المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أصغر وأبشع ضحايا 'العولمة' بطبعتها الأمريكية!



Black_Horse82
11-07-2002, 11:49 AM
أصغر وأبشع ضحايا 'العولمة' بطبعتها الأمريكية!
10/7/2002
خالد حسن

http://152.160.23.131/alasr/images/kids.jpg

في ظل "عولمة" أو بالأحرى "أمركة" موغلة في إحراز إصابات و"استحقاقات" منفعية مجردة وقاتلة في مجالات المال والسلاح والسوائل وخالية من أي قيمة إنسانية أو أخلاقية، فإن النظر إلى الإنسان - لا يختلف عن أي فلسفة مادية- لا يتجاوز كونه ظاهرة مادية كغيره من الظواهر الطبيعية!، لا يعرف حدودا أو قيودا ولا يلتزم بأي قيمة أخلاقية أو معرفية، وهو في الأخير كائن لا يتمركز إلا على مصلحته ومنفعته المادية.

ولهذا قد لا نستغرب – في ظل النظرة المجردة وزحف "العولمة" التي لا تؤمن بحدود ولا قيم ولا أخلاق- أن أكثر من 211 مليون طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة يشتغلون في عالم اليوم. ونجد من أكثر المؤسسات استغلالا للقصر (الصغار)هي الشركات المتعددة الجنسيات – والتي تعد من أبرز سمات العولمة-، ونذكر منها: التبغ

Philip Morris, Altadis)) ، والموز ) (Chiqita, Del Monte والكاكاو (Cargill)، في مالاوي مثلا، حيث تستقطب صناعة التبغ أعلى نسبة في التوظيف، نجد أن عشرات الآلاف من الأطفال مستغلين للعمل في حصد المنتوج وتجفيف أوراق التبغ، وفي الإكواتور، أطفال من 7 إلى 8 سنوات يشتغلون في حقول الموز 12 ساعة يوميا، وفي كوت ديفوار، أول منتج عالمي للكاكاو، آلاف الأطفال مستعبدين و مستغلين للعمل في زراعته. علما أن مئات من الأطفال (خاصة في إفريقيا) يُهربون من بلد إلى آخر لاستغلالهم في أعمال شاقة، وفي أبريل 2001 اكتشف زورق نيجيري في "رحلة تهريب" من بينين إلى غابون محملا عشرات الأطفال لبيعهم كعبيد حال وصولهم، ويذكر أن أكثر من 200 ألف طفلا ذهب ضحية هذه الصفقات المشبوهة، في إفريقيا الوسطى والغربية.

وحتى في الدول الصناعية الغنية، فإن حوالي 2.5 مليون طفلا –إضافة إلى 11.5 مليون في سن البلوغ بين 15 و17 سنة- يشتغلون وسط ظروف قاسية ومحفوفة بالمخاطر، في أعمال الزراعة والبناء ومصانع النسيج والأحذية : 120 ألف في أمريكا، 200 ألف في إسبانيا، 400 ألف في إيطاليا، وأكثر من مليونين في بريطانيا.

ولا شك أن مثل هذه الأرقام مرعبة ومروعة وتعكس حجم الاستغلال المادي البشع للأطفال، وحرمانهم من حقهم في العيش والتعليم وأبسط ضروريات الحياة الكريمة، من أجل الوصول إلى هدف "عقلاني" – أو هكذا يصفونه في الغرب- تحقيق أرباح ضخمة بحد أدنى من المصاريف، والآلة - صناعة وصيانة- في هذا مقدسة ومعتبرة ومدرجة في المصاريف اللازمة، ولا يقف أمام العناية المركزة بها "حقوق" الطفل العامل!. والطفل يشترى بأبخس الأثمان، أما الآلة فتكلفتها باهظة وشأنها أعظم!. إذ إن أكثر من نصف مليار طفلا يعيشون بأقل من أورو واحد يوميا! وهم أكثر الشرائح عرضة لشظف العيش، و أكثر من 100 مليون طفلا لم يدخلوا المدرسة أصلا ولا يعرفون شكلها وبنيانها!، وسنويا يموت حوالي 11 مليون صغيرا أقل من 5 سنوات، بمعنى 30 ألف يوميا، واحد في كل ثلاث ثواني!!! (حسب إحصاءات المنظمة العالمية للطفولة UNICEF).

هكذا تقتل "العولمة" بطبعتها الرائجة "الأمركة" ملايين من الأطفال وتحرم ملايين آخرين من ضروريات الحياة والحق في العيش الكريم، وتحبس عشرات الملايين كرهائن في قبضة الشركات الاحتكارية الكبرى!!!

http://152.160.23.131/alasr/content/2A21E499-E78F-436E-AB92-B5DA78607132.html