المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كوابيس أمريكا !!!!



{ محب الخير }
12-07-2002, 02:32 AM
أبو عبيد القرشي

بدأت الحملة الصليبية المعلنة على الأمة الإسلامية وطليعتها المجاهدة تتأجج كالنار على الهشيم. فبعد أفغانستان وصلت الحمم الصليبية للعديد من الدول الأخرى كجنوب الفليبين واليمن. وأمام هذه التطورات كان لزاما على الحركات المجاهدة قاطبة أن تتكيف وتتعاطى إيجابيا معها في خطوات مدروسة وفعالة حتى تذيق أمريكا العلقم وترجعها من حملتها مهزومة مدحورة.

ومن باب معرفة مكامن الضعف عند العدو ينبغي الاطلاع على ما كتبه المحللون الاستراتيجيون الغربيون من دراسات حول الثغرات الأمنية والأخطار، الحقيقي منها والمتوهم، والتي تهدد أمن وأمان المجتمع الأمريكي. لابد إذن من دراسة هذه المخاوف بعناية لأنها غالبا ما تشير إلى مواطن الضعف في الأمن القومي الأمريكي.

من المعلوم أن أمريكا تنفق على أمنها القومي سنويا أكثر من كل أعدائها والدول الغير الحليفة لها مجتمعين. كما يتعدى الإنفاق العسكري السنوي لأمريكا ما ينفقه كل أعضاء حلف الناتو مجتمعين زائد إنفاق اليابان والكيان الصهيوني وكوريا الجنوبية. ومع ذلك فإن الدراسات حددت العديد من الاحتمالات المرعبة لدى مسئولي الأمن القومي الأمريكي، والتي يزيد من احتمال وقوعها العجرفة والطيش الأمريكي في التعامل مع الأعداء والمحايدين والحلفاء على حد سواء.

إن الكوابيس التي تؤرق أمريكا كثيرة، من بينها أعمال لا يستطيع القيام بها سوى مجموعات منظمة على مستوى عالي من الاحترافية، لكن من بينها كذلك أعمال يستطيع القيام بها أشخاص عاديون نسبيا.

ويمكن تلخيص الكوابيس الأمريكية فيما يلي:

1- حصول الحركات المجاهدة على أسلحة الدمار الشامل

إن هذا الشبح سيستمر دوما في إرهاق كاهل أمريكا حتى وإن كان الكثير من أبناء الحركة الإسلامية، لضيق الأفق ربما، ينظرون إلى هذا الخيار على أنه ضرب من الخيال. فالحقيقة غير ذلك إذ أن كميات كبيرة من المواد الصالحة لصناعة القنبلة النووية تعتبر"مفقودة" كل عام وبشكل خاص من البلدان التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي السابق. ومعلوم أن كمية المواد المشعة اللازمة لصناعة قنبلة نووية ليس ضخما إذ يتراوح بين 20 كغ للبلوتونيوم المشع و 40 كغ إذا تم استعمال اليورانيوم المخصب. وحتى المهارة اللازمة لم تعد مقتصرة على مهندسين من الطراز العالي فأي طالب جامعي بارع في العلوم الفيزيائية يمكنه القيام بذلك.

وعلى كل فإن الدراسات التي أجريت في هذا الشأن كلها أجمعت على أن حصول الحركات المجاهدة على أسلحة الدمار الشامل هو الكابوس الأكبر الذي تواجهه أمريكا مما يعني أن هذا الاحتمال وارد حقا.

ففي دراسة أجراها وليام بوتر مدير مركز للدراسات المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة الفتاكة في كاليفورنيا بعد زيارة لعشرة مراكز روسية لتخزين المواد النووية سنة 1998، توصل فيها إلى أن العديد من البنايات المخصصة لتخزين كميات ضخمة من البلوتونيوم واليورانيوم المخصب والتي تكفي لتصنيع قرابة سبعين ألفا من القنابل النووية... لا تتوفر على حراسة مسلحة، ولا على محيطات آمنة، ولا على كاميرات مراقبة، ولا على معدات للكشف عن الإشعاع عند الدخول والخروج من هذه المراكز.

وسبق أن بقيت بناية في موسكو تحوي 100 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب دون حراسة لأن ميزانية المعهد النووي لم تكن كافية لتوفير مبلغ الحراسة.

بل وحتى إذا لم تتوفر الحركات المجاهدة على التقنية اللازمة للحصول على المواد المشعة وتركيبها فإن هناك فرصا حقيقية للحصول على قنبلة نووية جاهزة تماما. ففي سنة 1997 أكد الجنرال ليبيد وهو المستشار الأمني للرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن أن الاتحاد السوفيتي سبق وأن صنع في السبعينات عددا لا بأس به من القنابل النووية الجاهزة والتي لا يتعدى حجمها حجم حقيبة صغيرة. وكانت هذه الحقائب في ملكية الاستخبارات السوفييتية لكن بعضها "اختفى" بعد تفكك الاتحاد السوفييتي دون تفسير.

إن مهمة الحركات المجاهدة في هذا الشأن صعبة للغاية ولكنها ليست مستحيلة. فالمنطق السائد في هذه الأمور كما في غيرها هو منطق البيع والشراء.

وترتعد فرائص المسؤولين الأمريكيين أكثر أمام الفرص السانحة التي توفرها العولمة لمن يريد إدخال هذا النوع من الأسلحة إلى أمريكا. ففي سنة 1996 دخل 254 مليون شخص و75 مليون سيارة و 3.5 مليون شاحنة إلى أمريكا قادمين من المكسيك. وعلى النقط الثمانية والثلاثين الرسمية للعبور لم يفتش سوى 5 في المائة من هذا المجمل الضخم.

إنها بالفعل أرقام تدعو إلى التأمل.

2- عودة الحياة إلى الجهاد البحري

من المعلوم أن أمريكا حتى وقبل أن تصبح قوة عالمية كانت دوما تركز على حرية الملاحة البحرية وذلك لتصريف منتوجاتها عبر البحار والاستفادة اقتصاديا من ذلك بشكل كبير. وزاد من حدة حساسية أمريكا تجاه هذه النقطة التوجه الرأسمالي الذي تتبناه أمريكا والذي يجعل كبار الرأسماليين هم الموجهون الحقيقيون للسياسة الأمريكية، وبالتالي يحرصون أبلغ الحرص على تدفق سلعهم عبر العالم دون قيد أو شرط.

وبعد الهجوم الجريء ضد المدمرة كول، افتتحت صفحة الجهاد البحري من جديد. فقد كانت هذه العملية بالفعل نقلة نوعية في العمل الجهادي والذي تبين من خلالها كيف أن التضحية وكلفة لا تتجاوز الخمسة آلاف دولار أديا إلى تدمير بارجة تبلغ قيمتها البليون دولار.

ومنذ ذلك الحين وفرضية لجوء المجاهدين إلى الجهاد بحرا يؤرق مضجع أمريكا. ويزيد الطين بلة بالنسبة لها أن أغلب المضايق والطرق التجارية الهامة تتحكم فيها دول مسلمة (البسفور، الدردنيل، جبل طارق، قناة السويس، مضيق ملكا، مضيق هرمز، باب المندب).

كما أن رصيد المسلمين الطويل عبر التاريخ في القتال بحرا وإنهاك التجارة الصليبية يزيد من احتمال عودة الحياة لهذا النوع من الجهاد. وقد سبق حتى لأمريكا أن احتكت بمجاهدي البحر المسلمين، والتي تسميهم في عرفها "قراصنة"، لما احتجزت سفينتين أمريكيتين من طرف مجاهدين ليبيين سنة 1898 مما دفع بالأمريكيين لقصف مدينة بنغازي حينها واستهداف المدنيين العزل... وما أشبه الليلة بالبارحة.

لقد بدأ هذا النوع من الجهاد يعود إلى الحياة مرة أخرى ولو على استحياء في جنوب الفليبين والأرخبيل الإندونيسي مما جعل مسلمي هذه الدول على أعلى قائمة الاستهداف الأمريكي، ولعل هذا كذلك من بين الأسباب التي تدفع أمريكا لاستهداف الصومال، خاصة وأن لا دولة مركزية تحكمه وله موقع استراتيجي على باب المندب وبالتالي يتحكم في مدخل البحر الأحمر. فإذا انبعث الجهاد البحري مرة أخرى في هذا البلد فسيكون لذلك أثرا مدويا على التجارة العالمية.

من المفارقات كذلك التي تبين مدى خوف أمريكا من هذا الخيار، ما وقع لأفراد الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية من بطش منقطع النظير في معظم الدول الأوروبية لورود إشاعة لدى الأمريكيين تقول بأن هذه الجماعة تفكر في إحياء الجهاد البحري ضد السفن الأمريكية في مضيق جبل طارق. مما يبين مدى تضايق الأمريكيين الشديد من هذا الاحتمال.

3- التعرض للمنشآت والناقلات النفطية

إن أمريكا تنعمت في العقود الماضية برخاء كبير. وقد ساهم في ذلك السياسات الانبطاحية للدول النفطية العربية والتي عملت على تدفق النفط العربي لأمريكا بثمن بخس دراهم معدودات للبرميل. ومن المعلوم أن الاقتصاد الأمريكي لن يتحمل بحال من الأحوال غلاء أسعار النفط بعد أن استلذ استهلاكه بذلك الثمن الزهيد ولا سيما بعدما أصابه الركود على إثر غزوة 11 سبتمبر. كما أنه من البديهي أن أسعار النفط تقفز في مرات عديدة لمجرد إشاعات غير مؤكدة. وهناك من الخبراء الأمريكيين من يخشى من فرضية تعرض الجماعات المجاهدة لمنشآت أو ناقلات نفطية تدميرا وتفجيرا، مما سيترك الأثر البليغ على أسعار النفط وخاصة إذا تكرر هذا النوع من الأعمال بشكل منهجي.

4- الجهاد عبر الإنترنت

بالرغم من أن الحركات الجهادية تفضل إلى حد الآن اللجوء إلى العمليات العسكرية التقليدية، فإن الجهاد عبر الإنترنت في نظر الأمريكيين قد يصبح خيارا جديا لتلك الحركات مستقبلا وذلك للأسباب التالية:

أولا: يمكن الهجوم على شبكة الإنترنت عن بعد بسرية تامة.

ثانيا: لا تكلف الأجهزة اللازمة للهجوم عبر الإنترنت الشيء الكثير.

ثالثا: لا يستلزم الهجوم مهارة استثنائية.

رابعا: لا يستلزم الهجوم الجهادي عبر الإنترنت عددا كبيرا للقيام به.

أما الأهداف التي قد تستهدفها الحركات المجاهدة فهي تتراوح في نظر الخبراء الأمريكيين بين الشبكات الضخمة للكهرباء مرورا بمحطات الطاقة النووية والمؤسسات المالية وصولا إلى شبكة 911 للمكالمات المستعجلة.

قد ينظر البعض بعين الريبة والشك إلى جدوى هذا العمل. لكن يكفي الاطلاع على الأضررا التي طرأت جراء هذه العمليات في عقد التسعينات: ففي سنة 1994 هجم اثنين من قراصنة الكمبيوتر على الشبكة المعلوماتية للقاعدة الجوية في نيويورك وسيطرا عليها بالكامل لمدة أسبوعين. وفي نفس السنة نجح قرصان روسي في الرابعة والعشرين من عمره في سحب مبلغ 10 مليون دولار من البنك الأمريكي (Citibank) ولم يتم القبض عليه إلا بسبب خطئه في صرف مبالغ كبيرة دفعة واحدة. أما في سنة 1998 فقد اضطربت شبكة 911 للمكالمات المستعجلة في مدينة ميامي الأمريكية مما خلف العديد من الخسائر بعد هجوم من طرف قرصان سويدي لم يكن قد تجاوز بعد طور المراهقة.

كما أن الإحصائيات التالية تبين مدى تطور هذا الاتجاه مستقبلا فحسب تصريح لرئيس لجنة حماية البنية التحتية الأساسية في أمريكا، يرى هذا الأخير أن المعرفة اللازمة للقرصنة عبر الإنترنت ازدادت بشكل مخيف. فبعد أن كانت هذه المعرفة منحصرة في بضعة آلاف من الخبراء في الثمانينات، صارت في متناول 17 مليون شخص في 1996 ثم 19 مليون شخص على أقل تقدير في 2001. و بموازاة ذلك فإن عدد فيروسات الكمبيوتر تزايد من خمسة في الثمانينات إلى الآلاف سنة 1996 وهذا العدد مرشح للتضاعف ليعد بعشرات الآلاف سنة 2001.

وحسب وكالة الدفاع عن الشبكات المعلوماتية الأمريكية فقد عرفت وزارة الدفاع 250000 محاولة لاختراق شبكتها سنة 1995 فقط وقد تضاعف هذا الرقم بحلول سنة 2000

كما تبين في استطلاع أجرته مؤسسة حماية الكمبيوتر بمساعدة (F.B.I) سنة 1998 أن الهجمات على شبكة الإنترنت في أمريكا زادت ب22 في المائة منذ 1996 . وهذا رغم أن خمس الهجمات فقط هو الذي يتم إعلانه للسلطات.

إن الاقتصاد الأمريكي يتحول يوما بعد يوم نحو اقتصاد معلوماتي أساسا وتجدر الإشارة إلى أن الأرباح المستخلصة من تكنولوجيا المعلومات تشكل ثلث النمو الاقتصادي في أمريكا لسنة 2000 وهو ما يجعل احتمال هجمات مركزة متتالية ذات تأثير لا يستهان به.

ومن الأشياء التي تقلق الرسميين الأمريكيين كذلك أن شبكة الإنترنت صارت مصدرا كبيرا لتعليم "الإرهابيين" ما لم يكونوا يعلموه. فالشبكة تعج بالكتب المتخصصة في صناعة القنابل ككتاب " The Jolly Roger Cookbook" وكتابي "The Terrorist Handbook" و "Anarchist's Cookbook" المتخصصان في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بتصنيع واستعمال طيف متنوع من المتفجرات.

5- التقاء مصالح الجماعات المجاهدة و عصابات الجريمة المنظمة

وهذا كذلك كابوس يقلق أمريكا وخاصة فيما يتعلق بتهريب الأسلحة وتزوير العملة الأمريكية. فخلال عقد التسعينات انتبهت السلطات الأمريكية إلى عملية تزوير واسعة النطاق والتي شملت الورقات المالية من صنف 100 دولار والتي كان تزويرها عالي الجودة واستفاد منها العديد من المنظمات المعادية لأمريكا عبر العالم. وقد حاولت أمريكا تغيير معالم الورقة النقدية مرارا دون جدوى، فقد استمر المزورون في عملهم متسببين في أضرار لا حد لها للخزينة الأمريكية. وتخاف الدوائر الأمنية الأمريكية من أن تركب الجماعات المجاهدة هذه الموجة فتتمكن من تمويل عملياتها بمبالغ ضخمة وفي نفس الوقت تتسبب هذه الجماعات بشكل مباشر في إضعاف الثقة في العملة الأمريكية على المستوى الدولي مما يؤدي إلى تقلص قيمتها مع الوقت.

بل إن العديد من الدراسات أشارت إلى أن أضرارا كبيرة قد تصيب الاقتصاد الأمريكي بأعمال ولو صغيرة مادامت مستمرة، خصوصا إذا تم انتقاء الهدف والاعتماد على نوعية الأداء.

لقد أفلحت المخاوف المذكورة آنفا وغيرها في إصابة أمريكا بعقدة "الفوبيا" أي الخوف المهووس رغم كل الميزانيات الضخمة التي تصرفها سنويا لحماية نفسها... وقد يؤدي تنفيذ هذه التهيدات إلى تحويل هذه الفوبيا من هذيان لأمريكا في المنام إلى كوابيس تعيشها في اليقظة.

*************************

منقول من موقع الشيخ أسامة بن لادن ولكنه ولاحول ولا قوة إلا بالله محجوب لأهل السعودية .