المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـــقـــضـــاء والـــقــدر



غيث الغيث
09-07-2002, 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ...... أما بعد :

** خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه رضي الله عنهم وهم يتنازعون في القدر ، فنهاهم عن ذلك وأخبر أنه ما أهلك الذين من قبلكم إلا هذا الجدال .

** القضاء والقدر من توحيد الربوبية : وهو إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير ، وهو سر الله المكتوم لا يعلمه إلا الله ، مكتوب في اللوح المحفوظ لا يطلع عليه أحد ، لا نعلمه نحن إلا بعد وقوعه أو الخبر الصادق عنه ، فكل إنسان ميسر لما خلق له .

انقسام الأمة الإسلامية في القدر

1- غَلوا في إثبات القدر وسلبوا العبد قدرته واختياره ، وقالوا : إن العبد مسير لا مخير
فهؤلاء ضالون ، لأنه مما يعلم بالضرورة من الدين والعقل والعادة ، ولو قلنا بهذا القول لبطلت الشريعة .. فالعبد لا يُحمد على فعل محمود ولا يُلام على فعل مذموم .

2- غَلوا في إثبات قدرة العبد واختياره حتى نفوا أن يكون لله تعالى مشيئة أو اختيار أو خلق فيما يفعله العبد .
وهؤلاء غَلوا وتطرفوا تطرفاً عظيماً في إثبات قدرة العبد واختياره ، ولو قلنا بهذا القول لأُبطل جانب من جوانب الربوبية .. وهم مُدعون في ملك الله تعالى ما لا يشاؤه ولا يخلقه .

3- هم الذين آمنوا فهداهم الله لِما اُختلف فيه من الحق فسلكوا مسلكاً وسطاً قائماً على الدليل الشرعي والعقلي ، وقالوا : الأفعال التي يُحدثها الله في الكون :-
( أ ) ما يجريه الله من فعله في مخلوقاته ، فهذا لا اختيار لأحدٍ فيه .
( ب) ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الإرادة ، فهذه تكون باختيار فاعليها وإرادتهم .

** المؤمن ينبغي أن يكون عقله غالباً على هواه ، وإذا حكم عقله فالعقل بالمعنى الصحيح يعقل صاحبه عما يضره ويدخله فيما ينفعه .

** قرر أهل السنة والجماعة أن الإنسان يفعل باختياره وأنه يقول كما يريد ولكن إرادته واختياره تابعان لإرادة الله تبارك وتعالى ومشيئته .


مراتب القدر

1- العلم : الإيمان الجازم بأن الله بكل شيء عليم وأنه يعلم ما في السماوات والأرض جملةً وتفصيلاً سواء كان ذلك من فعله أو فعل مخلوقاته .

2- الكتابة : كتابة الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء .
وجمع الله هاتين المرتبتين في قوله تعالى : { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب .... } .

3- المشيئة : أن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السماوات أو في الأرض .. قال تعالى : { لمن شاء منكم أن يستقيم () وما تشاءون إلا أن يشاء الله ...}

4- الخلق : الإيمان بأن الله خالق كل شيء ، فما من موجود في السماوات والأرض إلا الله خالقه .. قال تعالى : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً } .


** وقد يشكل على الإنسان كيف يصح قول في فعلنا وقولنا الاختياري أنه مخلوق لله عز وجل ؟
نقول : نعم يصح ذلك ، لأن فعلنا وقولنا ناتج عن أمرين :
( 1 ) القدرة . ( 2 ) الإرادة .



مأخوذ من كتاب : القضاء والقدر / للشيخ : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .