البدر المنير
09-07-2002, 06:55 AM
في زمن العقوق لم يجد العم سعيد (80عاما) ايّاً من اقاربه او اصدقائه ليحمله الى المستشفى عندما اشتدت به الالام ونزف جرحه ليدفع الثمن غاليا وينكفيء على احزانه في انتظار من يحتضنه او من يحمله الى مركز التأهيل الشامل.
سعيد وهو في هذه السن المتأخرة ينعي زمان ترابط الاهل والعشيرة باكيا: هم لايريدونني -سامحهم الله- خذوني الى دار المسنين حتى لا اكون عبئا او ضيفا ثقيلا على احد! ولكن فيم كل هذا الالم, ولماذا يختار العم سعيد هذا المصير لنفسه ولماذا يحمل بقسوة على الذين تخلوا عنه..?
لم يكن المسكين يدري ان المصير سينتهي به مقعدا على السرير الابيض في المستشفى وقد تخلى عنه اقاربه واصدقاؤه وهو يحاول جاهدا ايجاد تفسير لهذه القسوة, هل حدث ذلك لتراجع انبل الروابط الانسانية بين افراد الاسرة الواحدة, ام حدث ذلك لسيادة القيم المادية في حياتنا المعاصرة, ام هو انشغالهم ولهاثهم الدائم وراء لقمة العيش وضغوط الحياة اليومية, ام تغيرت قلوب الناس وتبد لت احاسيسهم وعواطفهم?.
وحيدا ممدّدا على السرير وجدت العم سعيد كأنما هو في منفى قسري, سألته عما اوصله الى هذا المكان الموحش فذرفت عيناه وهو يتمتم بكلمات متقطعة: قبل ثلاثة شهور اصبت في قدمي اليسرى فلم اجد احدا من اقاربي او اهلي كي ينقلني الى المستشفى لتضميد الجرح وتنظيفه, وعندما عصفت بي الالام ربطته بخرقة قماش بالية فيما كنت اغسل جرحي كل يوم وبعد مرور عدة اسابيع اشتدت آلامي الى درجة انني لم اقوَ على الحركة, لكن احد الجيران اشفق عليّ وحملني الى المستشفى, وبعد اجراء سلسلة من الفحوصات والتحاليل الطبية افادوني بأن الجرح قد تلوّث تماما وأنني مصاب الان (بالغرغرينا) ولكي اسلم منها لابد من بتر القدم اليسرى من منتصف الساق.. لاح لي المنظر فخفت واحجمت عن اجراء العملية لكنهم اقنعوني بضرورة اجراء العملية كي لايستشري الداء في جميع انحاء الجسد فرضخت لهم وبتروا ساقي الا ان احدا من اقاربي او اصدقائي لم يأت للاستفسار عن حالتي الصحية, ماحدا بادارة المستشفى مخاطبة مركز التأهيل الشامل بعد خروجي من المستشفى (الى الان لم يجيء الرد)..
اعرف انهم لايريدونني -سامحهم الله- خذوني الى دار المسنين كيلا اكون عبئا او ضيفا ثقيلا على أحد.
_____________
منقول .
لا حول ولا قوة الا بالله
:! :! :!
سعيد وهو في هذه السن المتأخرة ينعي زمان ترابط الاهل والعشيرة باكيا: هم لايريدونني -سامحهم الله- خذوني الى دار المسنين حتى لا اكون عبئا او ضيفا ثقيلا على احد! ولكن فيم كل هذا الالم, ولماذا يختار العم سعيد هذا المصير لنفسه ولماذا يحمل بقسوة على الذين تخلوا عنه..?
لم يكن المسكين يدري ان المصير سينتهي به مقعدا على السرير الابيض في المستشفى وقد تخلى عنه اقاربه واصدقاؤه وهو يحاول جاهدا ايجاد تفسير لهذه القسوة, هل حدث ذلك لتراجع انبل الروابط الانسانية بين افراد الاسرة الواحدة, ام حدث ذلك لسيادة القيم المادية في حياتنا المعاصرة, ام هو انشغالهم ولهاثهم الدائم وراء لقمة العيش وضغوط الحياة اليومية, ام تغيرت قلوب الناس وتبد لت احاسيسهم وعواطفهم?.
وحيدا ممدّدا على السرير وجدت العم سعيد كأنما هو في منفى قسري, سألته عما اوصله الى هذا المكان الموحش فذرفت عيناه وهو يتمتم بكلمات متقطعة: قبل ثلاثة شهور اصبت في قدمي اليسرى فلم اجد احدا من اقاربي او اهلي كي ينقلني الى المستشفى لتضميد الجرح وتنظيفه, وعندما عصفت بي الالام ربطته بخرقة قماش بالية فيما كنت اغسل جرحي كل يوم وبعد مرور عدة اسابيع اشتدت آلامي الى درجة انني لم اقوَ على الحركة, لكن احد الجيران اشفق عليّ وحملني الى المستشفى, وبعد اجراء سلسلة من الفحوصات والتحاليل الطبية افادوني بأن الجرح قد تلوّث تماما وأنني مصاب الان (بالغرغرينا) ولكي اسلم منها لابد من بتر القدم اليسرى من منتصف الساق.. لاح لي المنظر فخفت واحجمت عن اجراء العملية لكنهم اقنعوني بضرورة اجراء العملية كي لايستشري الداء في جميع انحاء الجسد فرضخت لهم وبتروا ساقي الا ان احدا من اقاربي او اصدقائي لم يأت للاستفسار عن حالتي الصحية, ماحدا بادارة المستشفى مخاطبة مركز التأهيل الشامل بعد خروجي من المستشفى (الى الان لم يجيء الرد)..
اعرف انهم لايريدونني -سامحهم الله- خذوني الى دار المسنين كيلا اكون عبئا او ضيفا ثقيلا على أحد.
_____________
منقول .
لا حول ولا قوة الا بالله
:! :! :!