تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية كيف يتجسس الأمريكيون على الأفغان ؟



Black_Horse82
10-07-2002, 11:36 AM
كيف يتجسس الأمريكيون على الأفغان ؟

أخبار :آسيا :الأربعاء 29 ربيع الآخر 1423- 10 يوليو 2002م تحديث 10:00 ص بتوقيت مكة المكرمة

مفكرة الإسلام: في ظل شجرة هزيلة في الجيب الرملي الجاف في جنوب شرق أفغانستان قرب الحدود مع باكستان جلس العريف مايك فرانسيس مع شيوخ القرية وبدأ يطرح عليهم قائمة من الأسئلة: كم هو عمق آباركم؟ وأين يوجد أقرب طبيب عليكم؟ هل يوجد أي من مقاتلي طالبان أو القاعدة هنا؟ وبكم تبيعون السجاد الذي تنتجه القرية؟ كانت هذه الأسئلة أشبه باستطلاعات معهد غالوب بالطريقة التي صدرت عن العريف مايك فرانسيس من كتيبة الشؤون المدنية الـ 489 وكان الجنود يدونون إجابات القرويين ويمررون المعلومات إلى عمال الإغاثة.
بهذه الرواية بدأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية تحقيقها من داخل أفغانستان عن وسائل القوات الأمريكية في جمع المعلومات وحاولت الصحيفة نقل وجهتي نظر متناقضتين حول تلك الوسائل وتقول الصحيفة: نحن هنا لمساعدتكم هكذا خاطب لالمات خان رئيس شيوخ القرية التي تدعى كوتشاكان في مقاطعة خوست ولكننا بحاجة للحصول على مساعدتكم أولا.
وتمضي الصحيفة: يذكر أن الولايات المتحدة ملتزمة بالاحتفاظ بوجود قوات مقاتلة في أفغانستان على الأقل لمدة 12- 18 شهرًا أخرى، وربما يمتد إلى ما بعد حلول عام 2004 عام الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، ولكن وحدات الشؤون المدنية ربما تبقى في أفغانستان لمدة أطول.
وتضيف الصحيفة يقول الرائد كليفورد باريت مخطط شؤون مدنية في قاعدة باغرام الجوية القريبة من كابول أن الجيش الكبير يحبذ تدمير الأشياء لأن هذا هو عمل الجيوش الكبيرة، وأما الجيش الصغير فيحبذ ترميم الأشياء، وقال: إن مهمة الشؤون المدنية هي القيام بحلقة الوصل بين المدنيين والجيش، وهذا يعني تقليص تدخل المدنيين في العمليات العسكرية ولكن أيضًا تخفيف آثار تلك العمليات على المدنيين.
وبرغم الأسئلة التي طرحها العريف فرانسيس حول وجود مقاتلين من القاعدة أو طالبان، إلا أنه قال: إن جنود وحدات الشؤون المدنية لا يتصرفون كجواسيس فعليين فنحن لسنا الجهة المخولة بجمع معلومات استخبارية وهو مخالف للقانون الذي يحكم عملنا.
ولكن في السر يوجه العاملون في قوات التحالف والمنظمات غير الحكومية انتقادات لمظاهر تعاون الولايات المتحدة مع أمراء الحرب وتمويلهم وهو ما أقرته واشنطن في سعيها لتحقيق هدفها الأبرز وهو القضاء على شبكة القاعدة.
ولكن الشركاء في التحالف والمنظمات غير الحكومية يقولون: إن التعاون مع أمراء الحرب يتعارض مباشرة مع الهدف الأوسع وهو تحقيق الاستقرار في أفغانستان وإعادة بناء المؤسسات الوطنية. وتتعرض الأمم المتحدة إلى ضغوط متزايدة من اللاجئين الأفغانيين حيث يوجد حوالي مليون لاجئ يريدون العودة إلى أفغانستان هذا العام، وأما القرارات الفاشلة التي تسفر عن مقتل مدنيين مثل قصف مدنيين أثناء حفل زفاف من قبل الطائرات الأميركية مؤخرًا، فتساهم أيضًا في تقليص التعاون والدعم المحلي. ويقول الرائد باريت أن مهمة وحداته ليست إصلاح ما تخلفه القنابل ولكنها اضطرت إلى القيام بتهدئة غضب المدنيين جراء العمليات العسكرية الطائشة وفي ردهم على الأسئلة يصر القرويون على القول بأنه ليس لديهم أية علاقات مع طالبان والقاعدة ولكن الجنود يأخذون إجاباتهم هذه على مضض ولا يستغربون امتناع القرويين عن التعاون في هذا الصدد وأحيانا يحتاج الأمر لزيارة أهالي القرية ثلاث أو أربع مرات حتى يتجرأ أحدهم على القول بأن بعض مقاتلي طالبان أو القاعدة كانوا يزورون القرية مرة في الأسبوع، وبعد أن ينهي الجنود استيفاء كافة المعلومات التي يريدونها يتقدم القرويون بمطالبهم للمساعدات أحدها إقامة سد على النهر لتوليد الكهرباء والآخر إصلاح سقف المسجد المهدم.

http://www.islammemo.com/newsdb/one_news.asp?IDNews=1192