المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم المرأة وللحب حدود



غيث الغيث
10-07-2002, 01:42 PM
--------------------------------------------------------------------------------

وللحب حدود..!
خالد أبوعمار


في حياة كلّ منا أناس يفرح بذكرهم، ويأنس بكلامهم، ويتخذهم قدوة في السير على درب الهدى؛ إخلاصاً لربّ العالمين، وتأسياً بالنبي الأمين صلى الله عليه وسلم.

ولكن.. على هذا الدرب عوائق وعثرات.. لا يسلم منها إلا من سلم له أصل العبودية، وذاق حلاوة الإيمان بحق، فإذا "الله ورسوله أحبّ إليه ممَّا سواهما"، وإذا به "يحب المرء لا يحبه إلا لله"، وإذا به "يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار".. ومن أجل ذلك فهو يحذر من كل ما يقربه إلى هذه النار؛ من اتخاذ الأنداد، وتقديس البشر!!

نعم، إنَّ أناساً تنطوي نفوسهم على خير كثير تزلُّ أقدامهم على درب التأسي بالصالحين، فيخرج بهم إعجابهم المفرط "بمحبوبيهم" إلى ما يشبه التقديس:



فكثير من المحبين والمحبات، ترى شغله الشاغل هو الحديث عن هذا "المحبوب"، شيخاً، أو معلماً، أو صديقاً، أو غيرهم من الأشخاص، والثناء عليه، وتتبع آخر أقواله وأفعاله وأحواله!!

وحتى طلاب العلم، تجد فيهم مَنَْ قولُ شيخه عنده هو المقدم في المسائل الخلافية كافة دائماً وأبداً، دون حاجة إلى نظر أو تدبر أو تمحيص!

وهكذا في أصناف عديدة من "المحبين المفرِطين" يبدأ إعجاب أحدهم بـ"المحبوب" بداية سويّة، فيحبه في الله؛ لأنه يذكّره بالله، ويتخذه قدوة في الخير..، ثم يتدرَّج به الشيطان شيئاً فشيئاً إلى الهاوية (الحب مع الله)!!

أو ليس الشيطان قد تدرَّج بالقوم (في غابر الزمان) فأحبوا "وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً" لصلاحهم، ونصبوا التماثيل لهم؛ لتشوّقهم إلى العبادة.. ثم جاء جيل بعدهم فاستخفهم الشيطان وزيَّن لهم أنهم إنما كانوا يعبدونهم، فعبدوهم.. وتحوَّل الحب في الله الذي يقرّب إليه سبحانه، إلى شرك عظيم يوجب الخلود في النار!

فالحذر الحذر من خطوات الشيطان على درب الحب والتأسي.. ولكن: اعتدال بلا غلو، واقتداء بلا تقديس، وصيانة لأصل العبودية والاتّباع من الزلل والانحراف.




--------------------------------------------------------------------------------

تــوتـه
10-07-2002, 11:34 PM
جزاك الله خير....:) :)