون في استبداله·· هذا رغم انهم يعلمون جيداً -أو ربما- هذه الحقائق·· وسبق ان حدث منه نفس الشيء مع عدة منتخبات قادها مثل أميركا والمكسيك·

( الزعيم )
05-07-2002, 06:33 AM
وربما كانت الصين هي أسوأ فريق على الاطلاق في المونديال·· ولم يصدق أحد مطلقاً انها هي نفس الفريق الذي بدا عملاقاً في التصفيات ولاعبوه كانوا في أفضل مستوياتهم··
وتبرير ذلك منطقي ·· يكمن في المدرب الصربي بورا ميلتو نوفيتشي الذي يصل بلاعبي الفريق أو المنتخب الذي يدربه الى أعلى درجة لبلوغ غاية معينة·· ثم تتجمد أفكاره عند هذا الحد·· ولانعرف لماذا لم يفكر المسؤولون الصينيون في استبداله·· هذا رغم انهم يعلمون جيداً -أو ربما- هذه الحقائق·· وسبق ان حدث منه نفس الشيء مع عدة منتخبات قادها مثل أميركا والمكسيك·



اعتقد ان منتخبنا هو اسوأ منتخب ...

لانه لم يسجل اي هدف .. ودخل عليه درزن من الاهداف ...

العمدا
05-07-2002, 10:32 AM
بخصوص البرازيل..فانا اشوف انهم استحقوا الكاس نوعا ما..

اما اسوا منتخب..فهو وللاسف منتخبنا!!