المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية صحيفة أمريكية : إذا أوقفت أميركا دعمها فإن مشرف لن يستمر ليوم واحد



Pure Muslim
11-07-2002, 04:57 PM
مفكرة الإسلام : طالب النائب العام الباكستاني إنزال عقوبة الإعدام بحق أربعة متهمين بعملية خطف وقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل والتي انتهت المحاكمة بشأنها أمس في حيدر آباد في جنوب باكستان، كما أفاد مصدر قضائي. وقال النائب العام رجا قرشي للصحافيين إمام السجن المركزي في حيدر آباد حيث جرت المحاكمة في جلسة مغلقة «أن النيابة العامة طلبت الإعدام للمتهمين الأربعة». ومن المتوقع صدور الحكم الاثنين.
كانت صحيفة هيرالدتريبيون الأمريكية قد وصفت الأجواء التي يجابهها مشرف الآن و قالت يواجه الرجل الذي اختارته أميركا ليوفر قوة محلية لحملة الولايات المتحدة ضد الإرهاب وضعا صعبا على المستوى الداخلي، فالرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي راهن على مستقبله بتحالفه مع الغرب في أعقاب هجمات الـ 11 من سبتمبر، فقد الكثير من التأييد الداخلي بعد أن فرض مجموعة من التغييرات الجذرية في هذا البلد الإسلامي إرضاء لحلفائه الغربيين.
وبعد 9 أشهر على انضمامه إلى التحالف الغربي ضد الإرهاب وجد مشرف نفسه معزولا في بلاده، بعد أن تزايدت الانتقادات الموجهة إليه، وتعاظمت المشاعر المناوئة للغرب في أوساط المسلحين الإسلاميين وأبناء الطبقة الوسطى على حد سواء ويعكس انخفاض اسهم مشرف، التراجع الذي طال شعبيته منذ الخريف الماضي، عندما اكتسب شعبية كبيرة داخليا وفي الغرب كزعيم اسلامي منفتح يسير على خطى أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة وأحد الأبطال الشخصيين للجنرال.
و تتابع الصحيفة لا يوجد أدنى شك حول سيطرة مشرف على الجيش وأجهزة الاستخبارات القوية، في الوقت الحالي، كما انه لا توجد أية دلائل على وجود تهديد لسلطته في الوقت الراهن.
ولكن أخلاص مشرف في تنفيذ المطالب الأميركية، يزيد من الشائعات التي تقول انه تخلى عن سيادة باكستان للولايات المتحدة الأميركية، والكثيرون يرون سياسة باكستان الجديدة تجاه كشمير الآن كحلقة أخيرة في مسلسل الإهانات التي تلقاها على يد الولايات المتحدة. ومع مشاركة عناصر من وكالة المباحث الفيدرالية إف بي أي في الغارات التي تشن على مخابئ عناصر القاعدة وحركة طالبان، فقد وصلت مشاعر العداء لاميركا أوجها.
و تضيف الصحيفة يرى الكثيرون في الشارع الباكستاني ان مشرف اصبح قريبا اكثر من اللازم من الأميركيين لدرجة انه حصل مؤخرا على لقب بو شرف، أما الاستفتاء الذي أجراه قبل نحو شهرين حول مسألة استمراره في الحكم فقد شهد عمليات تزوير واسعة لدرجة أن الجنرال اضطر للاعتراف بغضب المواطنين علنا.
وقد ساهم قراره خلال ربيع هذا العام بمنع عمليات الاختراق التي يقوم بها المسلحون الإسلاميون إلى الجزء الهندي من كشمير مع تجنب الحرب مع الهند إلى زيادة التهديدات بالانتقام من قبل المسلمين. ويقول عثمان مجيد 31 عاما وهو رجل أعمال من إسلام أباد، معبرا عن وجهة نظر الكثيرين من أبناء الطبقة الوسطى: إذا أوقفت أميركا دعمها فإن مشرف لن يستمر ليوم واحد، ويضيف: أن مشرف يقوم بكل هذه الأمور غير الدستورية لأنه يحظى بمساندة أميركا، ولكن أميركا ليست صديقتنا.
ورغم عدم توافر استطلاعات للرأي، يمكن الركون إليها لتقييم أداء مشرف، إلا أن العديد من المؤشرات، مثل أسلوب تصويره في الصحافة، والتعليقات التي يدلي بها الزعماء السياسيون والاقتصاديون في البلاد، توحي بأن الثقة الشعبية به قد تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة. ويمكن ملاحظة التراجع الذي طال شعبية مشرف من خلال متابعة مجلة ذا هاليرالد الشهرية النافذة، فعندما اقترح مشرف أبعاد البلاد عن الإسلام المسلح ظهرت صورته على غلاف المجلة وهو يرتدي قميصا أبيض، ويلوح بيده بجرأة، تحت عنوان يقول باكستان مشرف الجديدة وقد أعطى استطلاع محدود للرأي في ذلك الوقت لمشرف علامات مرتفعة.
وفي خضم هذه الأوضاع، بدأ مشرف بالسعي جاهدا لتثبيت دعائم سلطته فمنذ فترة وجيزة أعلن عزمه على إعادة صياغة الدستور لإعطاء نفسه سلطة حل البرلمان وعزل رئيس الوزراء في أية حكومة مستقبلية منتخبة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها في الخريف المقبل، فإن الكثيرين يعتقدون أن الجنرال يعد الساحة لمواجهة حتمية. وبعد أحداث الـ 11 من سبتمبر عندما خيّر الرئيس جورج بوش، مشرف بين مساعدة الغرب أو الوقوف ضده، اختار الرئيس الباكستاني السير في طريق قيادة الجمهورية الإسلامية إلى التحول نحو العلمانية والاعتدال.
وتمثلت خطوته الأولى في الامتناع عن مساندة حركة طالبان الإسلامية المسلحة التي حكمت أفغانستان، والتي ساعدت أجهزته الاستخبارية على تأسيسها –على حد زعم الصحيفة - وبعد ذلك اتجه مشرف نحو تحجيم الجماعات الإسلامية المسلحة التي أرسلت العديد من المقاتلين إلى أفغانستان وكشمير والتي كانت تهدد بتحويل باكستان نفسها إلى دولة راديكالية وفي ذلك الوقت اظهر مشرف مزيجا من الشجاعة والمسؤولية مكّنه من تجاوز العديد من الضغوط الاستثنائية ولكن يبدو أن فطنة مشرف قد خانته الآن، ولاشك أن شعبه قد لاحظ ذلك مبكرا.